نشأ الباحث والكاتب الشيعي الإسماعيلي أحمد بن إبراهيم النيسابوري في القرن الخامس/الحادي عشر في عهدي الخليفتين الف
اطميين العزيز ( 365/975 – 386/ 996) والحاكم بأمر الله (386/996-411/1021). ليس لدينا سوى القليل جداً من المعلومات عن حياته الشخصية، لكن الكثير من الموهبة والميزات والخلفية الثقافية يمكن لملمتها من بين أعماله. إن نسبته بالنيشابوري (النيسابوري باللغة العربية) توحي بأنه جاء من نيشابور، مركز الدعوة الإسماعيلية في خراسان، المشهورة بشكل خاص بوجهة نظرها الجدلية. وفي وسط اجتماعي وفكري كهذا تمكن النيسابوري من أن يطور فكره الخاص مع اهتمام عال بالتعليم الفلسفي. وتكشف أعماله بأنه كان باحثاً متعدد الاهتمامات يكتب في التاريخ والكلام والعلوم الأخروية (ايسكاتولوجيا) إضافة إلى الأدب. إن حقيقة بقاء العديد من أعماله تصور لنا اتجاه فكره ومغزاه مما يتيح لنا فهم المعتقدات التي كانت سائدة في عصره.
ومن بين أعماله الكثيرة كتاب استتار الإمام، وهو عمل تاريخي هام يكشف عن أسماء ثلاثة من الأئمة الإسماعيليين الذين خلفوا محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق. لقد لاحظ الباحث الروسي فلاديمير إيفانوف (ت 1970) أننا فيه "نستطيع أن نجد شذرات ثمينة من المعلومات عن الفترة التي تعتبر عالماً مفقوداً في التاريخ، معلومات لا يمكن العثور عليها في أي مكان آخر"
1 .
وتنتمي الرسالة الموجزة للنيسابوري إلى صنف من الكتابة يدعى الأدب (وتعني السلوك الصحيح) وتعطي وصفاً مفصلاً عن ميزات الداعي وواجباته. وقد اعتمدت مقالة إيفانوف حول تنظيم الدعوة في عهد الفاطميين على هذه الرسالة
2 .
تشمل أعمال النيسابوري الدينية إثبات الإمامة حيث يستخدم المؤلف الفلسفة كأداة لشرح علومه الكلامية. إنه يثبت وجود الإمامة على أساس من الحجج المنطقية والفلسفية بالإضافة إلى استخدامه للقرآن والحديث. والعمل نموذج إسماعيلي لصنف من الأعمال حول موضوع الإمامة.
هنالك نسخة بالعربية وترجمة انكليزية لإثبات الإمامة تقوم بإعدادها
الدكتورة أرزينا ر لالاني، الباحثة المساعدة في معهد الدراسات الإسماعيلية.
1. ف. إيفانوف، التراث الإسماعيلي المتعلق بقيام الفاطميين (كلكوتا: مطبعة جامعة أكسفورد،1942)، 157-183. النص العربي للاستتار، هو وسيرة جعفر الحاجب متوفران في نشرة كلية الآداب ، الجامعة المصرية 4 (1936):89-133.
2. أنظر ف. إيفانوف، " تنظيم الدعوة الفاطمية،" مجلة فرع بومباي للجمعية الملكية الآسيوية (1939): 1-35. والرسالة الموجزة محفوظة في اقتباسات تحفة القلوب للحامدي وكتاب الأزهر لحسن بن نوح البهاروشي، مجلد 2. انظر عمل فيرينا كليم، مذكرات رسالة، سيرة الداعي الفاطمي المؤيد في الدين الشيرازي 2(فرانكفورت، 1989)، حيث توجد طبعة مصورة من النص.