| من قائل مايلي | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
مهند أحمد اسماعيل عضو مخضرم
| موضوع: من قائل مايلي الأربعاء أبريل 29, 2009 4:29 am | |
| "بنو آدم خلقوا من طينة واحدة وهم أعضاء لجسد واحد، وعندما يعاني عضو واحد من أمر فكل الأعضاء الأخرى تعاني مثله على حد سواء. أنت أيها غير المكترث بمعاناة زميلك، إنـّك لا تستحق أن تدعى إنساناً." | |
|
| |
Marhaba عضو مميز
| موضوع: رد: من قائل مايلي الأربعاء أبريل 29, 2009 4:53 am | |
| مشكور يا مهند على هذه الكلمات الجميلة و المعبرة للشاعر الفارسي سعدي و التي ذكرنا بها الإمام الحاضرشاه كريم الحسيني في محاضرته الهامة التي ألقاها خلال الاجتماع السنوي للبكالوريا الدولية في مدينة أتلانتا بالولايات المتحدة يوم 18 نيسان 2008 خلال زيارة اليوبيل الذهبي. و هذا هو النص الإنكليزي لمن يستطيع قرآته:
“The children of Adam, created of the self-same clay, are members of one body. When one member suffers, all members suffer, likewise. O Thou, who art indifferent to the suffering of the fellow, thou art unworthy to be called a man.”
و لمن يريد الإضطلاع على خطاب الإمام الحاضرشاه كريم الحسيني كاملا:
http://www.iis.ac.uk/view_article.asp?ContentID=109469 | |
|
| |
مهند أحمد اسماعيل عضو مخضرم
| موضوع: رد: من قائل مايلي الأربعاء أبريل 29, 2009 5:05 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد بالفعل لنا الفخر بكم مبارك ياعلي مدد | |
|
| |
هادي الشعراني مدير
| موضوع: رد: من قائل مايلي الجمعة مايو 01, 2009 1:23 am | |
| أخي مهند المحترم : بادرة جديدة لكنها جميلة شكرا لك هذه ستعطينا دافعا للبجث أكثر ولتوثيق المعلومات أكثر دمت بخير | |
|
| |
Marhaba عضو مميز
| موضوع: رد: من قائل مايلي السبت مايو 16, 2009 12:20 am | |
| نتابع معكم في تأمل الكلمات المعبرة للشاعر الفارسي سعدي التي ذكرنا بها الأخ مهند. و قد رأينا أن مولانا الإمام الحاضرشاه كريم الحسيني ذكر هذه العبارة الجميلة في محاضرته الهامة التي ألقاها خلال الاجتماع السنوي للبكالوريا الدولية في مدينة أتلانتا بالولايات المتحدة يوم 18 نيسان 2008.
و السؤال الآن من كذلك من الشخصيات الهامة ذكر هذا المقطع الشعري و على أي مبنى في أمريكا تمت كتابتها؟ | |
|
| |
مهند أحمد اسماعيل عضو مخضرم
| |
| |
مهند أحمد اسماعيل عضو مخضرم
| موضوع: رد: من قائل مايلي السبت مايو 16, 2009 10:36 am | |
| وسنقدم من الأنترنت ما وجدناه مناسبا عن سعدي الشيرازي ... شاعر الانسانية
تعددت وكثرت الصلات بين الأدبين العربي و الفارسي بل وأمتزجا ليكونا معا تراثا ضاريا جمع في طياته شتى أنواع الأدب وأجناسه المختلفة فمن المسلم به هو أن الفرس قد أخذوا عن العرب فن الشعر بل وإن الشعر الفارسي قد نشأ في أحضان الشعر العربي الذي كان ديوان لهم ثم قام الفرس بتطويره وتحريره من قيوده التي وضعها العرب له فلذلك لاعجب من أن شاعرا مثل الفردوسي وهو واحد من أهم شعراء الملاحم في التاريخ الانساني ينظم ملحمته الشهيرة «الشاهنامه» في بضع وستين ألف بيت على شكل لمثنوي، يقال عنه في العربية المزدوج، وهو أن يتفق شطري البيت الواحد في القافية دون البيت الذي يليه فهو الأخر يتفق شطريه
وهذا ما افسح المجال لذلك الشاعر العظيم وغيره لتنظيم هذا العدد من الأبيات وما أكثر الشعراء الفرس الذين تعددت قصائدهم وأعمالهم عن ألاف الأبيات مثل حافظ الشيرازي وسعدي الشيرازي والرودكي و... من أهم سمات المزج بين الأدبين العربي والفارسي هو أن كثير من الأدباء كانوا على دراية تامة باللغتين العربية والفارسية بل وإن كثير منهم كانوا مقيمين في البلاد العربية، ولو تم النظر إلى البيئة وحدها لعد من العرب كل العلماء الذين نشأتهم الكوفة والبصرة وبغداد والبلاد العربية كلها وعد سيبوية البصري تلميذا لخليل بن أحمد من العرب ولو تم النظر إلى النسب وحده لعد للعرب كثير من أبنائهم الذين نشأتهم البلاد الفارسية مثل الفجر الرازي ومحمد عوني. إذن هي العلاقات المتشابكة بين الجنسين العربي والفارسي وإن كان الدكتور عبد الوهاب عزام قد أوضح الحقيقة نقض ما قاله ابن خلدون في انقاص حق العرب الظاهر في تلك الحضارة التي أسست على أيديهم وهي الحقيقة التي انكرها ابن خلدون ولكن في بداية تكوين هذه الحضارة لم يكن هناك فرق بين عربي او اعجمي وعجمي هنا فارسي او رومي او حبشي فكلهم مسلمون ولذلك بدء التناقل والامتزاج بين الشعوب وثقافتهم وأدابهم وتلك هي حكمة الأسلام في إحتوائه للجميع.
التعريف بالأدب المقارن: هناك تعريفان للأدب المقارن وهما التعريف الأمريكي حيث يقول أصحاب المدرسة الأمريكية «أنه البحث والمقارنة بين أصحاب العلاقات المتشابهة بين الأداب المختلفة بعضها والبعض الأخر وبين الأداب وبقية انماط الفكر الأنساني من فنون وعلوم إذ يعتبرون التفكير البشري كلا متكاملا ومتداخلا «بينما يرى أصحاب المدرسة الفرنسية» بأنه العلم الذي يبحث ويقارن بين العلاقات المتشابهة بين الأداب المختلفة في لغات مختلفة «ويعتمد علم الأدب المقارن على دعامتين أساسيتين هما:
1-اختلاف اللغة: فأنه إذا تم عقد موازنة بين شعر أبى العلاء المعري وشعر ابا العتاهية فان هذه الموازنه لن تفيد إلا اللغة العربية فقط او حدثت موازنه بين أدب شكسبير تشارلز ديكنز فهذا لايفيد إلا اللغة والأدب الأنجليزي فقط، ويعارض الأمريكيين هذا الأساس ودليلهم على ذلك هو اختلاف الأدب الأمريكي عن الأدب الأنجليزي مع كونهما كتبوا باللغة الأنجليزية وكذلك الأدب الهندي وبهذا يتضح إن الأمريكان يتحدثون عن ذلك العلم لاظهار أدابهم لتكون لهم استقلالية تامة بعيدة عن الأدب الأنجليزي.
2-الصلات التاريخية: اصحاب المدرسة الفرنسية يعنون عناية بالغة باثبات أن الموضوعات التي تقارن قد قامت بينها صلات تاريخية ونشا عنها نوع من التأثير والتأثر وكذلك إثبات أن الأدبين اللذين يقارن بين إنتجاهما الأدبي قد أتصل أحدهم بالأخر وهذا ما يلقى على عاتق الباحث ضرورة مراعاة الألمام بكافة الظروف التاريجية للعصور التي يتعرض لدراستها.
التعريف بالشاعر:
همه قبله من عالمان دين بودند
مرا علم عشق تو شاعرى أموخت
«لقد كانت قبيلتي كلها من علماء الدين، وانما علمني معلم عشقك قرض الشعر الرصين»
- اختلف الباحثون والدارسون حول تاريخ حياة الشاعر بل حتى في اسمه ويقترن هذا الغموض بعدم تحديد سعدي نفسه عن عمره الحقيقي خلال اشعاره فهو يذكر في الكلستان والبوستان بيتين يتحدث في الأول عن الوصول إلى الخمسين من العمر وفى الأخر عمن وصل إلى السبعين من العمر ومن المعروف إنه قد نظم كلستان ونشره عام 656ه وانه قد سبقه بعام بنشر كتابه بو ستان ويقول في البوستان:
«ألا ايكه عمرت بهفتاد رفت
مكر خفته بودي كه برباد رفت
«يامن بلغت السبعين من عمرك، لعلك كنت نائما، فان العمر ولى بك»
ويقول في الكلستان:
«أيكه ينجاه رفت ودر خوابي
مكر ابن بنج روزه دريابي»
«يامن بلغت الخمسين، ولازلت في نوم، لعلك تدرك هذه الخمسة الباقية من الايام»
وبهذين البيتين يدور الخلاف حول ميلاد الشاعر ولكن البعض يجنح إلى الكلستان لانه نظمه بعض البوستان فمن الممكن ان يكون هو الارجح ويرى الدكتورإبراهيم محمد انه عند نظم الكلستان عام ۶۵۶ه وكان عمره خمسين عاما فمن الممكن أن يكون ولد عام ۶۰۶ ه ويوكد الدكتور محمد موسى هنداوي على ذلك في كتابه سعدي الشيرازي مؤكد على مقولة «ينجاه رفت» أي أن الخمسين قد مضت ويؤكد ميله.
إن الشاعر ولد مابين۵۸۵ ه - ۶۰۶ه اصح الفروض. ويستمر الخلاف في كل ما يدور حول الشاعر من أسمه أهو «مشرف الدين» أم «مصلح الدين» وكذلك حول تخلصه وإلى أي شخص يعود هذا التخلص هل يعود إلى «سعدبن زنكي» أم إلى «سعد بن أبي بكر» وكذلك حول رحلاته والقصص التي رواها في «كلستان» هل هي واقعية أم ماذا وقبل الدخول في هذه الخلافات سنتحدث عن سعدي من خلال ما قاله هو عن نفسه وابيه وامه. | |
|
| |
مهند أحمد اسماعيل عضو مخضرم
| موضوع: رد: من قائل مايلي السبت مايو 16, 2009 10:38 am | |
| أبدع سعدي الشيرازي (1219م- 1294م ) روائع لازال الأدب الفارسي يحتفى بها، أخرج إلى الناس أجمل النصوص الأدبية التي تمزج بين الفائدة والمتعة، وجعلها قمة بلاغية، سهلة ممتنعة، سهلة حين تقترب منها، لكنها ممتنعة حين تتجرأ على مجاراتها، فأضحى سعدي مدرسة أدبية قائمة بذاتها، إذ اعتبر أب النثر الفارسي، استطاع كذلك أن يمزج بين خلاصات تجاربه، بعد ثلاثة عقود تنقل فيها بين الكثير من البلدان والثقافات، لذلك تأهل ليكون رمز المحبة الإنسانية، واستحق أن يزين مدخل مقر الأمم المتحدة في نيويورك بأبياته الشهيرة: ( أبناء آدم بعضهم من بعض، في أصلهم خلقوا من جوهر واحد
إن أصاب الدهر أحد الأعضاء بألم، استجابت له باقي الأعضاء بالاضطراب،
إن كنت لا تبالي بمحن الآخرين، فأنت لا تستحق أن تسمى آدمي).
عرف سعدي الشيرازي بآثاره الفارسية أكثر من غيرها، إلا أنه نادرا ما تذكر نصوصه الشعرية والنثرية التي أبدعها بلسان عربي جميل، عبر فيها عن وسعة أفقه ورهافة حسه الإنساني، بالإضافة إلى أن هذه النصوص تؤكد الانتماء الحضاري المنفتح والممتد لشاعر قضى أكثر عمره في السير والحكمة..يقول سعدي في إحدى مواعظه العربية:
عيب علي وعدوان على الناس إذا وعظت وقلبي جلمد قاس رب اعف عني وهب لي مابكيت أسى إني على فرط أيام مضت آس مر الصبا وأبيض ناصيتي شيبا، فحتى متى يسود كراسي يالهف عصر شباب مر لاهية لالهو بعد اشتعال الشيب في راسي
ولما اشتد به ألم العشق، أنشد سعدي يقول:
تعذر صمت الواجدين فصاحوا ومن صاح وجدا ماعليه جناح أسروا حديث العشق ما أمكن التقى وإن غلب الشوق الشديد فباحوا سرى طيف من يجلو بطلعته الدجى وسائر ليل المقبلين صباح يطاف عليهم والخليون نوم ويسقون من كأس المدامع راح ولما طغى عليه حال المحبة، أنشد:
أصبحت مفتونا بأعين أهيفا لاأستطيع الصبر عنه تعففا والستر في دين المحبة بدعة أهوى وإن غضب الرقيب وعفا وطريق مسلوب الفؤاد تحمل من قال اوه من الجفاء فقد جفا دع ترمني بسهام لحظ فاتك من رام قوس الحاجبين تهدفا صياد قلب فوق حبة خاله شرك يصيد الزاهد المتقشفا
وعندما سقطت بغداد في مخالب هولاكو، وبعد قتل الخليفة العباسي المسعتصم بالله، فاضت مدامعه، فقال:
حبست بجفني المدامع لا تجري فلما طغى الماء استطال على السكر نسيم صبا بغداد بعد خرابها تمنيت لو كانت تمر على قبري لأن هلاك النفس عند أولي النهى أحب لهم من عيش منقبض الصدر زجرت طبيبا جس نبضي مداويا إليك، فما شكواي من مرض يبري لزمت اصطبارا حيث كنت مفارقا وهذا فراق لا يعالج بالصبر
هذه هي زفرات سعدي العربية، موعظة ورثاء وغزل، نستطيع أن نسميها عربية القلب والوجدان، وهذا هو سعدي في جلبابه العربي، يؤكد انسجام الشعوب الإسلامية في إحدى مراحلها التاريخية، انسجام رواه الشعر كما خلدته أعمال ومكرمات لازلنا نذكرها | |
|
| |
مهند أحمد اسماعيل عضو مخضرم
| موضوع: رد: من قائل مايلي السبت مايو 16, 2009 10:41 am | |
| اقتباسات قرآنية في شعر سعدي الشيرازي : رحلات الشيرازي صقلت خبراته وتجاربه الإبداعية كانت ألفاظ القرآن الكريم ومعانيه أول ما اتجهت إليه أنظار أدباء الفرس ولا غرابة في ذلك، فالمتأمل في مسيرة الأدب الفارسي يدرك أنه اعتمد كلية على الأدب العربي، وكان الشعراء يفخرون بمعرفتهم باللغة العربية بنفس الدرجة التي يعرفون بها لغتهم الفارسية وأن مثل هؤلاء الشعراء كان يُطلق عليه اسم (أصحاب اللسانين) تمييزا لهم عن الشعراء الشعوبيين الذين اقتصر نظمهم على اللغة الفارسية فقط وكانوا قلة. وعلى رأس الشعراء من أصحاب اللسانين الشاعر سعدي الشيرازي الذي ولد في شيراز بإقليم فارس في أواخر القرن السادس الهجري أو أوائل السابع. ويرى الباحث الإيراني المعاصر عباس إقبال، أن تاريخ مولده يقع بين عامي 610، 615هـ (1213،1219م). والظاهر أن هذا الشاعر قد فقد أباه في حداثة سنه، فهو يشير إلى ذلك بوستانه، ويوصي بالإشفاق على اليتيم، ولقد تلقى سعدي تعليمه في شيراز حتى وفاة أبيه، وكان إذ ذاك فتى يناهز الثانية عشرة من عمره. ويروى أنه أكمل تعليمه في المدرسة النظامية ببغداد. يقال إن سعدي- بعد أن أتم دراسته في المدرسة النظامية- قضى ثلاثين عاماً في الأسفار، وإنه زار آسيا الصغرى وجاهد ضد الروم، وحملته أسفاره إلى مسافات بعيدة شرقا وغربا، ولقد ورد في كتبه ذكر لمناطق مثل الشام وفلسطين والجزيرة العربية ومصر والمغرب والحبشة وآسيا الوسطى والهند. أسفار متعددة: ولقد دفع هذا الباحثين لمحاولة استقصاء حياة سعدي من إشاراته إلى أسفاره في كتبه، وممن فعل ذلك هنري ماسيه في رسالته المعروفة عن سعدي، لكن محاولته هذه لم تلق نجاحا كبيرا في الكشف عن حياة سعدي، كما أنها لم تلق قبولاً لدى غيره من الباحثين، الذي يذهب أكثرهم إلى أن الإشارة إلى الأماكن في أعمال سعدي- هي في أغلب الأحوال- من قبيل الخيال، وأننا يصعب علينا أن نرسم صورة لرحلاته من إشاراته إلى المدن والأقاليم. ومهما يكن من أمر فالظاهر أن رحلات سعدي قد حملته إلى مناطق مختلفة من العالم، وأنه قد اكتسب في رحلاته كثيرا من التجارب والخبرة بالحياة، فقد سبقه إلى الترحال عشرات العلماء، وكذلك طاف بالعالم من بعده كثير من الرحالين. ولقد عاد سعدي إلى موطنه شيراز نحو 653 أو 654 في أواخر عصر الأتابك أبي بكر سعد بن زنكي. وهو من أتابكة فارس الذين نجحوا في تجنيب أقليمهم ويلات، الغزو المغولي، التي كانت قد أصابت العالم الإسلامي، ووصلت في مدها إلى كثير من مناطق إيران، ثم وصلت إلى عاصمة الخلافة بغداد عام 656هـ. وقد انتهى أمر أتابكة فارس عام 662هـ بعد أن عاش المتأخرون منهم اتباعا للمغول. أتيح لسعدي أن يستقر في مدينته شيراز- بعد عودته إليها من أسفاره- قرابة ثلاثين عاماً، قضاها في رعاية الأتابكة، ثم استطاع بعد زوال ملكهم أن يتقرب من المغول، وله مدائح تدل على نجاحه في اكتساب ثقتهم أو على أقل تقدير، في تجنب أذاهم. ولقد كانت فترة إقامة سعدي في شيراز فترة خصوبة أدبية في حياته المديدة، فبعد قليل من استقراره فيها أصدر عمليه الكبيرين البوستان والكلستان، فتاريخ صدور البوستان هو عام 655هـ، أما الكلستان فصدر عام 656هـ. ومن المفروض أن الشاعر لم ينظم عملا كالبوستان وكتاباً كالكلستان بهذه السرعة، بل إنه كان قد أعد مادتهما من قبل، ثم كان إصدارهما بعد استقراره في موطنه خلال هذه المدة الوجيزة. وإلى جانب البوستان والكلستان نظم سعدي كثيراً من الغزليات والقصائد، وأبدع إبداعاً مرموقا في هذين الفنين، لقد عُد سعدي أستاذا لفن الغزل. فعلى يديه بلغ هذا الفن غاية نضجه، وهو الذي مهد السبيل لظهور شاعر الغزل العبقري حافظ الشيرازي. مشاركة لغوية: بدراستنا لأعمال سعدي ندرك أنه كان واسع المعرفة بالثقافة الإسلامية، وأنه كان يجيد العربية، إلى جانب براعته في لغته الفارسية (1). ويصور سعدي امتزاج الأداب الإسلامية تصويراً قوياً، ففي كليات سعدي وهي أثاره المجموعة قصائد عربية، وقصائد فارسية، وملحمات، وهذه الملحمات تقوم على المشاركة بين اللغتين العربية والفارسية. وسعدي صاحب مشاركة وانفعال بما يجري في العالم الإسلامي. وقصيدته التي رثى بها بغداد بعد تخريبها على يد المغول وقتل خليفة المسلمين المستعصم في سنة 656هـ=1258م قصيدة مشهورة، وتعد شاهدا لنا فيما نقول، ولم يكتف بالشعر الفارسي في رثاء بغداد والخلافة الإسلامية بل نظم أيضا شعر عربيا في هذا المعنى(2). ويعد الشاعر سعدي الشيرازي من أشهر شعراء الفرس الذين اقتبسوا من معاني القرآن الكريم. ومن أمثلة هذه الاقتباسات في أدب سعدي قوله: - بنكرش هرجه بيني درخروشست ولي داند درين معنى كوشست ته بلبل بركَلش تسبيح خوانسيت كه هرخاري به تسبيحش زبانيست ومعناه: كل ما تراه في هذا الكون مشغول بذكره يدرك هذا المعنى كل من كان له أذن وليس البلبل هو الذي يسبح وحده فوق الورود ولكن كل شوكة لها هي الأخرى لسان تسبح به أخذ المعنى من قوله تعالى: (يسبح لله ما في السموات و ما في الأرض). أو قوله تعالى (سبح لله ما في السموات وما في الأرض). ومن ذلك أيضا قول سعدي: زن بد درسراي مردنكو هم درين عالمست دوزخ او زينها راز قرين بد زنهار وقنا ربنا عذاب النار ومعناه: إن المرأة السيئة في بيت الرجل الصالح، تذيقه عذاب جهنم في هذا العالم فاحذر من قرين السوء احذر، وقنا عذاب النار. وقوله: أي قناعت توانكرم كردان كه وراى توهيج نعمت ننيست كنج صبرا اختيار لقمانست هركرا صبرنيست حكمت نيست ومعناها: أيتها القناعة أغنني، فليس بعدك نعمة. وقد اختار لقمان كنز الصبر، وكل من لا صبر له ، لا حكمة له. مأخوذ من قوله تعالى: (واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور). ويقول سعدي في خطيب كريه الصوت إن صوته كنعيب غراب البين وفي حقه آية (إن أنكر الأصوات لصوت الحمير). ويقول سعدي: جو دوخ كه سيرش كنند از وقيد ذكريانك دار دكه هل من مزيد ومعناه: حين تمتلئ جهنم بالوقود تصيح مرة أخرى هل من مزيد، أخذه من قوله تعالى: 0 يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد | |
|
| |
مهند أحمد اسماعيل عضو مخضرم
| موضوع: رد: من قائل مايلي السبت مايو 16, 2009 10:43 am | |
| (مختارات من مواعظ سعدي الشيرازي)
مهما صنعت الخير للأشرار فلن يقتل مروض الأفعى غير الأفعى. لا تستسلم إلى العجز وقلة الحيلة فلا يزال بيدك الخلاص فأعمل له. كلهم شمع أمام هذا الشمس، وكلهم فراش حول هذا المشعل. لا بسبب مكانته ومنصبه، وليس هذا يكفيان الرجل ليكون فاضلاً، بل بسبب أن قلبه ويده دائماً مثل السحاب يشمل كل العالم برحمته. القوة ليست بالمال لدى أهل الكمال، لأن المال يفيد حتى القبر، وبعد ذلك الأعمال. لا تشبع عين الطامع من الدنيا، ولا يمتلئ الجبّ قط بالندى. شيئان هما حاصل العمر: الذكر الطيب أو السيئ، وما خلاهما فكل من عليها فان. فإذا لم يستخفك الرقص فأنت مخلوق عجيب، فهذا الجو جعل الأشجار تتراقص. نور عقلك مصباح الطرق المخيفة، وعنان عزمك مفتاح البلاد الحصينة. لا تضم بلاد الشرق والغرب، ولا تطلب الحرب، بل فز بقلب، وأزل همّ خاطر. طالما أنه لا بد من الرحيل عن العالم، فيجوز لك أن تتخيل أنك أخذت العالم. الدنيا امرأة غنوج تستلب القلوب، لكنها لا تعقد نفسها مع أحد قط بعقد الزواج. لا أعرف ثمرة لشجرة العلم غير العمل، وإذا لم تشفع علمك بعملك فأنت غصن بلا ثمر. فلا تنظرن بحقارة إلى ذاتك، لو كنت قليل مال، لأن التميز بالمال لا يعدل التميز بالفضل. يراودني بين الفينة والأخرى فكرة أنني الذي استوليت على بلاد العجم بسيف الشعر، ثم تنقطع أنفاسي فزعاً من أهل الفضل، فأشعر بالاستحياء من بضاعتي الرديئة، ولكن تجد بالسوق من يشتري الزجاج، ومن يشتري الجواهر. الدنيا كبحرعميق تملؤه التماسيح، والعارفون المرتاحون هم من عاشوا على ساحله. إذا ما فارق السهم قوسه فلا يعود ثانية، فتأمل وتريث في كل أمورك. إن تسكر فأسكر بشراب الشوق إلى الحبيب، فهو الذي يذهب بعقلك وطبعك وحياتك. أغمض سعدي عينيه تماماً عن كل العالم حتى لا يظهر له من كل العالم سوى خيال الحبيب. لا ديّة للدم الذي يسفكه الحبيب. أحرقتُ نفسي كالعود في نار الفكر لكي يفوح نشري في العالم. ربيتُ كالصدف درر المعرفة في صدري، حتى فقتُّ بجوهري درر البحار. الجاهل يخالط كل الناس في كل مكان، فهو كالغريق يتشبث بكل شيء يراه، فلا ترافق الأشرار، ومن يحتك بالموقد تلوّث بسواده. قلتَ سوف يخرج ماءٌ من بئر الأمل، لكن للأسف سقط الدلو أيضاً في البئر. تسكن القطة في الدار لقلة إيذائها، ويهيم الذئب في الصحراء لسوء فعاله، يعيش الفقراء في المدن لطهارة أيديهم، ويتخفى اللصوص في الجبل والسهل لتجاوزهم وعدوانهم. النار ناران: المعيشة ونار المعصية، نار المعيشة يقتلها ماء السماء، ونار المعصية يقتلها ماء العين | |
|
| |
Marhaba عضو مميز
| موضوع: رد: من قائل مايلي الثلاثاء مايو 26, 2009 10:54 am | |
| مشكور يا مهند على هذه المعلومات القيمة.
طبعا الإمام الحاضرشاه كريم الحسيني ذكر هذه العبارة في محاضرته التي ألقاها خلال الاجتماع السنوي للبكالوريا الدولية في مدينة أتلانتا بالولايات المتحدة يوم 18 نيسان 2008 و إمامنا الراحل سلطان محمد شاه ذكر هذه العبارة أيضا في خطاب ألقاه أمام عصبة الأمم عام 1937
و يبقى السؤال من من رؤساء الدول العظمى ذكر هذه الجملة المعبرة للشاعر الكبير سعدي في خطاب ألقاه هذا العام منذ عدة شهور؟ | |
|
| |
امير عضو جديد
| موضوع: رد: من قائل مايلي الثلاثاء مايو 26, 2009 11:03 am | |
| اظن ان سمو الامير ذكر العبارة نقلا عن حديث معروف و مشهور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورد ذكره ليس فقط في البخاري ومسلم بل في معظم كتب الحديث السنية والشيعية:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" | |
|
| |
hakam kh عضو جديد
| موضوع: رد: من قائل مايلي الثلاثاء مايو 26, 2009 11:36 am | |
| أخي الكريم أمير حديث الرسول صادق وموثق مئة بالمئة ولكن كان الاستشهاد من قبل امامنا الحالي والراحل كان بكلام الشاعر الفارسي المأخوذ حكما من قول رسولنا الاعظم ولكن الغاية من الاستشهاد هي الجملتين الأخيرتين في القول أنت أيها غير المكترث بمعاناة زميلك، إنـّك لا تستحق أن تدعى إنسانا هناك الكثير من الأيات والاحاديث تستخدم ضمن سياق الشعر أو الادب واقرب في الوصول للأخر الذي لا يعلم عن دينك شيئا وتصبح هكذا عبارات مقتبسة من ضمن كلام شعر أو حكمة موروث أنساني تتناقله الأجيال قليل يعلم من أين أصلها ولكن يستعملونها في حياتهم فالاستدلال الاول بها كان من قبل امانا الرحل تغمده الله في واسع رحمته في عصبة الامم المتحدة عندما كان رئيسها ونص الخطابان يمكنني ايرادهما إليك إن أردت ذلك
| |
|
| |
Marhaba عضو مميز
| موضوع: رد: من قائل مايلي الثلاثاء مايو 26, 2009 12:17 pm | |
| الأخ العزيز أمير ما ذكره الأخ العزيز حكم صحيح و طبعا فأهمية مقولة الشاعر سعدي تأتي كونها ترتكز على حديث النبي الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم و على القرآن الكريم و الإمام الحاضر شاه كريم الحسيني بعدما ذكر هذه العبارة اقتبس آيات مباركات من القرآن الكريم حيث قال
يمكنكم بسهولة فهم لماذا تبدو هذه الكلمات مناسبة لمحاضرة بترسون. إنها كذلك لأنها تتحدث عن القيم الأساسية للرابطة الإنسانية الشاملة التي هي هدية الخالق التي تطلب منا بذل جهودنا وتعزيزها للتثقيف من أجل المواطنة العالمية.
كما أود أيضا أن أقتبس أكثر التعابير قوة عن وحدة الجنس البشري لأن مصدرها المباشر هو القرآن الكريم ، وأود منكم أن تفكروا فيها. يوجه القرآن الكريم خطابه ليس فقط إلى المسلمين ولكن إلى الجنس البشري بأكمله، حيث يقول :" يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة، وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء."
تُعَبِّر هذه الكلمات عن بصيرة روحية عميقة ، وعن أمر الهي إذا صح التعبير، والتي ينبغي برأيي أن تقوي وتدعم التزاماتنا التعليمية. ذلك لأننا نرى النوع البشري، على الرغم من اختلافاتنا، كمخلوقات لله ولدت من نفس واحدة، فإننا نصرعلى تخطي الحدود التقليدية عندما نتداول في القضايا ونتواصل ونعلِّم على المستوى الدولي.
و يكنكم الإضطلاع على الخطاب كاملا على الرابط:
http://www.iis.ac.uk/view_article.asp?ContentID=109469
و شكرا | |
|
| |
hakam kh عضو جديد
| موضوع: رد: من قائل مايلي الثلاثاء مايو 26, 2009 12:30 pm | |
| تمت أضافة كلمة بالخطأ بعد كلمة الأخ الكريم أمير يرجى حذفها
زر التعديل غير موجود
حكم
تم اجراء التعديل المطلوب (المشرف) | |
|
| |
امير عضو جديد
| موضوع: رد: من قائل مايلي الثلاثاء مايو 26, 2009 7:54 pm | |
| اتفق معكما اذن بارك الله فيكم و شكرا لكم | |
|
| |
Marhaba عضو مميز
| موضوع: رد: من قائل مايلي الخميس مايو 28, 2009 8:01 am | |
| - Marhaba كتب:
- .
و يبقى السؤال من من رؤساء الدول العظمى ذكر هذه الجملة المعبرة للشاعر الكبير سعدي في خطاب ألقاه هذا العام منذ عدة شهور؟
بالنسبة للسؤال الأخير فالعبارة الشهيرة للشاعر سعدي وردت في خطاب الرئيس الأمريكي أوباما في خطابه إلى الشعب الإيراني بمناسبة عيد النيروز في آذار الماضي. الخطاب موجود هنا
http://online.wsj.com/article/SB123752091165792573.html
مع الشكر للأخ مهند الذي بدأ هذا الموضوع. | |
|
| |
مهند أحمد اسماعيل عضو مخضرم
| موضوع: رد: من قائل مايلي الخميس مايو 28, 2009 9:55 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد شكرا على الرابط الأخير وشكرا للمولى بأن بارك فيكم ياعلي مدد | |
|
| |
| من قائل مايلي | |
|