READZ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الحوار المتحضر الاسماعيلي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» شرح قصائد كتاب الثالث الثانوي الجديد
إليكم أقدم/  شهاب الدين السهر وردي. Icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 24, 2017 6:49 pm من طرف أبو سومر

» بكالوريا لغة عربية
إليكم أقدم/  شهاب الدين السهر وردي. Icon_minitimeالخميس أكتوبر 19, 2017 5:11 am من طرف أبو سومر

» المشتقات في قصائد الصف التاسع للفصل الثاني
إليكم أقدم/  شهاب الدين السهر وردي. Icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 18, 2017 7:21 am من طرف أبو سومر

» المشتقات في قصائد الصف التاسع للفصلين الأول والثاني
إليكم أقدم/  شهاب الدين السهر وردي. Icon_minitimeالإثنين أكتوبر 16, 2017 4:23 am من طرف أبو سومر

» المفعول فيه تاسع
إليكم أقدم/  شهاب الدين السهر وردي. Icon_minitimeالسبت سبتمبر 30, 2017 9:38 pm من طرف أبو سومر

» أسئلة الاجتماعيات تاسع 2017لكل المحافظات
إليكم أقدم/  شهاب الدين السهر وردي. Icon_minitimeالسبت مايو 13, 2017 11:46 pm من طرف أبو سومر

» بكالوريا لغة انجليزية
إليكم أقدم/  شهاب الدين السهر وردي. Icon_minitimeالأربعاء مايو 10, 2017 9:49 pm من طرف أبو سومر

» بكالوريا علمي أحياء
إليكم أقدم/  شهاب الدين السهر وردي. Icon_minitimeالأربعاء مايو 10, 2017 7:23 pm من طرف أبو سومر

» تاسع لغة عربية توقعات
إليكم أقدم/  شهاب الدين السهر وردي. Icon_minitimeالثلاثاء مايو 09, 2017 7:37 am من طرف أبو سومر

» تاسع فيزياء وكيمياء نماذج امتحانية
إليكم أقدم/  شهاب الدين السهر وردي. Icon_minitimeالثلاثاء مايو 09, 2017 1:12 am من طرف أبو سومر

» تاسع تربية وطنية نماذج امتحانية
إليكم أقدم/  شهاب الدين السهر وردي. Icon_minitimeالإثنين مايو 08, 2017 9:12 pm من طرف أبو سومر

» تاسع رياضيات هام
إليكم أقدم/  شهاب الدين السهر وردي. Icon_minitimeالإثنين مايو 08, 2017 8:18 pm من طرف أبو سومر

» السادس لغة عربية
إليكم أقدم/  شهاب الدين السهر وردي. Icon_minitimeالإثنين مايو 08, 2017 4:12 am من طرف أبو سومر

» بكالوريا علمي كيمياء
إليكم أقدم/  شهاب الدين السهر وردي. Icon_minitimeالأحد مايو 07, 2017 10:54 pm من طرف أبو سومر

» عاشر لغة انجليزية
إليكم أقدم/  شهاب الدين السهر وردي. Icon_minitimeالأحد مايو 07, 2017 5:58 pm من طرف أبو سومر

المواقع الرسمية الاسماعيلية
مواقع غير رسمية
مواقع ننصح بها

 

 إليكم أقدم/ شهاب الدين السهر وردي.

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر




إليكم أقدم/  شهاب الدين السهر وردي. Empty
مُساهمةموضوع: إليكم أقدم/ شهاب الدين السهر وردي.   إليكم أقدم/  شهاب الدين السهر وردي. Icon_minitimeالخميس سبتمبر 04, 2008 12:05 pm






نشأته وثقافته
اسمه – حسبما ذكره ابن خَلِّكان وضبطه- هو يحيى بن
حَبَش بن أَمِيرَك، وكنيته أبو الفتوح، ولقبه شهاب الدين، ولُقّب بالمقتول،
وبالشهيد. وابن خلّكان هو خير من يعرف أسماء الكرد ويضبطها، فهو كردي، وموطنه قريب
من موطن السهروردي، ولم يكتف ابن خلّكان بضبط كلمة (أَمِيرَكْ)، وإنما أوضح دلالتها
عند الكرد، فهي تصغير لكلمة (أمير)، ذاكراً أن (الكاف) تلحق أواخر الأسماء
للتصغير؛ وهذا أمر معروف في اللغة الكردية قديماً وحديثاً، مثل: مصطفى – مِصْطِكْ، خليل- خَلِّك، شيخ –
شَيخكْ، وهكذا دواليك.
وقد ولد السهروردي حوالي منتصف
القرن السادس الهجري، ويقع تاريخ مولده بين سنتي (545 هـ / 1150 م)، و(550 هـ /
1155 م)، وأمضى سني حياته الأولى في بلدته سهرورد، وهناك تلقّى ثقافته الأولى،
سواء أكانت دينية أم فلسفية أم صوفية، ولا توجد معلومات حول تفاصيل مرحلته العلمية
الأولى.
ولم يكتف السهروردي بما تلقّاه
من العلوم في بلدته سهرورد، وإنما قام برحلات علمية عديدة، مثله في ذلك مثل كثيرين
من طلبة العلم في عصره، فكان كثير الترحال من بلد إلى آخر، وكان كلما حل ببلد يبحث
عن العلماء والحكماء فيه، فيأخذ عنهم، ويصاحب الصوفية، ويأخذ نفسه بما كانوا
يمارسونه من مجاهدات ورياضات روحية، وقد قال في آخر كتابه (المطارحات):
" ها هو ذا قد بلغ سنّي تقريباً
ثلاثين سنة، وأكثر عمري في الأسفار والاستخبار والتفحص عن مشارِك مطّلع على
العلوم، ولم أجد من عنده خبر عن العلوم الشريفة، ولا من يؤمن بها، وأكثر العجب من
ذلك ".
وقد سافر السهروردي وهو صغير
شرقاً إلى مَراغة وإصفهان، وغرباً إلى بلاد الشام وآسيا الصغرى (تركيا حالياً)،
ومن أساتذته الأوائل في مراغة مجد الدين الجيلي أستاذ فخر الدين الرازي، وفي أصفهان
التقى بتلامذة الفيلسوف الشهير ابن سينا، واطمأن إلى صحبتهم، وأولع بهم، فكانوا
أصدقاءه.
واتصل السهروردي بالشيخ فخر
الدين المارديني، وكانت بينهما صحبة، ويبدو أثر ذلك في مذهبه المَشّائي، وسافر إلى
دياربكر أيضاً، وكان يفضل الإقامة فيها، واتصل بأمير خربوط عماد الدين قَرَه أرسلان،
وأهدى إليه كتابه (الألواح العمادية)، ويرى المستشرق ماسينيون أنه أسس مذهبه ألإشراقي
في بلاط هذا الأمير، واستقر به المقام أخيراً في مدينة حلب، وهناك كانت خاتمته
المأساوية.

فكره الفلسفي ألإشراقي
اليونان هم الآباء الحقيقيون
للفلسفة بمعناها الدقيق، تلك حقيقة لا ريب فيها، وقد جمعت فلسفة سقراط (469 – 399
ق.م) بين المثالية والمادية، في حين طغت المثالية على فلسفة تلميذه أفلاطون (427 –
347 ق.م)، وطغت المادية (المشّائية) على فلسفة أرسطو (384 – 321 ق.م) تلميذ
أفلاطون.
وترجع الفلسفة الإشراقية إلى
الفيلسوف اليوناني أفلاطون، وقد يكون أفلاطون في إشراقيته متأثراً بالزردشتية في
عهدها المتأخر، وتتخذ الإشرافية عند أفلاطون صيغة فيض العالم عن العقل الأول
(العقل الفعال). أما في صورتها الإسلامية فإنها تعود إلى حكمة المشارقة أهل فارس،
وهي تعني (الكشف)، وبعبارة أخرى: الإشرافية الإسلامية تعني الوصول
إلى المعرفة الحقيقية عن طريق الذوق والكشف، وليس عن طريق البحث والبرهان العقليين.
قال قطب الدين الشيرازي في
مقدمة كتاب (حكمة الإشراق للسهروردي):
" إنها الحكمة المؤسسة على
الإشراق الذي هو الكشف، أو حكمة المشارقة الذين من أهل فارس، وهو أيضاً يرجع إلى
الأول، لأن حكمتهم كشفية ذوقية، فنُسبت إلى الإشراق الذي هو ظهور الأنوار العقلية
ولمعانها وفيضانها بالإشراقات على النفوس عند تجردها، وكان اعتماد الفارسيين في
الحكمة على الذوق والكشف، وكذا كان قدماء يونان، خلا أرسطو وشيعته، فإن اعتمادهم كان
على البحث والبرهان لا غير ".
ويرى الإشراقيون أن المعرفة لا
تقوم على تجريد الصور، كما يقرر المشّاؤون (أتباع فلسفة أرسطو)، بل هي معرفة تقوم على
الحدس الذي يربط الذات العارفة بالجواهر النورانية صعوداً كان أم نزولاً.
والسهروردي من كبار مفكري
الفلسفة الإشرافية، ولا يعني (الإشراق) هنا الذوق والكشف فقط، وإنما استعمله السهروردي
استعمالاً خاصاً فقد ذهب إلى أن "الله نور الأنوار"، ومن نوره خرجت
أنوار أخرى هي عماد العالمَين المادي والروحي، وأضاف السهروردي أن (النور الإبداعي
الأول) فاض عن (الأول) الذي هو (الله/نور الأنوار)، وتصدر عن النور الإبداعي الأول
أنوار طولية سماها (القواهر العالية)، وتصدر عن هذه القواهر أنوار عرضية سماها
(أرباب الأنواع)، تدير شؤون العالم الحس. وابتدع السهروردي عاملاً أوسط بين
العالمين العقلي (نور الأنوار) والعالم المادي، سماه (عالم البرزخ) و(عالم
المُثُل)، وهذا يذكّرنا- ولا ريب - بعالم المُثُل في فلسفة أفلاطون.
ويعدّ السهروردي أول من تصدّى
للفلسفة المشائية في القرن السادس الهجري، فقد أعرب في مؤلفاته عن تبرّمه بها،
ونزوعه إلى الفلسفة الإشرافية، وهذا يعني أنه كان صوفياً أكثر من كونه فيلسوفاً، على
أنه يضع الفلسفة والتصوف في علاقة خاصة لا توجد عند غيره، وهو يميّز بين نوعين من الحكمة:
- الحكمة البحثية: وهي تعتمد
على التحليل والتركيب والاستدلال البرهاني، وهي حكمة الفلاسفة.
- الحكمة الذوقية: وهي ثمرة
مجاهدات روحية، ويحياها الإنسان لكنه لا يستطيع التعبير عنها، وهي حكمة الإشراقيين.
ولا يرى السهروردي تعارضاً بين
الحكمتين، فالإشراقي الحقيقي هو الذي يتقن الحكمة البحثية، وينفذ في الوقت نفسه
إلى أسرار الحكمة الذوقية. ويرى السهروردي أن الفكر الإنساني غير قادر وحده على
امتلاك المعرفة التامة، ولا بد أن يستعين بالتجربة الداخلية والذوق الباطني، كما
أن الاختبار الروحي لا يزدهر ويثمر إلا إذا تأسس على العلم والفلسفة.
إن رؤية السهروردي هذه جعلته
موسوعي النزعة، لا يقنع بكتاب، ولا يقتصر على شيخ، ولا يتقيد بفلسفة، وقد جمع بين
حكمة الفرس واليونان وكهنة مصر وبراهمة الهند، وآخى بين أفلاطون وزردشت وبين
فيثاغورس وهرمس.

آثاره الفكرية
إن المصير المأسوي الذي انتهى
إليه السهروردي جعل إنتاجه الفلسفي غير معروف بعض الوقت، وخاصة أن خصومه من
الفقهاء حاربوا فكره ومنطلقاته الثقافية، لكن تلامذته أخلصوا لفكره، واهتموا
بتتبّع أخباره وتدوين إنتاجه العلمي، وقد جاء في المصادر اسم تسعة وأربعين كتاباً
له، ما بين منثور ومنظوم، وهذا دليل على غزارة علمه، وسعة أفقه الثقافي، ونذكر
فيما يأتي بعضها تلك المؤلفات:
حكمة الإشراق - هياكل النور –
التلويحات - واللمحات في الحقائق - الألواح العمادية - المشارع والمطارحات –
المناجاة - مقامات الصوفية ومعاني مصطلحاتهم - التعرّف للتصوّف - كشف الغطا لإخوان
الصفا - رسالة
المعراج - اعتقاد الحكماء - صفير سيمورغ. وبالمناسبة سيمورغ هو طائر سيمرغ
الأسطوري في التراث الشعبي الكردي، وكنت أسمع من الجدات والأمهات، وأنا صبي، قصصاً
أسطورية حول هذا الطائر، وكن يسمّينه (سِمْلِق).
وقد قسّم ماسينيون إنتاجه
العلمي إلى ثلاثة مراحل:
- مرحلة الشباب (العهد ألإشراقي):
الألواح العمادية، وهياكل النور، الرسائل الصوفية.
- مرحلة العهد المشّائي:
التلويحات، اللمحات، المقاومات، المطارحات، المناجاة.
- مرحلة العهد الأخير: وقد تأثر
فيها بالأفلاطونية المحدثة، وبابن سينا، ومن مؤلفاته: حكمة الإشراق، واعتقاد
الحكماء، كلمة التصوف.

صراعات حادة!
لم يكن عصر السهروردي (القرن
السادس الهجري / الثالث عشر الميلادي) عصر تسامح فكري، إنه كان عصر صراعات سياسية
ومذهبية حادة، وكان حلقة من من حلقات الصراعات الممتدة في القرنين الرابع والخامس
الهجريين:
- أما مذهبياً ففي القرن الرابع
الهجري كان أبو الحسن الأَشْعَري ( ت 324 هـ) قد انقلب على المعتزلة بعد أن كان
منهم، وأعلن الثورة عليهم، وراح يعمل في مذهب الاعتزال هدماً وتدميراً، حاملاً
لواء السنّة ضد المذاهب الباطنية والتأويلية، وسرعان ما وجد أتباع (المنقول)
الحانقين على (المعقول) بغيتهم في النهج الأشعري، ولا سيما أتباع المذهب الشافعي،
فاعتنق كثير من الفقهاء والعلماء الفكر الأشعري، وحمل لواءها بعض مشاهير المفكرين،
من أبرزهم أبو حامد الغزالي (ت 505 هـ) الذي عُرف بلقب (حجّة الإسلام)، ربما لأنه
حمل حملات شعواء على الفلاسفة، وحسبنا دليلاً على ذلك أن ألف لهذه الغاية كتابين
هما (مقاصد الفلاسفة) و (تهافت الفلاسفة)، وعلى العموم كانت ثمة حملة شديدة من
الاضطهاد والتعصب تشنّ ضد الفلاسفة والباطنية من إسماعيلية وإمامية وغيرهم من
مذاهب الشيعة.
- وأما سياسياً فكان العالم الإسلامي
موزّعاً بين الخلافة العباسية السنية، والخلافة الفاطمية الشيعية، وكان البويهيون
الشيعة قد هيمنوا على مقاليد الأمور في إيران وكردستان والعراق (334 – 447 هـ)،
وأبقوا على الخلافة العباسية ظاهراً، وتحكّموا في الخلفاء حقيقة، وما إن برز
التركمان السلاجقة في الشرق- وكانوا قد اعتنقوا مذهب السنّة- حتى استعان بهم الخلفاء
العباسيون للخلاص من البويهيين الشيعة، وهذا ما أنجزه السلاجقة، ووجدت المؤسسة
السلجوقية الحاكمة أن الخط الأشعري هو خير سلاح لتحقيق الانتصار الإيديولوجي على البويهيين،
بعد تحقيق الانتصار العسكري، كما وجدواه خير سلاح لمقارعة الأيديولوجية الفاطمية
منافستهم القوية.
وسلك الزنكيون – وهم تركمان من
أتباع السلاجقة – مسلك سادتهم، وضغط آخر سلاطينهم نور الدين زنكي على واليه في مصر صلاح الدين الأيوبي في مصر لإلغاء الخلافة الفاطمية سنة (567 هـ / 1171
م )، واتخاذ المذهب الشافعي بتوجهه الأشعري مذهباً رسمياً للدولة، وكان الأيوبيون
الكرد قد تربّوا على الثقافة ذاتها، فكان من الطبيعي أن يكون للمذهب الشافعي
بتوجهه الأشعري المقام الأول في أرجاء الدولة الأيوبية.

في حلبة المناظرة
في هذا المناخ الذي التحمت فيه
السياسة بالثقافة نُظر بعين الريبة إلى كل دعوة باطنية، توجّساً من أن يستعيد
أتباع الفاطميين مواقعهم في العالم الإسلامي، وكان من سوء حظ السهروردي أن حياته
ذهبت ضحية هذه الصراعات السياسية بصورة مؤلمة ومأسوية.
لقد توجّه السهروردي إلى حلب،
وكانت حينذاك من أهم المدن في شرقي الدولة الأيوبية، إنها كانت تحمي ظهر الدولة من
بقايا الزنكيين في مناطق الموصل، ومن سلاجقة الأناضول، وكان هؤلاء يضعون العصي في
عجلات الإستراتيجية الأيوبية بين حين وآخر، كما أن حلب كانت مدخل الدولة الأيوبية
إلى كردستان، ذلك الخزان الذي كان يستمد منه المقاتلين من أبناء القبائل الكردية في
الظروف الحرجة، لذلك كان صلاح الدين قد ولّى عليها - أقصد: حلب - ولده الشاب الملك
الظاهر، وأحاطه ببطانة من الفقهاء والعلماء.
وكان من الطبيعي أن يقع التصادم
بين السهروردي الفيلسوف الصوفي ألإشراقي، بكل ما كان يتصف به من حماس الشباب، واعتداد
بالذات، وشجاعة فكرية إلى حد التهور، وبين فريق من العلماء والفقهاء الأشاعرة
الذين يعادون الحرية الفكرية، ويتوجسون شراً من عودة الفكر المعتزلي الذي يقدم
العقل على النقل، ويحاربون الفلسفة، ويعادون الصوفية، خوفاً مما تشتمل عليه من
باطنية، وحذراً من العلاقة بين الباطنية والتشيع؛ سواء أكان فاطمياً أم غير فاطمي.
وكان الملك الظاهر قد أُعجب
بالسهروردي، بل أصبح السهروردي من أصدقائه، ونظراً لاشتداد الخلاف بين السهروردي
والفقهاء دعاهم الظاهر إلى مناظرة فكرية، وكان من جملة ما دار في المناظرة بين
الفقهاء والسهروردي ما يلي:
- الفقهاء: أنت قلت في تصانيفك
إن الله قادر على أن يخلق نبياً. وهذا مستحيل.
- السهروردي: ما حدا لقدرته؟!
أليس القادر إذا أراد شيئاً لا يمتنع عليه؟!
- الفقهاء: بلى.
- السهروردي: فالله قادر على كل
شيء.
- الفقهاء: إلا على خلق نبي
فإنه مستحيل.
- السهروردي: فهل يستحيل مطلقاً
أم لا؟!
- الفقهاء: كفرت!
ويبيّن من هذه المناظرة أن
السهروردي فرّق بين النقل والعقل، بين (الإمكان التاريخي) و(الإمكان العقلي)؛
فليست هناك استحالة مطلقة تعطل القدرة الإلهية، وليس ثمة اعتراض في الوقت نفسه على
صحة النص الديني القاضي بأن النبي محمداً خاتم الأنبياء. أما الفقهاء فقد تمسّكوا
بحرفية النص الديني، وأحسب أنهم كانوا أعجز من التحليق في الآفاق الفكرية
والفلسفية التي كان السهروردي ينطلق منها.

ثمن الشجاعة
بلى إن الجرأة العلمية كانت
طبعاً في السهروردي، وكانت تلك الجرأة تتفاقم فتصل إلى حد التهور أحياناً، وقد
أشار الشيخ سديد بن رقيقة إلى تلك الخصلة، فذكر:
" أن شهاب الدين السهروردي
كان يتردد إليه في أوقاته، وبينهما صداقة، وكان الشيخ فخر الدين يقول لنا: ما أذكى
هذا الشباب وأفصحه، ولم أجد أحداً مثله في زماني، إلا أني أخشى عليه، لكثرة تهوّره
واستهتاره وقلة تحفّظه، أن يكون ذلك سبباً لتلفه ".
وقال فخر الدين المارديني:
" فلما فارقنا شـهاب الدين
السهروردي من الشرق، وتوجّه إلى الشـام، أتى إلى حلب، وناظر بها الفقهـاء، ولم
يجاره أحـد، فكثر تشنيعهم عليه، فاستحضره السلطان الملك الظاهر غازي بن الملك
الناصر صلاح الدين بن يوسف بن أيوب واستحضر الأكابر من المدرسين والفقهاء
والمتكلمين، ليسمع ما يجري بينهم وبينه من المباحث والكلام، فتكلم معهم بكلام
كثير، وبان له فضل عظيم وعلم باهر، وحَسُن موقعه عند الملك الظاهر، وقرّبه، وصار
مكيناً عنـده، مختصاً به، فازداد تشنيع أولئك عليه، وعملوا محاضر بكفره، وسيّروها
إلى دمشق إلى الملك الناصر صلاح الدين، وقالوا: إن بقي هـذا فإنه يفسد اعتقاد
الملك، وكذلك إن أُطلق فإن يفسد أي ناحية كان بها من البلاد، وزادوا عليه أشياء كثيرة
من ذلك ".
وأفاد ابن أبي أُصَيْبعة في
(عيون الأنباء في طبقات الأطباء، ص 167):
" أن الشهاب بحث مع
الفقهاء في سائر المذاهب وعجزهم، واستطال على أهل حلب، وصار يكلّمهم كلام من هو
أعلى قدراً منهم، فتعصّبوا عليه، وأفتوا في دمه، حتى قُتل ".

نهاية مأسوية
وهكذا نرى أن نقمة العلماء
والفقهاء على السهروردي لم يكن بسبب الاختلاف الفكري فقط، بل لأنه كشف أمام الملك
الظاهر جهلهم أيضاً، ونافسهم على مجالسة الملك وصداقته، وقد علموا- ولا ريب – أن
السهروردي إذا تمكّن من قلب الملك فسيخسرون مناصبهم ونفوذهم، فقرروا كما أوضح فخر
الدين أن يقضوا عليه ليس فكرياً فقط، وإنما أن يقتلوه جسداً وفكراً.
وكان صلاح الدين أحوج الناس في
ذلك الوقت إلى وحدة الصف في دولته المترامية الأطراف، والتي كانت تخوض مواجهة
حامية ضد الفرنج غرباً، وصراعاً خفياً ضد الزنكيين في الموصل وأطرافها، وضد
السلاجقة في الأناضول، بل أحياناً كانت ثمة خلافات تحت الرماد مع بطانة الخليفة
العباسي نفسه في بغداد. وكان الفقهاء والعلماء والمدرسون هم جيشه الضارب في تحقيق
تماسك صفه الداخلي، فهم الذين يمسكون الجماهير من خناقها في كل عصر، ويوجّهونها
الوجهة التي يريدونها.
وأحسب أن صلاح الدين – وهو
السلطان السني الشافعي الأشعري- أخذ كل هذه المعطيات بعين الاعتبار، وأرسل إلى
ولده الملك الظاهر بحلب كتاباً بخط القاضي الفاضل يقول فيه: " إن هذا الشاب
السهروردي لا بد من قتله، ولا سبيل أنه يُطلَق، ولا يبقى بوجه من الوجوه
".
إذاً قد حُكم على السهروردي
بالموت.
لكن كيف تمّ تنفيذ الحكم؟!
الروايات في هذا الصدد مختلفة.
ولعل أصحها هو ما أورده ابن أبي
أُصَيْبعة، إنه قال:
" ولما بلغ الشهاب ذلك،
وأيقن أنه يُقتل، وليس جهة إلى الإفراج عنه، اختار أن يُترك في مكان منفرد، ويُمنع
من الطعام والشراب، إلى أن يلقى الله تعالى. ففُعل به ذلك، وكان في أواخر سنة (586
هـ) بقلعة حلب، وكان عمره نحو ست ثلاثين سنة ".
وكأنما السهروردي قد تنبّأ
بالمصير الذي سيلقاه في قصيدة جاء فيها:

أبداً تحنّ إليكـــمُ الأرواحُ
ووصـالكمْ رَيحـانُها والراحُ
وقلوبُ أهل وِدادكمْ تشتاقكـمْ
وإلى لذيذ لقــــائكمْ ترتاحُ
وا رحمتا للعاشقـين! تكلّفوا
سترَ المحبّة، والهـوى فضّاحُ
بالسرّ إن باحوا تباحُ دماؤهمْ
وكذا دمـــاءُ العاشقين تُباحُ
- - - -
ألا إنه بقدر ما تعرف تقترب من
الحقيقة.
وبقدر ما تقترب من الحقيقة
تختلف مع الآخرين.
لا أقصد كل الآخرين، وإنما أقصد
الآخرين النمطيين.
أولئك الذي يرتعدون هلعاً من
انطلاقات الفكر الحر.
وقد دفع السهروردي حياته ثمناً
لأفكاره ولفلسفته.
وليس هذا فحسب، وإنما دفع حياته
ثمناً لشجاعته الفكرية.
وصحيح أنه خسر سنوات كان من
المحتمل أن يعيشها.
لكنه ربح موقعاً ناصعاً في سجل
الخالدين................................................................. عن موقع /عشاق الله بتصرف. مع كل الحب لكم جميعا
_ برهان محمّد سيفو.


[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إليكم أقدم/ شهاب الدين السهر وردي.
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
READZ :: القسم المنوع :: المنتدى الفني الثقافي-
انتقل الى: