READZ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الحوار المتحضر الاسماعيلي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» شرح قصائد كتاب الثالث الثانوي الجديد
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الثالث Icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 24, 2017 6:49 pm من طرف أبو سومر

» بكالوريا لغة عربية
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الثالث Icon_minitimeالخميس أكتوبر 19, 2017 5:11 am من طرف أبو سومر

» المشتقات في قصائد الصف التاسع للفصل الثاني
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الثالث Icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 18, 2017 7:21 am من طرف أبو سومر

» المشتقات في قصائد الصف التاسع للفصلين الأول والثاني
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الثالث Icon_minitimeالإثنين أكتوبر 16, 2017 4:23 am من طرف أبو سومر

» المفعول فيه تاسع
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الثالث Icon_minitimeالسبت سبتمبر 30, 2017 9:38 pm من طرف أبو سومر

» أسئلة الاجتماعيات تاسع 2017لكل المحافظات
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الثالث Icon_minitimeالسبت مايو 13, 2017 11:46 pm من طرف أبو سومر

» بكالوريا لغة انجليزية
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الثالث Icon_minitimeالأربعاء مايو 10, 2017 9:49 pm من طرف أبو سومر

» بكالوريا علمي أحياء
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الثالث Icon_minitimeالأربعاء مايو 10, 2017 7:23 pm من طرف أبو سومر

» تاسع لغة عربية توقعات
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الثالث Icon_minitimeالثلاثاء مايو 09, 2017 7:37 am من طرف أبو سومر

» تاسع فيزياء وكيمياء نماذج امتحانية
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الثالث Icon_minitimeالثلاثاء مايو 09, 2017 1:12 am من طرف أبو سومر

» تاسع تربية وطنية نماذج امتحانية
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الثالث Icon_minitimeالإثنين مايو 08, 2017 9:12 pm من طرف أبو سومر

» تاسع رياضيات هام
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الثالث Icon_minitimeالإثنين مايو 08, 2017 8:18 pm من طرف أبو سومر

» السادس لغة عربية
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الثالث Icon_minitimeالإثنين مايو 08, 2017 4:12 am من طرف أبو سومر

» بكالوريا علمي كيمياء
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الثالث Icon_minitimeالأحد مايو 07, 2017 10:54 pm من طرف أبو سومر

» عاشر لغة انجليزية
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الثالث Icon_minitimeالأحد مايو 07, 2017 5:58 pm من طرف أبو سومر

المواقع الرسمية الاسماعيلية
مواقع غير رسمية
مواقع ننصح بها

 

 حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الثالث

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فتحي فطوم
عضو جديد
عضو جديد




حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الثالث Empty
مُساهمةموضوع: حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الثالث   حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الثالث Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 23, 2009 7:04 pm




الفصل الثالث



( نحن نقف على جسر صغير ، مقنطر ، تبدو تحته ثلاث فتحات ذات أبواب حديدية ، تتحكم بتدفق مياه النهر . ثمة قناة فرعية مرتفع عن مستوى الفتحات . يُسمع أصوات هدير مياه منحدرة . سور من الأنابيب المعدنية يشكل حماية على جانبي الجسر . في الجانب الأيسر تقع غرفة التحكم ، وهي ذات أبعاد متساوية . بداخلها أجهزة التحكم بفتح البوابات وإغلاقها ، وبرفع منسوب الماء حتى تصل القناة الفرعية .

مضى على زمن الفصل الثاني ساعة تقريباً . الشمس ساطعة ، تغمر الأرض الممتدة لمسافات بعيدة على الرغم من إطلالة فصل الشتاء ) .








المشهد الأول

( عبد اللطيف ، هَمَّام ، سعيد ، زيا ، فهمي ، جوزيف ، الحارس صالح )


هَمَّام ( يشير إلى الغرفة ) : تلك هي غرفة التحكم التي جعلوها حديث الساعة ! لجنة قادمة ، لجنة ذاهبة ( بانزعاج ) تفتيش وراء تفتيش ، كأن الغرفة هي السبب في حدوث أزمة اقتصادية عالمية ! حتى الآن لا أعرف سبب تلك الضجة !

عبد اللطيف : سنرى ، سنرى . لا مجال لإطلاق العبارات جزافاً .
( صمت )


هل حقق أحد بالموضوع قبل الآن ؟

هَمَّام : وهل هناك جهة لم تحقق ؟ لم أعد أسماء الذين طلبوا معلومات حول الغرفة ! أشخاص .... جهات ... سئلت عن تكلفة إعادة الغرفة إلى وضعها ، فقلت : مبلغ زهيد . قيل لي : إن المعلومات تؤكد على صرف مبلغ ثلاثمائة ألف ليرة .... طبعاً هذا غير صحيح بالمرة . الوزير نفسه جاء إلى هنا ...

سعيد : لا تنس ذلك المهندس العجوز الذي كلفه الوزير بالتحقيق .

هَمَّام : نعم ، إنه يتصرف تصرفات غريبة !

عبد اللطيف : من هو ؟

هَمَّام : اسمه جلال ، مهندس عجوز ، قيل إن لديه خبرة في المشاريع الإنشائية .... عندما رأى الغرفة راح يرغي ويزبد . لقد ضقت ذرعاً بالموضوع .

عبد اللطيف : هذه المرة ستكون الأخيرة .

فهمي : بعد الآن لن يأتي أحد ... لا تنزعج !

هَمَّام : كيف لا أنزعج ؟ يا رجل ! لقد جعلوا من الحبة قبلة .

عبد اللطيف : سنرى الحقيقة على أرض الواقع .

جوزيف ( متضاحكاً ) : موضوع الغرفة بسيط .

هَمَّام ( إلى عبد اللطيف ) : والله ! لقد أصابنا الإحباط . نحن نعمل في جو صعب للغاية : في الشتاء برد قارس ، وفي الصيف قيظ شديد ... ناهيك عن العجاج الذي يكتم الأنفاس ، ومن الطبيعي أن نتعرض إلى وقوع أخطاء أحياناً ، لكننا نتداركها بسرعة ... هذه أمور يقع فيها حتى المختص ، لكن لا يمكن غض النظر عن أي خللك مهما كان تافهاً . الشيء الذي يُغيظ كثيراً عندما يناقشك جاهل في الأمور الفنية ، ويدخل معك في حوار طويل .

زيا : من ليس لديه دراية وعلم يقلب الصورة ، ومن ليس من أهل الاختصاص يشوه الواقع .

سعيد : كما حدث بموضوع الغرفة .

عبد اللطيف : هذه مشكلة بسيطة ، قد تعترض سير العمل ، لكنها لا توقف ( إلى زيا ) أليس كذلك ؟

زيا : طبعاً ، طبعاً بكل تأكيد .

هَمَّام : أتساءل لماذا يتحول الشيء الطبيعي إلى شيء شاذ في نظر بعضهم ؟

فهمي : لا يصح إلا الصحيح ، أما الزبد ...

عبد اللطيف ( إلى هَمَّام ) : من تقصد بكلمة ( بعضهم ) ؟

هَمَّام : لا أقصد اسماً بعينه .

جوزيف : إذا كان بعضهم قصير النظر ، أو غير قادر على استيعاب ما يجري .... تلك أمور لا تعوق العمل . هم لهم قصر نظرهم ، ونحن لنا عملنا .

هَمَّام ( متأففاً ) : متى تنتهي هذه الحكاية ؟

عبد اللطيف : قلت لك قبل قليل ... أصبح الموضوع تحت يدنا ، ونحن الجهة المخولة بالتحقيق ، وهذا الأستاذ جوزيف سيقدم التقرير الفني بصفته خبيراً في البعثة التفتيشية .

زيا : أستاذ هَمَّام ! هل عرفت من كتب التقرير ؟

هَمَّام ( مفكراً ) : الذي كتب التقرير .... الذي كتب التقرير ؟ لا ... أما الذي نقل المعلومات المغلوطة ، فهو ـ بالتأكيد ـ السائق أسعد .

فهمي : ما الذي يدعوك إلى اتهام المذكور ؟

هَمَّام : ذات مرة جاءني يرجو تكليفه بالعمل الإضافي ، فطردته من المكتب .

سعيد : أذكر ذلك ... وجود هذا الرجل من عدمه سواء ، إنسان خامل ، لا نفع فيه . كل همه كأس شاي وسيجارة ( يرفع صوته ) جاي وتتن ، جاي وتتن ...

هَمَّام : لذلك استغل وضع الغرفة ، فاخترع لها حكاية أخرى ، ونشرها على كل الجهات.

سعيد : نعم .... معلومات مضللة .

زيا : أحس أن في عقله وشه ! يبلغ نصف الكلمة ... أتعجب كيف يأخذون كلامه على محمل الجد !

سعيد : هناك من يحركه من وراء الستارة .

هَمَّام : تلك لعبة لن تؤثر علي ، إنها لا تساوي بصلة ( يصمت قليلاً ) الذي أثار حنقي هو قول أحدهم إن التكلفة بلغت ثلاثمائة ألف ليرة ! صدمني الرقم .... تصوروا ! المبلغ الحقيقي أقل من عشر المبلغ المذكور .

عبد اللطيف : على كل حال سننتهي من الغرفة إن شاء الله .

هَمَّام : من موضوع الغرفة فقط ؟

عبد اللطيف : هل هناك شيء آخر غير الغرفة ؟

هَمَّام : لا ، كنت أحسب .... أرجو أن ننتهي .

عبد اللطيف : الآن مطلوب معاينة الغرفة ، وأخذ أبعادها ( إلى جوزيف ) وبيان الحالة بدقة متناهية ... أرجو أن يتضمن تقريرك المعلومات والبيانات المحددة .
( يتجهون إلى الغرفة )


عبد اللطيف : الآن مطلوب منا معاينة الغرفة ، وأخذ أبعادها ( إلى جوزيف ) وبيان الواقع بدقة متناهية ... أرجو أن يتضمن تقريرك ذلك بوضوح .

( يقتربون من الغرفة )

سعيد ( ينظر حواليه ) : أين أنت يا حارس ؟ يا حارس !

صالح ( يطل برأسه من وراء الغرفة ) : نعم ، نعم .... حاضر ، حاااااضر .

سعيد : يا حارس ! تعال بسرعة .

صالح ( راكضاً ) : نعم أستاذ !

سعيد : اذهب واحضر المتر .

صالح ( يركض ) : حاضر ... دقة ( دقيقة ) واحدة ( يختفي ) .

جوزيف ( يمعن النظر في الغرفة ) : تبدو سليمة من الخارج .

سعيد : كما ترى ... مالت قليلاً نحو مجرى النهر ، وأعيدت .

زيا : دون حدوث أية مشكلة فنية .

عبد اللطيف : كيف ؟ اشرح لي الموضوع .

سعيد ( يقترب ) : أنا المهندس المسؤول .... تم رفع الغرفة ، وصب بلاطة بسماكة 40 سم ، وربطها بجسم قناة الجر الرئيسية ، ثم أعيد الغرفة إلى مكانها ... وقد تركت بعض الثقوب الجانبية في البلاطة كمنافذ ، يمكن بواسطتها التحكم بحركة الغرفة .

عبد اللطيف : أرى الغرفة قريبة من المأخذ المائي ، فوق طبقة من الردميات !

هَمَّام : حسبنا التكلفة الإجمالية ؛ فرأينا أن أنسب مكان لإقامة الغرفة هو هنا .
( يقوم كل من سعيد وجوزيف وزيا وصالح بأخذ أبعاد الغرفة )


عبد اللطيف : ما هو ارتفاع طبقة الردميات هنا ؟

هَمَّام : ثمانية أمتار .

عبد اللطيف : ثمانية أمتار ! ألا يشكل ذلك خطورة ؟

هَمَّام : الخطورة غير واردة .
( ينتهوا من قياس أبعاد الغرفة ) .


سعيد ( يقترب من عبد اللطيف ) : لا يوجد أي تشقق في الجدران ، والأجهزة سليمة ، وجاهزة للاستخدام .

جوزيف ( ينظر إلى الغرفة ) : فعلاً كل شيء على ما يرام .

( يخرج زيا من الغرفة ، يتجه مع جوزيف إلى حيث يقف عبد اللطيف وهَمَّام ، أما الحارس فيعود إلى مكانه السابق ) .

عبد اللطيف : إذاّ كل شيء جاهز : الجدران ، الأجهزة .

جوزيف : نعم إن جدران الغرفة سليمة ، لا يمكن لأي شخص أن يستدل على حدوث انزلاق .

عبد اللطيف ( يقترب عبد اللطيف من حافة الجسر ، يستند على السور الحديدي ) : على الرغم من دخول الشتاء فإن الجو خانق !

جوزيف ( ينظر إلى السماء ) : وهذا البرغش يحوم كالسحاب !

هَمَّام : انظروا إلى الشمس ... تبدو حائرة ، مترددة بين الاختفاء في أحضان الغيوم أو الظهور مثل الشعلة !

فهمي : طقس محير لا تعرف كيف تتعامل معه !

سعيد : أهم شيء أن الغرفة ما زالت قائمة ، لم يسرقها أحد .

زيا : لو وقع جرم السرقة ماذا نفعل ؟

فهمي : هل هي قطعة أثرية أو جوهرة نادرة ؟

جوزيف : لمَ العجب ؟ بعضهم يسرق الكحل من العين ... هكذا يقول المثل .

هَمَّام : لا تزال أحلام الغزو تعشش في الرؤوس .

عبد اللطيف ( يسرح بخياله ) : الغزو ... الغزو ... الشمس ، الغرفة ، البرغش ...

( يمعنون النظر في صفحة السماء : تخرج الشمس من وراء الغيوم ، تبدو أسراب البرغش كالسحاب في الفضاء . تبدأ الأيدي تلوح ، تدور أمام الوجوه ، تحاول إبعاد البرغش . يبتعد عبد اللطيف عن المجموعة ، يقف قرب الغرفة ، يدقق النظر في الأرض . يقترب فهمي منه بخطوات بطيئة ) .

عبد اللطيف ( يتساءل بصوت مرتفع ) : ما هذا ؟

فهمي : ماذا ؟

هَمَّام : عن أي شيء تتحدث ؟

سعيد : هل هناك شيء ؟

جوزيف : ماذا حصل ؟
( يقتربون من عبد اللطيف ) .
ظـــــلام


المشهد الثاني

( عبد اللطيف ، فهمي ، جوزيف ، هَمَّام ، سعيد ، زيا )
( تبدو غرفة التحكم في العمق ، وفي الوقت نفسه يُسمع صوت ماء متدفق )




عبد اللطيف ( وهو يمعن النظر في مكان محدد يوجه كلامه إلى جوزيف ) : ألا تعتقد أن تسرب الماء من جانب القناة الفرعية كان السبب في حالة الانزلاق ؟ إني أرى شقاً في الأرض .... هنا بمحاذاة زاوية الغرفة . انظر إلى جدار القناة أيضا ( يشير بيده )

جوزيف ( يفكر ) : طبعاً الماء هو السبب ( يحدق في الأرض ) نعم .... هذا الشق واضح ، في اتجاه هذه الزاوية مالت الغرفة . ( إلى هَمَّام ) كم كانت درجة الميلان بعد الحادث ؟

هَمَّام : في هذه الزاوية انزلقت 15 سم ، وفي الزاوية المجاورة 5سم على وجه التقريب .

عبد اللطيف ( إلى جوزيف ) : المطلوب منك تحديد المصدر الرئيسي ... قلت : الماء هو السبب ! ترى ما مصدر هذا الماء ؟ نحن أمام احتمالين : إما ماء المطر ، وهذا احتمال ضعيف ،لأنه لم يهطل بغزارة حتى الآن ، والاحتمال الثاني هو تسرب الماء من جدار القناة .

جوزيف : تسرب الماء من جدار القناة أمر وارد جداً .

هَمَّام : لا يوجد سبب آخر ( إلى جوزيف ) ألا تذكر قيام خبراء الشركة المشرفة على المشروع باختبار مجرى القناة ؟

جوزيف : بلى ... لقد قام أحد الخبراء بإغلاق البوابات الرئيسية .

هَمَّام : أنا لم أكن متواجداً ، وحين عدت علمت أن منسوب الماء ارتفع ، وتدفق عبر القناة الفرعية .

جوزيف : حثت ضجة في ذلك اليوم .

سعيد : كاد النهر يجف ! استنفرت كل الأجهزة في المحافظة : المحافظ ، قيادة الشرطة ، الأمن ، مدير الناحية ... صرخ الفلاحون ... قامت الدنيا !

زيا : امتدت آثار الحادث إلى كل البلدات والقرى التي يعبرها النهر .

هَمَّام : مدة الانقطاع كانت كافية لحرمان الأرض الزراعية من الري ، ومنع وصول مياه الشرب إلى الناس .

عبد اللطيف : مادام منسوب الماء قد ارتفع حتى القناة الفرعية ، فإنه ـ بالتأكيد ـ قد تسرب إلى التربة المجاورة !

هَمَّام : منسوب الماء لم يصل بداية الشق .

جوزيف : ربما حدث الشق بعد ذلك !

فهمي : نحن أمام حالتين :الأولى انزلاق الغرفة ، والثانية حدوث الشق في جدار القناة .

جوزيف : يجب التحقق من الأمر .

عبد اللطيف ( إلى هَمَّام ) : كيف كانت عملية دحل التربة في هذا المكان ؟ ( يشير إلى طبقة الردميات )

هَمَّام : في الحقيقة ... دحل التربة ... يعني .... لم يكن كما يجب ( مستدركاً ) هناك سبب ..... هو ضيق المكان ، حيث لم تتمكن المدحلة من المناورة والوصول إلى كل النقاط .

سعيد : لم يكن لدينا الوسيلة الكافية لدحل التربة على الوجه المطلوب ... لقد بذلنا أقصى ما نستطيع .

زيا : استغرق العمل وقتاً أطول من المقرر .

فهمي : هل هذا مبرر كافٍ لما حدث ؟

جوزيف : لا أعتقد .

هَمَّام : لم يكن أحد يتصور حالة الانزلاق !

عبد اللطيف : الأمر أصبح واضحاً : تسرب الماء من القناة أدى إلى حدوث الشق ... والآن مطلوب تحديد درجة الدرجة ، إذا كان سطحياً فأمره بسيط ، أما إذا كان خلاف ذلك ، فمن المحتمل أن يكون له مضاعفات في المستقبل .

فهمي : لا بُدَّ من العمل بسرعة لرأب الشق ومعالجة الخلل .

جوزيف : سنأخذ عيِّنات من الردميات إلى المخبر لمعرفة درجة الصلابة والنفوذ .

عبد اللطيف : من الضروري أخذ العَيِّنات من أماكن مختلفة .... كل 50 سم تُؤخذ عيِّنة .

هَمَّام : هذا الأمر يحتاج إلى حفارة لتصل إلى العمق .

سعيد : لا توجد حفارة في المشروع .

زيا : يمكن الحصول عليها .

هَمَّام : من أين ؟

زيا : من الشركة المشرفة على المشروع .

سعيد : نعم ... لكن الحفارة في مشروع آخر حالياً ... على بُعد مائتي كيلو متر .

عبد اللطيف ( إلى هَمَّام ) : أرسل كتاباً بهذا الخصوص فوراً إلى الشركة ... أريد معرفة نتيجة الاختبار خلال أسبوع على أبعد تقدير .

جوزيف : يمكن الانتهاء من هذا الأمر بمدة أقل .

عبد اللطيف : نضع أسوأ الاحتمالات ... كما هي العادة نأخذ بالحد الأقصى . إن هذا الشق بدأ يقلقني ... أراه يمتد حتى جدار القناة ! لماذا لا نعاين الجدار من الأسفل مرة ثانية ؟

جوزيف : عين الصواب .

هَمَّام : تفضلوا .

( يمشون على حافة الجدار ، ثم ينحدرون )
ظـــلام










المشهد الثالث

( شخصيات المشهد السابق )


( حائط إسمنتي يشكل أحد جداري القناة الفرعية ، قرب الجدار طريق رملية ضيقة ، حيث يُسمع خرير ماء متدفق قريباً منها . الجدار يمتد عدة أمتار ، ثم تظهر طبقة من الأحجار المرصوفة على محاذاته )

عبد اللطيف : أرى آثار الشق تمتد من أعلى الجدار إلى هنا ( يشير بيده )

جوزيف : يرسم خطاً منحنياً .

عبد اللطيف : ربما يؤدي هذا الامتداد إلى مشاكل غير متوقعة !

هَمَّّام : لا أعتقد أن الأمر خطير .

سعيد : شق سطحي ، بسيط بكل تأكيد ، حدث بعد إغلاق البوابات .

زيا : لم يكن موجوداً قبل الحادثة .

فهمي : هناك فرق بين القول إنه لم يكن موجوداً وبين القول إن أحداً لم ينتبه إليه .

عبد اللطيف : نفي الجود لعدم الرؤية لا يعني عدم الوجود .

هَمَّام : الحقيقة .... لم نره سابقاً .

عبد اللطيف : معظم المشاكل تبدأ صغيرة ، وتنتهي إلى حالة معقدة إذا لم تستدرك في الوقت المناسب .

جوزيف : حسب ما أرى ... من الناحية الفنية هذا الشق لن يكون له تأثير سلبي ، خاصة بعد صب البلاطة ، وربطها بجدار القناة .

عبد اللطيف : هذا سيتبيَّن بعد اختبار الرتبة ... على كل حال يجب الإسراع في إرسال العيِّنات اللازمة إلى الوحدة الهندسية في الجامعة أو مخبر الشركة المشرفة .

هَمَّام : سنوافيكم بالنتائج فور وصولها إلينا .

سعيد : الأمر مرتبط بوصول الحفارة .

زيا : ربما يتأخر قدومها !

عبد اللطيف : عليكم متابعة الموضوع .

هَمَّام : لن نقصر في هذا الجانب .

عبد اللطيف : وإعلامي بالنتائج فور ظهورها .

هَمَّام : سيتم ذلك .

جوزيف ( ينظر إلى الجدار المرصوف بالحجارة ) : ذلك السطح المائل ، المرصوف بالحجارة ، تبدو كمية الاسمنت فيه قليلة ، مما يضعف درجة التماسك .

هَمَّام : في الحقيقة إن المخطط لا يتضمن إلا رصف الحجارة .

فهمي : دون أية كمية من الإسمنت .

سعيد : قمنا بإضافة الإسمنت إلى الحجارة من باب الاحتياط .

زيا : أنتم ترون ... الغرفة لم يُحدد موقعها ، والإسمنت بين الحجارة لم تلحظه الدراسة ! لقد بادرنا إلى تلافي ذلك ، وها هي النتيجة !

فهمي : المبادرة لم تكن موفقة .

هَمَّام : في كل الظروف والأحوال فإن الفعل أفضل من عدم الفعل .

جوزيف : حالة انزلاق الغرفة ، أو رصف الحجارة بلا إسمنت ، ليست مسألة جسيمة في المشروع .

عبد اللطيف : هل وضع الحجارة الحالي يفي بالغرض ؟

هَمَّام : نحن شركة منفذة ، لا علاقة لنا بوضع الدراسة . المخطط والمصورات موجودة .

سعيد : المهندس المشرف وافق على جميع المراحل التي قمنا بتنفيذها .

جوزيف : وجود شق وحيد يعطي انطباعاً أولياً بعدم حدوث مضاعفات في المستقبل .

هَمَّام : هذا رأيي ... مثل هذا الشق يمكن أن يحدث بسبب انخساف التربة مع مرور الأيام .

عبد اللطيف : ما زلت غير مطمئن ... لن أرتاح إلا بعد ظهور نتائج الاختبار .

زيا : المسألة ليست مزعجة إلى هذا الحد .

فهمي : يبقى القلق قائماً !

همَّام : لا داعي للقلق أو الخوف .

عبد اللطيف : أنظر إلى الموضوع من زاوية أخرى ... الخطوة الأولى تكون بالإسراع في رأب الشق أياً كان : بسيطاً ، مركباً ، معقداً ... دون إبطاء حتى لا يتحول البسيط إلى كبير ... القطرات القليلة تصنع جدولاً ، والجداول تشكل نهراً ...

جوزيف : معالجة الخلل تتوقف على معرفة حجمه وتحديد تأثيره .

زيا : لو أخذ كل موضوع مشابه مثل هذا الاهتمام لتغيرت الأحوال !

فهمي : ما المانع ؟

جوزيف : تمر بحياتنا أشياء كثيرة هامة فلا نقف عندها ... كأن الدقة عدو لنا !

هَمَّام : ليس إلى هذا الحد ... قد نصاب بالهوس !

سعيد : أما ما زلت أعتقد أن الغرفة سليمة ، ومع ذلك لن أتأخر في تنفيذ الطلبات بحذافيرها .

عبد اللطيف : لا تنسَ أخذ العَيِّنات من طبقة الردميات . ( إلى جوزيف ) أرجو أن تُضمن تقريرك نتائج اختبار التربة .

جوزيف : هذا أمر طبيعي .

عبد اللطيف : حسب ما سمعت أن مخطط المشروع لم يحدد موقع الغرفة ( إلى جوزيف ) يجب أن نطلع على ذلك المخطط .

هَمَّام : هي موجودة في مكتبي .

عبد اللطيف : لنذهب ، ونرى .
( يبتعد الواحد عن الآخر )
ســـتار
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الثالث
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
READZ :: القسم المنوع :: المنتدى الفني الثقافي-
انتقل الى: