وردة ـ قصة قصيرة

عضو جديد

وردة

كانت تشمخ بوقفتها، تزهو بصفحة خدها العائمة في شفيف الحمرة . رائحتها الزكية تضوع المكان . جسدها الغض يميل كلما لامسته نسمة طرية ، تتمايل بخفر كراقصة في معبد وثني .

تنحني بحنان لطفل الدار ، تكاد الدنيا تضيق بجنونها العذب عندما تقترب شفتا الطفل من صفحة خدها. لم يكن يزعجها اجتماع الضدين في جسدها : الرائحة الزكية ، والأشواك الواخزة كما الأبر ، بل كانت سعيدة ، قريرة العين … الجمال يحتاج إلى سلاح رادع يحميه، وإلا أصبح مرتعاً لكل عتل زنيم ، لكنها في حضرة طفل الدار كانت تتخلى عن أشواكها ، تشعر بالنشوة كلما اقترب، ترفع رأسها، تلوح بجذعها، تضيق ذرعاً إذا تجاهلها، أو مر بقربها دون أن تتقرى أصابعه وريقاتها .

في عصر ذات يوم مشمس رأت رب الدار يسرع الخطى وهو مقبل نحوها ، حركات يديه متشنجة، يركبه الحنق، هبت نسمة ناعمة، دغدغت مفاصل جسدها همت بالرقص وهي تحسب أنها تخفف عنه وطأة المعاناة… صار بمحاذاتها ، مالت نحوه بغنج حتى لامست صفحة خده…لم تلاحظ كيف امتدت يده على حين غرة جذبتها من عنقها بقسوة أصيبت بالصدمة…! حاولت أن تبتعد…يده قاسية صلبة كالفولاذ، قاومت ...

بذلت أقصى ما تستطيع من جهد، لسعته بأشواكها، اصطبغت أشواكها بالدم انساب الدم إلى حمرة وريقاتها، أطلقت صرخة استغاثة…خطر ببالها أن تطلب النجدة من طفل الدار .. ترى أين ذهب ؟ بعد قليل سمعت صراخاً وصخباً ، ثم رأت حشد من الناس … أيديهم مرفوعة…فوق الأيدي يتمدد طفل الدار ملطخ بالدم…بكت عرفت أن رب الدار معذور…

الحسكة : 13/12/1989

مدير

الأخ المحترم فتحي أولا نرحب بك في هذا المنتدى الذي نتمنى أن ينال إعجابك ونتمنى لك طيب الإقامة معنا . نشكرك على هذه البداية كما أننا لانشبع من الكلام الذي يحرك المشاعر الإنسانية
دمت بخير

عضو فضي

تشكر أخ فتحي على هكذا معاني ومشاعر
ومرحبا بك في هذا المنتدى الحر منتدى الحوار المتحضر