سيدنا الكبير الحسن بن الصباح

مشرف عام

يعدالحسن الصباح علما من أعلام الاسماعيلية وأحد أعظم رجاله ودعاتها فهو صاحب قلعة الموت ومنشئ الدولةالنزاريةفي فارس وأكبر شخصية عسكرية وسياسية علمية عرفها التاريخ في القرن الخامس الهجري

ولد سيدنا الحسن بن علي بن محمد بن جعفر بن الحسين بن الحسين بن الصباح الحميري في بلدة (( قــم ))من أبوين أسماعيليين سنة ((348))هجرية وقيل سنة 445 هجرية كان أبوه عالما بالمذهب الاسماعيلي فوجه اهتمامه ألى تربية وتثقيفه حتى تبحر في جميع العلوم والمعارفوقيل أنه تادب في مدينة نيسابور هو وعمر الخيام ونظام المللك فقويت بينهم عرى الصداقة وتعاهدوا على أقتسام المنافع التي يحصلون عليها في حياتهم العلمية

بداسيدنا الحسن حياتها العلمية على عهدة المتعلمين في ذلك العصر فدخل في خدمة السلاطين السلاجقة و ترقت درجته عند السلطان ملكشاه و اصبح يستشيره في شؤون الدولة فلم يعجب ذلك نظام الملك الذي رأى في الحسن منافسا"له فدبر مؤامرةلطرده من ديوان السلطان ملكشاه وذلك عندما أوعز السلطان الى الحسن بن الصباح ان ينظم سجلا"جامعا للموازنة في الدولة في مدة اقصاها 40يوم فتأمر نظام الملك مع احد غلمان الحسن فاقلبو السجل بعد انجازه را"سا على عقب ولما عرض السجل على السلطان طلب من الحسن حسان احدى الولايات فمد يده الى الموضع الذي وضعه فيهفلم يوفق وسحب اخرى فاذا هي كغيرها فضهق صدر السلطان فعندها اغتنم نظام الملك الفرصة ودس على الحسن فامر السلطان بالقبض عليه فتمكن من الفرار وتوجه الى الري وهناك التقى بالدعاة الاسماعيلية فراعته مقدرتهم العلمية فا جتمع مع الداعي (( ضراب ))الأمير وبعد عدة محاورات واجتماعات عقلانية قرر ان يجتمع مع داعي الدعاة ((ابن عطاش )) الذي رحب به وعينه وكيلا له ونصحه بالذهاب الى مصر

غادر الحسن الري سنة 467هجرية فمر في طريقه على اصفهان واذربيجان والموصل وسنجار وسورية وكان خلال تجواله يلقي المحاضرات ويجري المناظرات فسبقته اخباه الى مصر
ولما دخل على الامام المستنصرعليه السلام اكرمه وامره ان يدعو الناس الى امامته فقال له الحسن من سيكون االامام بعدك يا مولاي فاشار الى ابنه الامام نزار عليه السلام
ظل الحسن في القاهرة 18 شهر يتمتع برعاية الامام المستنصر يدرس اصول المذهب الاسماعيلي واساليب الدعوة

وقيل ان بدر الجمالي تامر على الحسن بن الصباح اثناء وجوده في مصر فعمل على سجنه ثم طرده من البلاد
ابحر الحسن من الاسكندرية سنة 473 ونزل بثغر عكا واخذ يطوف المدن ويدرس الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والدينية ويدعو الناس الى اعتناق المذهب الاسماعيلي حتى بلغ اصفهان سنة 473 هجرية ومن ثم توجه في دعوته الى يزد وكرمان وطبرستان ودامغان واخيرا وصل الى قزوين قلة الموت المشهورة سنة 483 فعمرها وحصنها وأخذ في تنظيم دعاته في فارس وخراسان وبلاد الديلم ووجه اهتمامه لاحتلال الحصون والقلاع ليجعلها ملاجئ منيعة تحميه من لاعداء فاستولى على قلعتي شاهدوز و خلنخان بقرب اصبهان و على طبس وطون وقائين وزوزان و خورخوسف في قهستان وعلى وشمكوه بقرب ابهر وعلى اسناوند في مازندان وعلى اردهان وكركدكوه وقلعة النادر في خورستان وعلى قلعة الطنبور بقرب اربخان وعلى قلعة الخلادقان في فارس وظل الحسن يدعو لامامه المستنصر بالله حتى توفي الامام المستنصر عليه السلام سنة 478 وجرىما جرى من امر تعين المستعلي واغتصاب حق الامام نزا ر
فا انتفض الحسن بن الصباح واتباعه على خلافة المستعلي ونادوا يامامة نزار صاحب الحق الشرعي وارسل جماعة من فدائييه لياتوه بنزار او احد ابنائه وبفعل جاء نزار وابنه لامام علي بن نزار الذي لقب باالهادي الى الموت بعد ان تمكن من الهرب عن طريق سجلماسة
بعد ان استقر الامام نزار وولده علي بن نزار الذي لقب بلهادي بعد وفاة ابيه شرع الحسن بن الصباح في اجراء التنظيمات الجديدة فأوجد المدارس لتخريج الدعاة وجمع اكبر عدد ممكن من الشبان الصغار واخذ يدربهم على فنون القتال والدعاية وعمل على اصلاح حالة اتباعه الاقتصادية والاجتماعية فخصص لحمل السلاح من اشتهروا بلشجاعة والقوة وجعل ونواة للحامية الاسماعيلية وعناصر صالحة لتكوين فرق الفدائية
وجعل امور نشر الدعوة وقفا" للعلماء الذين تخرجو من مدرسة الدعوة التي اسسها والتي اشرف على التدلريس عليها بنفسه وجعل من الاخرين تجارنا وعمال وفلاحين

عرفا الحسن بن الصباح أو الاسماعيلية النزارية ((الفدائية)) نظرا" لما كانوا يقومون به من اعمال بطولية خارقة مما جعل اغلب الكتاب والمؤرخين يستغربون من هذه الشجاعة واطلقوا عليهم وصيفات اقل مايقال عنها محض افتراء وحقد وكذب ودس وان اساس هذه الكلمة كما رجحها المتشرق (ايفانوف) وغيره من العلماء الذين اهتموا بالبحاث الاسماعيلية ان هذه الكملة محرفة عمدا" واصلها على اربعة اوجه

1. Asassant) اساسان )معناه القتلة وهذه لفظة اطلقها الصيبيون على الفدائية الاسماعيلية الذين كانو يفتكون بملوكهم

2. ( Aooasins) نسبة الى رئيس الفدائية الحسن بن الصباح

3. حساسون أي ذوي حس وشعور

4. عساسون أي يقفون اليالي لحماية قلعهم والدفاع عنها

في سنه 500 فكر فخر الملك بنضام الملك وزير السلطان سنجر ان يثأر لابيه فهاجم قلاع الاسماعيلية فأوفد اليه الحسن بن الصباح احد فدائيته فقتله بطعنه خنجر وبقيت قلاعه في حصار مستمر من قبل السلجوقيين مدة طويلة

وفي سنة 501 حوصرت قلعة ( ألموت ) من قبل السلطان السلجوقي واشتد الحصار عليها فأرسل السلطان رسولا الى الحسن بن الصباح يطلب منه الاستسلام ويدعوه لطاعته فنادى الحسن أحد فدائيته وقال له القي بنفسك عن هذا البرج ففعل وقال للثاني اطعن نفسك بهذا الخنجر ففعل فقال الرسول اذهب وقل لمولاك أن لدي 70 الف أمثال هؤلاء مستعدين لبذل دمائهم في سبيل عقيدتهم

كان الحسن الصباح لاجلا شهما تقيا ورعا" ويحكى انه امر باعدام أحد أبنائه لأنه لايسير على الطلايق القويم وكان موفقا في جميع الحروب التي خاضها وليس بغريب أن يخلده التاريخ كأعظم شخصية في القرن الرابع والخامس الهجري
وقد افادالدعوة الأسماعيلية من خدمات وأمضى خمسة وثلاثين عاما" ثلاثة من الائمة الاسماعليون المستنصر نزار علي الهادي

توفي الحسن الصباح رحمه الله سنة 518 ودفن في قلعة ألموت وقد اختفت وأحرقت جميع مولفاته بعد أحتلال قلعة ألموت حتى لاتتسرب أفكاره لأخرين