سلمية

مشرف عام

في كتاب الهوى سطورٌ وِضاء = دبّجتها صبيّةٌ سمــــــــــــراءُ
عذبةُ الريق , في لماها احتراقٌ = وعلى ثغرها الجميل اشتهــاء
شَعرها يستريحُ فوقَ ذراعيهــا = ومن وجهها يشعُّ الضّّيـــــــاء
كم سعى خاطباً إليها أميـــــــــرٌ = ومشى راغباً بها أمــــــــــراء
وقفَتْ في العراء تنتظرُ البـــــدرَ = طلوعاً وفـي يديهـا دعـــــــــاء
لم تزلْ بانتظارِ عودةِ بلعـــــــاسَ = فيحيا الربيعُ عندها والرّجــــاء
لفتاها الّذي تحبّ وعـــــــــــــودٌ = قطعتها , وللمحبّ وفـــــــــــاء
صنعت من سنابل القمح طوقــاً = طرّزته الزنابقُ الحمــــــــــــراء
من أنين العشّاقِِ تغزلُ لحنــــــاً = ومن الشوقِ شدوها والغنـــــــاء
تتلاقى الأطيارُ فوق روابيهــــا = وفي دوحها يقيل الرِّعــــــــــــاء
هي بنت الصحراءِ بوّأها الدهرُ = وفي سوقها التقى الشّعـــــــــــراء
هي بلُّ الغليلِ , فالماءُ يجري = في ســواقٍ تحوطها الأفيـــــــــاء
قام فيها الصّفصافُ وارتفع الحورُ = وغنّـــت بأ رضها الورقـــــــــاء
أهلُها قومُ منعةٍِ وإبـــــــــــــاءٍ = وسيوفٌ عزيزةٌ عربــــــــــــــــاء
ورثوا الكبرَ فاستقاموا عليــــــه = لا رُعاعٌ هُمـو ولا بُغثـــــــــــــاء
عرفوا الفقرَ والغنى في حِمــــاها = واتاهم من الزمانِ ابتـــــــــــــلاء
عمّروها بهمّــــــةٍ وجِــــــــــلادٍ = وسقتها عروقهــم والدّمـــــــــــاء
زرعوا أرضها وأعلوا بنــــــاها = فتسامى عمرانُهم والبنـــــــــــــاء
وحَموها من الغزاةِ فما لانَــــــت = قناةٌ لهــــم أو تنــــــــــــــــــــاءَوا

عـَرَبٌ خلّـصٌ أباةٌ كــــــــــرامٌ = مُضَريّــون , عصبةٌ نُجَبَــــــــاء
حملوا رايةَ العروبة دومــــــــاً = ما استكانوا ولا اعتراهم عَنَــــاء
عشقُهم للحِمى , فإن عضّ دهرٌٌ = نَفَروا عِزةً وضـجّ النّـــــــــداء

هذهِ بلدتي سَلَمْيَـــةُ إمّـــــــــــا = قد سألتم عنها أيَا أصــدقــــــــاء
محضَنُ العمرِ والطفولةِ والذكرى = وأرضٌ وريفةٌ خضــــــــــــــراء
ليلها الشعرُ والنجومُ قــــــــوافٍ = والمواويلُ مَظعَـنٌِِ وحـــــــــــداء
عطرُها الوردُ والعبيرُ شذاهـــــا = والرّياحين، مسكُهـا والــــــــــرّواء
النّدى زرعُهـا , فأنّـى تلفّــــــتَ = فملقىً حلــوٌ وبيتٌ مُضـــــــــــاء
العتابا وميجَنــــا ورَبـــــــابٌ = وسهارى وبيــدرٌ وسمــــــــــــاء
فاشربوا نخبهـا وكونوا السّكـــارى = إنْ سقتكم من كفّها السّمــــــــــراء
وانشروا ذكرهـا بكلّ مكـــــــانٍ = فقليــلٌ علــى المِلاحِ الثّنـــــــــــاء

عضو مميز

سلمية في التاريخ

من أطلال قلعة شميميس تقرا العين تلك القصيدة الرمزية العصية على الشرح والتفسير ويطل منها شموخ لمجد عريق على امتداد عصور التاريخ , ذكرت مدونات التاريخ القديم أن سلمية كانت عامرة زمن السومريين في السنوات الواقعة بين / 3000 – 2000 ق م / وفي عهد الأمويين كانت تابعة لمدينة كتن التي تعرف اليوم بالمشرفة وفي عهد الحثيين والميتانيين سنة / 2000 – 1600 ق م / تعرضت سلمية إلى غزوات الفاتحين وتبادلوها مرات عديدة في نهاية القرن الثامن قبل الميلاد حكمها الآراميون وضموها إلى إمارة حماه في العهد اليوناني السلوقي كانت عامرة زاهرة وعاش فيها آنذاك ولفترة قصيرة العالم الموسوعي بوردونيوس المولود في افاميا وهو من كبار علماء سوريا في القرن الأول قبل الميلاد ومن أقطاب المدرسة الرواقية , كانت سلمية في ذلك العصر المحطة التجارية الكبرى على أبواب الصحراء يربطها بافاميا طريق معبد وفي العهد الروماني سلخت من افاميا وضمت إلى حمص وازدهرت في عهد الأسرة الحمصية التي حكمت روما سموها سلمية وذكرها اليونانيين باسم سلميس تخليدا لذكرى معركة سلميس التي انتصروا فيها على الفرس سنة /84 ق م / في المصادر اليونانية جاء اسمها من سلمت وسال في اللغة اليونانية معناها الملح ومت الأرض أي ارض الملح وذكرها المؤرخون العرب باسم سلم مئة نسبة إلى المئة رجل الذين عمروها بعد نجاتهم من المؤتفيكا لذا لفظها العرب سلمية سماها عميد الأدب العربي طه حسين أم القاهرة لان الفاطميين الذين بنو القاهرة جاء أجدادهم من سلمية في زاوية من زواياها تألفت أول اكادمية عربية إسلامية وتركت لنا موسوعة إخوان الصفاء وخلان الوفاء في سلمية حتى الآن بقايا من شواهد أثرية تحكي ملامح من تاريخها العميق القلعة والسور وهما من الأبنية الرومانية عبثت بأعمدتها وأحجارها التاريخية الأيدي الجاهلة في عهد العثمانيين ولم تبق من أوابد سلمية التاريخية إلا بقايا جدران لان الأتراك وضعوا حجارتها وأعمدتها في جدران دار الحكومة أما القلعة فقد هدمها الفرس ثم أعيد بناءها فهدمها التتار وأعيد بنائها أيضا حتى منتصف القرن الخامس للهجرة وفي تلك الفترة هدمتها الزلازل العنيفة أما الآن فلم يبق منها سوى جزء بسيط من سورها في ساحة سلمية شاهدا على ماضيها عبر الأجيال .

إلى الشمال الغربي من سلمية وعلى بعد ثلاثة كيلومترات وفوق قمة جبل عال تقع أطلال قلعة أثرية هامة عاصرت حقبا هامة إنها قلعة شميميس وقد أهملتها يد الترميم والإصلاح فبقيت شاهدا على همجية التتار رغم الزلازل العنيفة التي تعرضت لها في منتصف القرن الخامس الهجري قلعة شميميس التي تنسب إلى احد ملوك حمص من أسرة شميش غرام العربية ملكها فترة من الزمن ملكها فترة من الزمن آل منقذ في عهد صالح ابن مرداس إلى أن انتهى أمرها إلى مرهف ابن نصر ابن علي أبن نصر ابن منقذ وبقيت في يده حتى وفاته سنة /491 / هـ ثم تعرضت لزلازل عنيفة وقتل فيها صاحبها تاج الدولة ابن أبي العساكر ولم يسلم منها إلا من كان بعيدا عنها ورغم الدمار والزلازل لا تزال بعض معالم قلعة شميميس صامدة في داخل القلعة بئر عظيمة الدائرة والعمق تسمى شعبيا بالهوة تخترق الجبل لتشكل خزانا كبيرا للمياه التي استخدمت في تعبئة الخندق الكبير المحيط بالقلعة أثناء الحروب وإغارة الأعداء لقد كانت قلعة شميميس مفتاحا لسهول حمص وحماه والأراضي الشرقية التي تمتد حتى جبال البلعاس وقصر ابن وردان والاندرين في الشمال .

الحمام يقع في وسط مدينة سلمية وهو بناء عربي يرجع إلى القرن الثاني للهجرة وظل صالحا للاستعمال حتى منتصف الخمسينات وكان يمد بالماء من نبع عين القصب عن مسافة ثلاث كيلومترات بواسطة أنابيب فخارية , ولا يزال الحمام محافظا على قببه الخارجية وأقسامه وإتقان بناءه وحجراته وما يتبعها من الأروقة والقاعات انه لوحة من لوحات الفن المعماري العربي الأصيل .

مقام الخضر يقوم على ذروة جبل عال محاذ لقلعة شميميس من الجهة الشمالية الشرقية مبني من الحجر البازلتي ويبدو انه كان يستعمل مرقبا تابعا لقلعة شميميس ثم تحول إلى مسجد لم يبق من بنيانه وأحجاره وأبراجه إلا صورة مصغرة تحكي ما كان عليه في غابر العصور .

المادة التاريخية مأخوذة عن : الدكتور : عارف تامر...... محمود أمين

عضو مميز

آآآآآآآآآه على سلمية التي وصفت أين ماؤها الرقراق .. أين ظلال أشجار الصفصاف .. أين كرومها ..أين لياليها الغرّاء .... أين دبكاتها وأفراحها ... إذا أمكن إصلاح قاطنيها , هل يمكن إصلاح بيئتها .. هل يمكن تفجير ينابيعها ...سلمية العطشى إلى أهلها إلى طبيعتها إلى مائها ...ليتها تعود واخسر عمري ..... ليتها تعود !!!!