الدولة المرداسية والخلافة الفاطمية

مشرف عام

تعود الدولة المرداسية التي حلت مكان الدولة الحمدانية إلى مؤسسها صالح بن مرداس امير قبيلة بني كلاب في القرن الخامس الهجري

وقد قامت علاقات متقلبة بين الدولة المرداسية ودولة الخلافة الفاطمية انتهت بدخول الفاطميين حلب ورفع الرايات المستنصرية وكان ذلك في عهد الإمام المستنصر بالله عليه السلام

لقد استطاع صالح بن مرداس السيطرة على حلب عام 419 هجري وسيطر على بعض أجزاء الساحل الشامي وانتزعها من ايدي الفاطميين مما أدى إلى قيام صراع بين صالح والفاطميين الذين ارسلو القائد انوشتكين على رأس جيش التقى مع صالح في وادي الأردن في موقعتي الأقحوان حيث انتهت المعلركة بقتل صالح وابنه علي

بعد وفاة صالح بن مرداس فأقتسم ولداه الحكم :

فحكم أبو علوان شمال القلعة وحكم شبل الدولة نصر المدينة

وفي سنة 423هجري قام انوشتكين بالهجوم على حلب وانتزعها من نصر ومن ثم قام صراع بين الاثنين قرب حماه مما أدى مقتل نصر واستلام انوشتكين حكم حلب لمدة 4سنوات حيث رفعت الرايات الفاطمية وخطب لهم في الجوامع وتم صك عملة باسم الإمام المستنصر بالله عليه السلام

وفي عام 433 هجري توفي انوشتكين وكان يثمال عندها في الرحبة يتحين الفرصة لدخول حلب ألا انه خاف من الفاطميين فأرسل زوجته و أبنه محملين بالهدايا وبأربعين ألف دينار إلى القاهرة مقابل أن يثبته الفاطميين على حكم حلب فقبل الفاطميون بادئ الامر بذلك لكنهم سرعان ما تراجعوا عن قرارهم

فاضطر يثمال لمفاوضتهم ثانية وعرض عليهم أن يعطوه حكم بيروت و جبيل وعكا فيتنازل عن حلب ويقيم في مصر

الا ان الفاطميون جعلوا يثمال يقيم في مصر ولم يعطوه حكم أي منطقة وأرسلوا مكين الدولة بن ملهم العقيلي الى حلب لكن بعد ظهور السلاجقة وفشل حركة البساسيري استطاع المرداسيون اعادة السيطرة على حلب بقيادة عز الدين محمود بن نصر عندها طلب مكين الدولة النجدة من الفاطميين فأرسلوا الية جيشا بقيادة ناصر الدولة الحمداني الا ان محمود بن نصر لاقاه عند تل السلطان وجرت معركة بين الطرفين انتهت بهزمة مكين الدولة واسر ناصر الدولة ودخل محمود بن نصر حلب منتصرا عام 452 هجري

على أثرهذه المعركة غضب الخليفة المستنصر الفاطمي عليه السلام وبدأ يشجع يثمال الموجود في القاهرة على العودة إلى حلب وأمده بالجند و السلاح وبالرغم من استنجاد حمود بن نصر بابن شبيب إلي النميري إلا إن يثمال نجح في دخول حلب عام 452 هجري وتوفي فيها سنة 454 هجري بعد ان اوصى بالامارة لاخيه اسد الدين عطية

وقد تجدد الصراع بين أسد الدين عطية ومحمود بن النصر وكانت نتيجة هذا الصراع هزيمة عطية وفوز محمود وكان من أهم الأسباب التي ساعدت محمود على هزيمة عطية وتثبيت حكمه في حلب هي :
ظهور السلاجقة
ضعف الخلافة الفاطمية

قا م محمود بن بصر بعد ذلك بالخطبة للخليفة العباسي والسلطان السلجوقي ألب أرسلان الاغ ان الب ارسلان اراد اخذ حلب بالقوة وقام بمحاصرتها ولم يفك الحصار عنها الا عندما خرج اليه محمود بزي تركماني مع والدته وقدموا له فروض الطاعة واتفق الطرفان على محاربة الفاطميين والبيزنطيين وتنفيذا لهذا الاتفاق هاجم محمود بن نصر دمشق التابعة للخلاقة الفاطمية وبعد ان توفى محمود خلفه ابنه نصر الثاني الذي استمر على ولائه للسلاجقة الا ان ملكشاه السلجوقي حرض جنود نصر عليه فقتلوه وعينوا مكانه اخيه سابق وفي هذه الترة اذداد نفوز الغز في المنطقة فخاف اهالي حلب من ذلك واستنجدوا بمسلم بن قريش العقيلي فدخل حلب واستعصت عليه القلعة حيث كان يتحصن بها سابق واخوته وتم فيما بعد عقد اتفاق بين الطرفين فاعطى مسلم سابق إخوته حكم الرحبة وسقطت بعدها الدولة المرداسية