الفصل الثالث
( نحن نقف على جسر صغير ، مقنطر ، تبدو تحته ثلاث فتحات ذات أبواب حديدية ، تتحكم بتدفق مياه النهر . ثمة قناة فرعية مرتفع عن مستوى الفتحات . يُسمع أصوات هدير مياه منحدرة . سور من الأنابيب المعدنية يشكل حماية على جانبي الجسر . في الجانب الأيسر تقع غرفة التحكم ، وهي ذات أبعاد متساوية . بداخلها أجهزة التحكم بفتح البوابات وإغلاقها ، وبرفع منسوب الماء حتى تصل القناة الفرعية .مضى على زمن الفصل الثاني ساعة تقريباً . الشمس ساطعة ، تغمر الأرض الممتدة لمسافات بعيدة على الرغم من إطلالة فصل الشتاء ) .
المشهد الأول
( عبد اللطيف ، هَمَّام ، سعيد ، زيا ، فهمي ، جوزيف ، الحارس صالح )
هَمَّام ( يشير إلى الغرفة ) : تلك هي غرفة التحكم التي جعلوها حديث الساعة ! لجنة قادمة ، لجنة ذاهبة ( بانزعاج ) تفتيش وراء تفتيش ، كأن الغرفة هي السبب في حدوث أزمة اقتصادية عالمية ! حتى الآن لا أعرف سبب تلك الضجة ! عبد اللطيف : سنرى ، سنرى . لا مجال لإطلاق العبارات جزافاً .( صمت )
هل حقق أحد بالموضوع قبل الآن ؟ هَمَّام : وهل هناك جهة لم تحقق ؟ لم أعد أسماء الذين طلبوا معلومات حول الغرفة ! أشخاص .... جهات ... سئلت عن تكلفة إعادة الغرفة إلى وضعها ، فقلت : مبلغ زهيد . قيل لي : إن المعلومات تؤكد على صرف مبلغ ثلاثمائة ألف ليرة .... طبعاً هذا غير صحيح بالمرة . الوزير نفسه جاء إلى هنا ... سعيد : لا تنس ذلك المهندس العجوز الذي كلفه الوزير بالتحقيق .هَمَّام : نعم ، إنه يتصرف تصرفات غريبة ! عبد اللطيف : من هو ؟ هَمَّام : اسمه جلال ، مهندس عجوز ، قيل إن لديه خبرة في المشاريع الإنشائية .... عندما رأى الغرفة راح يرغي ويزبد . لقد ضقت ذرعاً بالموضوع . عبد اللطيف : هذه المرة ستكون الأخيرة .فهمي : بعد الآن لن يأتي أحد ... لا تنزعج ! هَمَّام : كيف لا أنزعج ؟ يا رجل ! لقد جعلوا من الحبة قبلة . عبد اللطيف : سنرى الحقيقة على أرض الواقع . جوزيف ( متضاحكاً ) : موضوع الغرفة بسيط . هَمَّام ( إلى عبد اللطيف ) : والله ! لقد أصابنا الإحباط . نحن نعمل في جو صعب للغاية : في الشتاء برد قارس ، وفي الصيف قيظ شديد ... ناهيك عن العجاج الذي يكتم الأنفاس ، ومن الطبيعي أن نتعرض إلى وقوع أخطاء أحياناً ، لكننا نتداركها بسرعة ... هذه أمور يقع فيها حتى المختص ، لكن لا يمكن غض النظر عن أي خللك مهما كان تافهاً . الشيء الذي يُغيظ كثيراً عندما يناقشك جاهل في الأمور الفنية ، ويدخل معك في حوار طويل .زيا : من ليس لديه دراية وعلم يقلب الصورة ، ومن ليس من أهل الاختصاص يشوه الواقع . سعيد : كما حدث بموضوع الغرفة . عبد اللطيف : هذه مشكلة بسيطة ، قد تعترض سير العمل ، لكنها لا توقف ( إلى زيا ) أليس كذلك ؟ زيا : طبعاً ، طبعاً بكل تأكيد . هَمَّام : أتساءل لماذا يتحول الشيء الطبيعي إلى شيء شاذ في نظر بعضهم ؟ فهمي : لا يصح إلا الصحيح ، أما الزبد ...عبد اللطيف ( إلى هَمَّام ) : من تقصد بكلمة ( بعضهم ) ؟ هَمَّام : لا أقصد اسماً بعينه . جوزيف : إذا كان بعضهم قصير النظر ، أو غير قادر على استيعاب ما يجري .... تلك أمور لا تعوق العمل . هم لهم قصر نظرهم ، ونحن لنا عملنا . هَمَّام ( متأففاً ) : متى تنتهي هذه الحكاية ؟ عبد اللطيف : قلت لك قبل قليل ... أصبح الموضوع تحت يدنا ، ونحن الجهة المخولة بالتحقيق ، وهذا الأستاذ جوزيف سيقدم التقرير الفني بصفته خبيراً في البعثة التفتيشية . زيا : أستاذ هَمَّام ! هل عرفت من كتب التقرير ؟ هَمَّام ( مفكراً ) : الذي كتب التقرير .... الذي كتب التقرير ؟ لا ... أما الذي نقل المعلومات المغلوطة ، فهو ـ بالتأكيد ـ السائق أسعد . فهمي : ما الذي يدعوك إلى اتهام المذكور ؟ هَمَّام : ذات مرة جاءني يرجو تكليفه بالعمل الإضافي ، فطردته من المكتب . سعيد : أذكر ذلك ... وجود هذا الرجل من عدمه سواء ، إنسان خامل ، لا نفع فيه . كل همه كأس شاي وسيجارة ( يرفع صوته ) جاي وتتن ، جاي وتتن ... هَمَّام : لذلك استغل وضع الغرفة ، فاخترع لها حكاية أخرى ، ونشرها على كل الجهات. سعيد : نعم .... معلومات مضللة .زيا : أحس أن في عقله وشه ! يبلغ نصف الكلمة ... أتعجب كيف يأخذون كلامه على محمل الجد ! سعيد : هناك من يحركه من وراء الستارة . هَمَّام : تلك لعبة لن تؤثر علي ، إنها لا تساوي بصلة ( يصمت قليلاً ) الذي أثار حنقي هو قول أحدهم إن التكلفة بلغت ثلاثمائة ألف ليرة ! صدمني الرقم .... تصوروا ! المبلغ الحقيقي أقل من عشر المبلغ المذكور . عبد اللطيف : على كل حال سننتهي من الغرفة إن شاء الله . هَمَّام : من موضوع الغرفة فقط ؟ عبد اللطيف : هل هناك شيء آخر غير الغرفة ؟ هَمَّام : لا ، كنت أحسب .... أرجو أن ننتهي . عبد اللطيف : الآن مطلوب معاينة الغرفة ، وأخذ أبعادها ( إلى جوزيف ) وبيان الحالة بدقة متناهية ... أرجو أن يتضمن تقريرك المعلومات والبيانات المحددة . ( يتجهون إلى الغرفة )
عبد اللطيف : الآن مطلوب منا معاينة الغرفة ، وأخذ أبعادها ( إلى جوزيف ) وبيان الواقع بدقة متناهية ... أرجو أن يتضمن تقريرك ذلك بوضوح . ( يقتربون من الغرفة ) سعيد ( ينظر حواليه ) : أين أنت يا حارس ؟ يا حارس ! صالح ( يطل برأسه من وراء الغرفة ) : نعم ، نعم .... حاضر ، حاااااضر . سعيد : يا حارس ! تعال بسرعة . صالح ( راكضاً ) : نعم أستاذ ! سعيد : اذهب واحضر المتر . صالح ( يركض ) : حاضر ... دقة ( دقيقة ) واحدة ( يختفي ) . جوزيف ( يمعن النظر في الغرفة ) : تبدو سليمة من الخارج . سعيد : كما ترى ... مالت قليلاً نحو مجرى النهر ، وأعيدت .زيا : دون حدوث أية مشكلة فنية . عبد اللطيف : كيف ؟ اشرح لي الموضوع . سعيد ( يقترب ) : أنا المهندس المسؤول .... تم رفع الغرفة ، وصب بلاطة بسماكة 40 سم ، وربطها بجسم قناة الجر الرئيسية ، ثم أعيد الغرفة إلى مكانها ... وقد تركت بعض الثقوب الجانبية في البلاطة كمنافذ ، يمكن بواسطتها التحكم بحركة الغرفة . عبد اللطيف : أرى الغرفة قريبة من المأخذ المائي ، فوق طبقة من الردميات ! هَمَّام : حسبنا التكلفة الإجمالية ؛ فرأينا أن أنسب مكان لإقامة الغرفة هو هنا . ( يقوم كل من سعيد وجوزيف وزيا وصالح بأخذ أبعاد الغرفة )
عبد اللطيف : ما هو ارتفاع طبقة الردميات هنا ؟ هَمَّام : ثمانية أمتار . عبد اللطيف : ثمانية أمتار ! ألا يشكل ذلك خطورة ؟ هَمَّام : الخطورة غير واردة . ( ينتهوا من قياس أبعاد الغرفة ) .
سعيد ( يقترب من عبد اللطيف ) : لا يوجد أي تشقق في الجدران ، والأجهزة سليمة ، وجاهزة للاستخدام . جوزيف ( ينظر إلى الغرفة ) : فعلاً كل شيء على ما يرام . ( يخرج زيا من الغرفة ، يتجه مع جوزيف إلى حيث يقف عبد اللطيف وهَمَّام ، أما الحارس فيعود إلى مكانه السابق ) . عبد اللطيف : إذاّ كل شيء جاهز : الجدران ، الأجهزة .جوزيف : نعم إن جدران الغرفة سليمة ، لا يمكن لأي شخص أن يستدل على حدوث انزلاق . عبد اللطيف ( يقترب عبد اللطيف من حافة الجسر ، يستند على السور الحديدي ) : على الرغم من دخول الشتاء فإن الجو خانق ! جوزيف ( ينظر إلى السماء ) : وهذا البرغش يحوم كالسحاب ! هَمَّام : انظروا إلى الشمس ... تبدو حائرة ، مترددة بين الاختفاء في أحضان الغيوم أو الظهور مثل الشعلة ! فهمي : طقس محير لا تعرف كيف تتعامل معه ! سعيد : أهم شيء أن الغرفة ما زالت قائمة ، لم يسرقها أحد . زيا : لو وقع جرم السرقة ماذا نفعل ؟ فهمي : هل هي قطعة أثرية أو جوهرة نادرة ؟ جوزيف : لمَ العجب ؟ بعضهم يسرق الكحل من العين ... هكذا يقول المثل . هَمَّام : لا تزال أحلام الغزو تعشش في الرؤوس . عبد اللطيف ( يسرح بخياله ) : الغزو ... الغزو ... الشمس ، الغرفة ، البرغش ... ( يمعنون النظر في صفحة السماء : تخرج الشمس من وراء الغيوم ، تبدو أسراب البرغش كالسحاب في الفضاء . تبدأ الأيدي تلوح ، تدور أمام الوجوه ، تحاول إبعاد البرغش . يبتعد عبد اللطيف عن المجموعة ، يقف قرب الغرفة ، يدقق النظر في الأرض . يقترب فهمي منه بخطوات بطيئة ) . عبد اللطيف ( يتساءل بصوت مرتفع ) : ما هذا ؟ فهمي : ماذا ؟ هَمَّام : عن أي شيء تتحدث ؟ سعيد : هل هناك شيء ؟ جوزيف : ماذا حصل ؟ ( يقتربون من عبد اللطيف ) .
ظـــــلام
المشهد الثاني
( عبد اللطيف ، فهمي ، جوزيف ، هَمَّام ، سعيد ، زيا )
( تبدو غرفة التحكم في العمق ، وفي الوقت نفسه يُسمع صوت ماء متدفق )
عبد اللطيف ( وهو يمعن النظر في مكان محدد يوجه كلامه إلى جوزيف ) : ألا تعتقد أن تسرب الماء من جانب القناة الفرعية كان السبب في حالة الانزلاق ؟ إني أرى شقاً في الأرض .... هنا بمحاذاة زاوية الغرفة . انظر إلى جدار القناة أيضا ( يشير بيده ) جوزيف ( يفكر ) : طبعاً الماء هو السبب ( يحدق في الأرض ) نعم .... هذا الشق واضح ، في اتجاه هذه الزاوية مالت الغرفة . ( إلى هَمَّام ) كم كانت درجة الميلان بعد الحادث ؟هَمَّام : في هذه الزاوية انزلقت 15 سم ، وفي الزاوية المجاورة 5سم على وجه التقريب . عبد اللطيف ( إلى جوزيف ) : المطلوب منك تحديد المصدر الرئيسي ... قلت : الماء هو السبب ! ترى ما مصدر هذا الماء ؟ نحن أمام احتمالين : إما ماء المطر ، وهذا احتمال ضعيف ،لأنه لم يهطل بغزارة حتى الآن ، والاحتمال الثاني هو تسرب الماء من جدار القناة . جوزيف : تسرب الماء من جدار القناة أمر وارد جداً . هَمَّام : لا يوجد سبب آخر ( إلى جوزيف ) ألا تذكر قيام خبراء الشركة المشرفة على المشروع باختبار مجرى القناة ؟ جوزيف : بلى ... لقد قام أحد الخبراء بإغلاق البوابات الرئيسية . هَمَّام : أنا لم أكن متواجداً ، وحين عدت علمت أن منسوب الماء ارتفع ، وتدفق عبر القناة الفرعية . جوزيف : حثت ضجة في ذلك اليوم . سعيد : كاد النهر يجف ! استنفرت كل الأجهزة في المحافظة : المحافظ ، قيادة الشرطة ، الأمن ، مدير الناحية ... صرخ الفلاحون ... قامت الدنيا ! زيا : امتدت آثار الحادث إلى كل البلدات والقرى التي يعبرها النهر . هَمَّام : مدة الانقطاع كانت كافية لحرمان الأرض الزراعية من الري ، ومنع وصول مياه الشرب إلى الناس . عبد اللطيف : مادام منسوب الماء قد ارتفع حتى القناة الفرعية ، فإنه ـ بالتأكيد ـ قد تسرب إلى التربة المجاورة ! هَمَّام : منسوب الماء لم يصل بداية الشق . جوزيف : ربما حدث الشق بعد ذلك ! فهمي : نحن أمام حالتين :الأولى انزلاق الغرفة ، والثانية حدوث الشق في جدار القناة . جوزيف : يجب التحقق من الأمر . عبد اللطيف ( إلى هَمَّام ) : كيف كانت عملية دحل التربة في هذا المكان ؟ ( يشير إلى طبقة الردميات ) هَمَّام : في الحقيقة ... دحل التربة ... يعني .... لم يكن كما يجب ( مستدركاً ) هناك سبب ..... هو ضيق المكان ، حيث لم تتمكن المدحلة من المناورة والوصول إلى كل النقاط . سعيد : لم يكن لدينا الوسيلة الكافية لدحل التربة على الوجه المطلوب ... لقد بذلنا أقصى ما نستطيع . زيا : استغرق العمل وقتاً أطول من المقرر . فهمي : هل هذا مبرر كافٍ لما حدث ؟ جوزيف : لا أعتقد . هَمَّام : لم يكن أحد يتصور حالة الانزلاق ! عبد اللطيف : الأمر أصبح واضحاً : تسرب الماء من القناة أدى إلى حدوث الشق ... والآن مطلوب تحديد درجة الدرجة ، إذا كان سطحياً فأمره بسيط ، أما إذا كان خلاف ذلك ، فمن المحتمل أن يكون له مضاعفات في المستقبل . فهمي : لا بُدَّ من العمل بسرعة لرأب الشق ومعالجة الخلل . جوزيف : سنأخذ عيِّنات من الردميات إلى المخبر لمعرفة درجة الصلابة والنفوذ . عبد اللطيف : من الضروري أخذ العَيِّنات من أماكن مختلفة .... كل 50 سم تُؤخذ عيِّنة . هَمَّام : هذا الأمر يحتاج إلى حفارة لتصل إلى العمق . سعيد : لا توجد حفارة في المشروع . زيا : يمكن الحصول عليها . هَمَّام : من أين ؟ زيا : من الشركة المشرفة على المشروع . سعيد : نعم ... لكن الحفارة في مشروع آخر حالياً ... على بُعد مائتي كيلو متر . عبد اللطيف ( إلى هَمَّام ) : أرسل كتاباً بهذا الخصوص فوراً إلى الشركة ... أريد معرفة نتيجة الاختبار خلال أسبوع على أبعد تقدير . جوزيف : يمكن الانتهاء من هذا الأمر بمدة أقل . عبد اللطيف : نضع أسوأ الاحتمالات ... كما هي العادة نأخذ بالحد الأقصى . إن هذا الشق بدأ يقلقني ... أراه يمتد حتى جدار القناة ! لماذا لا نعاين الجدار من الأسفل مرة ثانية ؟ جوزيف : عين الصواب . هَمَّام : تفضلوا . ( يمشون على حافة الجدار ، ثم ينحدرون )
ظـــلام
المشهد الثالث
( شخصيات المشهد السابق )
( حائط إسمنتي يشكل أحد جداري القناة الفرعية ، قرب الجدار طريق رملية ضيقة ، حيث يُسمع خرير ماء متدفق قريباً منها . الجدار يمتد عدة أمتار ، ثم تظهر طبقة من الأحجار المرصوفة على محاذاته )عبد اللطيف : أرى آثار الشق تمتد من أعلى الجدار إلى هنا ( يشير بيده ) جوزيف : يرسم خطاً منحنياً . عبد اللطيف : ربما يؤدي هذا الامتداد إلى مشاكل غير متوقعة ! هَمَّّام : لا أعتقد أن الأمر خطير .سعيد : شق سطحي ، بسيط بكل تأكيد ، حدث بعد إغلاق البوابات . زيا : لم يكن موجوداً قبل الحادثة . فهمي : هناك فرق بين القول إنه لم يكن موجوداً وبين القول إن أحداً لم ينتبه إليه . عبد اللطيف : نفي الجود لعدم الرؤية لا يعني عدم الوجود . هَمَّام : الحقيقة .... لم نره سابقاً . عبد اللطيف : معظم المشاكل تبدأ صغيرة ، وتنتهي إلى حالة معقدة إذا لم تستدرك في الوقت المناسب . جوزيف : حسب ما أرى ... من الناحية الفنية هذا الشق لن يكون له تأثير سلبي ، خاصة بعد صب البلاطة ، وربطها بجدار القناة . عبد اللطيف : هذا سيتبيَّن بعد اختبار الرتبة ... على كل حال يجب الإسراع في إرسال العيِّنات اللازمة إلى الوحدة الهندسية في الجامعة أو مخبر الشركة المشرفة . هَمَّام : سنوافيكم بالنتائج فور وصولها إلينا . سعيد : الأمر مرتبط بوصول الحفارة . زيا : ربما يتأخر قدومها ! عبد اللطيف : عليكم متابعة الموضوع . هَمَّام : لن نقصر في هذا الجانب .عبد اللطيف : وإعلامي بالنتائج فور ظهورها . هَمَّام : سيتم ذلك . جوزيف ( ينظر إلى الجدار المرصوف بالحجارة ) : ذلك السطح المائل ، المرصوف بالحجارة ، تبدو كمية الاسمنت فيه قليلة ، مما يضعف درجة التماسك . هَمَّام : في الحقيقة إن المخطط لا يتضمن إلا رصف الحجارة . فهمي : دون أية كمية من الإسمنت . سعيد : قمنا بإضافة الإسمنت إلى الحجارة من باب الاحتياط . زيا : أنتم ترون ... الغرفة لم يُحدد موقعها ، والإسمنت بين الحجارة لم تلحظه الدراسة ! لقد بادرنا إلى تلافي ذلك ، وها هي النتيجة ! فهمي : المبادرة لم تكن موفقة . هَمَّام : في كل الظروف والأحوال فإن الفعل أفضل من عدم الفعل .جوزيف : حالة انزلاق الغرفة ، أو رصف الحجارة بلا إسمنت ، ليست مسألة جسيمة في المشروع .عبد اللطيف : هل وضع الحجارة الحالي يفي بالغرض ؟ هَمَّام : نحن شركة منفذة ، لا علاقة لنا بوضع الدراسة . المخطط والمصورات موجودة . سعيد : المهندس المشرف وافق على جميع المراحل التي قمنا بتنفيذها . جوزيف : وجود شق وحيد يعطي انطباعاً أولياً بعدم حدوث مضاعفات في المستقبل . هَمَّام : هذا رأيي ... مثل هذا الشق يمكن أن يحدث بسبب انخساف التربة مع مرور الأيام . عبد اللطيف : ما زلت غير مطمئن ... لن أرتاح إلا بعد ظهور نتائج الاختبار . زيا : المسألة ليست مزعجة إلى هذا الحد . فهمي : يبقى القلق قائماً ! همَّام : لا داعي للقلق أو الخوف . عبد اللطيف : أنظر إلى الموضوع من زاوية أخرى ... الخطوة الأولى تكون بالإسراع في رأب الشق أياً كان : بسيطاً ، مركباً ، معقداً ... دون إبطاء حتى لا يتحول البسيط إلى كبير ... القطرات القليلة تصنع جدولاً ، والجداول تشكل نهراً ...جوزيف : معالجة الخلل تتوقف على معرفة حجمه وتحديد تأثيره .زيا : لو أخذ كل موضوع مشابه مثل هذا الاهتمام لتغيرت الأحوال ! فهمي : ما المانع ؟ جوزيف : تمر بحياتنا أشياء كثيرة هامة فلا نقف عندها ... كأن الدقة عدو لنا !هَمَّام : ليس إلى هذا الحد ... قد نصاب بالهوس !سعيد : أما ما زلت أعتقد أن الغرفة سليمة ، ومع ذلك لن أتأخر في تنفيذ الطلبات بحذافيرها .عبد اللطيف : لا تنسَ أخذ العَيِّنات من طبقة الردميات . ( إلى جوزيف ) أرجو أن تُضمن تقريرك نتائج اختبار التربة . جوزيف : هذا أمر طبيعي . عبد اللطيف : حسب ما سمعت أن مخطط المشروع لم يحدد موقع الغرفة ( إلى جوزيف ) يجب أن نطلع على ذلك المخطط . هَمَّام : هي موجودة في مكتبي . عبد اللطيف : لنذهب ، ونرى . ( يبتعد الواحد عن الآخر )
ســـتار