الأثر الاقتصادي لعدوان غزة علـى الاقتصـاد الإسـرائيلـي

عضو جديد

الأثر الاقتصادي لعدوان غزة علـى الاقتصـاد الإسـرائيلـي

تناولت جميع محطات التلفزة والصحف العربية والأجنبية آثار العدوان الاسرائيلي على غزة وحجم الدمار، الذي خلّفه لاظهار مدى هول الجريمة وبيان همجية العدو الصهيوني، عدد قليل من الصحف كتبت شذرات عن الثمن الذي يدفعه العدو الصهيوني جراء عدوانه على غزة، فلم تظهر حتى الآن دراسات نهائية... أو على الأقل لم تُنشر ورغم التعتيم على التكلفة من قِبل اسرائيل حتى تكتمل لعبة الانتخابات التي باتت على الأبواب في شهر شباط الجاري، فاسرائيل التي تعتمد على مبدأ الحرب الخاطفة والسريعة والقصيرة بسبب اقتصادها والتركيبة الديموغرافية لا تستطيع ان تخوض حرباً طويلة.
لكن تصدي المقاومة أصبح يكلف اسرائيل كثيراً في حروبها العدوانية، فعدوان 2006 كلف اسرائيل 4.2مليارات دولار قيمة عدة وعتاد، ويتضاعف الرقم الى ثلاثة أضعاف اذا ما دخلت فيه التكاليف غير المباشرة كالتعويضات لأهالي القتلى والجرحى وقيمة المنازل المدمّرة والمنشآت، وتوقف أكثر من 9000 مصنع، وتراجع معدل النمو الاقتصادي من 5.2٪ الى 4.2٪ عام 2006، وتشير تقارير صدرت عن وزارة المال الاسرائيلية الى ان تكاليف اطلاق الصواريخ من الجنوب اللبناني وصل الى نصف مليار شيكل (125 مليونَ دولار)... في حين وصلت الأضرار غير المباشرة الى أكثر من 3مليارات شيكل(750 مليونَ دولار).
أما فيما يتعلق بعدوان غزة فقد ذكرت صحيفة «معاريف الاسرائيلية» نقلاً عن مصادر حكومية ان تكلفة الحرب على غزة تبلغ 100مليون شيكل يومياً، 26.3مليونَ دولار ستكون التكلفة الأولية 2200 مليون شيكل وهو رقم يشمل التكلفة العسكرية المباشرة فقط، والضربات الصاروخية للمقاومة ستغلق 80 مصنعاً تكلفتهم 1.1مليون دولار يومياً، وتكلفة جندي الاحتياط 115 دولاراً يومياً، وقد تم استدعاء 10000جندي احتياط يكلفون 1150.000 دولار يومياً هذا عدا ترك مواقعهم الانتاجية، وقبل ان يتوقف هدير المدافع دار في اسرائيل جدل حول تمويل هذا العدوان الذي أطلق عليه اسم(عملية الرصاص المسكوب) فمصادر في وزارة المالية تشدد على ان ميزانية الحرب وميزانية تجنيد عشرات الآلاف من الجنود الاحتياط والتي تصل الى مئات الملايين من الدولارات في الأسبوع ستأتي من ميزانية وزارة الحرب فقط ونقلت صحيفة (معاريف) عن مصادر في المالية قولها: لهذا الغرض توجد ميزانية الحرب ودائماً كانت تتكفل برواتب جنود الاحتياط، ومع ذلك فإن رجال المالية في اسرائيل يجتهدون للحفاظ على سرية المداولات ورفضوا الادلاء بأية تصاريح حول تكلفة العدوان وكذلك في وزارة الحرب كان موقفهم وقالوا: إن الوزارة لا تبحث في المواضيع الاقتصادية وفي كلفة الحملة اثناء القتال، وتشير تقديرات نشرتها وسائل الاعلام الاسرائيلية الى ان هناك احتياطاً ميزانية وزارة الدفاع يقدر بـ 2مليار شيكل تبقت من السنتين الأخيرتين في أعقاب تقرير برودت الذي صدق على نحو 700مليون شيكل للتطورات غير المخطط لها، و لان ميزانية 2009 لم تقرر بعد بسبب الانتخابات المقبلة، في حين كانت ميزانية الحرب عام 2008 / 50.5مليار شيكل ولا يزال الأمر واضحاً اذا كانت وزارة الحرب الاسرائيلية قادرةً على دفع فاتورة العدوان دون علاوات من وزارة المالية وتشير معاريف الى ان المالية تدعي انه في ضوء الارتفاع المتوقع في السنة المقبلة بميزانية الحرب اذا لم يرتفع اساس الميزانية للعام 2009 فإن الامر المتوقع ان يأتي على حساب وزارات حكومية أخرى، بما في ذلك وزارتا الرفاه والتعليم وعلى حساب الطبقات الفقيرة، والتي لاتعني الكثير للنخبة الاشكنازية التي تدير المشروع الصهيوني.

المقال منشور في صحيفة البعث – سورية - العدد: 13601 - تاريخ: 2009-02-03

سالم الشيحاوي

عضو مخضرم

أهلا بكم أخ سالم
شكرا لمساهمتك الأولى وبانتظار المزيد
وتفضلوا بقبول فائق احترامي وتقديري