بسم الله الرحمن الرحيم
ثم الصلاة على سيدنا المصطفى و آله الأئمة الأطهار المعصومين إلى يوم الدين و جعلها كلمة باقية في عقبه
بعد نقطة الباء و توالي النقاط ، و تواصل الفيض من السوابق إلى اللواحق تركن النفس إلى التفكير و الاعتبار ، فيما قضى الله فهل بمقدور الجزئية الوصول إلى كينونة الكلية ، و بلوغ الأرب في المراتب العلية ، و ما هي الأداة و الوسيلة للسير و المضي في لاحب يكتنفه التعب، و الوعثاء فها هي عين الناظر ترنو إلى مبعث النور و الرائي يبحث و يقول كيف السبيل . و عندما يجده و يخطو فيه تشعر نفسه بالتعب و المشقة و تبدأ نزعاتها بنهيها عما هي فيه فتذكر لها المهاوي و المرادي و المتع فلمن تأتمر النفس و تنصاع هنا يأتي موئل الحكمة و حامل الناموس زاجراً. أن اصمتي لا تعبثي و تجلدي و تذكري الوعد الذي وعدته , و هنا السؤال يقول في أي اتجاه ستسير وأي كفة هي الراجحة أيكون المصير هاهنا أن تقنع العابثة بما فيه و يحملها الصبر و الخبر المكنون و يرشدها القبس المتوقد في جوهر ذاتها فتبصر بعين الحكمة و تسترشد حسن العاقبة و طيب المآل بنور الهدي و الفلاح و النجاة فتصل إلى قصدها بعد أن تكون قد قطعت رحلة المسافر, و رقت فوق المنابر فنالت المنى , و الأرب بما يبهج القلب و النهى .. أم أنها تركن للذة , و تغويها وساوسها وسوء عملها فتأتمر بأوامر الشياطين و تنتهي بنواهيهم فبؤساً لها إن رضيت . بذلك سبيلاً و مآلا و بؤساً لها بما اكتسبت , و هل نسيت أن الله لن يزيدها إلا خساراً و في نهاية المطاف تقعد فتنظر فيما جرى فتدرك ما وقعت فيه و تعلم أنها اختارت البرازخ هبوطاً فنالت مراتب الجحيم جزاءً عدلاً لما قدمت و أخرت
فبما ذا تقنع و ترضى دار الحسرة و الندامة أم دار الخطوة و الكرامة
فقم أيها الأخ البار الرحيم و نادها يا لاهية يا عابثة يا آمرة بالسوء استيقظي من نوم الغفلة ورقدة الجهالة و استخلصي و أخلصي و أحسني العبادة و الذكر و تزودي فإن خير الزاد التقوى و اعتبري {إن في ذلك لآياتٍ لقوم يتفكرون} ولا تنقضي الأيمان بعد ميثاقها و توكيدها و لا تغوصي في لجج الجهالة فلا تقولي ما ليس لك به علم و إن قل علمك و تعلمي فليس المرء يولد عالماً و ليس أخو علمٍ كمن هو جاهل ولا تنفقي مراءاة و أحسني الكسب فيما يحب الله و يرضى و توبي إن الله يحب التوابين و اشكري الله على ما رزقك و أسبغ نعمه ظاهرة و باطنة قوله جل ثناؤه {و إن شكرتم لأزيدنكم} ولب القول تمسكي بحبل الولاية لإمام زمانك فعليك بمعرفته فمن مات و لم يعرف إمام زمانه معرفة جلية مات ميتة جاهلية . هو الأول و الأخر و الظاهر و الباطن هو منـزل الخلائق منازلها جاعل الملائكة جنوداً تأتمر بأمره باسط الأرض رافع السماء و زينها بمصابيح جعلها رجوماً للشياطين إنما قوله لشيء إذا أراده أن يقول له كن فيكون ، عسى أن تنالي السعادة و حسن العاقبة و كل شيء أحصيناه في إمام مبين و الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا إن هدانا الله .
سبحانك مولانا لا علم لنا إلا ما علمتنا و الحمد لله رب العالمين
أعاذنا الله و إياكم من نوم الغفلة ورقدة الجهالة