المدة أ ب
المدة
حرف لنداء البعيد ، أو ما في حكمه كالنائم ، والساهي ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، نحو : آ محمد ، آ يوسف ، ويعرب الاسم منادى علم مبني على الضم في محل نصب مفعول به لفعل النداء المحذوف .
أب
اسم من الأسماء الستة يرفع بالواو إذا أضيف ، وكانت إضافته لغير ياء المتكلم ، نحو : قوله تعالى ( وأبونا شيخ كبير )(1) ، وقوله تعالى ( يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء )(2) ، وينصب بالألف ويجر بالياء بنفس الشروط السابقة مثال النصب قوله تعالى ( ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقاً )(3) ، وقوله تعالى ( وجاءوا أباهم عشاءً يبكون )(4) ، ومثال الجر قوله تعالى ( إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك )(5) .
ويجوز في ( أب ) الإعراب بحركات مقدرة على الألف رفعاً ونصباً وجراً ، وإن استوفت الشروط الآنفة الذكر ، وهي إحدى لغات القبائل العربية ، وقد تكلم بها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في موضعين :
قال في الموضع الأول : ( ما صنع أبا جهل ) فرفع ( أبا ) بالضمة المقدرة على الألف ، وقال في الموضع الثاني : ( لا وتران في ليلة ) ، فنصب ( وتران ) بالفتحة المقدرة على الألف وحقه في المثال الأول أن يقول : ما صنع أبو جهل ، وفي المثال الثاني ( لا وترين في ليلة ) نصباً بالياء .
ــــــــــــــــــ
(1) القصص [23] (2) مريم [28] (3) يوسف [16] .
(4) يوسف [16] (5) الممتحنة [4] .
أب
ومنه قول الشاعر * :
إن أباها وأبا أباها قد بلغا في المجد غايتاها
والشاهد في البيت قوله : ( أباها ) في الموضع الثاني من صدر البيت ، فجر المضاف إليه بكسرة مقدرة على الألف وحقه أن يقول ( وأبا أبيها ) جراً بالباء .
نماذج من الإعراب
قال الله تعالى ( قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير ) .
قالتا : قال فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء حرف تأنيث ساكن لا محل له من الإعراب ، وألف الاثنين في محل رفع فاعل .
لا نسقي : لا نافية لا عمل لها ، نسقي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره نحن ، وجملة لا نسقي في محل نصب مقول القول .
حتى يصدر : حتى حرف جر يفيد التعليل ، يصدر فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد حتى ، وأن والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل جر بحتى .
الرعاء : فاعل مرفوع بالضمة .
ـــــــــــــــ
* أبو النجم العجلي : هو المفضل ، وقيل الفضل بن قدامة بن عبد الله بن عبد الله بن الحارث العجلي ، راجز من رجاز الإسلام المعدودين ، وأحد الفحول المتقدمين في طبقة الرجاز ، وفد على هشام بن عبد الملك ، وراجز رؤبة بن العجاج وتوفي في أواخر الدولة الأموية . تنبيه : لقد اختلف في نسبة البيت السابق أهو لأبي النجم العجلي ، أم لرؤبة بن العجاج ، وقد ترجمنا لأبي النجم ، وستأتي ترجمة رؤبة بن العجاج في موضعها .
أب
وأبونا : الواو للحال ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، أبو مبتدأ مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف ، ونا المتكلمين في محل جر مضاف إليه .
شيخ : خبر مرفوع بالضمة .
كبير : صفة مرفوعة بالضمة لشيخ .
والجملة الاسمية ( وأبونا شيخ ... الخ ) في محل نصب حال ، والعائد الواو والضمير معاً .
قال الشاعر : إن أباها وأبا أباها قد بلغا في المجد غايتاها
إن : حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، لاسمه رافع لخبره ، مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
أباها : أبا : اسم إن منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف وضمير الغائبة في محل جر مضاف إليه ، ويجوز نصب ( أبا ) بالفتحة المقدرة على الألف كما هو الشاهد في البيت .
وأبا : معطوف على ما قبله منصوب بالألف وهو مضاف .
أباها : أبا : مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف في لغة من يعرب الأسماء الستة بحركات مقدرة على الألف ، وأبا مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .
قد بلغا : قد حرف تحقيق ، بلغا : فعل ماض مبني على الفتح وألف الاثنين في محل رفع فاعل .
في المجد : جار ومجرور متعلقان ببلغ .
غايتاها : مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على الألف ، ويجوز نصبه بالألف على المشهور في الأسماء الستة ، والضمير في محل جر مضاف إليه .
والجملة الفعلية ( قد بلغا ... الخ ) في محل رفع خبر إن .
إبان إبانئذٍ ابتدأ
إبان
ظرف زمان بمعنى ( حين ) منصوب بالفتحة ويضاف إلى الفرد ، نحو : زرت القاهرة إبان الصيف .
كما يضاف إلى الجملة اسمية كانت أو فعلية .
مثال إضافته إلى الجملة الاسمية : زرت فلسطين إبان الاحتلال الصهيوني مستمر ، ومثال الجملة الفعلية : غادرت فلسطين إبان اشتعلت الحرب .
إبانئذٍ
لفظ مركب من ( إبان ) و ( إذ ) وتعرب إعراب حينئذٍ ، وعندئذ .
ابتدأ
وتأتي لحالتين :
الحالة الأولى : فعلاً ماضياً تاماً ، نحو : ابتدأ الحفل الساعة الثامنة مساء .
فابتدأ فعل ماض مبني على الفتح ، والحفل فاعل مرفوع بالضمة .
الحالة الثانية : فعلاً ناقصاً إذا كان بمعنى ( شرع ) ، ويشترط فيه أن يكون خبره جملة فعلية مضارعية غير مقترنة ( بأن ) .
نحو : ابتدأ الطلاب يفدون إلى المدارس .
فابتدأ : فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، الطلاب : اسم ابتدأ مرفوع بالضمة .
يفدون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والجملة الفعلية في محل نصب خبر ابتدأ .
أبتع أبدا
أبتع
لفظ ممنوع من الصرف لتقوية التوكيد المعنوي ، يأتي بعد لفظ ( أجمع ) كما تأتي ( أجمع ) بعد ( كل ) ويُعرب توكيداً حسب موقع الاسم المؤكد قبله .
نحو : جاء الطلاب كلهم أبتع .
جاء الطلاب : فعل وفاعل ، كلهم : توكيد معنوي للطلاب مرفوع بالضمة ، والضمير في محل جر مضاف إليه ، أجمع : توكيد للطلاب مرفوع بالضمة .
أبتع : توكيد للطلاب مرفوع بالضمة ، وهكذا في حالة النصب والجر .
نقول : رأيت الطلاب كلهم أجمع أبتع ، بنصب كل ، وأجمع ، وأبتع ، لأنها توكيد للطلاب الواقعة مفعولاً به .
ومع الجر نقول : سلمت على القادمين كلهم أجمع أبتع ، بجر كل ، وأجمع ، وأبتع ، لأنها مؤكدات للقادمين المجرورة .
وتجمع أبتع جمع مذكر سالماً فنقول : حضر العمال كلهم أجمعون أبتعون ، وتعرب إعراب أبتع مع ملاحظة فارق علامات الإعراب بين المفرد وجمع المذكر السالم .
أبداً
من ظروف الزمان المعربة ، ويأتي لتأكيد الزمن المستقبل .
نحو : لا أهمل عملي أبداً ، ومنه قوله تعالى ( إنا لن ندخلها أبداً )(1) ، وقوله تعالى ( خالدين فيها أبداً )(2) .
ـــــــــــــــــ
(1) المائدة [24] (2) التغابن [9] .
أبداً أبصع ابن
خالدين : حال منصوب بالياء ( وصاحب الحال هو الضمير المتصل في ( ندخله ) العائد على ( من ) الموصولة التي تصلح للفرد وللجمع في قوله تعالى ( ومن يؤمن ... وندخله ) .
فيها : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بخالدين .
أبداً : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة ، وشبه الجملة متعلق بخالدين أيضاً .
أبصع
كلمة يؤكد بها تأكيداً شمولياً تابعاً لأجمع ولا تقدم عليها .
نحو : دفعت المال أجمع أبصع .
وتجمع جمع مذكر سالماً فنقول : أبصعون ، نحو : حضر المدعون أجمعون أبصعون . أنظر أبتع .
ابن
أصله ( بنو ) بفتح الباء والنون ، لأنه يجمع جمع مذكر سالماً على ( بنون ) ، وبنين رفعاً ونصباً وجراً . أما جمع القلة فعلى ( أبناء ) ولا يتغير في جمع السلامة غير أنه يتغير في جمع القلة .
أما في ما لا يعقل فتجمع ( ابن ) جمع مؤنث سالماً فنقول في ( ابن لبون ) : بنات لبون ، ( وابن عرس ) : بنات عرس ، ( وابن مخاض ) : بنات مخاض ، وقد يضاف ( ابن ) إلى ما يخصصه لملابسة بينهما ، نحو : ابن السبيل ، أي : المار في الطريق وتعني المسافر .
ومنه قولهم ( ابن الحرب ) أي متعهدها ، وقائم بإشعالها وحمايتها .
وإذا وقعت كلمة ( ابن ) بين اسمين علمين بقصد الإخبار ، كتبت بالألف وأعربت خبراً ، نحو : زيد ابن ثابت .
ابن
فزيد مبتدأ ، وابن خبر ، وهو مضاف ، وثابت مضاف إليه ، ونحو : نعم زيد ابن ثابت .
فزيد فاعل نعم مرفوع وابن مخصوص بالمدح ، يجوز فيه الرفع على الخبرية لمبتدأ محذوف تقديره هو أو مبتدأ والجملة قبله خبر .
أما إذا لم تقع كلمة ( ابن ) موقع الإخبار وكانت بين علمين ثانيهما والد الأول ولم تثن ولم تجمع تحذف ألفها إذا لم تكتب في أول السطر ، وتعرب نعتاً للاسم الأول أو عطف بيان أو بدلاً منه .
نحو : عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين .
وكان عمرو بن العاص داهية العرب .
وإذا كتب ( ابن ) في أول السطر تثبت الألف ، نحو : كان الخليفة علي ابن أبي طالب إماماً ورعاً .
وكذلك إذا لم تقع بين علمين تعرب حسب موقعها من الجملة رفعاً ونصباً وجراً .
نحو : كان ابن الخطاب خليفة عادلاً ، ورأيت ابن عمي في إجازة الصيف ، والتقيت بابن أخي في القاهرة .
كما يجوز في العلم المنادى الموصوف ( بابن ) الضم والفتح والأحسن الفتح ، نحو : يا أحمدُ بنُ يزيد ، ويا أحمدُ بنَ يزيد ، ويا أحمدُ ابنَ يزيد .
ومنه قول الراجز * :
يا حكمَ بنَ المنذر بنِ الجارود سرادق المجد عليك ممدود
ــــــــــــــــــ
* ينسب البيت لأحد رجاز بني الحرماز ، وهو منسوب لرؤبة في ملحقات ديوانه أيضاً .
ابن ابنم
ومنه قول العجاج بن رؤبة * :
( يا عمرَ بنَ معمر لا منتظر )
والشاهد في هذا البيت والذي قبله إتباع الموصوف وهو كلمة ( عمر ) وكلمة ( حكم ) في البيت السابق للصفة ، وهي كلمة ( ابن ) ، لأن النعت والمنعوت كاسم ضم إلى اسم وهو شبيه في ذلك بقولهم : يا تيم عدي ، وبقولهم ابنم وامرؤ .
أما إذا قلنا يا أحمدَ بنُ يزيد ، أو يا أحمدُ بنَ يزيد ، فقد جعلنا كلاً من الموصوف والصفة اسماً مستقلاً عن الآخر ولا نجعلهما كالاسم الواحد ، فإن بنينا المنادى على الضم أتبعنا له الوصف ، أما على المحل فيكون مرفوع ، أو على الموضع فيكون منصوباً ، لأن المنادى المبني يكون في محل نصب كما هو في المثال الثاني : يا أحمدُ بنَ يزيد .
ابنم
لغة ابن وقيل إنها ( ابن ) والميم زائدة للمبالغة .
ــــــــــــــــ
(1) للاستزادة راجع الكتاب لسيبويه ج 2 ص 203 ، 204 .
* العجاج بن رؤبة : هو عبد الله بن رؤبة بن حنيفة بن مالك بن قدامه التميمي ، ويقال : رؤبة بن لبيد بن صخر السعدي التميمي ، ويكنى أبا الشعتاء ، والعجاج لقبه ، شاعر رجاز مشهور ولد في الجاهلية ، ثم أسلم وعاش إلى زمن الوليد بن عبد الملك ثم أفلج وأقعد ، وابنه رؤبة بن العجاج الشاعر الرجاز ذائع الصيت ، وسوف نترجم له في موضعه إن شاء الله .
ابنم ابنه
نحو : جاء ابن ورأيت ابنما ، ومررت بابنم ، ومنه قول حسان بن ثابت :
ولدنا بني العنقاء وابني محرق فأكرم بنا خالاً وأكرم بنا ابنما
والشاهد في البيت ( ابنما ) وهي حال منصوبة بالفتحة الظاهرة .
وهمزة ابنم همزة وصل ، كما تتبع حركة النون حركة الميم في جميع حالات الإعراب ، والبعض يبقيها مفتوحة دائماً .
وعند إضافة ابنم إلى ياء المتكلم يجوز إبقاء الميم وحذفها ، وقد تثنى كما في قول الكميت بن زيد :
ومنا لقيط وابنماه وحاجب مؤرث نيران المكارم لا المخبى .
ابنه
مؤنث ( ابن ) ، وهمزتها همزة وصل ، ولها إعرابه ، وبنت لغة فيها وجمعها بنات وهو جمع مؤنث سالم .
اتخذ
أصله اتتخذ ، ثم لينوا الهمزة وأدغموا ، فقالوا اتخذ ، ولما كثر استعماله توهموا أصالة التاء فبنوا منه وقالوا : اتخذت صديقاً ، وتأتي اتخذ فعلاً ناقصاً إذا كانت بمعنى ( صير ) فتنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر .
نحو قوله تعالى ( واتخذ الله إبراهيم خليلاً )(1) ، فلفظ الجلالة فاعل ، وإبراهيم مفعول به أول ، وخليلاً مفعول به ثاني .
وتأتي فعلاً يتعدى لمفعول واحد إذا لم تكن بمعنى صير ، نحو : اتخذت لنفسي صديقاً وفياً ، فاتخذت فعل وفاعل ، لنفسي : جار ومجرور متعلقان بالفعل ونفس مضاف ، والياء في محل جر مضاف إليه ، صديقاً : مفعول به منصوب ، وفياً : صفة منصوبة ، ومنه قوله تعالى ( وقالوا اتخذ الله ولداً سبحانه )(2) .
اتفاقاً
مصدر منصوب على المفعولية المطلقة لفعل محذوف تقديره ( اتفقوا ) .
إثر
ظرف زمان منصوب بالفتحة ، نحو : عاقبت المهمل إثر قصوره .
إثره
بمعنى بعده ولا تستعمل إلا مسبوقة بحرف جر ، وتكون مجرورة بالكسرة الظاهرة ، وملازمة للهاء ، نحو : هرب اللص فركضت في إثره .
أثره
ولها وجهان :
الأول : تكون مثل إثره ، فتقول : ركض اللاعب فركضت في أثره .
الثاني : وتكون اسماً معرباً ، وتأخذ علامة إعرابها حسب موقعها من الجملة .
نحو : كان أثره واضحاً فيما ترك من أعمال ، وترك فلان أثراً طيباً .
ومنه قوله تعالى ( سيماهم في وجوههم من أثر السجود )(3) .
فأثر في المثال الأول اسم كان مرفوع ، وفي المثال الثاني مفعول به منصوب ، وفي الآية الكريمة اسم مجرور .
ـــــــــــــــــ
(1) النساء [125] (2) البقرة [116] (3) الفتح [29] .
أثناء اثنان أجل إجماعاً
أثناء
جمع ثنى ، ومعناها خلال ، وهي ظرف زمان مبهم منصوب بالفتحة ويضاف للمفرد ( ما ليس بجملة ولا شبه جملة ) ، نحو : سأحضر أثناء النهار ، ومنه قول الشاعر :
ينام عن التقوى ويوقظه الخنا فيخبط أثناء الظلام فسول
وقد تأتي اسماً معرباً ، فتعرب حسب موقعها من الجملة ، نحو : أتيتك في أثناء الليل .
اثنان
من أسماء العدد ، اسم للتثنية حذفت لامه ( وهي ياء ) وتقدير الواحد ( ثنى ) على وزن ( سبب ) ثم عوض همزة الوصل ، فقيل : اثنان ، وللمؤنثة : اثنتان ، وفي لغة تميم ثنتان ، ولا واحد له من لفظه ، ومن غير لفظه ( واحد ) ويعرب إعراب الملحق بالمثنى ، ومنه قوله تعالى ( إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم )(1) ، وقوله تعالى ( فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك )(2) .
أجل
حرف جواب كنعم يتبع ما قبله في النفي والإيجاب ، لا محل له من الإعراب ، ويأتي غالباً تصديقاً للخبر ، وهو مبني على السكون .
نحو : قد نجح أخوك ، الجواب : أجل هو كذلك .
إجماعاً
مصدر منصوب على المفعولية المطلقة لفعل محذوف تقديره ( أجمعوا ) ، نحو : إجماعاً على نصرة الحق .
ـــــــــــــــ
(1) المائدة [106] (2) النساء [11] .
أجمع أجمعهم
أجمع
لفظ لتوكيد الشمول ، وغالباً ما يأتي لتوكيد ( كل ) المضافة إلى ضمير المؤكد ، ويتبعها في الإعراب ، وهو من لفظ التوكيد المعنوي متى لحقه الضمير كعامة ، وكافة ، نحو : خرج المصلون أجمعون ، ونحو : وقف العالم كله أجمع ضد الظلم ، وجاء العمال كلهم أجمعون ، وحضر المدعون جميعهم .
ومؤنث أجمع جمعاء وهي ممنوعة من الصرف ، نحو : سرني منظر القرية جمعاء ، وتجمع ( أجمع ) جمع مذكر سالماً على ( أجمعون ) ، نحو قوله تعالى ( فسجد الملائكة كلهم أجمعون )(1) ، وقوله تعالى ( فلو شاء لهداكم أجمعين )(2) ، رفعاً للأولى ونصباً للثانية .
أجمعهم
هي أجمع مضافة إلى ضمير جمع الذكور ( هم ) ، وهي توكيد معنوي ولها إعراب المؤكد ، كما هو الحال في أجمع ، نحو : جاء المعلمون أجمعهم .
وإذا حذف المؤكد تنوب عنه وتأخذ مكانه في الإعراب ، نحو : جاء أجمعهم .
فأجمعهم فاعل مرفوع بالضمة والضمير في محل جر مضاف إليه ، وكذا في النصب والجر .
ــــــــــــــ
(1) الحجر [30] (2) الأنعام [149] .
أجمعون أح أحاد آحاد
أجمعون
هي أجمع مجموعة جمع مذكر سالماً في حالة الرفع وتعرب إعراب الملحق بجمع المذكر السالم ، نحو قوله تعالى ( وجنود إبليس أجمعون )(1) ، وقوله تعالى ( فسجد الملائكة كلهم أجمعون )(2) ، هذا في حالة الرفع أما النصب والجر ، فنحو قوله تعالى ( فوربك لنسئلنهم أجمعين )(3) ، وقوله تعالى ( وأتوني بأهلكم أجمعين )(4) ، كما يجوز في حالة النصب أن تعرب حالاً .
نحو : صافحت الحضور أجمعين ، أي مجتمعين ، وفيه تكلف .
أح
اسم صوت الساعل مبني على الكسر لا محل له من الإعراب .
أحاد
اسم معدول عن ( واحداً واحداً ) ممنوع من الصرف ، ويعرب حالاً منصوباً بالفتحة ، نحو : نزل اللاعبون إلى أرض الملعب أحاد أحاد ، أي : واحداً واحداً .
أما أحاد الثانية فهي توكيد لفظي منصوب بالفتحة .
وبعضهم يعرب أحاد أحاد اسماً مركباً مبنياً على توكيد فتح الجزأين في محل نصب .
آحاد
اسم بمعنى منفردين يعرب حالاً منصوبة ، نحو : اجتمعوا زمراً وتتفرقوا آحاداً ، وتأتي اسماً معرباً فتعرب حسب موقعها من الجملة ، نحو : الآحاد قبل العشرات ، وتتكون الأعداد من الآحاد والعشرات .
فالآحاد الأولى مبتدأ مرفوع بالضمة ، والثانية اسم مجرور بالكسرة .
ـــــــــــــــ
(1) الشعراء [95] (2) ص [73] (3) الحجر [92] (4) يوسف [93] .
آحاد آحاد الأحد
آحاد آحاد
اسم مركب مبني على فتح الجزئين في محل نصب حال .
نحو : دخل التلاميذ الصفوف آحاد آحاد ، وهي مثل آحاد .
الأحد
بمعنى الواحد وهو أول العدد ، نحو : أحد ، اثنان ، ثلاث ... الخ .
ومنه قوله تعالى ( إني رأيت أحد عشر كوكباً )(1) .
وتأتي اسماً لمن يعقل ، نحو قوله تعالى ( لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون )(2) ، وقوله تعالى ( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره )(3) .
وأصله وحد لأنه واحد ، فأبدوا الهمزة لضعف الهاء عوضاً لما يدخلها من الحذف والبدل (4) ، ويستوي منه الواحد والجمع والمؤنث ، نحو قوله تعالى ( لستن كأحد من النساء )(5) . والأحد علم على يوم من أيام الأسبوع ، نقول : حضرت يوم الأحد ، ويجمع جمع قلة على ( آحاد ) و ( أحدان ) ويجمع جمع كثرة على ( أُحُد ) وقيل لا جمع له .
وإذا وقع ( أحد ) خبراً مضافاً إلى لفظ يخالف المبتدأ في التذكير والتأنيث ، يجوز فيه موافقة المبتدأ أو المضاف إليه ، نحو : البنون أحد السعادتين ، والبنون إحدى السعادتين ، فذكرنا ( أحد ) الأولى مراعاة للمبتدأ ، وأنثنا ( إحدى ) مراعاة للمضاف إليه ( الساعدتين ) .
وورد عن سيبويه أنه لا يجوز ( لأحد ) أن تضعه موضع واجب (6) ، لأنه عندئذ لا يفيد شيئاً وذلك كما في قولهم : كان أحد من آل فلان ، ( فأحد ) في الجملة السابقة لا تفيد في المعنى ، والصحيح أن يقول كان رجل من آل فلان .
ــــــــــــــ
(1) يوسف [4] (2) آل عمران [84] (3) التوبة [6] (4) أنظر الكتاب لسيبويه ج4 ص331 .
(5) الأحزاب [32] (6) أنظر الكتاب لسيبويه ج 1 ص 54 .
الأحد إحدى أحقاً
فرجل تفيد واحداً في العدد لا اثنين ، أو تنفي فتقول : ما كان أحد مثلك .
أما إذا وضعت ( أحد ) موضع ( واحد ) في العدد استعمل في موضع الواجب والمنفي ، نحو قوله تعالى ( قل هو الله أحد )(1) ، وفي العدد لا يجوز أن يوضع ( أحد ) موضع الواجب ولكنه يوضع موضع النفي كما أسلفنا ومنه قوله تعالى ( ولم يكن له كفواً أحد )(2) .
إحدى
مثل أحد من حيث التذكير والتأنيث إذا وقعت خبراً مضافاً إلى لفظ يخالف المبتدأ في تذكيره وتأنيثه ، تقول : الشهادة أحد الفوزين أو الشهادة إحدى الفوزين ، والقراءة أحد اللسانين أو القراءة إحدى اللسانين ، وإحدى مؤنث واحد نحو قوله تعالى ( وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين )(3) ، وقوله تعالى ( أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين )(4) .
كما يؤنث واحد على واحدة ، نحو : في المنزل فتاة واحدة ، وأكلت تفاحة واحدة .
أحقاً
كلمة مركبة من همزة الاستفهام و ( حقاً ) ، تقول : أحقاً أنك ذاهب ؟ وإذا أردت الإخبار حذفت الهمزة فتقول : حقاً أنك مخلص .
ويجوز في ( أحقاً ) وجهان من الإعراب :
1 ـ النصب بالفتحة على الظرفية الزمانية ويكون متعلقاً بخبر مقدم محذوف ، نحو : أحقاً أن أخاك نجح .
ــــــــــــــ
(1) الإخلاص [1] (2) الإخلاص [4] .
(3) الأنفال [7] (4) القصص [27] .
أحقاً آخ أخ إخال
الهمزة للاستفهام حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
حقاً : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة متعلق بمحذوف خبر مقدم ، والجملة من أن واسمها وخبرها مصدر مؤول في محل رفع مبتدأ مؤخر .
2 ـ النصب على المفعولية المطلقة لفعل محذوف تقديره : حق ، بمعنى ( ثبت ) ، نحو : أحقاً أن أخاك نجح .
الهمزة للاستفهام حرف مبني لا محل له من الإعراب ، حقاً : مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره ( حق ) منصوب بالفتحة ، والمصدر المؤول من أن واسمها وخبرها في محل رفع فاعل ، وتقديراً للكلام : أحق حقاً نجاح أخيك ، ولا يصح كسر همزة ( أن ) بعد حقاً ، والصواب فتحها ، كما في الأمثلة السابقة .
وقد نقل سيبويه عن الخليل عدم الكسر لأنه ليس من مواضع ( إن ) لأن ( إن ) لا يُبتدأ بها في كل موضع ، ولو جاز ذلك لجاز يوم الجمعة إنك ذاهب .
تريد : إنك ذاهب يوم الجمعة ، ولقلت أيضاً : لا محالة إنك ذاهب ، ولما لم يجز ذلك حملوه على قولهم أفي حق أنك ذاهب ، ففتحوا همزة ( إن ) .
آخ
اسم صوت للموجوع مبني على حركة آخره لا محل له من الإعراب .
أخ
من الأسماء الستة إذا أضيف وكانت إضافته لغير ياء المتكلم ، ويرفع على المشهور بالواو وينصب بالألف ويجر بالياء ، ويجوز إعرابها بالحركات المقدرة على الألف ، أنظر أب .
إخال
فعل مضارع لخال ، وهو سماعي مخالف للقياس ، يأتي بمعنى ( الظن ) ، فينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر ، نحو : إخالُ ومحمداً قادماً ، ويأتي لازماً بمعنى ( يتكبر ) ، نحو : كان محمد إخالُ ولكنه اليوم أصبح متواضعاً .
أخبر أخذ
أخبر
فعل ماض ينصب ثلاثة مفاعيل ، أصل الأول اسم ظاهر أو مضمر ، والثاني والثالث مبتدأ وخبر ، نحو : أخبرت والدك أخاك غائباً ، وأخبرته الخبر صادقاً .
ومنه قول الشاعر * :
وما عليك إذ أخبرتني دنفا وغاب بعلك يوما أن تعوديني
الإعراب : ما : اسم استفهام في محل رفع مبتدأ ، عليك : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ ، إذا : ظرف تضمن معنى الشرط ، أخبرتني : فعل ماض مبني للمجهول ، والتاء نائب فاعل ، وهو المفعول به الأول ، والنون للوقاية ، وياء المتكلم في محل نصب مفعول به ثان ، ودنفا : مفعول به ثالث ، والجملة من الفعل ونائب فاعله ومفعوليه في محل جر بإضافة إذا إليها .
وقد تسد ( أن ) واسمها وخبرها مسد المفعولين الثاني والثالث ، نحو : أخبر علياً أن أخاه ناجح ، فعلياً : مفعول به أول ، وأن أخاه ناجح مصدر مؤول سد مسد المفعول به الثاني والثالث لأخبر .
أخذ
تأتي على وجهين :
1 ـ فعلاً ماضياً ناقصاً من أفعال الشروع بمعنى ( شرع ) ، وخبرها فعل مضارع متأخر عنه مقترن بأن ، نحو : أخذ الطالب يستعد للامتحان .
أخذ : فعل ماض من أفعال الشروع مبني على الفتح ، الطالب : اسم أخذ مرفوع بالضمة ، يستعد : فعل مضارع مرفوع ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .
ـــــــــــــــ
* الشاهد بلا نسبة في بعض المراجع ، وينسب لرجل من بني كلاب في بعضها ، أنظر معجم شواهد النحو الشعرية ص 176 .
أخذ أخر
للامتحان : جار ومجرور متعلقان بيستعد ، والجملة الفعلية في محل نصب خبر أخذ ولا تعمل أخذ عمل الفعل الناقص إلا في حالة المضي .
2 ـ فعلاً تاماً إذا لم يكن بمعنى الشروع ولم تتحقق فيه الشروط السابقة .
نحو : أخذت الكتاب من صديقي ، ومنه قوله تعالى ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين )(1) ، وقوله تعالى ( حتى إذا أخذت الأرض زخرفها )(2) .
الإعراب
وإذ : الواو للاستئناف وإذ ظرف لما مضى من الزمن ، مبني على السكون في محل نصب ، متعلق بفعل محذوف تقديره أذكر ، وقيل الواو عاطفة ، وإذ مفعول به للفعل المحذوف وجملة ( أخذ الله ... إلخ ) في محل جر بإضافة إذ إليها .
الله : لفظ الجلالة فاعل ، ميثاق : مفعول به وهو مضاف والنبيين في محل جر مضاف إليه ، وجملة ( إذ أخذ ... إلخ ) لا محل لها من الإعراب استئنافية ، ويجوز عطفها على ما قبلها والوجه الأول أرجح .
أخر
جمع أخرى التي هي مؤنث فعل التفضيل ( آخر ) بمعنى ( غير ) وهي ممنوعة من الصرف لأنها صفة على وزن فُعل ، تقول : حضر أخي وأصدقاء أخر ، ومنه قوله تعالى ( فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر )(3) ، وتأتي أخر جمعاً ( لأخرى ) التي بمعنى آخرة والتي تقابل كلمة ( أولى ) ، وهي عندئذ مصروفة لأنها لا تكون معدولة مثال : مررت بفاطمةَ وطالباتٍ أخرٍ .
فأخر : صفة لطالبات مجرورة بالكسرة .
ــــــــــــــ
(1) آل عمران [81] (2) يونس [24] (3) البقرة [184] .
آخِر وآخَر أخرى
آخِر وآخَر
اسم يعرب حالاً منصوباً بالفتحة ، نحو : جئت في السباق آخراً .
ومنه قوله تعالى ( آمنوا وجه النهار واكفروا آخره )(1) .
وتأتي : ظرفاً للزمان منصوباً ، نحو : حضرت آخر الأسبوع ، كما تعرب حسب موقعها من الجملة ، نحو قوله تعالى ( وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين )(2) وقوله تعالى ( إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر )(3) .
فآخر الأولى مبتدأ مرفوع بالضمة وآخر الثانية صفة مجرورة بالكسرة لكلمة يوم . أما آخر بفتح الخاء فهو اسم تفضيل من ( أخر ) ممنوع من الصرف ويعرب حسب موقعه من الجملة ، فمثال الرفع قوله تعالى ( وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزاً )(4) ، ومثال النصب قوله تعالى ( خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً )(5) ، ومثال الجر قوله تعالى ( فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر )(6) .
كما تثنى ( آخر ) وتجمع جمع مذكر سالماً . مثال التثنية قوله تعالى ( اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم ) (7) ، ومثال الجمع قوله تعالى ( وآخرون يقاتلون في سبيل الله ) (
، وكذا في حالتي النصب والجر فتنبه .
أخرى
صفة ممنوعة من الصرف لأنها منتهية بألف التأنيث المقصورة ، وتعرب حسب موقعها من الجملة .
وتأتي ( بمعنى غير ) وهي مؤنث ( أخر ) ، نحو : مررت بزينب وفتاة أخرى ، فأخرى صفة مجرورة وعلامة جرها الفتحة نيابة عن الكسرة .
ـــــــــــــــ
(1) آل عمران [72] (2) يونس [10] (3) التوبة [18] .
(4) يوسف [36 ] (5) التوبة [102] (6) المائدة [27] .
(7) المائدة [106] (
المزمل [20] .
أخرى اخلولق أخول أخول
وتأتي بمعنى ( آخرة ) مقابل ( أولى ) كما في قوله تعالى ( قالت أخراهم لأولاهم )(1) .
اخلولق
فعل ماض جامد يفيد الرجاء ، يأتي ناقصاً ، يعمل عمل كان ، ويكون ، خبره جملة فعلية مضارعة مقترنة بأن وجوباً .
نحو : اخلولق المريض أن يشفى ، واخلولق الكسول أن ينجح .
وتأتي تامة إذا لم تستوف الشروط السابقة .
نحو : اخلولق أن تحضر مبكراً .
فالمصدر المؤول من أن والفعل في محل رفع فاعل .
أخول أخول
اسمان مركبان مبنيان على الفتح في محل نصب على الحال ، وقد تكون ظرفاً ، وهي تعني شيئاً بعد شيء أو متفرقين ، تقول : تساقط القتلى أخول أخول ، ومنه قول ضابئ البرجمي * :
يساقط عنه روقه ضارياتها سقاط حديد القين أخول أخولا
يساقط : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، عنه : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بالفعل قبله ، روقه : روق فاعل يساقط مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والهاء في محل جر مضاف إليه ، والضمير عائد على الثور .
ضارياتها : ضاريات مفعول ليساقط منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم وضاريات مضاف ، وضمير الغائب العائد على الكلاب مضاف إليه .
ــــــــــــــ
(1) الأعراف [38] .
* ضابئ البرجمي : هو ضابئ بن الحراث بن أرطأة البرجمي ، ينتهي نسبه إلى آل تميم ، أدرك الإسلام وأسلم وحبس في خلافة عثمان لجناية جناها ، ولم يزل حبسه حتى مات .
أخول أخول
سقاط : مفعول مطلق منصوب بالفتحة للفعل يساقط وهو مضاف ، وحديد : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وحديد مضاف ، والقين : مضاف إليه مجرورة بالكسرة .
أخول أخولا : حال مبني على فتح الجزئين في محل نصب والألف الأخيرة للاطلاق والشاهد قوله : ( أخول أخولا ) فالشاعر ركبهما معاً وجعلهما كالكلمة الواحدة ، وبناهما على فتح الجزأين ، لما كان يريد معنى الحال منهما ، وضمنهما معنى واو العطف ، فصارا شبيهين بأحد عشر .
إذ
إذ : تأتي إذ اسماً كما تأتي حرفاً .
أولاً إذ الاسمية :
1 ـ تستعمل إذ ظرفاً للزمن الماضي بمعنى حين ، نحو : شكرت والدي إذ أعطاني هدية ، ومنه قوله تعالى ( فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا )(1) ، ومنه قول الخنساء * :
وإذ تتحاكم الرؤساء فينا لدى أبياتنا ، وذوي الحقوق
2 ـ وتكون مفعولاً به : نحو قوله تعالى ( واذكروا إذ كنتم قليلاً )(2) ، وقوله
ـــــــــــــــ
(1) التوبة [40] (2) الأعراف [86] .
* الخنساء : هي تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد الرياحية السلمية ، أشهر شاعرات العرب ، وأشهرهن على الإطلاق شاعرة نجدية عاشت أكثر عمرها في العصر الجاهلي ، وأدركت الإسلام فأسلمت وهي من أولى طبقات الرثاء ، وفدت على الرسول صلى الله عليه وسلم مع قومها وكان يستنشدها ويعجبه شعرها ، استشهد أولادها الأربعة في القادسية سنة 16 هـ فقالت الحمد لله الذي شرفني بقتلهم ، وتوفيت سنة 24 هـ .
إذ
تعالى ( واذكروا إذ جعلكم خلفاء )(1) ، فإذا اسم مبني على السكون في محل نصب مفعول به لاذكروا ، ومن قوله تعالى ( إذ قال ربك للملائكة )(2) .
3 ـ وتكون بدلاً من المفعول به ، كقوله تعالى ( واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه )(3)، وقوله تعالى ( واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها )(4) .
فإذ في الآية : اسم مبني على السكون في محل نصب بدل من ( أخا ) ، وبدل من ( مريم ) .
4 ـ وتأتي مضافاً إليه وتكون إضافتها في الأغلب الأعم إلى كلمة ( بعد ) ، ( حين ) ، ( يوم ) ، ( قبل ) ، ( ساعة ) ، نحو قوله تعالى ( ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله )(5) ، وقوله تعالى ( وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم )(6) ، فإذ في الآيتين السابقتين مضاف إليه لبعد في محل جر ، ومنه قوله تعالى ( وأنتم حينئذ تنظرون )(7) ، وقوله تعالى ( ويوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون )(
.
ويوم : الواو حرف استئناف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، يوم : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة وشبه الجملة متعلق بيخسر الآتي .
تقوم : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، الساعة : فاعل مرفوع بالضمة ، والجملة الفعلية في محل جر مضاف إليه ليوم .
يومئذ : بدل منصوب من يوم السابق وهو مضاف ، وإذ : ظرف زمان مبني على السكون وحرك بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين في محل جر مضاف إليه ،
ـــــــــــــ
(1) الأعراف [69] (2) البقرة [30] (3) الأحقاف [21] .
(4) مريم [16] (5) الأنعام [71] (6) التوبة [115] .
(7) الواقعة [84] (
الجاثية [27] .
إذ
وهو من الظروف التي تضاف إلى الجملة ، وقد تحذف الجملة فيعوض عنها بالتنوين فيلتقي ساكنان سكون البناء وسكون التنوين فيحرك سكون البناء بالكسرة ولذلك أطلق على تنوين ( إذ ) تنوين العوض .
يخسر : فعل مضارع مرفوع ، المبطلون : فاعل مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم .
5 ـ وتأتي ( إذ ) اسماً للدلالة على الزمن المستقبل ، وعندئذ تكون ظرفاً للزمان ليس غير ، كقوله تعالى ( فسوف يعلمون إذ الأغلال في أعناقهم )(1) .
فإذ في الآية : اسم مبني على السكون في محل نصب ظرف للزمان المستقبل متعلق بيعلمون وحرك بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين ، كما بينا سابقاً ، وهو مضاف ، وجملة ( الأغلال في أعناقهم ) في محل جر بالإضافة .
ثانياً : إذ الحرفية :
تأتي إذ حرفاً في المواضع الآتية :
1 ـ إذا كانت تعليلية ، كقوله تعالى ( ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون )(2) ، وقوله تعالى ( وإذ لم يهتدوا به فسيقولون )(3) ، ( فإذ ) في الآيتين السابقتين حرف تعليل لا محل له من الإعراب .
2 ـ إذا كانت للمفاجأة : وتكون ( إذ ) للمفاجأة إذا جاءت بعد ( بينا ) و ( بينما ) ومنه قول الشاعر عنبر بن لبيد العذري :
أستقدر الله خيراً وأرضين به فبينما العسر إذ دارت مياسير
ــــــــــــــ
(1) غافر [71] (2) الزخرف [39] .
(3) الأحقاف [11] .
إذ
وقول الآخر :
وبينما نحن في أمن وفي دعة إذ جاءنا من رسول الدهر إيعاد
والشاهد في البيتين السابقين قولهما : إذ دارت ، وإذ جاءنا .
فإذ : فيهما حرف للمفاجأة مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
تنبيه :
لقد ذكرنا إن ( إذ ) تأتي مضافة لفظاً ومعنى ، ولكنها إذا انقطعت عن الإضافة بنوعيها تنون ، ويكون التنوين عوضاً عن لفظ الجملة المضاف لإذ ، وغالباً ما يكون ذلك بإضافة اسم الزمان إلى ( إذ ) كما ذكرنا سابقاً ومنه قوله تعالى ( ويومئذٍ يفرح المؤمنون )(1) .
نماذج من الإعراب
قال تعالى ( فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ) .
فقد : الفاء حرف زائد لتزين اللفظ مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
قد : حرف تحقيق مبني على السكون .
نصره : نصر : فعل ماض مبني على الفتح ، والهاء ضمير الغائب عائد على الرسول مبني على الضم في محل نصب مفعول به .
الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة .
إذ : ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بنصر وإذ مضاف .
ـــــــــــــــ
(1) الروم [4] .
إذ
أخرجه : أخرج فعل ماض ، والضمير في محل نصب مفعول به .
الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل .
كفروا : كفر فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل .
وجملة نصره الله ابتدائية لا محل لها من الإعراب .
وجملة أخرجه الذين ... إلخ في محل جر مضاف إليه ( لإذ ) .
وجملة كفروا لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
قال تعالى ( إذ قال ربك للملائكة )
إذ : اسم مبني على السكون في محل نصب مفعول به لأذكر المقدر وهو مضاف .
قال : فعل ماض مبني على الفتح ، ربك : رب فاعل مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه ، وجملة قال ربك في محل جر مضاف إليه بعد إذ .
للملائكة : جار ومجرور متعلقان بقال .
قال تعالى ( ولن ينفعكم اليوم ـ إذ ظلمتم ـ أنكم في العذاب مشتركون )
ولن : الواو على حسب ما قبلها ، ولن حرف نصب ونفي .
ينفعكم : ينفع فعل مضارع منصوب بلن ، وعلامة نصبه الفتحة ، والكاف ضمير المخاطب مبني على الضم في محل نصب مفعول به ، والميم للدلالة على الجمع .
اليوم : حرف تعليل لا محل له من الإعراب ، والتقدير : ظلمكم .
ظلمتم : ظلم فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل ، والميم للدلالة على الجمع .
إذ
أنكم : أن : حرف توكيد ونصب ، والكاف ضمير متصل في محل نصب اسمها ، والميم للدلالة على الجمع .
في العذاب : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق ( بمشتركون ) .
مشتركون : خبر أن مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم .
و ( أن ) واسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل رفع فاعل للفعل ينفع ، والتقدير : لن ينفعكم اشتراككم في العذاب ، وجملة ينفع مع الفاعل ابتدائية لا محل لها من الإعراب ، وجملة ظلمتم اعتراضية بين الفعل وفاعله لا محل لها من الإعراب .
وجملة اسم ( أن ) وخبرها لا محل لها من الإعراب صلة للحرف المصدري .
قال الشاعر :
وبينما نحن في أمن وفي دعة إذ جاءنا من رسول الدهر إيعاد
وبينما : الواو على حسب ما قبلها حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
بينما : ظرف زمان منصوب متعلق بنحن .
نحن : ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ .
في أمن : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بمحذوف بنحن وهما معطوفان على ما قبلهما .
إذ : حرف للمفاجأة مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
جاءنا : جاء فعل ماض مبني على الفتح وناء المتكلمين في محل نصب مفعول به .
من رسول : جار ومجرور متعلقان بجاء ، ورسول مضاف .
الدهر : مضاف إليه مجرور بالكسرة .
إيعاد : فاعل لجاء مرفوع بالضمة الظاهرة .