READZ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الحوار المتحضر الاسماعيلي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» شرح قصائد كتاب الثالث الثانوي الجديد
إنهم يفضلون لحم الجحاش ـ قصة قصيرة Icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 24, 2017 6:49 pm من طرف أبو سومر

» بكالوريا لغة عربية
إنهم يفضلون لحم الجحاش ـ قصة قصيرة Icon_minitimeالخميس أكتوبر 19, 2017 5:11 am من طرف أبو سومر

» المشتقات في قصائد الصف التاسع للفصل الثاني
إنهم يفضلون لحم الجحاش ـ قصة قصيرة Icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 18, 2017 7:21 am من طرف أبو سومر

» المشتقات في قصائد الصف التاسع للفصلين الأول والثاني
إنهم يفضلون لحم الجحاش ـ قصة قصيرة Icon_minitimeالإثنين أكتوبر 16, 2017 4:23 am من طرف أبو سومر

» المفعول فيه تاسع
إنهم يفضلون لحم الجحاش ـ قصة قصيرة Icon_minitimeالسبت سبتمبر 30, 2017 9:38 pm من طرف أبو سومر

» أسئلة الاجتماعيات تاسع 2017لكل المحافظات
إنهم يفضلون لحم الجحاش ـ قصة قصيرة Icon_minitimeالسبت مايو 13, 2017 11:46 pm من طرف أبو سومر

» بكالوريا لغة انجليزية
إنهم يفضلون لحم الجحاش ـ قصة قصيرة Icon_minitimeالأربعاء مايو 10, 2017 9:49 pm من طرف أبو سومر

» بكالوريا علمي أحياء
إنهم يفضلون لحم الجحاش ـ قصة قصيرة Icon_minitimeالأربعاء مايو 10, 2017 7:23 pm من طرف أبو سومر

» تاسع لغة عربية توقعات
إنهم يفضلون لحم الجحاش ـ قصة قصيرة Icon_minitimeالثلاثاء مايو 09, 2017 7:37 am من طرف أبو سومر

» تاسع فيزياء وكيمياء نماذج امتحانية
إنهم يفضلون لحم الجحاش ـ قصة قصيرة Icon_minitimeالثلاثاء مايو 09, 2017 1:12 am من طرف أبو سومر

» تاسع تربية وطنية نماذج امتحانية
إنهم يفضلون لحم الجحاش ـ قصة قصيرة Icon_minitimeالإثنين مايو 08, 2017 9:12 pm من طرف أبو سومر

» تاسع رياضيات هام
إنهم يفضلون لحم الجحاش ـ قصة قصيرة Icon_minitimeالإثنين مايو 08, 2017 8:18 pm من طرف أبو سومر

» السادس لغة عربية
إنهم يفضلون لحم الجحاش ـ قصة قصيرة Icon_minitimeالإثنين مايو 08, 2017 4:12 am من طرف أبو سومر

» بكالوريا علمي كيمياء
إنهم يفضلون لحم الجحاش ـ قصة قصيرة Icon_minitimeالأحد مايو 07, 2017 10:54 pm من طرف أبو سومر

» عاشر لغة انجليزية
إنهم يفضلون لحم الجحاش ـ قصة قصيرة Icon_minitimeالأحد مايو 07, 2017 5:58 pm من طرف أبو سومر

المواقع الرسمية الاسماعيلية
مواقع غير رسمية
مواقع ننصح بها

 

 إنهم يفضلون لحم الجحاش ـ قصة قصيرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فتحي فطوم
عضو جديد
عضو جديد




إنهم يفضلون لحم الجحاش ـ قصة قصيرة Empty
مُساهمةموضوع: إنهم يفضلون لحم الجحاش ـ قصة قصيرة   إنهم يفضلون لحم الجحاش ـ قصة قصيرة Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 28, 2009 7:33 pm

إنهم يفضلون لحم الجحاش
" هو أقل الدواب مؤونة ، وأكثرها معونة ، وأخفضها مهوى
وأقربها مرتعاً " الإبشيهي : ( المستطرف في كل فن مستظرف )


1


البداية كانت في عز الظهيرة .

عــندما أمســك عبد الله برسن الحمارة ( الشهرية ) ، وحاول الخروج بها من ( البايكة ) على عجل، حرنت عند الباب، جذبها بقوة ، ضربها على كفها ، لم ترضخ إلا بعد أن رأت ولدها يعبر الباب قدامها ، وهو يرقص رقصة الحمير المعروفة : يرفع قائمتيه الخلفيتين بخفه ورشاقة، يصدر أصواتاً لها رنين مميز ، متقطع .

في نهاية الزقاق امتطى الحمارة، ظل الجحش – طوال الطريق إلى الحقل – يمارس هوايته في الرقص على أنغام مؤخرته.

ربط طرف الرسن بجذع شجرة ، بينما راح الجحش يعبث بالشجيرات القريبة من أمه، نظر إليه عبد الله ، هز رأسه مبتسماً ( بكرة تكبر وتعقل وتصبح حماراً ! ) واتجه صوب الجب ، نزل عدة درجات حيث المحرك القديم قابع بهدوء ، ثم هبط درجات أخرى، وصل مكان المضخة . تمكن من إصلاح ( القشاط ). أنعشته رطوبة الجب، اتكأ على الجدار بعد أن استوى على صندوق العدة .

مضت ساعة من الزمن ، صعد الدرجات . لم ير الجحش ؛ كانت أمه تدور ، تضرب الأرض تجذب الرسن بقوة. التفت يمنة ويسرة . انطلق يبحث عن الجحش على امتداد الساقية، يمم شطر مخيم الخبراء ، وقف على تلة مرتفعة ، أرسل نظراته إلى الأماكن البعيدة … سلم أمره لله ، عاد منهكاً. ركب الحمارة ، فانطلقت به صوب القرية كالمجنونة .

2




بعد يومين اختفى جحش أبي محمود ، ثم تصاعدت وتيرة الاختفاء … في يوم واحد لم ترجع ثلاثة جحاش إلى بيوت أصحابها .

قال أبو صالح : عند العصر تركت الجحش مع أمه قرب شجرة التين ، وعدت إلى البيت .. قبيل غروب الشمس جاءني ولدي الصغير ، وأخبرني باختفاء الجحش .

قال أبو نصر : والله يا جار - أنت أكبر قدر - الجحش له روح مثل بقية مخلوقات الله. وبحاجة إلى ترويح عن النفس … أخذته في نزهة ، تركته قرب الساقية ، يبدو أن النوم كبسني وأنا مستلق في ظل الشجرة ! عندما صحوت كان … بح … فص ملح وذاب !

قال أبو إسماعيل : كان الجحش – الله يعزك – لا يكل ولا يمل ، يقفز في الحوش كالشيطان، يرفس، يضر ..

أثار أعصابي فعلاً ، فقلت لأختك أم إسماعيل أن تخرج به بعيداً عن الدار ، لكنه خرج ولم يعد .

تساءل عبد الله مثل غيره في القرية: " لماذا تختفي الجحاش فقط؟ هاهي الحمير تذهب وتعود في كل وقت ، لم يحدث لها أي شيء ! " .



3




حسبت القرية - في البداية – أن إقبال التجار على شراء الحمير مجرد حالة عارضة، لأن وسائط النقل متوافرة بكثرة، ولا يعقل أن تحل الحمير محلها، لكن الأمر – كما تبين – كان في غاية الجد…

أصبحت تجارة الحمير رائجة في الناحية كلها .. تجار يأتون ويبتاعون أنواعاً قوية ، ثم يقومون بشحنها بالسيارات إلى المناطق الجبلية الحدودية … أموال تبذل .. ثمن أربعة حمير يعادل دية قتيل ، أو مهر عروس … عرفت القرية السبب بعد أن تعودت الأنوف على رائحة المال :

كان التجار يُرسلون الحمير إلى مراكز خاصة ، ويخضعونها لدورات تدريبية قاسية ، يشرف عليها مدربون على مستوى عالٍ من الكفاءة والمعرفة … يرتدي الواحد منهم لباس رجل المكافحة ، ويبدأ الدرس الأول في المنهاج ؛ يمسك بسوط من نوع خاص ، ينهال ضرباً على الحمار وهو ينؤ بالأغلال ، يدمي كفله ، لا يترك شبراً من جسده دون لسعة سوط، وفي الدرس الثاني : يطلق الحمار في مكان مسور ضيق ، يتناول السوط ، ويبدأ حفل الضرب المبرح. تستمر هذه الحالة على مدار عدة جلسات . عندما يقتنع المدرب الخبير أن الحمار حفظ درسه تماماً ، والرعب انغرس في كل ذرة من خلايا جسده ، وتجلى ذلك في سلوكه ، حيث يفر بعيداً بمجرد رؤيته مرتدياً لباس رجل المكافحة ، يمنحه شهادة تخرج ممهورة بتوقيعه ، عندئذ يوضع الحمار في الخدمة الفعلية .

يعبر المهربون بالحمير المدربة الحدود الجبلية ، ثم وهي محملة بالمواد المختلفة يطلقونها لتعود وحيدة وهم على ثقة تامة من حسن تصرفها ، وعدم السماح لأي رجل من المكافحة بالإيقاع بها أو الاقتراب منها.

باتت القرية تولي جل اهتمامها إلى تربية الحمير ورعايتها ، لكن المشكلة التي ظهرت من جراء اختفاء الجحاش ، دفعتها إلى التفكير الجاد في إيجاد حل عملي وواقعي … شكلت مجموعة بحث وتقص ، جابت الجبال والسهول المحيطة . بعد انتهاء المهمة رفعت التقارير إلى الهيئة الاختيارية، تبين أن القرى الواقعة قرب مشروع السد ، خاصة القريبة من مخيم الخبراء تعاني من المشكلة نفسها … كانت تلك مفاجأة راحت تؤرق القرية وتقلقها !



4



في مضافة المختار اجتمع أهل الحل والعقد مع نفر من أهل القرية . كانت المسألة الوحيدة على جدول أعمال المؤتمر الخاص : معالجة الوضع الناشئ حول ظاهرة اختفاء الجحاش.

في بداية الجلسة أُعطيت الكلمة للمختار الذي شكر الحضور على تلبية الدعوة ، ثم قال:

- يا جماعة الخير ! نحن أمام وضع حرج ، يتطلب منا تفكيراً عميقاً ودراسة متأنية .. إن معرفة الأسباب والدوافع تجعلنا نصل إلى معالجة الوضع بحكمة .. ( يبدو أنه نسي نفسه، خُـيّل إليه أنه يخطب في حشد من الناس) ارتفع صوته : لن نهدأ ، أو يقر لنا قرار .. يجب علينا بذل الغالي والرخيص في سبيل القضية …

لم يطق أحد أعضاء الهيئة الاختيارية صبراً ، ارتفع صوته فوق صوت المختار :

- يا مخـتار !… يا مخـتار على هونك … الأمر يتعلق باختفاء الجحاش، لا تنس ذلك !

عاد إلى هدوءه.

- نعم .. أريد القول … في السابق لم نفقد دجاجة …لماذا – في هذا الوقت بالذات – تختفي الجحاش ؟ هذا هو السؤال المطروح.

شرع أهل الحد والعقد يدلون بآرائهم دفعة واحدة، هنا لم يعد يعرف من يكون ألحن بحجته من الآخر.

- أظن أن هناك من يخطط لضرب تجارتنا ومحاصرتنا اقتصادياً ، لذا يجب علينا …

- القضية لها جذور … ليست حصراً على قريتنا ، ومع ذلك …

- يا وجوه الخير! .. يا الربع … ربما توجد ذئاب تفضل لحم الجحاش !

- من أين تأتي الذئاب ؟لم نسمع لها – في السابق – حساً أو حسيسا ، ولم نلمح لها أي أثر ..القضية ..

- مؤامرة تدبر لنا في الخفاء .

- لنقدم بلاغاً بالموضوع إلى الشرطة ، ونترك ..

- أنت رجل مخبل . هذا الذي ينقصنا ! نأتي بالشرطة إلى عقر دارنا ، فنبتلي بالمصاريف ، ونقع تحت السيطرة .

- ما العمل ؟

- نشكل لجان أمن وقائي ..نرسل العيون ، نترصد كل حركة ليلاً ونهاراً … ننشر الدوريات …

- تنبهوا واستفيقوا …ألم تلاحظوا أنه بعد بناء المخيم بدأت المشكلة ؟

- أفصح يا رجل !

- المخيم على شلفة حجر من هنا …صح ؟ وأعتقد ، بل أجزم ، أن للخبراء علاقة بالأمر … في بعض الدول يفضلون لحم الكلاب والقطط والجرادين … وهؤلاء يفضلون لحم الجحاش .

- بربك هل هذا تفكير إنسان عاقل ؟

تفرق الجمع دون أن يجمع بينهم رأي .





5



ما كاد عبد الله يقترب من باب الدار حتى وقع بصره على أحد الجحاش يعدو مسـرعاً، يجتاز الباب ، يتجه نحو إحدى زوايا الحوش . يقف وجلده ينضح بالعرق ، فرائصه ترتعد. ( لا بد أن شيئاً ما قد أخافه ! ) رأى أخاه الصغير يركض قادماً . سأله فور وصوله :

- ما الخبر ؟

أجاب بصوت متقطع وهو ينهج :

- لا أعرف .. تركته في الحقل مع جحش آخر ..

- أين هو ؟

- لم يعد .

فكر عبد الله ملياً : " الجحش خائف ، هذا واضح .. الخوف له أسباب .. التعذيب مثلاً " . تذكر حكاية المهربين مع الحمير، قرر أن يفعل شيئاً يقطع الشك باليقين :

أحكم وضع الحبل حول رقبة الجحش المذعور ، وبإشارة من يده فهم أخوه أن عليه مسك الرسن ،وسحبه ، لكن الجحش انحشر في الزاوية ، لم يتحرك من مطرحه إلا بعد محاولات مضنية .خارج الدار بدأت تظهر عليه علامات لافته للانتباه ؛ كان يحرن كلما حاول عبد الله دفعه صوب المخيم.

في حقل أبي صالح القريب من المخيم ، أطلق عبد الله ثلاثة جحاش ، وطلب إلى مجموعة من الأولاد أن يكمنوا في عدة حفر لمراقبة الوضع عن كثب .انقضت ساعة وبعض الساعة . خرج ثلاثة رجال من المخيم بثيابهم المميزة ، اقتربوا بحذر ، نفرت الجحاش ، أسلمت قوائمها للريح … تفرقت ، كل واحد في اتجاه . تمكن الرجال من تطويق جحش ؛ أوقعوه أرضاً ، أخرج الرجل الذي يمسك بالرأس سكيناً من جيبه الخلفية . عندئذ خرج الأولاد من الحفر ، أطلقوا صراخاً طويلاً ، متواصلاً .. تقدموا …تقدموا . فوجئ الرجال ، تسمروا ـ بعض الوقت ـ في مكانهم، فر الجحش من بين أيديهم . هربوا نحو المخيم .وصل الخبر إلى أذن السلطات العليا في المحافظة .

بعد ذلك لم يختف أي جحش ، لكن تجارة الحمير فقدت سوقها ، همدت . أصبحت القرية تعج بالحمير .

فكر أحد أعضاء الهيئة الاختيارية بإعادة إحياء تلك التجارة وتنشيطها ، فاقترح وضع إعلانات في أماكن بارزة على الطرق العامة لأن الدعاية سلاح لا يستهان به، وافق المختار وأعضاء الهيئة الاختيارية بالإجماع ، واستُدعي الملا إبراهيم على عجل، حدثه المختار عن المقترح ، وطلب إليه صياغة إعلان يبين فيه مميزات حمير القرية، وصفاتها وقدرتها الجسدية ، وإمكاناتها الصوتية .

في اليوم التالي شوهد الإعلان التالي موزعاً على مفارق الطرق ، وملصقاً على اللوحات المعدنية الكبيرة على الطريق الرئيس :

إلى الأخوة المواطنين كافة:

من يرغب منكم باقتناء حمار أو أتان أو جحش : تلو أو تولب . أو يهوى الأصوات ذات الأنغام الخاصة حسب السلم الموسيقي الحماري : نهيق ، صلصل ، صعق ، صخ الشوارب… فإنه سيجد ضالته في قرية تل الحمير .

ملاحظة : البيع بالجملة والمفرق ، والتسليم في أرض القرية
توقيع
مختار وهيئة اختيارية قرية تل الحمير


الحسكة : 20/6/1997
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إنهم يفضلون لحم الجحاش ـ قصة قصيرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
READZ :: القسم المنوع :: المنتدى الادبي-
انتقل الى: