عـــــــــــدم أم وجــــــــــود؟؟؟

هذا الحوار حدث ذات يوم عن ( الموت ) و ( الوجود ) ..
و شاركني فيه ( شوبنهاور ) و ( سارتر ) على غير عادته ..

يبدو أنه ذلك اليوم برفقة زجاجة الـ ( wine ) الفرنسية !




هـو : ما رأيك في هذه الفكرة الفلسفية :
( أننا بعد الموت نصبح عدم ، كحالنا قبل ولادتنا ) !!

أنـا : موضوعك يا صاحبي شائك ٌ و يحتاج لأن أحك ّ جمجمتي
عل و عسى أن تتساقط منها بعض الفلسفات و الأفكار ..

هو : أرجوك ، افعل بجمجمتك الكبيرة هذه ما شئت ،
المهم قل لي ما رأيك ، لأن ( الموت ) يؤرقني فلسفيا ً ..

أنـا : الانسان اقرب للعدم من الوجود ، حتى اثناء حياته
الوجود نقطة صغيرة في محيط العدم .. !

هو : اممممممم ، كيف ؟

أنـا : اجعلنا نبدأ من عبارة شهيرة لشوبنهاور ( فيلسوف الموت ) يقول فيها:
( الإنسان هو الحيوان الوحيد الذي يعي أنه سيموت ) .. !
لاحظ أن شوبنهاور يجعل من هذا الأمر نقطة انطلاقة
لتحديد معالم الحياة الإنسانية .. أعشق هذا الرجل .. 

هو : جميل ، فصـّل لي أكثر لو سمحت ..

أنـا : إننا كبشر أهم ما يميزنا كوننا الكائنات الوحيدة التي تدرك حتمية الموت ،
بينما بقية الكائنات الأخرى تموت دون أن تعي هذه الحقيقة ،
و هذا الادراك سببه ( العقل ) ..

هو : لكن أليس العقل تعامل مع الموت بشكل مضـّاد ؟

أنـا : سؤالك جميل ، لكن يحتاج إلى تفصيل ..

هو : فصـّـل يا سيدي ..

أنـا : العقل أول ما أدرك أن الحياة فانية , وأقام على أساس هذه الحقيقة كثيراً من الأمور , 
مثل الدين ، الأخلاق ، الحضارة ، العلم ، كانت محاولاته دائماً تسعى
إما لقهر الموت ( اسطورة جلجامش ) أو إطالة العمر قدر الإمكان ..

هو : لكن أليس لـ ( سارتر ) نظرة مختلفة عن الموت ؟

أنـا : يا صاحبي ، سارتر ( وجودي ) الفلسفة و التفكير ..
و يعجبني فكره الثوري ، خاصة ً في ثورته الطلابية في أنحاء فرنسا
أثناء فترة الستينيات ، و عندما ..................

هو : هييييه ، أنا سألتك سؤال محدد ، لا تأخذني إلى حيث ما لا أريد .. 

أنـا : طيب طيب ، سأجيب عن سؤالك :
سارتر يسمي الموت ( العدم ) في فلسفته ،
هو ليس حالة تأتي بعد الحياة - يسميها سارتر ( الوجود ) - فالحياة نفسها مملوءة بالموت ،
يعني : لكي نعرف الموت في حقيقته ، علينا أن ننظر في الحياة نفسها كيف تتحرك ،
لا أن ننتظر لنموت ، لأننا لو متنا فلن ندرك شيئا !!

هـو : أهااا ، مجنون هذا الـ سارتر ، يبدو أني سأشتري الـ ( wine ) قريبا ً .. ..

أنـا : دعني أبدّل الأدوار ، و أسألك سؤال ..

هو : تفضل ..

أنـا : ما معنى أنك موجود ؟

هو : اممم ،معناه إني سأكون غير موجود في يوم ٍ ما ..

أنـا : لا لا لا يا صاحبي ، هنا أنت ارتكبت خطأ منطقيا , وهو أنك عرفت الشيء بنقيضه ،
و هذا لا يصلح , فأنت لم تعرف الشيء بعد فكيف قفزت إلى نقيضه ؟
إذا أردت أن تعرف الشيء فعليك بتعريفه بالحد الكامل ، أو بالحد الناقص ، أو بالرسم ،
( أي بذكر أعراضه و سماته الهامشية ) هذه تدخل في المنطق ..
يبدو أنك تحتاج لـ دورة في المنطق .. ما علينا نرجع لموضوعنا ..

هو : ههههههه ، ارجع يا صاحبي ..

أنـا : أليس معنى أنك موجود هو أن لديك الحرية في أن تتحرك ، و تمشي ،
و تأكل ، و تنام كيفما أردت ؟

هو : بلى يا صاحبي ..

أنـا : سأعطيك مثالا ً ، لأن يبدو على ملامحك بعض مظاهر الحيرة :
السجن هو شكل من اشكال العدم ، لماذا ؟ لأن فيه سلب للخيارات كاملة ، 
فوسط السجن يكون الإنسان متداخلا مع تجربة العدم و يعايشها مباشرة ،
إذن ماهو الوجود ؟ هو نقيض ذلك ، أن نختار بين عدة خيارات ،
و أن يكون وعينا موجهاً صوب خيار ما ، هذا الخيار الذي نسلك فيه بإرادتنا الحرة 
هو الذي يحدد ملامح وجودنا الانساني ، بحيث لو ألغيت قدرة الانسان على 
الاختيار هنا يبدأ وجوده في التقلص ، و يبدأ العدم بالظهور ..

هو : أها ، جميل جميل ، الآن اتضحت لي الصورة ..

أنـا : لهذا قال سارتر : (( يتجلى العدم في الإنسان )) ، فهو لا ينتظر الموت
كي ينعدم و لكنه يمارس العدم بنفسه في كل يوم من حياته ..

هو : امممم ، لا أنا قررت ، سأذهب لـ شراء الـ ( wine ) هذه اللحظة ..

أنـا : ههههه ، ( إمسك أرضك ) بس لا يسمعك أحد من اللي إنت خابر ،
ترى سوق الجلد ماشي هاليومين .. ..

سؤالي لك هل أنت في حالــــــــــــــــــة وجود أو عدم أم كليهمـــــا؟؟

((السعيد هو الذي يحمل طقسه معه ، 
لا يهمه إن كانت السماء صحواً أو مطراً !))

((مِن ليسَ لهُ رأي, فرأسه أشبه بِمقبض الباب, يسهُل على الجميع إدارته.))

تحيّـــــــــــــاتي للجميع إنـــــــــــــ؟؟؟؟ آخر

السلام عليكم
يا علي مدد

اعتقد ان العدم والوجود هو مثل الكره والحب والقوه والضعف والبدايه والنهايه........

اعتقد ان كل شيء له نقيضه.. وصعب ان نعرف من كان في البدايه هل العدم ام الوجود


اما في حالة رؤيتي لحروف (انسان اخر ) التي تتألق في ساحات المنتدى فإنني احس بوجودي

أشكركم هادي وأمجد وأبوتاج

اقتباس :

من المعروف أن الإنسان عدو ما يجهل والأمور التي تحدثت عنها (الحفرة - الوحدة - الضيق - البعث - ملائكة العذاب – الجنة – النار هي أمور علمونا أنها حقيقية و نحن مسلمون بها ولكن أليس من المفروض علينا كبشر أن نفكر في حقيقة هذه الأمور حتى نعرف ماهيتها

هنا موافقة تامة............لما تفضلت به والذي شدد عليه فيلوسفي أفلاطون القيود ال 3
القماط+التقاليد والعادات+الكفن =تلاشي مايسمى الحرية.. والبحث في مضمون الماهية

هل لك أن تزيدني إيضاحاً في

اقتباس :

في الله

مع محبيتي وتقديري إنســــــــــــان آخر

إخواني الأعزاء
حوار ممتع
حول إجابتي في أحد المداخلات عن التعريف بـ " النفس / الذات " قلت :
أنا محصلة " فجوري وتقواي " المتغيرة دائما ، وتثبت حين انتهاء أجلي .
مما يعنى أن وجودي :
حركة ينتج عنها الوعي بالذات .
وعدمي :
استمرار وجودي دون حركة مما يتلاشى عنه الوعي .
دمتم جميعا بكل خير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

شكرا لك أخي على مطارداتك والتي ستسعدني كثيرا بإذن الله .
ما قصدته بالحركة هو :
" تفعيل للقوى " وعكسها " السكون " .
وعن ملاحظتك :
فهى صحيحة لا أنكرها ، والبيئة تماس الفعل " التزكية أو الدس " .
أما عن كيفية التحقق من الوعي بالذات :
فهذا نسبي يبدأ بالوعي بوجودي من خلال الحواس ، ولابد من أن تسبقه الحركة " الحياة " .
دمت أخي بكل خير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .