READZ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الحوار المتحضر الاسماعيلي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» شرح قصائد كتاب الثالث الثانوي الجديد
الشك عند أبى العلاء المعري Icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 24, 2017 6:49 pm من طرف أبو سومر

» بكالوريا لغة عربية
الشك عند أبى العلاء المعري Icon_minitimeالخميس أكتوبر 19, 2017 5:11 am من طرف أبو سومر

» المشتقات في قصائد الصف التاسع للفصل الثاني
الشك عند أبى العلاء المعري Icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 18, 2017 7:21 am من طرف أبو سومر

» المشتقات في قصائد الصف التاسع للفصلين الأول والثاني
الشك عند أبى العلاء المعري Icon_minitimeالإثنين أكتوبر 16, 2017 4:23 am من طرف أبو سومر

» المفعول فيه تاسع
الشك عند أبى العلاء المعري Icon_minitimeالسبت سبتمبر 30, 2017 9:38 pm من طرف أبو سومر

» أسئلة الاجتماعيات تاسع 2017لكل المحافظات
الشك عند أبى العلاء المعري Icon_minitimeالسبت مايو 13, 2017 11:46 pm من طرف أبو سومر

» بكالوريا لغة انجليزية
الشك عند أبى العلاء المعري Icon_minitimeالأربعاء مايو 10, 2017 9:49 pm من طرف أبو سومر

» بكالوريا علمي أحياء
الشك عند أبى العلاء المعري Icon_minitimeالأربعاء مايو 10, 2017 7:23 pm من طرف أبو سومر

» تاسع لغة عربية توقعات
الشك عند أبى العلاء المعري Icon_minitimeالثلاثاء مايو 09, 2017 7:37 am من طرف أبو سومر

» تاسع فيزياء وكيمياء نماذج امتحانية
الشك عند أبى العلاء المعري Icon_minitimeالثلاثاء مايو 09, 2017 1:12 am من طرف أبو سومر

» تاسع تربية وطنية نماذج امتحانية
الشك عند أبى العلاء المعري Icon_minitimeالإثنين مايو 08, 2017 9:12 pm من طرف أبو سومر

» تاسع رياضيات هام
الشك عند أبى العلاء المعري Icon_minitimeالإثنين مايو 08, 2017 8:18 pm من طرف أبو سومر

» السادس لغة عربية
الشك عند أبى العلاء المعري Icon_minitimeالإثنين مايو 08, 2017 4:12 am من طرف أبو سومر

» بكالوريا علمي كيمياء
الشك عند أبى العلاء المعري Icon_minitimeالأحد مايو 07, 2017 10:54 pm من طرف أبو سومر

» عاشر لغة انجليزية
الشك عند أبى العلاء المعري Icon_minitimeالأحد مايو 07, 2017 5:58 pm من طرف أبو سومر

المواقع الرسمية الاسماعيلية
مواقع غير رسمية
مواقع ننصح بها

 

 الشك عند أبى العلاء المعري

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Salmoni
عضو جديد
عضو جديد




الشك عند أبى العلاء المعري Empty
مُساهمةموضوع: الشك عند أبى العلاء المعري   الشك عند أبى العلاء المعري Icon_minitimeالخميس يونيو 26, 2008 5:52 am

إن الشك عند أبى العلاء المعري منهج معين يسير عليه نحو الوصول إلى الحقيقة ، والتناقض الظاهري لديه لا يعنى إلا مرحلة التردد بين اليقين وعدم اليقين ؛ بين المنقول والمعقول ، بين المتعارف عليه والجديد، بين التقليد والتجديد ، ويصطدم المعري في منهجية الشك لديه بكل ما هو متوارث ، فالمعطيات لديه ليست مقدسة والفضل - ليس كما قال القدامى - للمتقدم بل إنه يستطيع كما قال عن نفسه :
وإني وإن كنتُ الأخيرَ زمانه لآتٍ بما لم تستطعهُ الأوائلُ
لكننا نتساءل ما الهدف الذي سعى إليه المعري من خلال الشك كمنهج لديه؟ أظن إن المعري قد استخدم الشك طريقا للوصول إلى قناعة داخلية ، إنه في صراع أبدي مع نفسه ، مع مجتمعه ، مع السلطة ، مع الأديان ، إنه يشعر أن قوة داخلية تطارد فكره كي يرتقى إلى منزلة اليقين وفى خلال رحلته القلقة يصطدم مع كل المؤسسات القائمة ويسعى إلى تقويمها أو تحطيمها إن لم يجد إلى تقويمها سبيلا.

وعندما ننظر إلى هذا الكم الهائل من مؤلفات المعري ( وما احتوته من فكر ) نجد أن أهم ما يدعو إليه المعري هو إعمال العقل " فكلُّ عقلٍ نبيُّ " وفى مرحلة تنبية العقل ينمو الشك لديه في كل ما حوله ويتخذ عند المعري ثلاثة أشكال :-

( أ ) الشك في الأديان .
(ب) الشك في التراث الأدبي.
(ج) الشك في المجتمع .
وسوف أتوقف هنا عند الشك في البنية الدينية فقط .


الشك في الأديان
القارئ لتراث المعري الشعري والنثري يفاجأ بهذا التناقض الشكلي بين المعري الكافر ، الزنديق ، الملحد وبين المعري المؤمن ، التقى ، الورع .
وفى الأدب العربي القديم نفتقد بشكل كبير زمنية التأليف ويزيد من حجم المشكلة أن المخطوطة الواحدة قد تكتب في عدة سنوات ويبقى أمام الباحث التشبث بإشارات التأريخ وهذه لا تسعف الباحث أحيانا في التحديد الدقيق ، وتزداد المشكلة تعقيدا لدى المعري الذي كثرت مؤلفاته وتضخمت ، ولا يعرف زمنية تأليفه ، وعلى سبيل المثال فقد كان الظن لدى معظم الباحثين أن ديوان سقط الزند هو أول ديوان ألفه المعري في حياة الصبا ؛ إلا أننا عندما نقرأ الديوان بتمعن نفاجأ أن الديوان قد أُلف عبر حياة المعري وأن بعض قصائده يعود زمنيتها إلى أواخر عمر المعري ، وأقصد من ذلك أن أقول إن التردد أو التناقض في مواقف المعري في الكتاب الواحد لا يعطى دليلا على أن الشك كان في مرحلة زمنية معينة من حياة المعري بل يؤكد أن الشك صاحَب المعري في معظم حياته.

وينبغي قبل أن أورد أمثلة من أقوال المعري أن أركز على أن المعري يشكك أحيانا في جزئيات الأديان كنظرية لكن معظم شكه ونقده ينصب على متاجري الأديان ؛ فهاهو يردد : "ما أنا بالملحد الكفور ولا أسأل مولاي غير إلحاد"

العقل في مواجهة ما وراء العقل :
يؤمن المعري بالعقل ويتخذه نبيا ، وينادى في اللزوميات :
يرتجي الناسُ أن يقـومَ إمــامٌ ناطقٌ في الكتيبة الخرســاء
كذب الظنُّ لا إمام سوى العقل مشيرا في صبحه والمســاء
فإذا ما أطعـتــه جلب الرحمة عند المسير والإرســـاء
إنما هذه المذاهب أسبـــاب لجذب الدنيا إلى الرؤسـاء
وينادي :
ولا تصدق بما البرهان يبطله فتستفيد من التصديق تكذيبا
ويصرح بأن الحكم الأول والأخير يجب أن يكون للعقل فيقول :
جاءت أحاديثُ إن صــحتْ فإن لها شأنـا ولكن فيها ضعف إسنادِ
فشاور العقل واترك غيره هـــدرا فالعقلُ خيرُ مشيٍر ضمّه النادي
أو قوله :
في كل أمرك تقليدٌ رضيتَ به حتى مقالك ربي واحدٌ ، أحدُ
وقــد أُمرنا بفكرٍ في بدائعه وإن تفكر فيه معشر لحدوا ؟
ويردد المعري الكثير من آراء ابن الراوندي تجاه العقل فقد أورد ابن الراوندي موقفه الرافض لكل ما يخالف العقل ، يقول ابن الراوندي : " إن الرسول شهد للعقل برفعته وجلالته ، فلمَ أتى بما ينافره إن كان صادقا؟"10
ويمضى قائلا : "والعقل هو الذي يمتحن قيمة النبوة ، فإما أن تتفق تعاليم النبي مع العقل وحينئذ فلا لزوم لها ؛ وإما أنها تتناقض وإياه وحينئذ فهي باطلة"11 وعلى هذا فإن المعري يرى أن العقل هو الحكم والفيصل في الأديان وأن كل ما هو مقدس يجب أن يخضع للعقل .
العقل في مواجهة النقل :
يطرح المعري قضية الألوهية بشيء من الإنكار تارة وتارة أخرى بشكل إيماني عميق ،فالشك يبدأ لديه في مواجهة ما تناقله الفقهاء والمفسرون ولذلك يقول في اللزوميات :
قلتم لنا خالقٌ حكيم قلنا صدقتم كذا نقـولُ
زعمتموه بلا مكانٍ ولا زمانٍ ألا فقولــوا
هذا كلام له خبـئٌ معناه ليست لنا عقولُ
و يقول :
أما الإله فأمرٌ لست مدركه فاحذر لجيلك فوق الأرض إسخاطا
ويتعجب المعري لماذا لا يتألم الله لعذاب الناس :
لوانى كلب لاعترتني حمية لجروي أن يلقى كما يلقى الإنس


أو قوله : رأيت سجايا الناس فيها تظالم ولا ريب في عدل الذي خلق الظلما

وأن هنالك تناقضا في الأحكام فيخاطب الله قائلا :
أنهيتَ عن قتل النفوس تعمدا وبعثت أنت لقبضها ملكين؟
وزعمت أن لنا معــادا ثانيا ما كان أغناها عن الحالين12
ويخاطب الله متسائلا :
إن كان لا يحظى برزقك عاقــل وترزق مجنونا وترزق أحمقا
فلا ذنب يارب السماء على امرئ رأى من ما يشتهي فتزندقا
لكن الشك لديه يجعله مترددا بين الإيمان والكفر ولذا نفاجأ عندما نراه يردد:
سأعبد الله لا أرجو مثوبته لكن تعبد إعظام وإجلال
وعندما ينظر المعري في بعض أحكام الفقه يجد أن هنالك أحكاما لا يقبلها العقل مثل حكم دية اليد إذا قطعت بخمسمائة دينار ذهب وإذا سرق أحد من الناس ربع دينار تقطع يده فيعترض قائلا :
تناقضٌ ما لنا إلا السكوت له وإن نعوذ بمولانا من النـار
يد بخمس مئين عسجد فُديت ما بالها قُطعت في ربع دينار
ولأنه يعيش في مرحلة الشك فإنه في شوق إلى اليقين بيد أنه هيهات:
أما اليقين فـلا يقين وإنما أقصى اجتهادي أن أظن وأحدسا
أو قوله : وقد عدم التيقن في زمان حصلنا من حجاه على التظني
بل إن المعري عندما يفكر بعقله ويصطدم مع الشافعي أو مالك فإنه لا يأبه بذلك ويرى أن من حقه أن يجتهد طالما هو قادر على التفكير
وينفر عقلي مغضبا إن تركته سدى وأتبعت الشافعي ومالكا
ويفاجئنا المعري بأن العقل ينكر الأديان السابقة:
هفت الحنيفة والنصارى ما اهتدت ويهود حارت والمجوس مضللهْ
اثنان أهل الأرض : ذو عقـل بلا ديــن وآخر ديِّن لا عقل لهْ
وينكر أن يكون آدم واحدا
وما آدم في مذهب العقل واحـد ولكنه عند القيــاس أو آدم
ويشكك المعري في تدين الناس من حوله ويرى أنه تدين متوارث
وينشأ ناشئ الفتيان منــا على ما كان عوّده أبوه
وما دام الفتى بحجى ولكن يـعلمه التدين أقربوه
الشك في الديانات والمذاهب :
لا يسلم دين أو مذهب من نقد المعري والتشكيك في أصوله فاليهودية محرفة والمسيحية لا تقوم على أساس عقلي والحنيفية خرجت عن مسارها والمذاهب جميعها متطاحنة وأن الأديان والمذاهب هي المسئولة عن الصراعات الموجودة في العالم وان الأديان هي تأليف من القدماء فلا أنبياء ولا وحي في رؤية المعري الشكية :
أفيقوا أفيقوا يا غواة فإنما دياناتكم مكرٌ من القدماء
وقوله :
ولا تطيعن قوما ما ديانتهم إلا احتيال على أخذ الإتاوات
وإنما حمل التوراة قارئهـا كسب الفوائد لا حب التلاوات
إن الشرائع ألقت بيننا إحنا وأودعتنا أفانين العـــداوات
وقوله :
مسيحية من قبلها موسوية حكت لك أخباراً بعيد ثبوتها
ويسخر المعري من الأيام المقدسة فيقول :
وجدنا اختــــلافا بيننا في إلهنا وفى غيـره عزَّ الذي جل واتحـد
لنا جمعة والسبت يدعى لأمـــة طافت بموسى والنصارى لها الأحد
فهل للبواقي السبعة الزّهر معشر يجلونها ممن تنسك أو جحــــد
تقرب ناس بالمدام وعنـــدنا على كل حـال أن شــاربها يُحَد
ويرى أن الأديان قد فشلت في خلق عالم مثالي :
أمور تستخف بها حلوم وما يدرى الفتى لمن الثبور
كتاب محمد وكتاب موسى وإنجيل ابن مريم والزبـور
نهت أمما فما قبلت وبارت نصيحتها فكل القوم بور
وعندما يصل الشك لدى المعري منتهاه يقول :
توافقت اليهود مع النصارى على قتل المسيـح بلا خلاف
وما اصطلحوا على ترك الدنايا بل اصطلحوا على شرب السلاف
ويرى أن المسيح لا يكون منطقيا ابنا لله :
عجبـا للمسيــح بين أناس و إلى الله والد نسبوه
أسلمته إلى اليهود النصارى واقروا بأنهم صلبــوه
يشفق الحازم اللبيب على الطفـــل إذا ما لداته ضربوه
وإذا كان ما يقولون في عيسى صحيحا فأين كان أبوه
كيف خلّى وليدَه للأعادي أم يظنون أنهم غلبوه ؟
ويتساءل المعري وهو في قمة شكه أي الأديان هو الصحيح :
في اللاذقية ضجةٌ ما بين أحمد والمسيح
هذا بناقوس يدق وذا بمئـذنة يصيح
كل يعظّم ديـنه ياليت شعري ما الصحيح ؟
وفى شك المعري وتحكيمه للعقل كفيصل وحيد نحو الوصول إلى اليقين يشكك المعري في وجود الوحي :
فلا تحسب مقال الرسل حقا ولكن قول زور سطّروه
وكان الناس في يمنٍ رغيدٍ فجاءوا باالمحال فكدروه
ويشكك في تناسق الأديان ووحدتها بل يشكك في الدين الواحد الذي تتشعب منه المذاهب المتعارضة والمتناقضة على نحو ما نرى في أبيات اللزوميات والتي لا داعي لذكرها هنا وأنه يعيش في شك لأنه لا يرى الهدى وإنما :
دين وكفر وأنباء تقص وفرقان وتوراة وإنجيل
في كل جيل أباطيل ، يدان بها فهل تفرد يوما بالهدى جيل ؟
وقال عبدالسلام القزوينى : اجتمعت به ( أي المعري ) مرة فقال لي : لم أهج أحدا قط ! قال : صدقت إلا الأنبياء ! فتغير وجهه "
وقد ألف المعري رسالة الفصول والغايات التي لم يصل إلينا سوى الجزء الأول منها وهو ما يساوى ثلثها تقريبا وأسماها " الفصول والغايات في محاذاة السور والآيات " كما يرى البعض بينما يرى الآخرون أنها في تمجيد الله والمواعظ ويروى أنه قيل له : ليس هذا مثل القرآن ، فقال : لم تصقله المحاريب أربعمائة سنة "13 ترى ماذا يفعل الناقد أمام هذه المقولة التي يقولها المعري وأمام شعره الذي يقول فيه:
أقيم خمسي ، وصوم الدهر آلفه وأدمن الذكر أبكارا بآصال
عيدين أفطر في عامي إذا حضرا عيد الأضاحي يقفو عيد شوال
الشك في الفرائض :
يقف المعري موقفا رافضا للحج ويرى أنه ليس فرضا على العجائز والعذارى طالما بقى هؤلاء الناس الأشرار حول الكعبة :
أقيمي لا أعد الحج فرضا على عجز النساء ولا العذارى
ففي بطحاء مكة شر فقوم وليسوا بالحماة ولا الغيـارى
وكذلك قوله :
هل تزدهي كعبة الحجاج إذا فقدت حسا بكثرة زوار وسدان
فالحج في نظر المعري هو تقليد لا يقف أمام العقل :
وما حجى إلى أحجار بيت كؤوس الخمر تشرب في زراها
إذا رجع الحكيم إلى حجاه تهاون بالمذاهب وازدراها


ويردد آراء بعض الناس أن طقوس الحج طقوس وثنية :
ما الركن في قول ناس لست أذكرهم إلا بقية أوثان وأنصاب
وكذلك قوله :
أرى عالما يرجون عفو مليكهم بتقبيل ركن واتخاذ صليب
ونستطيع أن نقول إن هذا الرأي يبدو متطابقا مع رأى ابن الراوندي تجاه الحج حيث يقول ابن الراوندى : " فما الفرق بين الصفا والمروة إلا كالفرق بين أبى قبيس وحرى (جبلان بمكة ) ، وما الطواف على البيت إلا كالطواف على غيره من البيوت"14 ويتفق مع رأى الكندي الذي يقول " هذا فعل الشمسية والبراهمة الذي يسمونه النسك لأصنامهم بالهند ، فإنهم يفعلون في بلدهم هذا الفعل بعينه الذي يفعله المسلمون اليوم من الحلق والتعري الذي يسمونه الاحترام والطواف"15


موقف معاصريه ولاحقيه منه :
يتبقى لدينا سؤال : كيف نفسر تأرجح المعري في آرائه بين الإيمان والكفر .. ؟
هل ذلك راجع إلى أعدائه الذين كما يزعم المعري يدسون أبياتا ينسبونها إليه؟ فقد ذكر في سقط الزند "أنا شيخ مكذوبٌ عليه"16
أو أن ذلك يعود إلى موجة الإلحاد التي راجت قبيل عصر المعري وفى أثناء عصره فقد اتهم صالح بن عبدالقدوس وابن المقفع وبشار بن برد وحماد عجرد وأبوعيسى الوراق وابن الراوندى وأبوحيان التوحيدي (ت 400 = 1009 م ) بأنهم ملحدون .
إننا لا نستطيع أن ننفي أثر العصر على المعري وعلى تكوينه الثقافي لكننا في الوقت نفسه لا نرى المعري المقلد بل هو المجدد كما أنه لا يتبع طرق من سبقه لكنه يشق بمفرده الطريق الوعر . فقد خالف المعري ابن الراوندى في موقفه تجاه إعجاز القرآن الكريم إذ يقول " وأجمع ملحد ومهتد ، وناكب عن المحجة ومقتد أن هذا الكتاب الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم كتاب بهر بالإعجاز"17 وفى الوقت ذاته فإننا لا نستطيع أن نقبل أن كل الأبيات والجمل النثرية التي تتعارض مع الأديان قد وُضعت على لسانه لأن ذلك الجدل حول كتاباته بدأ في حياته مما جعله يؤلف كتبا في تفسير ما اتهم به في كتبه السابقة وعندما نقرأ الرسائل التي بودلت بين المعري وبين داعي الدعاة الإسماعيلي (المؤيد في الدين هبة الله بن عمران الشيرازي الإسماعيلي داعي الدعاة في عصر الخليفة المستنصر بالله الفاطمي ) نجد أن ابن أبي عمران الشيرازي يقول في إحدى رسائله للمعرى : " ورأيت الناس فيما يتعلق بدينه (أي المعري ) مختلفين"18 ويحكى الخطيب البغدادي (392 - 463 ) وهو معاصر للمعرى " أن المعري عارض سورا من القرآن ، وحكي عنه حكايات مختلفة في اعتقاده ، حتى رماه بعض الناس بالإلحاد"19 ويذكر ذلك الباخرزى (أبوالحسن على بن الحسن بن على بن أبى الطيب الباخرزى ) وهو معاصر للمعرى أيضا :
" إنما تحدثت الألسن بإساءته للكتاب الذي زعموا أنه عارض به القرآن"20
وصاح معاصره أبوجعفر محمد بن اسحق بن على البحاثى الزوزنى (ت 463) :
كلب عوى بمعرة النعمان لما خلا عن ربعة الإيمان
واختلف الأمر لدى النقاد والفقهاء الذين أتوا من بعده فبعضهم رأى أنه كافر وملحد وزنديق بينما رأى بعضهم أنه مؤمن بل وليٌّ من الأولياء فالسمعاني (506-562 هـ) ينقل في كتابه الأنساب رأى البغدادي ويقرر ابن الجوزي (أبوالفرج عبدالرحمن 510-597) في كتابه المنتظم في ترجمته للمعرى أن أحواله تدل على اختلاف عقيدته ، وقد حكى لنا عن أبى زكريا أنه قال : قال لي المعري : ما الذي تعتقد - فقلت في نفسي : اليوم أعرف اعتقاده - فقلت : ما أنا إلا شاك ! فقال : هكذا شيخك " ويضيف " وقد رماه جماعة من العلماء بالزندقة والإلحاد وذلك أمر ظاهر في كلامه وأشعاره وأنه يردّ على الرسل ، ويعيب الشرائع ، ويجحد البعث"21

وقد وقف القفطي ( أبوالحسن على بن يوسف القفطي 568-646) موقفا وسطا بين الفئتين فقد نقل آراء الفريقين إلا أنه قد أورد لنا رواية نتوقف حيالها قليلا فقد ذكر أن المعري قد رحل إلى طرابلس الشام " فاجتاز باللاذقية ، ونزل دير الفاروس ، وكان به راهب يشدو شيئا من علوم الأوائل ، فسمع منه أبوالعلاء كلا ما من أوائل أقوال الفلاسفة ، حصل له به شكوك لم يكن عنده ما يدفعها به فعلق بخاطره ما حصل به بعض الانحلال .... ثم ارعوى ورجع واستغفر واعتذر"22 ولا يعقل أن يكون الراهب قد أثر على المعري في يوم أو ليلة ولذا أترك هذه الرواية إلا أنني أتوقف حيال أنه قد استغفر ربه عما قاله في شبابه وأنه قد غيّر آراءه الشكية قبيل وفاته.

يرى القفطى أنه قد رأى المعري في المنام فقال له : ما الذي يحملك على الوقيعة في ديني ؟ وما يدريك لعل الله غفر لي " فخجلت من قوله …. فابتسمت متعجبا للرؤيا ، واستغفرت الله لي وله ، ولم أعد إلى الكلام في حقه إلا بخير"23

ويصيح ياقوت الحموي 574-626 : كأن المعري حمار لا يفقه شيئا"24

ويرى ابن الأثير( 555- 630 )"أن أكثر الناس يرمونه بالزندقة وفى شعره ما يدل على ذلك"25 ويذكر سبط ابن الجوزي (581-654 )في كتابه مرآة الزمان رواية على لسان المنازي الشاعر قال : "اجتمعت بأبى العلاء بمعرة النعمان فقلت له : ما هذا الذي يحكى عنك ؟ فقال : حسدني قوم ، فكذبوا عليَّ ؛ قلت علامَ حسدوك وقد تركتَ لهم الدنيا والآخرة ؟ قال : والآخرة ؟ قلت : إي والله"26 ويسوق الغزالي في كتابه "سر العالمين وكشف ما في الدارين" كرامة من كرامات المعري ليدلل على تقواه وإيمانه.27

ويرى أبوالفداء( 672-732 )في كتابه "المختصر في أخبار البشر" أن أبا العلاء المعري " كان يُظهر الكفر"28 وإلى هذا ذهب الذهبي (673-748) في تاريخ الإسلام ويرى ابن الوردى أنه تقي .

ولعل فيما أوردته من أمثله ما يدل على اختلاف الناس معاصرين ولاحقين في أمره ، وهذا التأرجح إنما هو ناتج من تأرجح المعري ذاته ومن الشك لديه الذي يجعل الناس في شك من أمره فقد يناصره بعضهم بينما يعاديه البعض الآخر " ويعمل - كما يذكر الصفدي - تلامذته وغيرهم على لسانه الأشعار ، يضمونها أقاويل الملاحدة ، قصدا لهلاكه"29

لكن الثابت أن جدلا كبيرا دار حول كتابه " الفصول والغايات " وهل هو معارضة للقرآن الكريم أو كتاب مستقل ، وهذا الجدل بدأ أيضا في حياة المعري إذ زاره الرحالة الفارسي ناصري خسرو ودوّن في كتابه " سفر نامه " أن المعري " وضع كتابا اسماه " الفصول والغايات " ذكر به كلمات مرموز وأمثال في لفظ فصيح عجيب ، بحيث لا يقف الناس إلا على قليل منه ، ويفهمه من يقرؤه عليه . وقد اتهموه بقولهم "إنك وضعت هذا الكتاب معارضة للقرآن ؛ ويجلس حوله أكثر من مائتي رجل …. وسمعت أن له أكثر من مائة ألف بيت شعر"30 أي أن الغموض الذي كان يكتنف كتابات المعري وأسلوبه الصعب ساعد على عدم فهم مؤلفاته ، فقد كان واسع المعرفة ولم يتوقف المعري في نقده تجاه الأديان فقط بل نقد المجتمع والسلطة وتمنى إذا ما مات أن يحرق جسده وإذا قُبر فقد أوصى أن يكتب على قبره

هذا جناه أبي عليّ وما جنيت على أحد

لقد توقف النقاد القدامى والمحدثون أمام إيمان المعري أو كفره إلا أنني اختلف مع الفريقين إذ كان أحرى بهم أن ينظروا إلى المعري الذي يمثل العقلية العربية المستنيرة التي تحاول أن تشك في كل الحقائق لكي تستنتج حقيقة واحدة وهى البحث عن الحقيقة .




أبو العلاء المعري : اللزوميات ج2 ص 439
أبو العلاء المعري: رسالة الفصول والغايات في تمجيد الله والمواعظ ص 544 تحقيق محمود

حسن زناني ط. الهيئة المصرية للكتاب ، القاهرة 1977 م
أبو العلاء المعري :رسالة الغفران ص395 تحقيق الدكتورة عائشة عبدالرحمن ،ط.دار المعارف

القاهرة، 1995
المعري :الفصول والغايات في تمجيد الله والمواعظ ص 273
محمد أبو الفضل بدران : (دكتور) قضايا النقد والبلاغة في تراث أبى العلاء المعري ، مطبعة

السمان ، مصر ، 1992 .
محمد سليم الجندي : الجامع في أخبار أبى العلاء و آثاره ، تحقيق عبدا لهادى هاشم ، ط.

المجمع العلمي العربي ، دمشق ، 1384 هـ = 1964 م
إبراهيم السامرائى : مع المعري اللغوي ، ط. مؤسسة الرسالة ، بيروت 1984 م .
محمد أبو الفضل بدران : قضايا النقد والبلاغة في تراث أبى العلاء المعري ص 135-137
عبدالمعين الملوحي : دفاع عن أبى العلاء المعري ط . دار الكنوز الأدبية ، بيروت ، 1994
عبدالرحمن بدوي : من تاريخ الإلحاد في الإسلام ص 121
السابق ص139
القفطى : إنباه الرواه (تعريف القدماء ص 56-57 )
ابن حجر :لسان الميزان (تعريف ص 314 )
" عبدالرحمن بدوى : من تاريخ الإلحاد ص 120 .
" السابق ص 154 .
تعريف ص 212
المعري : رسالة الغفران ص 471
( تعريف القدماء ص 134 )
البغدادي:تاريخ مدينة السلام (تاريخ بغداد) ص 240 - 241 ) تعريف ص 7
الباخرزى ( أبوالحسن على بن الحسن بن على بن أبى الطيب الباخرزى ) دمية القصر ص

50-52 تعريف ص 8 .
" ( تعريف ص 20 )
القفطى : انباه الرواه على أنباه النحاه تعريف ص 30-31 )
تعريف ص 52
تعريف ص 115 .
ابن الأثير:الكامل : جـ 9 ص 2380 = تعريف جـ 142
تعريف ص 151 .
( انظر تعريف ص 152-153 ) .
تعريف ص 187 .
تعريف ص 270 .
التعريف ص 463





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رياض زهرة
مدير
مدير




الشك عند أبى العلاء المعري Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشك عند أبى العلاء المعري   الشك عند أبى العلاء المعري Icon_minitimeالجمعة يوليو 04, 2008 11:31 am

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي على محمد وآل محمد


مشكور أخي السلموني الفاضل على هذا البحث الشيق والمفيد

ولكن نحن كمذهب إسماعيلي أغاخاني نتبع كتاب الله وآياته وسنة رسوله المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم


ونتبع إمام الزمان الحاضر المعصوم كريم شاه الحسيني عليه السلام

ماذا تريد ان تقول لنا في هذا الموضع

وماذا تريدنا أن نفهم من الشك عند المعري ...؟؟؟

وماذا علينا أن نتمسك به بعد إطلاعنا على موضوعك القيم

وبدل ماذا تريدنا أن نتخلى عنه وتراه يتعارض مع موضعك الشك عند المعري وبقية التفاصيل الواردة

مع تحيات الهميسع والى اللقاء

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الشك عند أبى العلاء المعري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
READZ :: القسم المنوع :: المنتدى الادبي-
انتقل الى: