READZ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الحوار المتحضر الاسماعيلي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» شرح قصائد كتاب الثالث الثانوي الجديد
تاريخ الصراع بين الايمان والمعرفة Icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 24, 2017 6:49 pm من طرف أبو سومر

» بكالوريا لغة عربية
تاريخ الصراع بين الايمان والمعرفة Icon_minitimeالخميس أكتوبر 19, 2017 5:11 am من طرف أبو سومر

» المشتقات في قصائد الصف التاسع للفصل الثاني
تاريخ الصراع بين الايمان والمعرفة Icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 18, 2017 7:21 am من طرف أبو سومر

» المشتقات في قصائد الصف التاسع للفصلين الأول والثاني
تاريخ الصراع بين الايمان والمعرفة Icon_minitimeالإثنين أكتوبر 16, 2017 4:23 am من طرف أبو سومر

» المفعول فيه تاسع
تاريخ الصراع بين الايمان والمعرفة Icon_minitimeالسبت سبتمبر 30, 2017 9:38 pm من طرف أبو سومر

» أسئلة الاجتماعيات تاسع 2017لكل المحافظات
تاريخ الصراع بين الايمان والمعرفة Icon_minitimeالسبت مايو 13, 2017 11:46 pm من طرف أبو سومر

» بكالوريا لغة انجليزية
تاريخ الصراع بين الايمان والمعرفة Icon_minitimeالأربعاء مايو 10, 2017 9:49 pm من طرف أبو سومر

» بكالوريا علمي أحياء
تاريخ الصراع بين الايمان والمعرفة Icon_minitimeالأربعاء مايو 10, 2017 7:23 pm من طرف أبو سومر

» تاسع لغة عربية توقعات
تاريخ الصراع بين الايمان والمعرفة Icon_minitimeالثلاثاء مايو 09, 2017 7:37 am من طرف أبو سومر

» تاسع فيزياء وكيمياء نماذج امتحانية
تاريخ الصراع بين الايمان والمعرفة Icon_minitimeالثلاثاء مايو 09, 2017 1:12 am من طرف أبو سومر

» تاسع تربية وطنية نماذج امتحانية
تاريخ الصراع بين الايمان والمعرفة Icon_minitimeالإثنين مايو 08, 2017 9:12 pm من طرف أبو سومر

» تاسع رياضيات هام
تاريخ الصراع بين الايمان والمعرفة Icon_minitimeالإثنين مايو 08, 2017 8:18 pm من طرف أبو سومر

» السادس لغة عربية
تاريخ الصراع بين الايمان والمعرفة Icon_minitimeالإثنين مايو 08, 2017 4:12 am من طرف أبو سومر

» بكالوريا علمي كيمياء
تاريخ الصراع بين الايمان والمعرفة Icon_minitimeالأحد مايو 07, 2017 10:54 pm من طرف أبو سومر

» عاشر لغة انجليزية
تاريخ الصراع بين الايمان والمعرفة Icon_minitimeالأحد مايو 07, 2017 5:58 pm من طرف أبو سومر

المواقع الرسمية الاسماعيلية
مواقع غير رسمية
مواقع ننصح بها

 

 تاريخ الصراع بين الايمان والمعرفة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Salmoni
عضو جديد
عضو جديد




تاريخ الصراع بين الايمان والمعرفة Empty
مُساهمةموضوع: تاريخ الصراع بين الايمان والمعرفة   تاريخ الصراع بين الايمان والمعرفة Icon_minitimeالإثنين يوليو 07, 2008 8:19 am

الصراع على رؤية صورة العالم
الفلاسفة الاغريق وضعوا انطلاقة التفكير الحر لرؤية صورة العالم، غير ان ظهور الدين القائم على الاله الواحد صادر هذا الحق ليبدأ صراع مرير على استعادته. النخبة الدينية ترفض التنازل عن تفردها بحق وضع صورة العالم بالرغم من ان الصورة التي يقدمها النص المقدس تتعارض مع العلم.

في عصر الفلاسفة الاغريق لم تكن الالهة قادرة على كل شئ ولم تكن قادرة على التفرد بتسيير الكون وخلق الاسباب، بل كانت شخصيات خلفية تراقب الامور عن بعد تاركة الانسان-الطفل يلعب حسب رغباته لتضحك على اخطائه. عندما نشأ الاله الواحد القادر والذي تسير كل الامور لمشيئته وحكمته لم يعد هناك مكان للتفكير الذاتي بالاسباب، فلاسباب كلها من عند الله وخاضعة لمشيئته. ولكن بغياب مثل هذا الاله في عهد الاغريق كان الانسان مجبرا على التفكير في الاسباب من خلال تجربته الشخصية. هذا الامر بالذات هو الذي اعطاهم الدافع لوضع اكثر الاسس جوهرية المؤسسة للعلم والملاحظة العلمية.

الى حد كبير يمكن القول ان حركة تطور العلوم الطبيعية ونضجها خلال الالفين سنة الاخيرة هي التي جعلت من الانسان الحديث كائن قادر على التفكير النقدي والتفكير المستقل وحررته من الخضوع والعجز. هذه الحركة نحو الحرية يعود الفضل فيها الى كبار الفلاسفة الاغريق مثل: Demokritos, Pythagoras, Aritoteles, Arkimedes, ديمقراطيوس، فيثاغورث، اريستوطاليوس وحتى ارخميديس عندما انطلقوا في سعيهم للوصول الى تفسير الظواهر الطبيعية بدون الحاجة الى ارجاعها الى قوى وهمية خالقة، لعدم وجودها في منظومتهم الفلسفية التي تربوا عليها مما خلق التربة لانطلاقة حرة.

احد الامثلة على الاسلوب العلمي للتفكير عند الاغريق هو كتاب Geographia, الذي كتبه الجغرافي Ptolemaios, عام 150 قبل الميلاد. في هذا الكتاب جمع معرفة زمانه عن القارات الثلاث: اوروبا، افريقيا وآسيا، وآشار الى انه لابد من ان توجد قارة رابعة هي الارض المجهولة Terra Incognita, وإلا فأن الارض ستكون غير متوازنة، حسب تفكيره.

بطيليموس اصبح اب علم الجغرافيا، وملاحظاته وشروحه ورسوماته بقيت في الاستخدام حتى القرن السادس عشر. غير ان الكنيسة الاوروبية بعد ان اشاعت طريقتها الدينية في التفكير على الساحة الاوروبية، رفضت على الاطلاق إمكانية وجود قارة غير مكتشفة. البابا اوغيستينوس، 400 ميلادي، برر عدم إمكانية وجود القارة الرابعة بنصوص الكتاب المقدس. الكتاب المقدس يشير الى ان كل واحد من ابناء نوح الثلاثة اختار لنفسه قارة من القارات الثلاث، ولهذا من المستحيل ان توجد قارة رابعة.

اوغيستينوس لم يكن على استعداد لتقديم اي تنازل يسمح بالطعن بإيمانه المطلق وبصحة الكتاب المقدس وحجيته على اي ادعاء اخر. في حين ان بطيليموس كان يعلم ان الارض كروية وان الانسان ليس على اطلاع الا على قسم صغير منها، لذلك لازال يوجد مساحة كافية لقارة اخرى غير مكتشفة. Terra Incognita كانت بالطبع ليست الا فرضية وفرضية قامت على مجرد التوقعات، ولكننا نعلم اليوم انه كان على حق والبابا على باطل بالرغم من انه اتبع النص المقدس، هذا الامر لازال يتكرر حتى اليوم بنفس الطريقة، ليس فقط في الجانب المسيحي بل وحتى في الجانب الاسلامي وبشكل اكبر.

قصة القارة الرابعة مثال على ان المعارف الدوجمائية (الثابتة والغير قابلة للنقاش والتغيير) كانت على الدوام مشكلة وعائق امام التفكير الحر. هذه القضية جرى حسمها بفضل بفضل الرحلات المتكررة والتي انتهت بعبور المحيط الهادئ، ولكن القصة تشير ايضا الى ان ابطليموس كان على حق بأسباب خاطئة. من جهة كانت هناك اكثر من اربع قارات ومن جهة اخرى نعلم اليوم ان الارض ليست غير متوازنة ولاتحتاج قارة اخرى لغرض التوازن، كما ان اغلب القارات مجتمعة في كتلة واحدة. ولكن، وعلى الرغم من ان خلفية الفرضية كانت خاطئة إلا انها شكلت الصفعة الاولى في وجه النص المقدس كمصدر تشريع وحماية الوصاية الدينية. على مدى بضعة مئات من السنين جرى تجربة نظرية القارات الاربع وجرى تحديثها وبفضلها بدأ صعود نجم العلوم الطبيعية وتأسيسها، من هنا فضل اكتشاف القارة الامريكية على التغييرات الجذرية في حرية التفكير والتخلص من الدوجما الدينية واضعا اسس التفوق الغربي.

وبالرغم من ان الاغريق وضعوا اسس العلوم الحديثة غير انهم كانوا بشكل رئيسي مفكرين، إذ لايوجد لدينا الكثير من الدلائل على اتهم قاموا عمليا بإجراء تجارب عدا وضع المصطلحات الاساسية للعلوم الطبيعية. انطلاقة التجارب العلمية الجدية كانت للمرة الاولى فيما بين 1580-1680 ميلادي. وهي نفس الفترة التي انفصل العلم فيها بجدية عن الدوجما الدينية المتعنتة والوصائية ليصبح مأوى الباحثين الاحرار. وبذلك ظهر الى العلن الصراع بين المعرفة والايمان .

في العالم الغربي جرى حرق الكثير من العلماء بتهمة الزندقة والكفر لمجرد ان افكارهم تطرح صورة مغايرة عن العالم عن الصورة التي تروج لها المؤسسة الدينية، الحكم على غاليلو غاليليه عام 1633 اصبح رمزاً للصراع بين الدوجما الدينية والفكر المعرفي. المؤسسة الدينية اتهمت غاليلو غاليليه بدعم الصورة التي اطلقها كوبرنيك عن الكون حيث جعل الشمس مركزا والارض تدور في فلكها، وهي صورة رآها في تليسكوبه ولكن الكتاب المقدس لم يشر اليها. في النتيجة نجحت المؤسسة الدينية في اجبار غاليلو على الصمت، ولكن قبل ذلك نجح في وضع قواعد البحث العلمي ونشرها باللغة العامية مما ساعد على انتشارها، كما كان من اوائل من استخدم التجربة للبرهنة على النظرية، حيث برهن ان سرعة سقوط الاجسام لاعلاقة له بالوزن.

الصراع بين غاليليو والكنيسة كانت المعركة الاخيرة التي برهنت على ان الادلة على الظواهر العلمية لايجوز البحث عنها في النص المقدس وانما في الملاحظة والاختبار.

في العالم الاسلامي لم يكن الامر مختلف من حيث الجوهر، فالمؤسسة الدينية كانت تستفرد عمليا بالوصاية على الافكار وعلى صورة العالم، فرؤية رجال الدين المستمدة من النص المقدس كانت هي الحكم والقياس. وبالرغم من ان العالم الاسلامي وصل لمستويات حضارية متقدمة في بداية تأسيسه إلا ان هذه المرحلة بالذات كانت تتميز بضعف وجود مؤسسة دينية وضعف هيمنتها، وبكونها مرحلة للصراع بين رجال الدين والنخبة الحاكمة لتحديد الحدود والادوار. هذا الامر جعل العلوم لاتتعرض لهيمنة ووصاية رجال الدين الذين كانوا في طور التشكل كمؤسسة تحت تأثير حاجة السلطة السياسية، مما جعل احكام القمع الاولى تبقى في إطار الصراع الديني لحسم الخلافات وتصفية التوجهات الدينية المناوئة للحاكم والتيارات الرئيسية، وهو الامر ذاته الذي سمح لفكر الاغريق ان يبقى حيا بين نخبة علماء الخلافة الاسلامية، بعيدا عن وصاية رجال الدين الاسلامي الذين لم ينتهوا من إنشاء مؤسستهم الدينية المندمجة مع السلطة، في الوقت الذي يجري اجتثاثه في الغرب على يد المؤسسة الدينية الناضجة البنيان بإعتبارها اسبق. في اوج عظمة الخلافة الاسلامية كانت المؤسسة الدينية قد وضطدت اركانها لتظهر بكل عنفوانها بقيادة الحنابلة في بغداد لتصفية كل مخالفيهم فارضة وصايتها ليس فقط على التفكير الديني وانما العلمي ايضا. لذلك ليس من الغريب ان يظهر موقف الغزالي من الفلسفة الذي يتطابق وموقف الكنيسة الغربية ليبدأ قمع ابن رشد واحراق كتبه، وإجتثاث المعتزلة وفكرهم، لينتهي عصر الازدهار ويبدأ عصر الانحدار فينتج لنا ابن تيمية صاحب تحريم الكيمياء وتكفير اتباعه، وليصبح العلم الديني وحده العلم الحق.

هذا الخط الدوغمائي الوصائي لايختلف في مضمونه موقف الكنيسة الغربية، غير انه استمر في العالم الاسلامي حيا حتى القرن العشرين بل وحتى اليوم، حيث استهزء رجال الدين بخبر اطلاق اول مركبة فضائية والوصول الى القمر ودوران الارض وثبوت الشمس، وحرموا تعليم البنات والتلفزيون والتلفون، ورفضوا الاعتماد على علم الفلك لدخول الشهر مما ادى الى وقوعهم ولازال في ورطات مخزية. ومع ان العلم يحصل بإستمرار على اعتراف بإنجازاته التي رفضتها المؤسسة الدينية الاسلامية، إلا انها تتمكن على الدوام من تجنب الاضطرار للاعتذار والاعتراف بخطئها او التخلي عن وصايتها على الفكر والعلم والدين، مستغلين ضعف المؤسسة العلمية في بلادنا وعمق ثقافة الانصياع والتقديس ونجاحهم في إعطاء الانطباع انهم والدين جزء واحد لاينفصلان ونقدهم هو بذاته تهجم على الدين، بل وعلى العكس نجد ان خطابهم ديماغوجي الى ابعد الحدود، إذ يعطون الانطباع وكأنهم دائما كانوا الى جانب العلم واول انصاره، متجاهلين على الدوام الاشارة الى ماضيهم ومتهمين من يذكرهم به بالتهجم على الاسلام ليضيفوا الابتزاز الى تاريخهم.

واليوم نجد ان مواقف المؤسسة الدينية الاسلامية توحد جهودها مع بقايا القوى المسيحية في الدفاع عن حصنهم الاخير ضد نظرية التطور، مستمرين فى ممارسة الوصاية ، رافعين سوط التكفير وغضب الله، معتقدين بعمق أنهم ممثلين الله المخلصين على الارض.


------------



من الايمان الى العلم
يقدم لنا الفكر الديني اجوبته على التساؤلات إنطلاقا من مرجعية النص المقدس كحقيقة منزلة من المعرفة المطلقة والشاملة، وأي اعتراض يدرج على انه من قبل العقل القاصر ضد العقل الكامل والكلي. ومهما كان الامر فيبقى النص المقدس هو المرجعية العليا للخطأ والصواب. في العلم تقدم لنا المعرفة نهجا مختلفا، إذ تقوم على مرجعية المعطيات الواقعية في مجرى التجربة ضمن منهج قائم على قواعد محددة. العلم يقوم على قواعد اساسية هي: الملاحظة، الفرضية، البحث والتجربة، الشك والحق بالنقد والتعديل، واخيرا العلنية.

منهج البحث العلمي التجريبي ظهر لاول مرة في القرن الثامن عشر في مستشفيات ولادة النساء، حيث كانت نسبة الوفاة بحمى الولادة عالية للغاية. في احدى المستشفيات النمساوية كان يعمل الطبيب Ingaz Semmelwies, الذي لاحظ ان كل ثامن امرأة تموت في قسمه في حين ان نسبة الوفيات في قسم مجاور لاتتجاوز 2%. هذا التفاوت اثار استغرابه وجعله يبحث عن الفروقات بين القسمين. قسم الطبيب يستخدم لتدريب الاطباء في حين ان القسم الاخر يستخدم لتدريب الممرضات. عام 1847 مات احد اصدقائه الاطباء بعد ان اصيب بالحمى نفسها التي تصيب النساء، وكان قد جرح اصبعه خلال احدى عمليات التشريح. هذا الامر جعل اينغاذ يفترض ان النساء يصابون بالحمى بسبب ان الاطباء يستخدمون معهم ادوات جراحية قد استخدموها سابقا في التشريح. او انهم لايغسلون ايديهم بعد التشريح، هذه الفرضية يجب تجربتها للتأكد من صحتها عمليا بعد ان كان قد درس العديد من الفرضيات الاخرى مثل اختلاف نوعية الطعام او سوء المعاملة او سوء التهوية كما كان الاعتقاد سائدا.

عندما فرض تعقيم الادوات والايدي على الاطباء انخفضت الاصابة بالحمى بنسب هائلة. لقد استنتج ان الاطباء نقلوا سبب الاصابة من الجثث الى النساء، ولذلك فرض تعقيم كافة الادوات والمعدات في كافة الاقسام لتنخفض نسبة الموت الى الصفر تقريبا.

Ingaz Semmelwies استخدم طريقة البحث التجريبي الجنائي في الوصول الى الاسباب والتي اصبحت اليوم احدى اهم طرق البحث العلمي. لقد قام بملاحظة سير العمل في القسمين ووضع مجموعة من الاحتمالات الممكنة لنشوء الظاهرة. وعلى ضوء الفرضيات قام بتجربة كل فرضية على حدة من خلال تجارب منفصلة لتحييد الفرضية من الحساب. في النتيجة تبقى الفرضية الصحيحة لتتحول الى نظرية تستخدم في التطبيق. استخدام التعقيم كان حلا ليس فقط للاصابة بالحمى الولادية ولكن اغلب الامراض المعدية ايضا.


النظرية العلمية لايمكن البرهنة عليها نهائيا
هذه التجربة اعلاه سنتخذها الان نموذجا لمناقشة الفرق بين الطرق العلمية والطرق التي تتوشح بالعلم لخداع الانسان. عمليا جاءت الطريقة من خلال تحليل تتابعي ومنطقي بين الملاحظة والنتائج بدون معرفة الاسباب. لقد احتاج الانسان الى مئة عاما اخرى حتى يكتشف الاسباب التي تقف خلف هذه الظاهرة، وبناء عليه طريقة بناء النظريات والطرق العلمية. لقد كان العالم كارل بوبير Karl popper (1902-1994) الذي وضع الفرق بين البحث العلمي والبحث اللاعلمي والذي اطلق عليه مبدأ الخطأ falsifikationsprincip.

بالنسبة لبوبير تعتبر الفرضية علمية فقط اذا كان بالامكان تجربتها للتأكد من صحتها او خطئها. كلما زاد عدد التجارب الفاشلة الهادفة الى البرهنة على خطأ الفرضية كلما ازدادت صحة الفرضية وقوتها. من هنا نرى ان الفرضية قد تتحول الى نظرية تحت ضغط قوة وقوفها امام التجارب ولكن ابدا لاينتهي إمكانية الاستمرار بوضعها تحت التجربة، ولذلك فالقول بأن هناك نظرية مطلقة لايمكن التشكيك فيها ليس صحيح مهما كان عدد التجارب التي برهنت على صحتها. هذا الامر يشير الى طريقة عمل المنهج العلمي خلال كل هذه السنوات واسباب النجاح الذي حمله، كما يوضح لنا اسباب قدرة البعض على استخدام هذا الامر بذاته " كحجة" لتضعيف النظريات التي لاتروق لهم بدون ان يكون لديهم اي معطيات تقف ضد مضمون النظرية او حتى يكون لديهم قدرة على الحصول عليها، غير الامل بأن يتغير شئ ما في المستقبل والى ذلك الحين التوكل على ان هذا الاسلوب وحده كافي لكبح نجاحات النظرية..

وحتى عندما لايكون العلماء قادرين على فهم الميكانيزم الذي يقف خلف الظاهرة تتمكن طريقة البحث التجريبي الجنائي من اعطائنا مادة للتفكير والتعامل مع الظاهرة وتتداعياتها بالكثير من الصحة. التجربة اعلاه تشير بوضوح الى ان الطبيب قد نجح في الوصول الى حل صحيح بالرغم من انه ، في عصره ، لم يكن يعلم بوجود البكتريا على الاطلاق، ولم يكن يعلم لماذا التعقيم يؤدي الى نتائج صحيحة.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تاريخ الصراع بين الايمان والمعرفة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
READZ :: القسم المنوع :: المنتدى العلمي-
انتقل الى: