READZ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الحوار المتحضر الاسماعيلي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» شرح قصائد كتاب الثالث الثانوي الجديد
من  كتاب" دعائم الإسلام" للقاضي النعمان Icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 24, 2017 6:49 pm من طرف أبو سومر

» بكالوريا لغة عربية
من  كتاب" دعائم الإسلام" للقاضي النعمان Icon_minitimeالخميس أكتوبر 19, 2017 5:11 am من طرف أبو سومر

» المشتقات في قصائد الصف التاسع للفصل الثاني
من  كتاب" دعائم الإسلام" للقاضي النعمان Icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 18, 2017 7:21 am من طرف أبو سومر

» المشتقات في قصائد الصف التاسع للفصلين الأول والثاني
من  كتاب" دعائم الإسلام" للقاضي النعمان Icon_minitimeالإثنين أكتوبر 16, 2017 4:23 am من طرف أبو سومر

» المفعول فيه تاسع
من  كتاب" دعائم الإسلام" للقاضي النعمان Icon_minitimeالسبت سبتمبر 30, 2017 9:38 pm من طرف أبو سومر

» أسئلة الاجتماعيات تاسع 2017لكل المحافظات
من  كتاب" دعائم الإسلام" للقاضي النعمان Icon_minitimeالسبت مايو 13, 2017 11:46 pm من طرف أبو سومر

» بكالوريا لغة انجليزية
من  كتاب" دعائم الإسلام" للقاضي النعمان Icon_minitimeالأربعاء مايو 10, 2017 9:49 pm من طرف أبو سومر

» بكالوريا علمي أحياء
من  كتاب" دعائم الإسلام" للقاضي النعمان Icon_minitimeالأربعاء مايو 10, 2017 7:23 pm من طرف أبو سومر

» تاسع لغة عربية توقعات
من  كتاب" دعائم الإسلام" للقاضي النعمان Icon_minitimeالثلاثاء مايو 09, 2017 7:37 am من طرف أبو سومر

» تاسع فيزياء وكيمياء نماذج امتحانية
من  كتاب" دعائم الإسلام" للقاضي النعمان Icon_minitimeالثلاثاء مايو 09, 2017 1:12 am من طرف أبو سومر

» تاسع تربية وطنية نماذج امتحانية
من  كتاب" دعائم الإسلام" للقاضي النعمان Icon_minitimeالإثنين مايو 08, 2017 9:12 pm من طرف أبو سومر

» تاسع رياضيات هام
من  كتاب" دعائم الإسلام" للقاضي النعمان Icon_minitimeالإثنين مايو 08, 2017 8:18 pm من طرف أبو سومر

» السادس لغة عربية
من  كتاب" دعائم الإسلام" للقاضي النعمان Icon_minitimeالإثنين مايو 08, 2017 4:12 am من طرف أبو سومر

» بكالوريا علمي كيمياء
من  كتاب" دعائم الإسلام" للقاضي النعمان Icon_minitimeالأحد مايو 07, 2017 10:54 pm من طرف أبو سومر

» عاشر لغة انجليزية
من  كتاب" دعائم الإسلام" للقاضي النعمان Icon_minitimeالأحد مايو 07, 2017 5:58 pm من طرف أبو سومر

المواقع الرسمية الاسماعيلية
مواقع غير رسمية
مواقع ننصح بها

 

 من كتاب" دعائم الإسلام" للقاضي النعمان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
قائل الحق
عضو جديد
عضو جديد
قائل الحق



من  كتاب" دعائم الإسلام" للقاضي النعمان Empty
مُساهمةموضوع: من كتاب" دعائم الإسلام" للقاضي النعمان   من  كتاب" دعائم الإسلام" للقاضي النعمان Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 28, 2008 2:55 pm

بسم الله الرحمن الرحيم........يا علي مدد

والصلاة والسلام على أشرف الخلق نبينّا ورسولنا محمد ( ص ) وعلى آله الطيبّين الطاهرين..وبعد:

هذه أولى مشاركاتي معكم في هذا المنتدى على أمل أن أفيد وأستفيد بمشيئة الباري عز وجل..


أخوكم( قائل الحق ..ولو على قطع رقبة

*********************************************







روينا عن جعفر بن محمد أنه قال: الايمان قول باللسان
وتصديق بالجنان وعمل بالاركان وهذا الذى لا يصح غيره، لا كما زعمت المرجئة أن
الايمان قول بلا عمل ، ولا كالذى قالت الجماعة من العامة إن الايمان قول وعمل
فقط، وكيف يكون ما قالت المرجئة إنه قول بلا عمل وهم والامة مجمعون على أن من ترك
العمل بفريضة من فرائض الله عزوجل التى افترضها على عباده منكرا لها أنه كافر حلال
الدم ما كان مصرا على ذلك، وإن أقر بالله ووحده وصدق رسوله بلسانه إلا أنه يقول هذه
الفريضة ليست مما جاء به وقد قال الله عزوجل: وويل للمشركين * الذين لا
يؤتون الزكوة، فأخرجهم من الايمان بمنعهم الزكوة وبذلك استحل القوم أجمعون بعد رسول
الله صلى الله عليه وآله دماء بنى حنيفة وسبى ذراريهم وسموهم أهل الردة إذ
منعوهم الزكوة. وقد روينا عن جعفر بن محمد صلى الله عليه وآله أنه قال: قال أبى
رضوان الله عليه يوما لجابر بن عبد الله الانصاري: يا جابر، هل فرض الله الزكوة
على مشرك، قال: لا إنما فرضها على المسلمين، قلت أنا له: فأين أنت من قول الله عز
وجل: وويل للمشركين * الذين لا يؤتون الزكوة، قال جابر: كأنى والله ما قرأتها،
وإنها لفى كتاب الله عزوجل، قال أبو عبد الله: فنزلت فيمن أشرك بولاية أمير
المؤمنين صلى الله عليه وآله وأعطى زكوته من نصب نفسه دونه. والكلام في مثل هذا
يطول. وقول الجماعة إن الايمان قول وعمل بغير اعتقاد نية محال، لانهم قد أجمعوا على
أن رجلا لو أمسك عن الطعام والشراب يومه إلى الليل وهو لا ينوى الصوم لم
يكن صائما، ولو قام وركع وسجد وهو لا ينوى الصلوة لم يكن مصليا، ولو وقف
بعرفة وهو لا ينوى الحج لم يكن حاجا، ولو تصدق بماله كله وهو لا ينوى به الزكوة لم
يجزه من الزكوة، وكذلك قالوا في عامة الفرائض، فثبت أن ما قال الامام عليه السلام
من أن الايمان قول وعمل ونية وهو الثابت الذى لا يجزى غيره. وقد روينا عن رسول
الله (صلع) أنه قال: إنما الاعمال بالنيات، وإنما لامرئ ما نوى، فمن كانت هجرته
إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لامرأة يتزوجها أو لدنيا
يصيبها فهجرته إلى ما هاجر إليه. والايمان شهادة أن الا إله إلا الله، وحده لا شريك
له وأن محمدا عبده ورسوله، وأن الجنة حق والنار حق والبعث حق، وأن الساعة آتية لا
ريب فيها ، والتصديق بأنبياء الله ورسله والائمة ومعرفة إمام الزمان والتصديق به
والتسليم لامره والعمل بما افترض الله تعالى على عباده العمل به، والانتهاء عما نهى
عنه، وطاعة الامام والقبول منه. وقد روينا عن أبى عبد الله جعفر بن محمد صلى الله
عليه وآله أن سائلا سأله عن أي الاعمال أفضل عند الله عزوجل، فقال: ما لا يقبل الله
عزوجل عملا إلا به، قال وما هو؟ قال: الايمان بالله أعلى الاعمال درجة وأشرفها
منزلة وأسناها حظا، قال السائل: قلت له: أخبرني عن الايمان، أقول وعمل، أم قول بلا
عمل، قال: الايمان عمل كله والقول بعض ذلك العمل بفرض من الله بين في كتابه، واضح
نوره، ثابتة حجته يشهد له الكتاب ويدعو إليه. قال: قلت: بين لى ذلك، جعلت فداك،
حتى أفهمه، قال: إن الايمان حالات ودرجات وطبقات ومنازل، فمنه التام المنتهى تمامه،
ومنه الناقص البين نقصانه، ومنه الراجح رجحانه، قال: قلت: وإن الايمان ليتم
وينقص ويزيد. قال: نعم. قلت: وكيف ذلك، قال: لان الله تبارك وتعالى فرض الايمان
على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقه فيها، فليس من جوارحه جارحة إلا وقد
وكلت من الايمان بغير ما وكلت به أختها، فمنها قلبه الذى به يعقل ويفقه
ويفهم، وهو أمير بدنه، الذى لا تورد الجوارح ولا تصدر الا عن رأيه وأمره، ومنها
عيناه اللتان يبصر بهما، وأذناه اللتان يسمع بهما، ويداه اللتان يبطش بهما، ورجلاه
اللتان يمشى بهما، وفرجه الذى الباه من قبله، ولسانه الذى ينطق به ورأسه الذى فيه
وجهه. فليس من هذه جارحة إلا وقد وكلت من الايمان بغير ما وكلت به أختها بفرض من
الله يشهد به الكتاب، ففرض على القلب غير ما فرض على السمع، وفرض على السمع غير ما
فرض على اللسان، وفرض على اللسان غير ما فرض على العينين، وفرض على العينين غير ما
فرض على اليدين، وفرض على اليدين غير ما فرض على الرجلين، وفرض على الرجلين غير ما
فرض على الفرج، وفرض على الفرج غير ما فرض على الوجه. فأما ما فرض على القلب من
الايمان فالاقرار والمعرفة والعقد والرضا والتسليم بأن الله تبارك وتعالى هو
الواحد، لا إله إلا هو وحده لا شريك له إلها واحدا أحدا صمدا لم يتخذ صاحبة ولا
ولدا، وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله، والاقرار بما كان من عند الله
من نبى أو كتاب، وذلك ما فرض على القلب من الاقرار والمعرفة، قال الله عزوجل:
إلا من أكره وقبله مطمئن بالايمان ولكن من شرح بالكفر صدرا. وقال عز وجل: ألا
بذكر الله تطمئن القلوب، وقال: الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم،
وقال عز وجل: إن تبدوا خيرا أو تخفوه، وقال عز وجل: وإن تبدوا ما في أنفسكم
أو تخفوه يحاسبكم به الله، فذلك ما فرض الله عز وجل على القلب من الاقرار والمعرفة
وهو عمله وهو رأس الايمان، وفرض على اللسان العقل والتعبير عن القلب ما عقد
عليه فأقر به، فقال تبارك وتعالى: قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل
إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والاسباط وما أوتى موسى وعيسى وما أوتى النبيون
من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون، وقال: قولوا للناس حسنا. وقال: وقولوا قولا سديدا، وقال وقل الحق من ربكم ، وأشباه ذلك مما أمر الله عز
وجل بالقول به، فهذا ما فرض الله عز وجل على اللسان وهو عمله . وفرض على السمع
الاصغاء إلى ما أمر الله به وأن يتنزه عن الاستماع إلى ما حرم الله وما لا يحل له
مما نهى الله عز وجل عنه، وعن الاصغاء إلى ما أسخط الله عز وجل، وقال في ذلك:
وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزء بها فلا تقعدوا
معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم، ثم استثنى في موضع آخر، وقال:
وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين، وقال: فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا
الالباب، ثم قال: قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلوتهم خاشعون * والذين هم
عن اللغو معرضون * والذين هم للزكوة فاعلون. وقال: وإذا سمعوا اللغو أعرضوا
عنه، وقال: وإذا مروا باللغو مروا كراما، فهذا ما فرض الله على السمع من
التنزه عما لا يحل له وهو عمله. وفرض الله على البصر أن لا ينظر إلى ما حرم
الله، وأن يغض عما نهى الله عنه مما لا يحل له وهو عمله وذلك من الايمان، وقال
تبارك وتعالى: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم، يعنى من أن
ينظر أحدهم إلى فرج أخيه ويحفظ فرجه من أن ينظر إليه أحد، ثم قال أبو
عبد الله (ع م): كل شى في القرآن من حفظ الفرج فهو من الزنى إلا هذه الآية، فإنها
من النظر. ثم نظم ما فرض على القلب واللسان والسمع والبصر في آية واحدة، فقال:
ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا، وقال
عز وجل: وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم، يعنى
بالجلود الفروج والافخاذ، فهذا ما فرض على العينين من غض البصر عما حرم الله وهو
عملهما وذلك من الايمان. وفرض على اليدين أن لا يبطش بهما إلى ما حرم الله عز
وجل وأن تبطشا إلى ما أمر الله به وفرضه عليهما من الصدقة وصلة الرحم
والجهاد في سبيل الله والطهر للصلوة، قال الله عز وجل: يا أيها الذين آمنوا إذا
قمتم إلى الصلوة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى
الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا وقال في آية أخرى: يا أيها الذين آمنوا إذا
لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الادبار، وقال: فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب
الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء. فهذا أيضا مما فرض
الله عز وجل على اليدين لان الضرب من علاجهما، وهو من الايمان. وفرض على الرجلين
المشى إلى طاعة الله وأن لا يمشى بهما إلى شئ من معاصي الله وأن تنطلقا إلى ما أمر
الله به وفرض عليهما من المشى فيما يرضى الله عز وجل، فقال عزوجل في ذلك: ولا
تمش في الارض مرحا إنك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا، وقال: واقصد في
مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الاصوات لصوت الحمير، وقال: يا أيها الذين
آمنوا إذا نودى للصلوة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله. وقال: وليطوفوا
بالبيت العتيق، فقال عز وجل فيما شهدت به الايدى والارجل على أنفسها وعلى أربابها
من نطقها بما أمر الله به وفرض عليها: اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم
وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون، فهذا أيضا مما فرض الله على اليدين والرجلين وهو
عملهما وهو من الايمان. وفرض على الوجه السجود بالليل والنهار في مواقيت الصلاة
فقال: يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم
تفلحون. فهذه فريضة جامعة على الوجه واليدين والرجلين، وقال في موضع آخر:وأن
المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا. فهذا ما فرض الله على الجوارح من الطهور
والصلوة، وسمى الصلوة إيمانا في كتابه وذلك أن الله عز وجل لما صرف وجه نبيه عن
الصلوة إلى بيت المقدس وأمره أن يصلى إلى الكعبة، قال المسلمون للنبى صلى الله
وعليه وعلى آله: أرأيت صلاتنا هذه التى كنا نصليها إلى بيت المقدس ما حالها
وحالنا فيها؟ فأنزل الله عزوجل في ذلك: وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله
بالناس لرءوف رحيم، فسمى الصلوة إيمانا. فمن لقى الله عز وجل حافظا لجوارحه موفيا
كل جارحة من جوارحه ما فرض الله عليها لقى الله كامل الايمان وكان من أهل الجنة،
ومن خان الله شيئا منها وتعدى ما أمره الله عزوجل به لقى الله ناقص الايمان،
قال السائل: قلت يابن رسول الله (صلع) قد فهمت نقصان الايمان وتمامه فمن أين جاءت
زيادته وما الحجة في زيادته، قال جعفر بن محمد (ع م) قد أنزل الله عز وجل بيان
ذلك في كتابه فقال: وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته
هذه إيمانا، فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون * وأما الذين في قلوبهم
مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون، وقال عز وجل: نحن نقص عليك
نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى. ولو كان الايمان كله واحدا لا
نقصان فيه ولا زيادة لم يكن لاحد فيه فضل على أحد، ولاستوت النعم فيه، ولاستوى
الناس وبطل التفضيل ولكن بتمام الايمان دخل المؤمنون الجنة، وبرجحانه وبالزيادة فيه
تفاضل المؤمنون في الدرجات عند الله، وبالنقصان منه دخل المقصرون النار. قال السائل
قلت: وإن الايمان درجات ومنازل يتقاضل بها المؤمنون عند الله؟ قال: نعم، قال
السائل: قلت صف لى كيف ذلك حتى أفهمه، قال: إن الله عز وجل سبق بين المؤمنين كما
يسبق بين الخيل يوم الرهان ثم قبلهم على درجاتهم في السبق إليه، ثم جعل كل امرئ
منهم على درجة سبقه لا ينقصه فيها من حقه، لا يتقدم مسبوق سابقا ولا مفضول فاضلا،
فبذلك فضل أول هذه الامة آخرها، وبذلك كان على بن أبى طالب صلوات الله عليه أفضل
المؤمنين لانه أول من آمن بالله منهم. فلو لم يكن لمن سبق إلى الايمان فضل على من
تأخر للحق آخر هذه الامة أولها، نعم، ولتقدمهم كثير منهم لانا قد نجد كثيرا من
المؤمنين الآخرين من هو أكثر عملا من الاولين، أكثر منهم صلوة وأكثر منهم صوما وحجا
وجهادا وإنفاقا، ولو لم تكن سوابق يفضل بها المؤمنون بعضهم بعضا لكان الآخرون
بكثرة العمل يقدمون على الاولين ولكن أبى الله جل ثناؤه أن يدرك آخر درجات
الايمان أولها أو يقدم فيها من أخر الله أو يؤخر فيها من قدم الله، قال: قلت
أخبرني عما ندب الله إليه المؤمنين من الاستباق إلى الايمان، قال: قال الله عز وجل: سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله، قال: ، والسابقون
السابقون * أولئك المقربون، وقال: والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار
والذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه، وقال: للفقراء المهاجرين الذين
أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك
هم الصادقون، وقال: والذين تبوؤا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم
ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، ومن يوق
شح نفسه فأولئك هم المفلحون * والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا
ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف
رحيم. فبدأ بالمهاجرين الاولين على درجة سبقهم، ثم ثنى بالانصار، ثم ثلث
بالتابعين لهم بإحسان، فوضع كل قوم على درجاتهم ومنازلهم عنده، وذكر استغفار
المؤمنين لمن تقدمهم من إخوانهم ليدل على فضل منازلهم، ثم ذكر ما فضل به أولياءه
بعضهم على بعض فقال عز وجل: تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله
ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس، وقال: ولقد
فضلنا بعض النبيين على بعض، وقال: هم درجات عند الله، وقال: ويؤت كل ذى
فضل فضله، وقال: الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله
وأولئك هم الفائزون، وقال: وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما *
درجات منه ومغفرة ورحمة، وقال: لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك
أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى، وقال: يرفع
الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات، فهذه درجات الايمان ومنازله
ووجوهه وحالات المؤمنين وتفاضلهم في السبق، ولا ينفع السبق بلا إيمان ومن نقص
إيمانه أو هدمه لم ينفعه تقدمه ولا سابقته، قال الله عز وجل: ومن يكفر بالايمان
فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين. قال جعفر بن محمد صلوات الله عليه
في قول الله عز وجل: ومن يكفر بالايمان فقط حبط عمله، قال: كفره به تركه العمل
بالذى أمر به، وهذا أيضا مما يؤيد القول الذى قدمناه من أن الايمان قول وعمل
واعتقاد. ولن يكون القول والعمل والاعتقاد إلا مع الايمان والتصديق فحينئذ يكمل
الايمان، ومن قال وعمل واعتقد خلاف الايمان والحق لم يكن مؤمنا ولم ينفعه عمله ولو
أدأب نفسه، قال الله عزوجل: وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء
منثورا، وقال عز وجل: وجوه يومئذ خاشعة * عاملة ناصبة * تصلى نارا حامية،
والدلائل على ذلك كثيرة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من كتاب" دعائم الإسلام" للقاضي النعمان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
READZ :: تاريخ و كتب :: نفحات عطرة من أئمتنا (ع)-
انتقل الى: