العمارة الإسلامية الفاطمية
لم يعرف العرب المسلمون من العمارة إلا أبسطها حتى خرجوا من شبه الجزيرة العربية , وبدأت مرحلة من تلاقح الثقافات بعد احتكاكهم بشعوب الأمصار التي فتحوها ونشروا الدين الإسلامي فيها, واستفادوا من أنماط
العمارة بمختلف تنويعاتها عند هذه الشعوب . وتنوع العمارة الإسلامية وغناها سنراه في العراق وبلاد الشام والمغرب والأندلس وأخيراً في مصر لغناها بموضوع بحثنا . وقد كشفت الزخارف الموجودة في القصور والجوامع عن استخدام عناصر ذات تأثير من الفن الهليني والفارسي فالزخرفة في قبة الصخرة والجامع الأموي في دمشق وهما من أهم وأقدم الأبنية الإسلامية والتي مازالت تحتفظ ببنيتها المعمارية- تقوم على الفسيفساء المؤلفة من مكعبات صغيرة من عجينة الزجاج الملون والمذهب والمطعم أحياناً بقطع من الصدف وهي تقنية بيزنطية , كما أن النصيب الأوفر في تزيين قبة الصخرة هو من الفن الإغريقي والبيزنطي . كما أن بعض الصيغ فيها الكثير من التأ ثير الفارسي . وقد كانت العمارة الجديدة في الأمصار التي دخلت الإسلام تحمل سمات محلية وتركت تأثيراتها بشكل واضح في هذه العمارة إضافة إلى الثقافة الإسلامية , فبعد أن أنهى العباسيون الدولة الأموية سنة ( 750 ) م انتقلت الخلافة إلى بغداد وهي القريبة من ( المدائن ) عاصمة الفرس القديمة .. ازداد النمط الفارسي في العمارة مثل ( كش ) في العراق ومدينة (سامراء ) التي بناها المعتصم وقصر ( الأخيضر ) جنوب بغداد و ( الجوسق الخاقاني ) الذي شيده المعتصم بن هارون الرشيد وقصر ( بلكواره ) الذي شيده المتوكل وقصر ( العاشق ) الذي شيده المعتمد , ورغم أن هذه القصور والزخرفة التي احتوتها تميزت بصيغ مختلفة وأساليب متعدده إلا أن العمارة الفارسية شكلت حاضناً لها .
وجه العرب ضربة مميتة إلى الإمبراطورية البيزنطية وفتحوا بين عامي ( 633 – 698 ) م جميع ممتلكاتها الشرقية من سورية حتى أفريقيا الشمالية . إلا أن تقدمهم أحبط في أوروبة في ( بواتييه ) في للعام ( 732 ) م
ولذا لم تستطع العمارة الإسلامية اختراق أوروبة إلا من خلال الجيب الذي أحدثته في أسبانيا مهددة بذلك نمط العمارة السائد فيها. استمر التيار القادم من الشرق متجها إلى الغرب وتقدم بصيغه ليشمل المغرب وا نتقل إلى الأندلس ولعل أهم المنشآت المعمارية التي مازالت تشير إلى المقدار الذي تقدمت به العمارة في الأندلس مدينة
الزهراء التي تبعد عن قرطبة ثمانية كيلو مترات والتي كشف عنها المعمار الأسباني ( فلاسكز بوسكو) في العام
1910م أما قصر الحمراء فهو قصر وحصن ملكي يتوج بجدرانه الحمراء كتلة مرتفعة تهيمن على وادي ( دارو ) ومدينة غرناطة وعلى مرتفع مجاور للحمراء تقوم جنة ( العريف ) التي تميزت بأجنحتها والأروقة المحاطة
بالحدائق الجميلة ترويها السواقي والنوافير أما مسجد قرطبة فكان على نسق الجامع الأموي فيه أكثر من (600)
عامود وعضاضة ربطتها أقواس مزدوجة أو متفرقة والحلول المعمارية فيها تظهر مدى براعة المعمار المسلم .
أما في مصر فقد ازدهرت العمارة في عهد أحمد ابن طولون ولعل أهمها المسجد الذي سمي باسمه والمدينة
ذات التقسيمات التصنيفية , وقد بنى لنفسه بلاطاً مصغراً يشبه بلاط العاصمة سامراء وقد اهتم بالعمارة الدينية
والمدنية التي ما زالت شاهداً على ذلك .
بنى الفاطميون مدينة المهدية في المغرب وحين انتقلوا إلى مصر بنوا مدينة القاهرة , وتعد العمارة الإسلامية
الفاطمية جزءاً لا يتجزأ من العمارة الإسلامية بعمومها , ولعل أهم ما خلفه الفاطميون في مصرمن عمارة والمتمثل في مجموعة من المساجد والأضرحة والأبواب والأسوار يستمد بنيته المعمارية والزخرفية من روح
الإسلام . ويكفي أن نعرف أن مايقا رب ثلث المدن التاريخية المسجلة في قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي
موجودة في العالم الإسلامي . وسنستعرض أهم ما تركه الفاطميون من عمارة وخاصة في مدينة القاهرة . سواءً الجوامع أو بعض الأبواب المهمة والتي مازالت شاهداً على ما وصلت إليه العمارة الإسلامية الفاطمية .
جامع الأزهر :
بعد انتقال الفاطميين إلى مصر بعام قام جوهر الصقلي قائد جند أبي تميم معد ببناء الجامع الأزهر في مدينة القاهرة , ليصلي به الخليفة وهو يعتبر أول جامع بني في مدينة القاهرة و أقدم أثر فاطمي في مصر مازال يحتفظ ببنيته المعمارية ومن المرجح أن تكون تسميته هذه قد جاءت تيمناً بفاطمة الزهراء بنت الرسول صلى الله
عليه وسلم وإشادة بذكرها وقد بدء البناء به سنة 359 ه -970 م وأقيمت أول جمعة به سنة 361 ه -973 م وقد بني الجامع جنوب شرق المدينة وعلى مقربة من القصر الكبير وقد كتب جوهر الصقلي بدائرة قبته نقشا ُ يعود تاريخه لسنة (360) ه إلا أن هذا النقش اختفى مع عمليات تطوير الجامع .
المخطط المعماري للجامع :
يشكل الجامع مستطيلاً يتكون من صحن أوسط ومن إيوانات ثلاث تحيط به , أما الإيوان الشرقي فيتكون من خمسة أروقة , و الشمالي والجنوبي فيتكون كل منهما من ثلاثة أروقة, أما الإيوان الغربي فهو بدون أروقة
ويعود ذلك إلى وجود المدخل الرئيسي للجامع بوسطه وقد ارتفعت فوقه مئذنة الجامع أما الإيوان الشرقي
فيقسمه مجاز يتوجه إلى المحراب, يرتفع سقفه وعقوده عن مستوى ارتفاع الإيوان , ويعلو المحراب قبة فاطمية حل محلها بعد ذلك قبة ترجع إلى المرحلة المملوكية ومن المرجح أن يكون بطرف الإيوان قبتان اندثرتا وقد كان للجامع أبواب في كل من الجهات الجنوبية والشمالية والغربية .
تعرض الجامع لزلزال وذلك في العام ( 725 ) ه إلا أن عمارته جددت على يد محتسب القاهرة . ثم سقطت منارته في العام ( 800 ه – 1398 م ) فشيدها في الحال السلطان برقوق وتوالى سقوطها مرتين بعد ذلك في
العام ( 817 ه – 1415 م ) وفي العام ( 827 ه – 1424 م ) وكان يعاد إصلاحها في كل مرة . لم يحافظ الجامع على شكله المعماري الأول بل لحقه تغيرات وإضافات على امتداد زمني وكان أولها زمن الفاطميين إذ
قام الخليفة ( العزيز بالله ابن المعتز ) بأعمال تكميلية للجامع ثم قام بتجديده ( الحاكم بأمر الله ) ثالث الخلفاء الفاطميين في العام ( 400 ه – 1009 م ) وأوقف عليه عدة أوقاف ولم يبق من أثر لهذا التجديد سوى باب خشبي يحمل زخارف وهو محفوظ بدار الآثار العربية في القاهرة وبعد ذلك قام ( الآمر بأحكام الله ) وهو سابع الخلفاء الفاطميين بصناعة محراب من الخشب متنقل تعلوه كتابة كوفية ونقوش زخرفية وهو محفوظ بدار الآثار
العربية في القاهرة أيضاً , أما في عهد الخليفة ( الحافظ لدين الله ) فقد تم إضافة رواق أحاط بصحن الجامع من جهاته الأربعة, وتمت إقامة قبة على مقدمة المجاز القاطع , وقد حليت القبة بزخارف جصية من الداخل وطرز من الكتابة الكوفية اشتملت على آيات قرآنية أما ما تبقى من الأعمال الفاطمية البارزة في الجامع فهي الزخارف والكتابات الكوفية التي ترجع إلى عهد إنشاء الجامع إضافة إلى عقود المجاز وزخارفها والشبابيك الجصية
المفرغة و(المصمتة ) حالياً , وما يحيط بها من الكتابات والزخارف التي حولها وهذه حافظت على بقائها في كل
من الناحيتين الجنوبية والشمالية , وهذا ما يوضح حدود الجامع الأصلية . وفي العام ( 1933 م ) تم الكشف عن المحراب القديم للجامع من قبل الأثري ( حسن عبد الوهاب ) .
لاحقاً للمراحل السابقة توالت أعمال التجديد على الجامع . إذ اهتم به المماليك فالأمير ( عز الدين أيد مر ) قام
بتجديد الجامع وإصلاحه بعد أن لحقه الإهمال طوال الفترة الأيوبية ,وألحقت به مدرستان هما المد ر سة
( الطيبرسية ) وذلك في العام (709 ه ) (1309 م ) ويعد محرابها من أهم المحاريب لتناسب أجزائه , ودقة
صناعته وتجانس ألوان الرخام , وتنوع رسومه , وما احتواه من فسيفساء مذهبة . ازدانت بها توشيحات عقده
والمدرسة ( الأقبغاوية ) عام ( 740 ه ) ( 1340 م ) وتلتهما مدرسة ثالثة عرفت بالمدرسة ( الجوهرية ) في
العام (844 ه ) ( 1440 م ) ولعل أهم عمارة تلت ذلك بالنسبة للجامع هي التي قام بها السلطان( قايتباي ) خلال سنوات حكمه , إذ تم تجديد الباب الغربي الكبير , وأقيمت عليه مئذنة. وفي عهد السلطان ( الغوري ) تم بناء
مئذنة ضخمة للجامع ذات رأس مزدوج , ومن ميزات المئذنة أن لها سلمين يبتد ئان من الدورة الأولى, ويتلاقى
الصاعدان عليهما عند الدورة الثانية . بحيث لا يرى أحدهما الآخر . أما في العهد العثماني فقد قام ولاة الدولة العثمانية بإضافات جديدة . كالأروقة والزوايا , وفي عهد ( عبد الرحمن كتخدا ) زيد ت مساحة الجامع بنسبة كبيرة , وتمت عمارة أبواب جديدة لعل أهمها باب ( المزينين ) وهو الباب الرئيس للجامع حالياً وفي زمن أسرة محمد علي باشا تمت تجديدات وإصلاحات في الجامع , وتم إنشاء مكتبة الأزهر , حيث أودعت نفائس الكتب والمخطوطات العربية والإسلامية . لم تطرأ تعديلات كبيرة تشكل تحولاً في بنية الجامع المعمارية في المراحل
اللاحقة . إلا أن جامعته بفروعها أصبحت تشكل مركزاً معرفياً استفاد منه المسلمون .
العمارة الإسلامية الفاطمية شكلت تنوعاً استمد أنماطه من الثقافة المتنوعة المجلوبة من بقية الأمصار والتي
أعطاها الإسلام صيغه الروحية وأضفى المكان خصوصيته للتوحد والعبادة والانسجام مع الحالة التعبد ية
سواء في المساجد أو المزارات أ وفراغات الأضرحة المغلقة . واستمر الخلفاء في بناء المساجد ضمن تسميات
قد تعود لهم أو استمر من خلفهم في استكمال العمارة أو تطويرها وسنتعرض لأهم ما خلفه الفاطميون انتقالاً لما
بعد بناء الجامع الأزهر .
جامع الحاكم :
بني هذا الجامع على مرحلتين في المرحلة الأولى بدأ ببنائه الخليفة ( العزيز بالله ) في العام ( 380 ه ) ( 990 ) م وأتم بنائه ابن الخليفة ( الحاكم بأمر الله ) وهو الخليفة الفاطمي الثالث وكان ذلك في العام (403 ) ه (1031 ) م وسمي الجامع بإسمه ويعتبر ثاني الجوامع الفاطمية في القاهرة وقد أصبح داخل أسوار مدينة القاهرة , بعد أن
( قام بدر الدين الجمالي ) ببناء السور الشمالي للمدينة بين بابي ( النصر والفتوح ) وقد سقطت قمتي مئذنتي الجامع وتداعت أكثر مبانيه على أثر زلزال في العام ( 702 ) ه ( 1302 ) م إلا أن ( الناصر بن محمد قلاون )
طلب من الأمير ( بيبرس الجانشكير ) ببنائهما وتجديد العقود التي لحقتها الأضرار ويلاحظ الاختلاف بين العمارة الأساسية والعمارة المجددة وذلك في قمتي المئذنتين و في بعض عقود رواق القبلة التي تميزت عن الأصلية بأنها على شكل حدوة الفرس على حين أن العقود الأخرى مدببة الشكل وقد كتب تاريخ التجديد في
أعلى واجهة المدخل الرئيس ويمكن الإلمام من خلال نظرة متمعنة إلى عمارة الجامع على أنه مامن إصلاحات
تذكر حدثت بعد هذا التجديد وما بقي منه يعطينا فكرة واضحة عن روعة العمارة وعظمتها , فرواق القبلة احتفظ
بمعظم معالمه القديمة فمجازه الأوسط بعقوده وأكتافه وقبته المقامة أمام محرابه إضافة إلى العقود الأخرى على
جانبي المجاز , وحافظت بعض عناصره الزخرفية مثل الكتابة الكوفية التي حفرت بالجص أسفل السقف ومربع قاعدة القبة والشبابيك الجصية المفرغة بزخارف جميلة تتخللها كتابات كوفية ورسوم هندسية عدا عن الزخارف المحفورة بالأوتار الخشبية التي تربط أرجل العقود بعضها مع بعض .
المخطط المعماري للجامع :
يتألف الجامع من صحن مكشوف تكتنفه أربعة أروقة مسقوفة أما رواق القبلة فيشتمل على خمسة صفوف من
العقود محمولة على أكتاف مستطيلة القطاع استدارت أركانها على هيئة أعمدة ملتصقة وفي كل من الرواقين
الجانبيين ثلاثة صفوف أما الرواق الخلفي فيشتمل على صفين , ويتوسط رواق القبلة مجاز مرتفع ينتهي بقبة
أمام المحراب وعلى طرفي جدار القبلة أقيمت قبتان جددت رقبة الجنوبية ولم يبق من الأخرى سوى ركن متهاو
من المحراب الأصلي لم يبق سوى تجويفه إلا أن تعديلاً جرى على محرابه من قبل (عمر مكرم ) في العام ( 1223 ) ه ( 1808 ) م ثم عدلت مكان المحراب إدارة الآثار العربية وتبلغ مساحة الجامع من الداخل ( 113 ×120 ) متراً مربعاً وكان للجامع عدة أبواب إضافة للمدخل الرئيس الذي يقع في منتصف الواجهة الغربية
وقد ضم إلى جانبيه يميناً ويساراً بابين أما الجدارين البحري والقبلي فقد توسط كل منهما باباً , والجامع مبني بالطوب وهناك بعض الطرز المعمارية التي تتشابه مع جامع الأزهر مثل المجاز القاطع لرواق القبلة في المنتصف والقبتين الواقعتين في طرفي الجدار المتجه للقبلة كما أن الواجهة الغربية للجامع يتوسطها ويبرز عن
امتدادها بناء من الحجر يشكل مدخل الجامع وهذا النمط موجود في جامع المهدية وبني أيضا على نمطها جامع الظاهر بيبرس البندقداري ويلاحظ أن الواجهة الشمالية الجنوبية يوجد بها برجين يتكون كل منهما من مكعبين فارغين يعلو أحدهما الآخر الأسفل من عهد بناء الجامع والذي يعلوه من بناء بيبرس الجاشنكير أما البرج الشمالي فتقوم به مئذنة اسطوانية الشكل والجنوبي فيوجد به مئذنة تبدأ من قاعدتها مربعة ثم تنتهي مثمنة وهما مبنيتان من الحجر وغائصتان داخل البرجين بحيث لا يرى منهما من خارج الجامع سوى الجزء العلوي ويلاحظ التجديد في
كلاهما كما يلاحظ مدى فن العمارة وجمالها من خلال الزخارف والكتابات الكوفية المحفورة في الحجر والتي تزنر بدني المئذنتين والخط الكوفي الذي كتبت به آيات قرآنية محفورة على الر خام وذلك على جدار البرج الجنوبي إن عمارة جامع الحاكم تبرز لنا المقدار الذي وصل إليه فن العمارة في عهده رغم تصرم قرون على بنائه .
جامع السيدة نفيسة :
ابتدأ الجامع بقبر للسيدة نفيسة وتعود بنسبها إلى علي بن أبي طالب كرم الله وجهه والقول أن أول من بنى على
قبرها عبيد الله بن السرى بن الحكم أمير مصر وفي العام ( 482 ) ه (1089 ) م أمر الخليفة الفاطمي المستنصر بالله بتجديد الضريح كما أن الخليفة الحافظ لدين الله أمر بتجديد القبة في العام ( 532 ) ه ( 1138) م كما أن الناصر محمد بن قلا ون في العام (714 )ه ( 1314) م أمر ببناء مسجد بجوار الضريح وقد قام بتجديد المسجد والضريح في العام (1173 ) ه (1760) م الأمير عبد الرحمن كتخدا و قد نشب حريق أتى على قسم كبير من المسجد وذلك في العام ( 1310) ه ( 1892) م ثم أمر الخديوي عباس باشا الثاني بإعادة بنائه هو والضريح
ضمن احتفال دعا اليه كبار الأعيان والمشايخ وذلك في العام ( 1314) ه (1897 ) م إلا أن آخر تجديد تم على
الجامع كان على يد الدكتور علي المفتي وقد شمل هذا التجديد توسعات كبيرة ضاعفت من مساحته ليصبح على وجه التقريب ألفي متر حيث تم إقامة دور ثان للنساء ودار للمناسبات .
المخطط المعماري للجامع :
يشغل واجهة المسجد الرئيسة في منتصفها مدخل بارز عن سطحها ومرتفع تعلوه من الأمام مقرنصة على شكل طاقية وفي أعلاه مئذنة ذات امتداد رشيق بنيت مع الواجهة على الطراز المملوكي وهذا المدخل يؤدي إلى دركاة
يعبر الزائر أو المصلي من خلالها إلى داخل المسجد والذي هو عبارة عن متسع يأخذ شكل المربع ومسقوف بسقف خشبي محلى بزخارف عربية رائعة ويعلو منتصف البائكة الثانية منه شخشيخة مرتفعة , والسقف تحمله ثلاثة صفوف من العقود التي ترتكز على أعمدة رخامية مثمنة القطاع . أما جدار القبلة فيتوسطه محراب مزخرف بالقاشاني الملون الجميل وعلى يمين المحراب يوجد باب مؤداه إلى ردهة مسقوفة تتوسط السقف شخشيخة محلاة بنقوش عربية ومن هذه الردهة يمكن الولوج إلى الضريح بواسطة فتحة معقودة ويتوسطه مقصورة نحاسية أقيمت فوق الضريح حيث يعلوه قبة ترتكز في منطقة الانتقال من المربع إلى الاستدارة على أربعة أركان من المقرنص المتعدد الحطات وقد صنع محراب خشبي متنقل يحمل زخارف تتجلى فيها دقة الصنعة وتقدمها بين الأعوام ( 532-542)ه ( 1137-1147) م إلا أنه نقل إلى دار الآثار العربية