دافوس.. الحلول المستحيلة

عضو جديد

دافوس.. الحلول المستحيلةلأزمات الرأسمالية!!

http://www.albaath.news.sy/user/?id=502&a=46109

اختُتمت في منتجع دافوس السويسري أعمال المؤتمر السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي والذي استمر من يوم الاربعاء 26 كانون الثاني... وحتى الأحد 1 شباط على مدى خمسة أيام من النقاشات حول أسباب وسبل الخروج من الأزمة الاقتصادية العالمية، وبحضور أكثر من 2200رجل أعمال وسياسي من 94 بلداً و34 من رؤساء الدول، ورؤساء الوزارات وعدد من وزراء خارجية ومحافظي البنوك المركزية، وعدد كبير من الشخصيات والمنظمات الدولية وقد حضر رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، الذي ألقى كلمة الافتتاح، ورئيس وزراء الصين وأنجيلا ميركل وطوني بلير ورئيس وزراء بريطانيا الاسبق، والمستشار الألماني السابق شرويدر والرئيس الفرنسي ساركوزي ورئيس الوزراء التركي أردوغان وكوفي عنان ومهاتير محمد وبيل غيتس رئيس شركة ماكروسوفت ورئيس شركة كوكا كولا ورئيس شركة سوني، كما حضر أيضاً عدد من الفنانين أنجيلا جولي وريتشارد غير وغيرهم.
وكان كلاوس شوواب قد أسس المنتدى الاقتصادي العالمي عام 1971 كمركز للبحوث في مجال الاعمال والبحوث الأكاديمية وشعاره هو «الاستثمار من أجل الصالح العام عالمياً»، وعقد منتدى العام الحالي تحت شعار «إعادة تشكيل عالم ما بعد الأزمة»، وناقش أزمة النظام الرأسمالي أو أزمة الرأسمالية.
ولوحظ أن النقاشات والبحوث في هذا المؤتمر تركزت على المشاكل أكثر مما تركزت على الحلول. وعلى الرغم من ان منظمي الجولة الحالية من المنتدى أطلقوا شعار تشكيل العالم لمرحلة ما بعد الأزمة، إلا ان الشعار بدا غير واقعي، وتركزت المناقشات على درجة تأثير الأزمة المالية العالمية ومحاولة استشراف طرق وسبل الخروج منها، وقد وعدت بريطانيا باسم الدول الصناعية السبع الكبرى بأن لا تؤدي الأزمة الى خفض المساعدات الى افريقيا والدول الفقيرة، وتعهدت الولايات المتحدة ان لا تدفع بالبيئة وبرامج حمايتها ثمن الأزمة وتعهدت 24 دولة بأن لا تتوقف عملية تحرير التجارة وازالة العوائق الجمركية وطالبت ألمانيا على لسان المستشارة أنجيلا مركل بتعاون دولي واسع، وحمّلت واشنطن مسؤولية الأزمة التي تضرب الاقتصاد العالمي.
ولعل المشهد الأبرز في دورة هذا العام كان انسحاب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بعد ان وجه كلاماً قاسياً للرئيس الاسرائيلي واتهمه بقتل الأطفال.
وبالتوازي مع ذلك، وعلى الجانب الآخر من المحيط، عقد في مدينة بيليم شمال شرق البرازيل المنتدى الاجتماعي العالمي تحت شعار «عالم آخر ممكن». واكتسب المنتدى زخماً وقوةً هذا العام جراء الأزمة المالية والاقتصادية التي يشهدها العالم حالياً، وقال فرانشيسكو فيتاكر مؤسس المنتدى: «إن المشاركين سيناقشون أفكار انشاء حضارة جديدة مبنية على قيم أخرى».
وهذه هي الدورة التاسعة للمنتدى الذي أعلن انه بديل للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، وقد حضر المنتدى رؤساء بوليفيا ايفو موراليس وفنزويلا هوجو شافيز والبرازيل لويز انايسولولاداسيلفا، وقد جرت مناظرة حول الديون والفقر عبر القمر الصناعي بين المنتديين استُخدمت فيه عبارات قاسية، وقد اتهم مناهضو العولمة في البرازيل المندوبين الذين يجتمعون في دافوس بأنهم منافقون ووحوش... جدير بالذكر ان موقع منتجع دافوس في وادٍ تحيط به جبال عالية على ارتفاع 1560م عن سطح البحر، وهو أعلى قمة في أوروبا وتصل درجة الحرارة الى 24 درجةً تحت الصفر وقد ساعد هذا الموقع الشرطة بالاضافة الى 6500في تأمين المنتدى،وبلغت تكلفة التأمين عشرة ملايين فرنك سويسري 7.9ملايين دولار، وعلى الرغم من هذه الاجراءات فقد قامت عدة مظاهرات، وقد اتهم المتظاهرون المنتدى بأنه تجمع للنخبة الذين يتخذون قرارات تضر بغالبية سكان الارض، ومهما عمل هذا المنتدى أو غيره لاطالة عمر الرأسمالية والتخفيف من أزماتها... فإن هذه الأزمات أصبحت كبيرةً وتصعب السيطرة عليها، فأغلب الاقتصاديات دخلت مرحلة الركود ويزداد عدد العاطلين عن العمل كل يوم وسط اعتقاد بأن عام 2009 سيكون اكثر خطراً وما الأزمات التي حدثت في عام 2008 الا مقدمة لأزمات أكبر، هذا في رأي أكثر الخبراء تفاؤلاً.

سالم الشيحاوي