الحرية في القرآن الشريف :
رأيت في بلادنا العربية أفكارا كثيرة وأخطرها كان , فكرة تكفير الآخرين دون وجه حق ولأسباب ما أنزل الله بها من سلطان , وقد كنت قد قرأت القرآن الشريف عدة مرات ولم أجد فيه فكرة تكفير الآخرين .
وقد قرأت قول الله سبحانه وتعالى لنبيه المطصفى وخاتمهم :
{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125س
فكان أمره تعالى واضحا بأن الدعوة إليه يجب أن تكون بالحكمة والموعظة الحسنة وليس بالتكفير ولا بالقتل والتنكيل ولا بالإخراج من الملة ولا بغير ذلك مما نراه الآن في الفتاوي الحديثة , وإذا جادلتهم فعليك مجادلتهم بالتي هي أحسن لا بالسيف والبندقية وفي النهاية الله أعلم بمن أضل عن سبيله ومن هم المهتدين , فهذا أمر الله في الدعوة له وللدين الذي عنده آلا وهو الإسلام , كما قال تعالى :
{إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ }آل عمران19
وقد حذر الله تعالى في كتابه الناس أجمعين أن لن يقبل من أحد دينا إلا الإسلام وذلك عندما يعود إليه الناس يوم القيامة فيحكم بين من اتخذ غير الإسلام دينا وأيضا فيما كنا مختلفين عليه ,
{وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }آل عمران85
وعن الحكم بين المختلفين قال :
{اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }الحج69
فكيف نحن في هذا الزمان نرى البعض يجعل نفسه حكما على الآخرين من دون الله ومن دون تكليف له منه تعالى , وهناك من يحلل دم أخيه المسلم وقد جعل الله تعالى دم المسلم على المسلم حرام , وحرم قتل النفس التي خلقها إلا بالحق وهو الحق وهو أعلم به منا جميعا , وبمن ضل ومن اهتدى . ونرى أنه تعالى جعل حرية المعتقد للشخص نفسه وهو حر بما يختار من دين لأنه في النهاية الرجعة الأخرى في الآخرة إليه وهو من سيحاسب على ما اقترفته أيدينا وتكلمه أيدينا وتشهد أرجلنا وجلودنا على أفعالنا , فلذلك قال تعالى في سورة الكافرون :
لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ{6} الكافرون
وذلك بعد أن تكلم عنهم على أنهم لن يعبدوا ما يعبد النبي المصطفى وهو لن يعبد ما عبدوا وتركهم وشأنهم وكان باستطاعته محاسبتهم مباشرة أو أن باستطاعته أن يجعل الناس أمة واحدة كما قال :
{وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ }هود118
فلماذا نحن نجعل الإختلاف بيننا نقمة وقد جعله الله تعالى نعمة لنا لا لنقتتل بيننا بل لنتفق ولنسعى إلى كلمة سواء تجمعنا في هذه الدنيا لنتبوأ من الجنة حيث نشاء فعلينا أن نعبد الله تعالى حق العبادة بالإبتعاد عن التكفير وبخدمة بعضنا بعضا والتعاون فيما بيننا لننال خير الدارين دار الدنيا ودار الآخرة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الكلام البسيط والذي أغلب الناس يعرفونه حق المعرفة أقوله في يوم السلام العالمي ومنا ومنكم الدعاء ليسود السلام والمحبة في قلوب كل الناس في العالم أجمع فالله سبحانه وتعالى يدعوا إلى الجنة قبل جهنم فلنتعاون جميعنا بالفكر لوأد أي فتنة تلوح في الأفق وذلك بتعزيز الفكر لدينا والمحبة والمودة بيننا وعدم الإساءة لأحد فمؤمن اليوم قد يصبح كافر الغد وكافر اليوم قد يُصبح مؤمن الغد وللجميع مني تحية تقدير ومحبة