لو رفضنا كل معيقات تطورنا، قد نفلح في خلق حاضر يليق بنا.

زائر

العنصرية أمر مكروه و مرفوض، من أية جهة
تحاول فرضها على الآخرين،و الناس جميعهم متساويين و"لا يفضل عربي على عجمي إلا
بالتقوى و العمل الصالح"،و لا يحق لأحد أن يفاخر سوى بعمله الصالح الذي يفيد
به البشرية جمعاء بدل أن يضرها به،و إن أجزنا أن يكون لنا انتماء فليكن للوطن ليس غير
، أولا و بشكل عام،و من يريد أن يكون له انتماءات أخرى ،سواء أكانت دينية أم قومية
،فليدع هذه الانتماءات لنفسه،فهي علاقته الخاصة مع خالقه،و مع قومه، فليحترم هذه
الخصوصية في العلاقة ولا يحاول فرضها على غيره من البشر كي لا يكون في ذلك قد
أمتهنها،أي أهانها بوضعها في غير موضعها.

فعلا نحن في الشرق قد أبتلينا بكثيرين ممن
قد ملأت العنصرية صدورهم حقدا و كرها للآخر،حتى بتنا نخشى أن نقول أي شيء حتى لا يفسره
الآخر وفق مقياس عقله الضيق، الذي لا مكان فيه للآخرين،و ذلك ذروة التخلف و الجهل الذي
نعيشه في هذه الحقبة من الزمن،لندع الناس يفكرون ،أليسوا هم أحرارا "متى
استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا"؟ أليس لو شاء رب الخلق تقييدا لهم
لفعل ذلك بإرادته المطلقة؟كيف لنا أن نفهم و نحن في القرن الحادي و العشرين أننا لا
زلنا نتأخر و نتأخر و نتقهقر نحو الخلف، بينما العالم كله يتقدم و يتقدم سريعا إلى
الأمام،ألم يحن بعد أوان المراجعة و النقد الذاتي لأسباب تخلفنا،ألم يحن بعد لنا أن
نصرخ بعلو أصواتنا، أن من يدّعون الحفاظ على التراث و الأصالة و الهوية القومية، هم
أنفسهم ألد أعداء هذا التراث و تلك القومية و أشدهم جهلا به و بها، وأكثرهم إلحاحا
على تدمير كل القيم الجميلة فيه و فيها، و استبدالها بقيم القهر و الاستبداد و
الظلم و الاستعباد،مستثمرين تلك المبادئ،على ما يمكن أن تكونه من حلاوة لولاهم،
أبشع استثمار.

آن لنا أن ندع للآخر حريته في قول ما يريد،طالما
أن ذلك لا يتعارض مع حريتنا، ولا يعيق صيرورة الحياة التي نمارسها نحن أيضا كما نريد.

آن لنا أن نفهم أن إجبار الآخر على الانصياع
إلى رغباتنا نحن، هو أمر لا يمكن أن يفكر فيه سوى الحجاج بن يوسف الثقفي -
"الذي رأى رؤوسا قد أينعت و حان قطافها" يا لها من مثال على بذاءة الشرق
المستبد في الخطابة و الفعل ، و كم هي مخجلة أمام خلق الله أجمعين، و تذكرنا و
تذكرهم أيضا بمحاكم التفتيش في العصور الوسطى "الأوربية"،فالحجاج هذا و من هم على شاكلته من المستبدين و الطغاة، هؤلاء
من قد دمروا إمكانية إستمراريتنا و بقائنا في العصر الحديث ما لم ننهض و نشرع نفكر
في نقد هذا الهباب الموروث و نبذه من دوائر معرفتنا،و عزله كما يعزل المجذوم،لقد آن
لنا أن نعيش مع بقية خلق الله حياة ملؤها الحب و التفاهم ،و لعنة الله ، و الحالة
كذلك، على العنصرية و القومية و الاستبداد، إذا كانت ستظل سببا لفرقتنا كبشر ،و
انعزالنا القبيح جدا عن تفهم و محبة الآخر.

مع كل الحب لكم جميعا. _ برهان محمّد سيفو.

عضو مميز

صدقت و الله في كل كلمة قلتها أخي الكريم
فعلا التعصب و الكره و الحقد أهم العوامل التي تعيق التطور
و علينا أولا ملئ صدورنا بالحب قبل التفكير بالتطور
و الله تعالى يقول لا يغير الله قوما حتى يغيروا ما بي أنفسهم

عضو مخضرم

تسجيل ملاحظتان
الأولى أحيي الصفاء في تفكيرك فيما كتبت أعلاه والثانية مواكبة التطور العلمي في التاكسي
أتمنى أن نقتدي بحضرتك
ولكم جزيل الشكر