==============
اَلخاتِمةُ: فِي التَّوَابِعِ
اِعْلَمْ أنَّ الأسْمَاءَ المُعْرَبَةَ الَّتِي مَرَّ ذِكْرُهَا كَانَ إعْرَابُها بِالأصَالَةِ ، بِأنْ دَخَلَتْها العَوَامِلُ ، فَأوْجَبَتْ فِيها الرَّفْعَ ، والنَّصبَ ، وَالجَرَّ بِلا واسِطَةٍ ، وقَدْ يَكُونُ إعْرابُ الاسْمِ بِتَبَعِيَّةِ مَا قَبْلَهُ ، و يُسْمَّى ( التَّابِعَ) لأنَّهُ يَتْبَعُ مَا قَبْلَهُ فِي الإعْرَابِ.
فَالتّابِعُ ، كَلُّ ثّانٍ مُعْرَبٍ بِأعْرَابِ سَابِقِهِ مِنْ جهةٍ واحِدَةٍ ، وَالتَّوَابِعُ خَمْسَةٌ :
1-النَّعْتُ .
2-اَلعَطْفُ بِالحُرُوفِ .
3-اَلتَّأكِيدُ .
4-عَطْفُ البَيَانِ .
5-اَلبَدَلُ .
اَلقِسْمُ الأوَّلُ : النَّعْتُ ( الصِّفة )
اَلنَّعْتُ ، تَابِعٌ يَدُلُّ عَلَى مَعْنىً فِي مَتْبُوعِهِ ، نَحْوُ ( جَاءَنِي رَجُلٌ عَالِمٌ ) وَيُسَمَّى النَّعْتَ الحَقِيقِيَّ ، أوْ فِي مُتَعَلِّقٍ بِمَتْبُوعِهِ ، نَحْوُ ( جَاءَنِي رَجُلٌ عَالِمٌ أَبُوهُ ) وَيُسَمّى النَّعْتَ السَّبَبِىَّ .
وَالنَّعتُ الحَقِيقِيُّ إنَّمَا يَتْبَعُ مَتْبُوعَهُ فِي أَربَعَةٍ مِنْ عَشَرَةِ أُمورٍ .
الأوّلُ والثّانِي وَالثّالِثُ : فِي الإعْرَابِ الثَّلاثِ ، الرَّفْعِ وَالنَّصْبِ وَالجَرِّ .
الرّابعُ والخامِسُ ، فِي التَّعْريفِ ، والتَّنْكِيْرِ .
السّادِسُ وَالسّابِعُ وَالثَامِنُ : فِي الإفْرادِ ، وَالتَّثْنِيَةِ ، وَالجَمْعِ .
التّاسِعُ والعاشِرُ ، فِي التَّذْكِيرِ والتّأنِيثِ .
نَحْوُ ( جاءَنِي رَجُلٌ عالِمٌ ، وَامْرَأةٌ عالِمَةٌ وَرَجُلانِ عالِمانِ ، وَ امْرَأَتانِ عَالِمَتَانِ ، وَ رِجَالٌ عُلَمَاءُ ، وَنِسَاءٌ عَالِمَاتٌ ، وَزَيْدٌ العَالِمُ ، وَالزَّيْدانِ العَالِمانِ وَالزَّيدُونَ العَالِمُونَ ، و َرَأَيْتُ رَجُلاً عَالِماً )، وَكَذا البَوَاقِي .
وَالنّعْتُ السَّبَبِيُّ إنّما يَتْبَعُ مَتْبُوعَهُ فِي الخَمْسَةِ الأُوَلِ ، أَعْنِي حالاتِ الإعْرابِ الثَّـلاثِ ، والتَّعْريفَ ، والتَّنْكِيرَ ، نَحْوُ قَولِهِ تَعالى :{ أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا}(النساء/75) .
وَفَائِدَةُ النَّعْتِ تَخْصِيْصُ المَنْعُوتِ إنْ كَانَا نَكِرَتَيْنِ ، مِثْلُ ( جَاءَنِي رَجُلٌ عَالِـمٌ ) ، وَتَوْضِيْحُ مَنْعُوتِهِ إنْ كَانَا مَعْرِفَتَينِ : مِثْلُ ( جَاءَنِي زَيْدٌ الفَاضِلُ ) .
وَقَدْ يَكُونُ لِلثَّنَاءِ وَالمَدْحِ ، نَحْوُ { بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ } ، وَقَدْ يَكُونُ لِلتَّأْكِيدِ ، نَحْوُ قَوْلِهِ تَعَالَى: { نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ }(الحاقة/13).
وَقَدْ يَكُونُ لِلذَّمِّ نَحْوُ : أَعُوذُ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ .
و النَّكِرَةُ تُوصَفُ بِالجُمْلَةِ الخَبَرِيَّةِ ، نَحْوُ ( مَرَرْتُ بِرَجُلٍ أّبُوهُ قَائِمٌ ، أوْ قَامَ أَبُوهُ ).
وَالضَّمِيرُ لا يُوصَفُ ، و لا يُوصَفُ بِهِ .
اَلخُلاصَةُ :
اَلتَّابِعُ ،اِسْمٌ يُعْرَبُ تَبَعاً لإعْرابِ مَا قَبْلَهُ .
اَلتَّوابِعُ خَمْسَةُ أَقْسامٍ
1-اَلنَّعْتُ .
2-اَلعَطْفُ بِالحُروُفِ .
3-عَطْفُ البَيانِ .
4-اَلتَّأْكِيدُ .
5-اَلبَدَلُ .
اَلنَّعْتُ - ويُسَمّى الصِّفَةَ أَيْضاً ، هُوَ مَا يُذْكَرُ بَعْدَ اسْمٍ ، لِيُبَيِّنَ بَعْضَ أَحْوَالِهِ أَوْ أَحْوَالِ المُتَعَلِّقِِبِهِ .
و النَّعْتُ إنْ كَانَ صِفَةً لِنَفْسِ اَلمْنعُوتِ يَجِبُ أَنْ يُطَابِقَهُ فِي الإعْرَابِ ، والتَّعْرِيفِ ، والتَّنْكِير ، والإفْرَادِ ، والتَّثْنِيَةِ ، والجَمْعِ ، و التَّذْكِير ، والتَّأْنِيثِ.
وَإنْ كَانَ صِفَةٌ لِمُتَعَلِّقٍ بِالمَتْبُوعِ يَجِبُ أَنْ يُطَابِقَهُ فِي الإعْرَابِ ، والتَّعْرِيفِ ، والتَّنْكِير فَقَطْ .
وَفَائِدةُ النَّعْتِ ، تَخْصِيصُ المَنْعوتِ إذا كَانَا نَكِرَتِينِ ، وَتَوْضِيحُهُ إذا كَانَا مَعْرِفَتَينِ .
-----------------
أَسْئلَةٌ :
1-مـَا هُوَ التَّابِعُ ؟ مَثِّلْ لَهُ .
2-عَدِّدْ أَقْسَامَ التَّوَابِعِ .
3-عَرِّفِ النَّعْتَ الحَقِيقِىَّ وَالسَّبَبِيَّ و بَيِّنْ الفَرْقَ بَيْنَهُما .
4-هَلْ يَجُوزُ النَّعْتُ بِالجُمْلَةِ وَكَيْفَ ؟ وَضِّحْ ذلِك بِأَمْثِلَةٍ .
5-فِيمَ يَتْبَعُ النَّعْتُ المَتْبُوعَ إذا كَانَ صِفَةً لِنَفْسِ المَنْعُوتِ ؟ وَفِيمَ يَتْبَعُهُ إذا كَانَ صِفَةً لِمُتَعَلِّقِ المَتْبُوعِ ؟ مَثِّلْ لَهُمَا
6-عَدِّدْ فَوائِدَ النّعْتِ مَعَ إيْرادِ أمثِلَةٍ مُفِيدَةٍ .
7-هَلْ يَقَعُ الضَّمِيرُ صِفَةٌ أو مَوْصُوفاً ؟
تَمارِينُ :
أ-عَيِّنِ النَّعْتَ فِي الجُمَلِ التَّالِيَةِ :
1-هذا رَجـْلٌ عَالِمٌ .
2-اَلطِّفْلُ الصَّغِيرُ مَحْـبُوبٌ .
3-اَلعَامِلُ المُجِدُّ مَمْـدُوحٌ .
4-( بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ ) .
5-أَبُوكَ عَالِمٌ مُحْتَرَمٌ .
6-الجُنْدِيُّ الجَبانُ مَذْمُومٌ .
7-سَمِيحٌ طالِبٌ مُوفَّقٌ .
ب- ضَعْ نَعْتاً مُناسِباً فِيمَا يَلِيِ مِنَ الجُمَلِ :
1-جَاءَ الوَلَدُ ............ .
2-اَلأطْفَالُ ............ يَرْكُضُونَ فِي الشّارِعِ .
3-أَخُوكَ رَجُلٌ ............... .
4-اَلصَّبِيُّ ............ يَحْتَرِمُ الكِبَارَ .
5- اَلطَّالِبُ ............ لا يَتَكَلَّمُ أَثْناءَ الدَّرْسِ .
ج-اِسْتَعْمِلْ الصِّفاتِ الآتِيةِ فِي جُمَلٍ مُفْيدَةٍ : قَصِير ، مَحْبوب ، مُوَفَّق ، مَنْصُور ، مُؤْمِن ، كَافِر ، مُنَافِق .
د-أَعْرِبْ مَا يَأْتِي :
1- قال تعالى :{ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}(القصص/21).
2- قال تعالى : { اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ }( النمل/26).
3-اَلْحِلْمُ غِطَاءٌ سَاتِرٌ .
4-المُؤْمِنُ العامِلُ يَنْتَصِرُ .
5-اَلإسْلامُ دِيْنٌ كَامِلٌ .
6-جَاءَتْ فاطِمَةُ الكَرِيمُ أَبُوهَا .
=================
اَلْقِسْمُ الثَّانِي - اَلعَطْفُ بِالحُرُوفِ
اَلمَعْطُوفُ بِالحُرُوفِ ، تَابِعٌ يُنْسَبُ إلَيهِ مَا نُسِبَ إلى مَتْبُوعِهِ ، وكِلاَهُمَا مَقْصُودَانِ بِتِلْكَ النِّسْبَةِ ويُسْمَّى ( عَطْفَ النَّسَقِِ ) أيْضاً ، وشَرْطُهُ أنْ يَتَوَسَّطَ بَيْنَهُ وبَيْنَ مَتْبُوعِهِ أَحَدُ حُرُوفِ العَطْفِ مِثْلُ ( قَامَ سَعدٌ وخَالِدٌ ) ، ومِنْ حُرُوفِ العَطْفِ ( الوَاو والفَاء ثُمَّ و أَوْ ) وسَيَأْتِي ذِكْرُهَا فِي القِسْمِ الثَّالِثِ ، إنْ شاءَ اللّهُ تَعالى .
وَإذا عُطِفَ عَلَى ضَمِيرٍ مَرْفُوعٍ مُتَّصِلٍ يَجِبُ تَأْكِيدُهُ بِضَمِيرٍ مُنْفَصِلٍ ، نَحْوُ (جَلَسْتُ أَنا وَسَعِيدٌ ) إلاّ إذا فُصِلَ ، نَحْوُ ( كَتَبْتُ اليَومَ و خَالِدٌ ) .
وإذا عُطِفَ عَلَى الضَّمِيرِ المَجْرُورِ المُتَّصِلِ يَجِبُ إعادَةُ حَرْفِ الجَرِّ فِي المَعْطُوفِ ، نَحْوُ (مَرَرْتُ بِكَ وَبِسَعِيدٍ )
والمَعْطُوفُ فِي حُكْمِ المَعْطُوفِ عَلَيهِ ، أَيْ إذا كَانَ الأوَّلُ صِفَةً ، أَوْ خَبَراً ، أَوْ صِلَةً ، أوْ حالاً، فالثَّاني كَذلِك ، وَالضَابِطَةُ فِيهِ أنَّهُ إذا جَازَ أنْ يَقُومَ المَعْطُوفُ مَقَامَ المَعْطُوفِ عَلَيْهِ ، جَازَ العَطْفُ، وإِلاّ فَلا .
والعَطْفُ عَلَى مَعْمُولَيْ عَامِلَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ جَائِزٌ إذا كَانَ المَعْطُوفُ عَلَيْهِ مَجْرُوراً و مُقَدَّماً عَلَى المَرْفُوعِ . والمَعْطُوفُ كذلِك ، أَيْ مَجْرُورٌ ، نَحْوُ (فِي الدَّار زَيْدٌ والحُجْرَةِ عَمْرٌو ).
اَلخُلاصَةُ :
المعْطُوفُ بِالحُرُوفِ ، هُوَ تَابِعٌ يَتَوَسَّطُ بَيْنَهُ و بَيْنَ مَتْبُوعِهِ أَحَدُ حُرُوفِ العَطْفِ ، و يُسَمَّى (عَطْفَ النَّسَقِِ ) أَيْضاً .
و حُكْمُ المَعْطُوفِ هُوَ حُكْمُ المَعْطُوفِ عَلَيْهِ فِي جَمِيع الأحْكامِ ، ومَتَى عُطِفَ عَلَى ضَمِيرٍ مَرْفُوعٍ مُتَّصِلٍ يَجِبُ تَأْكِيدُهُ بِضَمِيرٍ مُنْفَصِلٍ ، أَوْ يُفْصَلُ بَيْنَهُما بِفَاصِلٍ .
و يَجِبُ إعَادَةُ حَرْفِ الجَرِّ فِي المَعْطُوفِ عَلى الضَّمِيرِ المَجْرُورِ المُتَّصِلِ .
و يَجُوزُ العَطْفُ عَلَى مَعْمُولَيْ عَامِلَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ ، إذا كَانَ المَعْطُوفُ عَلَيْهِ مَجْرُوراً ، وَ مُقْدَّماً عَلى المَرْفُوعِ ، والمَعْطُوفُ مَجْرُوراً و مُقَدَّماً عَلى المَرْفُوعِ أَيْضاً .
--------------
أَسْئِلَةٌ :
1-عَرِّفْ عَطْفَ النَّسَقِ ، و مَثِّلْ لَهُ .
2- عَدِّدْ بَعْضَ حُرُوفِ العَطْفِ .
3-مَاذا يَجِبُ إذا عَطَفْتَ عَلَى ضَميرٍ مُتَّصِلٍ ؟ مثَّلْ لذلِكَ .
4-هَلْ يَجِبُ إعَادَةُ حَرْفِ الجَرِّ فِي المَعْطُوفِ إذا عَطَفْتَ عَلَى الضَّميرِ المَجْرُورِ المُتَّصِلِ ؟ مَثِّلْ لذلِك .
5-هَلْ يُعْرَبُ المُعْطُوفُ إعْرَابَ المَعْطُوفِ عَلَيْهِ ؟ اُذْكُرْ ذلِك مَعَ إيرادِ مِثالٍ .
تَمَارِينُ :
أ-ضَعْ مَعْطُوفاً فِي الفَرَاغاتِ التَّالِيَةِ :
1-جَاءَتْ سَلمى و ......... مِنَ السُّوقِ .
2-ذَهَبَ سَعِيدٌ ثُمَّ ......... إلى المَدْرَسَةِ .
3-رَأَيْتُ أَنا و ......... الهِلالَ .
4-سَافَرَ خَالِدٌ و ......... بِالقِطَارِ .
5-سَلَّمتُ عَلى أَبِيكَ و عَلى ......... .
6-مَرَرْتُ بِكَ و ......... .
ب- ضَعْ حَرْفَ عَطْفٍ مُناسِباً فِي الجُمَلِ التَّالِيَةِ :
1-قَرَأْتُ المَجَلَّةَ أَنا ......... أَخِي .
2-مَرَرْتُ بِأخِي ......... بِعَمِّي .
3-سَافَرْتُ أَنا ...... ... خالي .
4-دَخَلَ خَالِدٌ ......... سَعِيدٌ .
5-أَكَلَ الطِّفْلُ ......... الصَّبِىُّ .
ج-أجب عما يلي :
1-هَاتِ جُمْلَتَيْنِ يَكُونُ المَعْطُوفُ عَلَيْهِ فِيهِما وَاجِبَ التَّأْكيدِ بِضَمِيرٍ مُنْفَصِلٍ:
2-هَاتِ جُمْلَتَيْنِ يَكُونُ المَعْطُوفُ عَلَيْهِ فِيهِمَا ضَمِيراً مَجرُوراً .
د-اسْتَخْرِجِ المَعْطُوفَ مِنَ الجُمَلِ التَّالِيَةِ :
1-خُذْ هذا لَكَ وَ لأبِيكَ .
2-خَرَجْتُ أَنا و سَعِيدٌ مِنَ الدَّارِ .
3-كَتَبَ الدَّرسَ خَالِدٌ وَ سَعِيدٌ .
4-أَيَّدَ الشَّاهِدَ هذا وَ أَبُوهُ .
5-اَلشِّتَاءُ بَارِدٌ ، وَالصَّيْفُ حَارٌّ .
هـ-أَعْرِبْ ما يَلِي :
1- قال تعالى :{اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ }(البقرة/35).
2-اُنْصُرِ المَظْلُومَ ، و اضْرِبْ عَلى يَدِ الظَّالِمِ .
3- قال تعالى :{ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ}(الزخرف/70).
4-خَيْرُ الكَلامِ مَا قَلَّ وَ دَلَّ .
5-أَرَدْتُ لَكَ وَ لأخِيكَ خَيْراً .
================
اَلقِسْمُ الثَّالِثُ : التَّأْكِيدُ
اَلتَّأكِيدُ ، هـُوَ تَابِعٌ يَدُلُّ عَلَى تَقْرِيرِ المَتْبُوع فِيمَا نُسِبَ إلَيْهِ ، نَحْوُ (جَاءَنِي زَيْدُ نَفْسُهُ ) أَوْ يَدُلُّ عَلى شُمُولِ الحُكْمِ لِكُلِّ أَفْرَادِ المَتْبُوعِ ، مِثْلُ قوله تعالى : {فَسَجَدَ الْمَلاَئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ}(الحج/ر/30).
والتَّأْكِيدُ عَلى قِسْمَينِ
أ-لَفْظِيٌّ ، وهُوَ تَكْريرُ اللَّفْظِ الأوَّلِ بِعَيْنِهِ ، نَحْوُ ( جَاءَنِي زَيْدٌ زَيْدٌ ، جَاءَنِي جَاءَنِي زَيْدٌ ، قامَ قامَ زَيْدٌ ) ، وَيَجُوزُ فِي الحُرُوفِ أَيْضاً نَحْوُ ( إنَّ إنَّ زَيْداً قائِمٌ ).
ب-مَعْنَويٌّ : وهُوَ بِألفَاظٍ مَعْدُودَةٍ ، وهِيَ كِمِا يَلِي :
1-( النَّفْسُ وَ العَيْنُ ) وهُمَا لِلوَاحِدِ ، والمُثَنَّى ، والمَجْمُوعِ بِاخْتِلافِ الصِّيغَةِ وَالضَّمِيرِ مِثْلُ (جاءَنِي زَيْدٌ نَفْسُهُ ، والزَّيْدانِ اَنْفُسُهُما ، اَوْ نَفْساهُما وَالزَّيْدُونَ أَنْفُسُهُمْ ) وكذلِك ( عَيْنُهُ ، و أَعْيُنُهُما ، أوْ عِيْنَاهُمَا ، وأعْيُنُهُمْ ) ولِلمُؤَنَّثِ نَحْوُ (جَاءَتْنِي هِنْدٌ نَفْسُها ، والهِنْدَانِ أَنْفُسُهُمَا أوْ نَفْسَاهُمَا ، والهِنْداتُ أنْفُسُهُنَّ ) ، وكَذا ( عَيْنُها ، و أَعْيُنُهُما ، أوْ عَيْناهُمَا ، و أَعْيُنُهُنَّ ) .
2-( كِلاَ وَ كِلْتا ) و هُمَا لِلمُثَنَّى خَاصَّةً ، نَحْوُ ( قَامَ الرَّجُلانِ كِلاَهُمَا ، وقَامَتِ المَرْأَتانِ كِلْتاهُمَا).
3- ( كُلٌّ ، و أَجْمَعُ ، و أَكْتَعُ ، وأَبْتَعُ ، وأبْصَعُ ) وهِيَ لِغَيْرِ المُثَنَّى بِاخْتِلافِ الضَّمِيرِ فِي (كُلٍّ)، تَقُولُ : ( اِشْتَرَيْتُ البُسْتَانَ كُلَّهُ ، و جَاءَنِي القَوْمُ كُلُّهُمْ ، واشْتَرَيْتُ الحَدِيْقَةَ كُلَّها ، و جَاءَتِ النِّسَاءُ كُلُّهُنَّ) وبِاختِلافِ الصِّيغَةِ فِي البِوِاقِي ، وهِيَ ( أَجْمَعُ . . . . إلخ ) تَقُولُ : ( اِشْتَرَيْتُ البُسْتَانَ كُلَّهُ أَجْمَعَ أَكْتَعَ أَبْتَعَ أَبْصَعَ ، و جَاءَنِي القَوْمُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ أَكْتَعُونَ أَبْتَعُونَ أَبْصَعُونَ ، واشْتَرَيْتُ الحَدِيْـقَةَ كُلَّها جَمْعَاءَ كَتْعَاءَ بَتْعَاءَ بِصْعَاءَ ، وقَامَتِ النِّساءُ كُلُّهُنَّ جُمَعُ كُتَعُ بُتَعُ بُصَعُ ) .
وَإذا أَرَدْتَ تَأْكِيدَ الضَّمِيرِ ( المَرْفُوعِ ) المُتَّصِلِ بـِ ( النَّفْسِ و العَيْنِ ) يَجِبُ تَأكِيدُهُ بِضَمِيرٍ مَرْفُوعٍ مُنْفَصِلٍ ، تَقُولُ ، ( ضَرَبْتَ أَنْتَ نَفْسُكَ ) .
وَلاَ يُؤَكَّدُ بـِ ( كُلٍّ و أَجْمَعَ ) إلاّ مَا لَهُ أَجْزاءٌ وَ أَبْعاضٌ يَصِّحُ افْتِراقُها حِسَّـاً نَحْوُ ( القَوْم ) فِي جاءَنِي القَومُ كُلُّهُم أَجْمَعُونَ ، أَوْ حُكْماً ، كَمَا تَقُولُ : ( اِشْتَرَيْتُ البَيْتَ كُلَّهُ ) ، وَلاَ تَقُولُ ( أَكْرَمْتُ الضيفَ كُلَّهُ ) .
وَاعْـلَمْ أَنَّ ( أَكْتَعَ ) وَ أَخَوَاتِها أَتْبَاعٌ لـِ ( أَجْمَعَ ) إذْ لَيْسَ لَهَا مَعْنىً دُونَهَا وَلاَ يَجُوزُ تَقْدِيمُهَا عَلَى ( أَجْمَعَ ) ولا يَجُوزُ ذِكْرُهَا دُونَهَا .
اَلخُلاصَةُ :
اَلتَّأْكِيدُ تَابعٌ يَدُلُّ عَلى تَقْرِيرِ المَتْبُوعِ فِيمَا نُسِبَ إلَيْهِ ، أوْ يَدُلُّ عَلى شُمُولِ الحُكْمِ لِكُلِّ أَفْرادِ المَتْبُوعِ .
التَّأْكِيدُ عَلَى قِسْمَينِ :
أ-لَفْظِيٌّ ، وهُوَ تَكْرَارُ اللَّفْظِ الأوَّلِ بِعَيْنِهِ ، و يَجُوزُ تَكْرَارُ الحُرُوفِ أَيْضاً.
ب-مَعْنَويٌّ : يَتَحَقَّقُ بِألفَاظٍ مَخْصُوصَةٍ ، وَهِيَ :
1-نَفْسٌ و عَيْنٌ .
2 -كِلا وكِلْتَا ( المُضافَتانِ إلى المُضْمَرِ )
3-كُلٌّ ، وأَجْمَعُ وأَخَواتُها .
لا يُؤَكَّدُ الضَّمِيرُ المَرْفُوعُ المُتَّصِلُ بِالنَّفْسِ والعَيْنِ إلاّ بَعْدَ تأْكِيدِهِ بِضَمِيرِ رَفْعٍ مُنْفَصِلٍ .
وشَرْطُ التَّأْكِيدِ بِلَفْظَىْ ( كُلٍّ ، وَأجْمَعَ ) صِحَّةُ افْتِراقِ أَجزاءِ المُؤَكَّدِ حِسَّاً أَوْ حُكْماً .
ولاَ يَجُوزُ ذِكْرُ ( أَكْتَعَ ) و أَخَواتِهَا فِي الكَلاَمِ إلاّ بَعْدَ ذِكْرِ ( أَجْمَعَ ) .
---------------
أَسْئِلَةٌ :
1-عَرِّفِ التَّأْكِيدَ ، ومَثِّلْ لَهُ .
2-مَا هِيَ أَقْسامُ التَّأكِيدِ ؟ وَضِّحْ ذلِك بِأمْثِلَةٍ .
3-كَيْفَ تُؤَكِّدُ تِأْكِيداً لَفْظِياً ؟ مَثِّلْ لذلِك .
4-مَا هِيَ الألفاظُ الَّتِي يُؤَكَّدُ بِها مَعْنَوِيّاً ؟ مَثِّل لَها .
5-بِمَ تُؤَكِّدُ المُثَنّى ؟ وبِمَ تُؤَكِّدُ الجَمْعَ ؟ اِشْرَحْ ذلِك وَمَثِّلْ لَهُما .
6-كَيْفَ تُؤَكِّدُ الضَّمِيرَ المُتَّصِلَ بِالنْفْسِ وَالعَيْنِ ؟ مَثِّلْ لذلِك .
تَمارِينُ :
أ-عَيِّن الأَلفـَاظ المُؤَكَدَّة وَبَيِّنْ نَوْعَها فِي الجُمَلِ التّالِيَةِ :
1-إنَّ إنَّ الوَلَدَ نَائِمٌ .
2- جاءَ جاءَ سَعِيدٌ .
3-هذِهِ خالَتُكَ عَيْنُها .
4-أَنْتَ نَفْسُكَ لَمْ تُعْطِ أَخَاكَ حَقَّهُ .
5-جَاءَتِ المُعَلِّمَاتُ أَنْفُسُهُنَّ .
6-أَكَلْتُ أَنا البُرْتَقالَ .
7-ذَهَبَ الطِّفْلانِ كِلاَهُمَا .
ب-ضَعْ تأْكِيداً مُناسِباً فِي الجُمَلِ التّالِيَةِ :
1-جاءَ أَبُوكَ ......... .
2-رَأَيْتُ أَخاكَ ......... .
3-سافَرَ الطّالِبَانِ ......... .
4-......... اَلطِّفْلَ ذَكِيٌّ .
5-......... ذَهَبَ إلى السُّوْقِ .
6-اِشْتَرَيْتُ الكُتُبَ ..........
7-قَرَأْتُ المَجَلاَّتِ ......... .
ج-أَعْرِبْ ما يَلِي :
1-سَافَرَ سَافَرَ سَعِيدٌ .
2- قال تعالى :{فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ}(الشعراء/170).
3- قال تعالى : {وَعَلـَّمَ آدَمَ الأَسـْمَاءَ كُلَّهَا}(البقرة/31).
4-إنَّ إنَّ الخَمْرَ مُحَرَّمَةٌ .
===============
اَلقِسْمُ الرّابِعُ : اَلبَدَلُ
اَلبَدَلُ ، تَابِعٌ نُسِبَ إلَيهِ مَا نُسِبَ إلى مَتْبُوعِهِ وهُوَ المَقْصُودُ بِالنِّسْبَةِ دُونَ مَتْبُوعِهِ.
وأقْسامُ البَدَلِ أَرْبَعَةٌ :
1-بَدَلُ الكُلِّ مِنَ الكُلِّ ، وَهُوَ ، مَا كَانَ مَدْلُولُهُ تَمامَ مَدْلُولِ المَتْبُوعِ ، نَحْوُ (جَاءَنِي صَالِحٌ أخُوكَ).
2-بَدَلُ البَعْضِ مِنَ الكُلِّ ، وهُوَ ، مَا كَانَ مَدْلُولُهُ جُزءَ مَدلولِ المَتْبُوعِ، نَحْوُ ( قَرَأْتَ الكِتابِ أوَّلَهُ ).
3-بَدَلُ الاشتِمالِ ، وهوَ ، مَا كَانَ مَدْلُولُهُ مُتَعَلِّقاً بِالمَتْبُوعِ نَحْوُ ( سُلِبَ زَيْدٌ ثَوْبُهُ ، وأَعْجَبَنِي عَلَيٌّ عِلْمُهُ ) .
4-بَدَلُ الغَلَطِ ، وهُوَ ، مَا يُذْكَرُ بَعْدَ الغَلَطِ ، نحْوُ ( جَاءَنِي زَيْدٌ جَعْـفَـرٌ، ورَأَيْتُ بَغلاً حِماراً .
والبَدَلُ إنْ كانَ نَكِرَةً مِنْ مَعْرِفَةٍ يَجِبُ نَعْتُهُ كَقَوْلِهِ تَعَالى : { كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ } (16 [العلق/15، 16] ، ولا يَجِبُ ذلِك فِي عَكْسِهِ نَحْوُ قَولِهِ تَعالى: { وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ [الشورى/52، 53] }، وَلا فِي المُتَجَانِسَيْنِ مِنْ حَيْثُ التَّعْرِيفُ والتَّنْكِيرُ . نَحْوُ قَوْلِهِ تَعالى : { اهْدِنا الصِراطِ المُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذيَن ... }(سورة الفاتحة) ، وَجَاءَنِي رَجُلٌ غلامٌ .
اَلقِسْمُ الخامِسُ عَطْفُ البَيَانِ
عَطْفُ البَيَانِ ، تَابِعٌ غَيْرُ صِفَةٍ يُوَضِّحُ مَتْبُوعَهُ ، وَهُوَ أَشْهَرُ اسْمَىْ شَيءٍ نَحْوُ
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ أحمدُ بنُ حَنبلَ، أخْبَرَنَا شيخُ صنعاءَ عبدُ الرزاقِ) .
اَلخُلاصَةُ :
اَلبَدَلُ : تَابِعٌ يُوضِّحُ المَتْبُوعَ ، ويُنْسَبُ إلَيْهِ مَا يُنْسَبُ إلى مَتْبُوعِهِ . وهُوَ المَقْصُودُ بِالنِّسْبَة .
أقْسامُ البَدَلِ :
1-بَدَلُ الكُلِّ مِنَ الكُلِّ .
2-بَدُلُ البَعْضِ مِنَ الكُلِّ .
3-بَدَلُ الاشْتِمالِ .
4-بَدَلُ الغَلَطِ .
شَرْطُ البَدَلِ مِنَ المَعْرِفَةِ بِالنَّكِرَةِ :أنْ تَكُونَ النَّكِرَةُ مَوْصُوفَةً .
عَطْفُ البَيانِ ، تابِعُ يَدُلُّ عَلى التَّوضِيحِ والتَّخْصِيصِ ، وهُوَ أَشْهَرُ اسْمَى المَتْبُوعِ .
--------------
أَسْئِلَةٌ :
1-عَرِّفِ البَدَلَ ، و مَثِّـلْ لَهُ .
2-مَا هُوَ عَطْفُ البَيَانِ ؟
3-مَا هِيَ أَنْواعُ البَدَلِ ؟ عَدِّدْهَا ، ومَثِّـلْ لَها .
4-هَلْ يُبْدَلُ مِنَ المَعْرِفَةِ بِنِكِرَةٍ أَمْ لا ؟ اِشْرَحْ ذلِك و مَثِّـلْ لَهُ .
تَمارِينُ :
أ-اِسْتَخْرِجْ عَطْفَ البـَيَانِ و البَدَلَ ، وعَيِّنْ نَوْعَهُ فِي مَا يَأْتِي مِنَ الجُمَلِ:
1-مَا أَعْظَمَ جِهَادَ أَبِي عبيدةَ عامرِ بن الجراحِ .
2-سَافَرَ مَسْعُودٌ أَخُوكَ .
3-كَسَرْتُ القِنِّينَةَ رَأْسَهَا .
4-رَأَيْتُ مَجِيداً حَامِداً .
5-أَعجَبَنِي أَبُوكَ عِلْمُهُ .
ب-ضَعْ بَدَلاً أَوْ عَطْفَ بَيانٍ مُنَاسِباً فِي الفَرَاغَاتِ مِنَ الجُمَلِ التَّالِيَةِ :
1-رَأَيْتُ صَادِقاً ..........
2-قَرَأَ حَمِيدٌ الكِتَابَ ............ .
3-سَافَرَ عَامِرٌ ......... .
4-سُرِقَ البَيْتُ ............ .
5-أَعْطَيْتُ أَخَاكَ ............ الكِتَابَ .
6-قَالَ أَبُو الحَسَنِ .............
7-يُهِمُّنِي أَبُوكَ ..........
ج-أجب عما يلي :
1-هَاتِ جُمْـلَتَيْنِ يَكُونُ فِيهِما بَدَلَ اشْتِمالٍ .
2-هَاتِ جُمْـلَتَينِ يِكُونُ فِيهِما البَدَلُ بَدَلَ بَعْضٍ مِنْ كُلٍّ .
3-هَاتِ جُمْـلَتَيْنِ تَحْتَوِي كُلُّ مِنْهُما عَلى عَطْفِ بَيانٍ .
د-أَعْرِبْ ما يَأتِي :
1- قال تعالى : { اهْدِنَا الصـِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ (7)}(الفاتحة /6-7 ).
2-حَضَرَ أبُو مُحَمَّدٍ طلحةُ .
3-بَرَيْتُ القَلَمَ رَأْسَهُ .
4-يُعْجِبُنِي أَخُوكَ حِلْمُهُ .
5-جَاءَ أَخُوكَ قَاسِمٌ .
6-رَأَيْتُ عَمَّكَ خَالَكَ .
==================
اَلبَابُ الثَّانِي فِي الاسْمِ المَبْنِيِّ