READZ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الحوار المتحضر الاسماعيلي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» شرح قصائد كتاب الثالث الثانوي الجديد
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الثاني Icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 24, 2017 6:49 pm من طرف أبو سومر

» بكالوريا لغة عربية
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الثاني Icon_minitimeالخميس أكتوبر 19, 2017 5:11 am من طرف أبو سومر

» المشتقات في قصائد الصف التاسع للفصل الثاني
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الثاني Icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 18, 2017 7:21 am من طرف أبو سومر

» المشتقات في قصائد الصف التاسع للفصلين الأول والثاني
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الثاني Icon_minitimeالإثنين أكتوبر 16, 2017 4:23 am من طرف أبو سومر

» المفعول فيه تاسع
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الثاني Icon_minitimeالسبت سبتمبر 30, 2017 9:38 pm من طرف أبو سومر

» أسئلة الاجتماعيات تاسع 2017لكل المحافظات
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الثاني Icon_minitimeالسبت مايو 13, 2017 11:46 pm من طرف أبو سومر

» بكالوريا لغة انجليزية
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الثاني Icon_minitimeالأربعاء مايو 10, 2017 9:49 pm من طرف أبو سومر

» بكالوريا علمي أحياء
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الثاني Icon_minitimeالأربعاء مايو 10, 2017 7:23 pm من طرف أبو سومر

» تاسع لغة عربية توقعات
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الثاني Icon_minitimeالثلاثاء مايو 09, 2017 7:37 am من طرف أبو سومر

» تاسع فيزياء وكيمياء نماذج امتحانية
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الثاني Icon_minitimeالثلاثاء مايو 09, 2017 1:12 am من طرف أبو سومر

» تاسع تربية وطنية نماذج امتحانية
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الثاني Icon_minitimeالإثنين مايو 08, 2017 9:12 pm من طرف أبو سومر

» تاسع رياضيات هام
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الثاني Icon_minitimeالإثنين مايو 08, 2017 8:18 pm من طرف أبو سومر

» السادس لغة عربية
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الثاني Icon_minitimeالإثنين مايو 08, 2017 4:12 am من طرف أبو سومر

» بكالوريا علمي كيمياء
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الثاني Icon_minitimeالأحد مايو 07, 2017 10:54 pm من طرف أبو سومر

» عاشر لغة انجليزية
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الثاني Icon_minitimeالأحد مايو 07, 2017 5:58 pm من طرف أبو سومر

المواقع الرسمية الاسماعيلية
مواقع غير رسمية
مواقع ننصح بها

 

 حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الثاني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فتحي فطوم
عضو جديد
عضو جديد




حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الثاني Empty
مُساهمةموضوع: حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الثاني   حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الثاني Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 23, 2009 8:37 am

الفصل الثاني






الوقت : صباح يوم من أيام بداية فصل الشتاء .

المكان : غرفة المفتش . لها باب واحد في الجانب الأيسر ، وقبالته نافذة كبيرة أسدلت عليها ستارة قابلة للسحب .

الأثاث : مكتبة خشبية نصفها العلوي من الزجاج ، حيث تبدو من خلاله المصنفات المتراصة ، وكتب متنوعة . طاولة خشبية كبيرة فوقها أوراق ، أقلام ، هاتف ، حقيبة .

طاولة وسط ، عدد من الكراسي ، مشجب للثياب ، صور معلقة ، ساعة حائط .





المشهد الأول
( المفتش عبد اللطيف ، المفتش فهمي )




( عبد اللطيف يقعد على كرسي دوار خلف الطاولة ، وأمامه حقيبة صغيرة مفتوحة . فهمي يعقد على كرسي خيزران قرب الطاولة )

عبد اللطيف : غريب أمر هذا الرجل ! لقد تأخر ، لماذا لم يأتِ حتى الآن ؟ ( ينظر إلى الساعة بمعصمه ، يحدق في الساعة المعلقة على الحائط ) صارت الساعة تسعة ... أف ! ما العمل ؟

فهمي : يا ترى ما السبب ؟

عبد اللطيف : يجب أن يأتي ... الموضوع لا يكتمل إلا بوجوده ( يقف فجأة ) لقد تم اختياره لتقديم تقرير الخبرة !

فهمي ( يقف) : إذاً لماذا يتأخر عن الموعد ؟

عبد اللطيف : أنت ترى ... يفرض أن نكون في موقع المشروع في هذه الساعة !

فهمي : ربما نسي !

عبد اللطيف ( يمشي جيئة وذهاباً ) : كيف ينسى ؟ لا ، لا أظن ! لقد أكدت عليه أكثر من مرة عند الاتفاق على الموعد . ( يضع يده على رأسه مفكراً ) أف ! إذا لم يأتِ سنضطر إلى إلغاء زيارة الموقع هذا اليوم .

فهمي : لا مفر من الانتظار بعض الوقت .

عبد اللطيف (متبرماً ) : قال لي إنه يحترم المواعيد جداً ، ولا يتجاهل ، أو يتهرب من موعد اتفق عليه ، حتى لو كان مع امرأة قبيحة ( يبتسم ) يا أخي ! تصور دقة المواعيد عند الساعة (ينظر إلى ساعة الحائط) هل كان ذلك مجرد كلام ليس إلا ؟

فهمي : ربما حدث له أمر طارئ !

عبد اللطيف : انظر إلى كتاب التكليف ...... المطلوب تحقيق فوري ، وانجاز المهمة على وجه السرعة ( يضرب سطح الطاولة بعصبية ) .

فهمي : ليس أمامنا من سبيل غير الانتظار ...الحياة كلها عبارة عن مواعيد وانتظار.

عبد اللطيف : أنا في عجلة من أمري ، الوقت لا يسمح بالانتظار . يا أخي ! أريد أن أنتهي من هذه المشكلة كلها ... إلى جانب كتاب التكليف هناك توجيهات شفوية ... وتقول لي مواعيد ! إيش مواعيد إيش زفت !

فهمي : الآن لا نملك غير سلاح الانتظار، عملنا مرتبط بوجود صاحب الخبرة والمشورة الفنية .

عبد اللطيف : كنت أفكر بالذهاب مباشرة لأعرف حكاية الغرفة عن قرب ، لكن ... ليس باليد حيلة .. عملنا قاس والمشاكل كثيرة ، كل يوم تظهر مشكلة جديدة ، وكل مشكلة تحتاج إلى البحث والتقصي والتحقيق ... إننا نحاول ـ قدر المستطاع ـ الوصول إلى الحقيقة بأقصر السبل وأسلمها .

فهمي : أين تلك الأيام التي كنت فيها لا تترك الموضوع إلا بعد تشريحه، وفك عظامه ؟

عبد اللطيف ( يبتسم ساخراً ) : تلك أيام ولت يا صديقي ! بت أتجنب الدخول في السراديب ، أو التوقف عند الأمور الصغيرة . عليك أن تفعل الشيء نفسه .. إيقاع الزمن سريع ، والمشاكل تتفاقم ... ضع الغية نصب عينيك ، واتجه إليها كالسهم ، أهمل كل العوائق ، قد تظهر أمامك أمور لم تكن تخطر لك على بال ، أو تصادفك ـ على حين غرة ـ حادثة طارئة ، وأنت في قمة كتابة التقرير ! في هذه الحال لا تتوقف ، أو تتراجع ..... إذا لم تكن ذات تأثير في مجرى التحقيق أهملها ، وتابع

فهمي : هل موضوع غرفة التحكم على تلك الدرجة من الأهمية فعلاً ؟

عبد اللطيف : حتى هذه اللحظة لست متأكداً ، ربما لها تلك الأهمية ! بعد المعاينة وتقرير الخبرة ، والاطلاع على الوثائق ، لا بُدَّ أن تتضح الأمور .

فهمي : ما فائدة مشروع تعطلت في أجهزة السيطرة ؟

عبد اللطيف : ليس إلى هذا الحد ، ربما ينجم عن وضع غرفة التحكم مضاعفات جانبية ! ( يسحب ورقة من الحقيبة ، يقرأ السطور متجاوزاً بعض الكلمات ) فوري .. إجراء تحقيق ... بيان حجم الأضرار ... تحديد المسؤولية ... المقترحات ( يطوي الورقة ، يعيدها إلى الحقيبة ) .

فهمي : هل كان اختيار المهندس في محله ؟

عبد اللطيف : طبعاً ، طبعاً .. إنه مدير فرع شركة عامة تقوم بتنفيذ قسم من المشروع ، وهناك شركات أجنبية طبعاً ... والاستعانة بمن لديه خبرة أمر لا بد منه ، وتقرير الخبرة هام في مسألة الجانب الفني من الموضوع .

فهمي : لماذا لا تتصل به هاتفياً ؟

عبد اللطيف : سأفعل حالاً ( يرفع سماعة الهاتف ، يركب الرقم .. يصغي قليلاً ، يخاطب الهاتف ) خلصنا وَلَكْ أخو الحفيانة ... القط ( يحدث نفسه ) لا أظن أن النسيان هو سبب التأخير ، لا يعقل ذلك ! سأرى إن كان موجوداً في مكتبه ( يتحدث مع الطرف الثاني ) ألو ... مقسم ... مقسم ؟ أنا المفتش عبد اللطيف يا بني ! أيوه ... أعطني الأستاذ جوزيف ... نعم ... من ؟ ... شلون ؟ غير موجود في مكتبه ! أين يمكن أن يكون في مثل هذه الساعة ؟ ... ربما ... أبو فكرت ؟ يا بني ! أعدني إلى المقسم ... ألو مقسم ... مقسم ؟ أعطني أبا فكرت ... نعم ، قل له المفتش ... سلامات ... كيف الحال ؟ ... الحمد لله ... المهندس جوزيف عندك ؟ ... لاه ! غير موجود ... غريب ! .... أين ؟ .... لقد اتصلت بمكتبه قبل قليل ؛ فلم أجده ... تقول ربما يكون في مكتب أبي إلياس ؟ ... شكراً أخوي .... ألف شكر ... نعم ، إي والله ... الأمر هام ... هو يعرف ... نعم ... على كل حال شكراً ... سلام ... مع السلامة ( يعيد السماعة إلى مكانها ، يهز رأسه بانزعاج ) هاي شكون ! يا أخي ! غريب أمر هذا الرجل ! ترى هل حدث له مكروه ؟ هل من اللائق بي انتظار حضرته ؟ كان بإمكانه رفع سماعة الهاتف ... شيء يثير القرف يا ! لا يخلو الإنسان من مصادفة مشكلة عابرة ، حالة طارئة ، لكن لن يخسر شيئاً إذا هاتف معتذراً .
( صمت )


أحياناً قد يذهب التقرير في ( يشير بيده في الهواء ) هباءً ... قد يكون مصيره معمل الورق ! هذا لا يحول دون البحث عن الحقيقة ، بل عن وجه من وجوه الحقيقة .

فهمي : لماذا كل هذا التشاؤم ؟ أعرفك غير ذلك !

عبد اللطيف : منبع التشاؤم أو التفاؤل من هذا الواقع ... الأشياء من حولنا . كيف تكوم متفائلاً إذا كانت عوامل الإحباط تصدمك ؟ أنت تخدع نفسك يا صاحبي ! إذا خطر ببالك مجرد خاطر في مثل هذه الحالة ، أما إذا كانت الأمور تسير بشكل صحيح ، يعني أن يأخذ العدل مجراه ، نعم العدل ... عندئذٍ يختلف الوضع ، فأتفاءل .

فهمي : يبدو لي أن نظرتك إلى الحياة تبدلت ، انزلقت عن مسارها !

عبد اللطيف : في مجال عملنا بت محتاراً ! قبل مدة من الزمن كانت التقارير تدرس ، تدقق . كنت الخط الأخضر بين سطور التقرير ... متابعة دائمة ، قراءة واعية ، متأنية ... الموضوع يأخذ طريقه إلى التنفيذ ، أما الآن ( يبتسم ساخراً ) أسطر اقتراحاً لمعالجة خلل ما ، فلا يجد طريقه .... كم من سوء فهم حدث ! وكم من مرة وقع التباس ( يتأفف ) المشكلة ببساطة .. إن الداء معروف ، أما المعالجة فهي قاصرة !

فهمي : هناك أشياء قصيرة العمر ، لكنها مؤثرة ... هكذا هي الحياة . لماذا هي حياة ؟ إلقِ نظرة على تجارب الماضي ، دقق النظر في الطبيعة . ماذا تجد ؟ إن ما يجري أمام أنظارنا يدعونا لنحكم عليه ، لكن كيف ؟ نقيسه بتجارب الماضي ، نضعه في جدول المقابلة حوار مع الطبيعة .... عندئذٍ نعرف معدنه ، ونرى جوهره .

عبد اللطيف : تحدثنا في السابق حول هذا الموضوع ، لكن الذي أراه يجعلني أقف موقف الحذر ، وأحياناً التردد في اللحظات الحرجة . على كل حال إن الذي يشغلني ـ في هذه الوقت بالذات ـ هو معالجة الخلل بسرعة ، وإلا .. ( يهب منتفضاً ، ينطلق ناحية الباب ضجراً ) لقد تأخرنا ( يخاطب شخصاً وهمياً ، كأنه يقف أمامه ) لماذا لا تحترم المواعيد ؟ لماذا لا تحسب لكل شيء حسابه ؟ أين أنت يا صاحب المواعيد الدقيقة ؟

( ينظر إلى فهمي ) أريد الانتهاء من الموضوع ، والموضوع مرتبط بتقرير الخبرة ، والخبرة ضرورية لتحديد أسباب انزلاق الغرفة ، وانزلاق الغرفة هو سبب الموضوع .
( صمت )


المشكلة تزداد تعقيداً إذا تدخل أكثر من طرف في الموضوع ، هذا يتقصى ، وذلك يبحث ، وآخر ... يصبح الموضوع مثل طبخة الشحاذين ... وأخيراً يصب كل ذلك فوق رؤوسنا ، ونبدأ من جديد .

فهمي : لا أعرف لماذا تتبعثر الجهود ! أليس من الأفضل أن تكلف الجهة المعنية بتحقيق الموضوع مباشرة ؟ إذا كان لكل جهة وجهة نظر فالمشكلة لن تحل بسرعة ، أليس كذلك ؟

عبد اللطيف : هذا صحيح مائة بالمائة . يمكن أن تلمس ذلك ، وتراه . نحن نعرف العلة والأسباب ، ومع ذلك نعشق الدوران والالتفاف ، ولا نصل إلى الدواء الناجع . كم هو جميل وبديع أن يمارس كل إنسان عمله حسب اختصاصه ! والأجمل أن يكون ذلك بلا وضع عراقيل ، بلا تدخل من قوى خفية . نحن لنا موقع محدد ، نحن بوابة القضاء ... نحن ... نحن .
( صمت )


كثرت شعب الكلام ... هبطت الأفعال والأعمال .. بات الواحد غير قادر على التمييزز ... ضاعت الطاسة ، وإذا ضاعت الطاسة فعلى الدنيا السلام .

فهمي : كل هذه الثورة من أجل الغرفة ؟

عبد اللطيف : لا ، بكل تأكيد . المسألة لا تقف عند موضوع معين بحد ذاته . أنا أتحدث عن حالة الفوضى إذا امتدت إلى القيم والمبادئ . ألا تشعر أن بعض الأشياء بدأت تنزلق عن مسارها الطبيعي ؟ هذا ليس طعناً بالحاضر ، وتفضيلاً للماضي .. لا أحد ينكر أن في الماضي لحظات مشرقة ومواقف نبيلة ، وفي الحاضر حسنات ، وسيكون في المستقبل فضائل ، ربما يكون أكثر رفاهية إذا سارت الأمور بسلام ! منطق الأشياء يقول ذلك .

فهمي : إذاً أنت لست متشائماً كما تخيلت !



عبد اللطيف : عندما أنظر إلى الأشياء نظرة عامة أشعر بدرجات متفاوتة من التفاؤل ، أما إذا حصرت جزءاً صغيراً من المشهد ، ووضعته تحت عدسة المجهر ؛ فلا أجد مكاناً لتلك النظرة ... انا من حزب الحياة بمشهدها العام ، وهذا لا يمنع من مراقبة الأشياء الدقيقة وانعكاسه حركاتها على المحيط . نحن نريد تطبيق القانون ... القانون سيد النظام ، والنظام جوهر الحياة : الولادة والموت ، حركة الكواكب والنجوم ، الليل والنهار .

فهمي : لو كان القانون رجلاً ينطق لسمعت العجب العجاب !

عبد اللطيف : القانون موجود في كل زمان ومكان ، وإن حاول بعضهم طمسه وتغييبه في لحظات عابرة .
( يرن جرس الهاتف ، يرفع عبد اللطيف السماعة بتثاقل)


ألو ... نعم ... من ؟ ... أين أنت يا رجل ؟ ... حسن ... مع السلامة . ( يعيد السماعة بهدوء ) .

فهمي : أرجو أن ننتهي بسرعة ... ما هي تصوراتك الأولية عن الغرفة ؟

عبد اللطيف : حسب المعلومات الواردة يمكن القول ... إذا كان الوضع يمس قناة الجر ، ويؤثر عملياً على تدفق مياه النهر ، فمن الطبيعي معالجة الخلل بشكل فوري . أنت تعرف أن المشروع حيوي جداً ، رصدت مئات الملايين لإنجازه ... بعد الانتهاء سيروي مساحات واسعة من الأراضي ، ويولد طاقة كهربائية تكفي عدة بلدات وقرى ، وستخدم الآلات الزراعية الحديثة والأساليب العلمية ... تلك هي الغاية المنشودة من المشروع ، أما ما أثير حول غرفة التحكم فهذا سنقف على حقيقته .

فهمي : أحس كأن هناك لغط قبل التحقق من الواقعة !

عبد اللطيف : يبدو لي ذلك ... لا تنسَ وجود أكثر من شخص موقوف عرفياً على ذمة التحقيق !

فهمي : وبين الموقوفين من هو بريء .

عبد اللطيف : يحصل هذا الأمر ، فتذهب مدة السجن من عمره سدى .

فهمي : إذاً لا بُدَّ من الإسراع بالتحقيق وتحديد المسؤولية .

عبد اللطيف : ذلك أمر طبيعي ، لكن ـ أحياناً ـ تكون السرعة في غير صالح القضية .

فهمي : في كل الأحوال هي أرحم من سجن إنسان بريء .

عبد اللطيف : السجن ليس منتزهاً .. حجز الحرية هو الموت بعينه . ماذا علينا أن نفعل ؟ نحن نسعى جاهدين لتحقيق العدالة ... أزيح عن طريقي وعن تفكيري الأشياء التي لا تخدم لب القضية .

فهمي : ذلك أفضل أسلوب في المعالجة ... الاتجاه إلى رأس المحج مباشرة ، والابتعاد عن التشعبات . الاختصار قدر المستطاع ... أخيراً إحقاق الحق وراحة الضمير . أليس في ذلك سعادة للإنسان .؟

عبد اللطيف : الحياة ... الحياة ... هناك من يحاول تدميرها !
( ينظر إلى الساعة المعلقة على الحائط )


ظـــلام




المشهد الثاني

( عبد اللطيف ، فهمي ، جوزيف )


جوزيف ( يدخل على عجل ، تعلو وجهه ابتسامة حائرة ما بين الاعتذار وإظهار الرغبة في العمل . يصافح عبد اللطيف ، ويلوح بيديه ) : أنا آسف ، آسف جداً ، لقد تأخرت مرغماً ... ظرف طارئ وهام جداً حال ....

عبد اللطيف ( مقاطعاً ) : لماذا وجد الهاتف ؟ اهتف لنا ... أين كنت ؟ فتشت عنك ، لم أترك زاوية : في الشركة ، وغير الشركة !

جوزيف : في الحقيقة ... كان الأمر في غاية الأهمية ، يحتاج إلى معالجة فورية ... نسيت نفسي ، لم أشعر ، سرقني الوقت .

عبد اللطيف : يا حرام ! سرقك الوقت ؟ دائماً الوقت هو المتهم ، نحن نظلمه كثيراً ( يتساءل ساخراً ) هل لدينا شيء اسمه وقت ؟

جوزيف : هذا ما حصل .. في دوامة العمل ينسى الإنسان نفسه .

عبد اللطيف : على كل حال ، ليس الوقت بالسارق المجرم ، إنه أروع سارق ، وأجمل لحظات العمر هي اللحظات المسروقة ، هذا إ

فهمي : ابحث عن اللص الحقيقي ، فكم من لص يختبئ في ثوب عابد ، صوفي !

جوزيف : ما حكايتكما ؟ أنا آسف أشد الأسف ! كان عندي اجتماع هام .

عبد اللطيف : اجتماع ! أين مواعيدك الدقيقة ؟ ( يقلده ) لو كان لي موعد مع امرأة قبيحة ما تخلفت .

جوزيف : حسبت أن الأمر عادي .

فهمي : يبدو أنك أخطأت في الحساب .

جوزيف : هل هو خطير ؟

عبد اللطيف : لا ، لا ليس خطيراً ، لكنه هام .

جوزيف : لو كنت أدري أهمية الموضع بالنسبة لكما لتصرفت بشكل يرضي الطرفين .

عبد اللطيف : من هو الطرف الآخر ؟

جوزيف : يا مولانا ! كان الأمر يتطلب عقد اجتماع عاجل لدراسة وضع الشركة . نحن ـ كما تعرف ـ نسعى إلى إعادة النظر في بهيكلية الفروع .



فهمي : الحديث يدور حول إلغاء بعض الفروع .

عبد اللطيف : حسب ما سمعت أن الشركة تعاني عجزاً منذ مدة ، فهل نزل عليكم الوحي اليوم ؟

جوزيف : في الحقيقة أن الشركة ببعض الصعوبات ، لكنها ليست الوحيدة التي تعاني من هذا الوضع ... مع ذلك نسعى إلى رفع وتيرة العمل ( كمن يخطب ) وزيادة الإنتاج لما فيه خير الوطن والمواطن ، وفي هذا الاجتماع ( يلتفت يميناً ويساراً ) وضعنا تصوراً جديداً للمرحلة المقبلة ، ولدينا خطة طموحة تواكب التطور ...

فهمي : ما هذا أستاذ جوزيف ؟

أراك تتقن فن الخَطَابة ! هذه بطاعة رائجة . ما علينا ... تعودنا ألا ننظر إلى الأمام بعين فاحصة ، لا نشعر إلا ( هوب ) الضربة على الرأس ، فكيف قًدر لكم وضع تصور للمستقبل ؟ هل حدث شيء في الدنيا قلب الحال ؟

عبد اللطيف : نحن نستيقظ متأخرين ، بعد أن تكون الفأس قد أصابت الرأس ... إن هي إلا صحوة الموت .

جوزيف : أستاذ عبد اللطيف ! دعك من التعليق ... نحن فعلاً درسنا الموضوع ...

عبد اللطيف : هكذا ، وبشكل مفاجئ !
( صمت )


فهمي : ماذا كانت النتيجة ؟

جوزيف : اتخذ مجلس الإدارة ... على وجه الدقة : اتخذ المدير العام قراراً بإلغاء الفرع الصناعي ، وتكليف مديره بعمل رئيسي آخر ... أما المشاكل الأخرى فقد دُرست دراسة مستفيضة ...

عبد اللطيف : مستفيضة !

جوزيف : على وجه الدقة ، ليست مستفيضة مستفيضة ... يعني يمكن أن تقول استعراض ، مثلاً وضع الفرع التجاري مهزوز، وشبه عاجز ؛ لذلك إعطاء مهلة لإصلاح أوضاعه ..

عبد اللطيف : توجد مسائل ملحة أكبر من تفكير مديرك العام ! إني أرى ذلك اليوم الذي تصبح الشركة أثراً بعد عين .

جوزيف : على مهلك يا رجل ! ذلك اليوم لن يكون قريباً . هل نسيت أن شركتنا تقوم بتنفيذ قسم من هذا المشروع ؟

فهمي : أستاذ عبد اللطيف ! ما الذي يجعلك واثق كل هذه الثقة ؟

عبد اللطيف ( ساخراً ) : أسباب كثيرة ... التبذير ، سوء التخطيط .... طيييييييط !

فهمي : تبذير !

عبد اللطيف : نعم ... ولائم ، حفلات ... أشياء أخرى .

جوزيف : أستاذ عبد اللطيف ! أنت دائماً هكذا ! دعني أقول لك إننا خطونا الخطوة الأولى في طريق التغيير .

عبد اللطيف : التغيير من أجل التغيير ... شيء مضحك !

جوزيف ( يتابع ) : حث المدير العام مدراء الفروع على بذل المزيد من الجهد ، وأكد على رفع وتيرة العمل .

عبد اللطيف : عدنا إلى الكلام الذي لا يجدي نفعاً .

فهمي : في هذه الأيام لا نسمع إلا تم التأكيد على ... تم حث ... طلب إلى ... تكرار مثل هذه العبارات دليل واضح وجود خلل ...

جوزيف : نحن ننتظر أن تتحسن الأوضاع .

فهمي : وعمال الفرع الصناعي ما مصيرهم ؟

جوزيف : وزع عدد منهم على الفروع الأخرى ، وأنهيت عقود عمل البقية .

عبد اللطيف : الشركة كانت باب رزق لكل من هب ودب .... تضخم عدد العمال على حساب العمل .
( يخرج مظروفاً من الحقيبة )


فهمي : في هذه الحالة ستعلن الشركة إفلاسها .

عبد اللطيف : وحد ربك يا رجل ! ( يغمز بعينيه ) من أجل أن يعيش الشباب !

جوزيف : كل الشركات العامة تعيش نفس الحالة ... الواسطة موجودة ، والعدد الفائض من العمال موجود .

عبد اللطيف : ونحن لن نكون موجودين بعد دقيقة واحدة في هذه الغرفة .

( يخرجون )
ظــــلام




المشهد الثالث

( شخصيات المشهد السابق ، ثم السائق جميل )


عبد اللطيف ( يعود على المكتب نفسه ، يقذف المظروف فوق الطاولة ، جانب الحقيبة ) : ماذا اليوم النحس ؟ يبدو أن التأخير هو الشيء الوحيد في حياتنا يمكن أن نرفع شعاره ! ( ينظر إلى جوزيف ) أين ذهب الأستاذ المحترم سائق سيارتك ؟ ألم يكن بالخارج ينتظرنا ؟ قل ماذا جرى ؟

جوزيف ( حائراً ) : قبل قليل تركته أمام المدخل ( يحدق في الأرض ) طلبت إليه تجهيز السيارة ... يعني فحص الدواليب ، لأني شعرت أنها تهتز بشكل غير طبيعي .. على كل حال لا يزال لدينا بعض الوقت .

عبد اللطيف : لا أظن ( ينظر إلى الساعة بيده ) سنتأخر في العودة .

جوزيف : ليست هناك مشكلة ، ولا أشغال وراءنا اليوم .

فهمي : عدنا إلى الحكاية نفسها! إذا لم يسعفك الحظ عليك اللجوء إلى الانتظار (متسائلاً) هل من عادته الذهاب دون أذن ؟

جوزيف : أنا لا أعامله كسائق ... رجل كبير في السن ، هادئ ، وأجمل صفاته ( يشير إلى فمه ) صم ، بكم ... صفات نادرة !

عبد اللطيف ( متأففاً ) كنت أفكر بالعودة سريعاً لإنجاز بعض الأعمال ( يضع يده على صلعته ) أما الآن .... ( يبتسم ساخراً ) .

جوزيف : غداً تفعل ما تشاء .

فهمي ( يبدل وجهة الحديث ) : كأني بالشركة قد أصبحت بمنزلة دار عجزة !

جوزيف : أريد توضيح نقطة هامة ... الاتجاه العام لدى الدولة ليس غرضه تحقيق الربح بقدر تأمين عمل للأفراد ، من هذا الباب يمكن القول بوجود عدد فائض من العمال .

عبد اللطيف : هذا يتم على حساب الإنتاج ! مثل هذه الشركات عمرها قصير ، إضافة إلى أنها ـ في المحصلة النهائية ـ تخلق آثاراً سلبية في النفوس ... هذا الزمن بحاجة إلى تخطيط وعمل جاد .

فهمي : كيف لشركة كبيرة أن تعجز عن دفع أجور العمال مدة ثلاثة أشهر ؟ الأفضل أن تلغى ، أو تدمج مع شركة أخرى .

جوزيف : الشركة تمر بظروف صعبة حالياً ... هذا هو الواقع .

فهمي : ما دامت الشركة بهذا الوضع ، ما الفائدة المرجوة من إلغاء الفرع الصناعي ونقل عماله ؟

جوزيف : أنا لا أحب وجع الرأس ... هذا ما جرى ( يلتفت حوله بحذر ، يهمس ) أخي ! ما علينا ، كل شيء قابل للتغيير ... شيل ، حط ، هات ، خذ .

فهمي : هكذا ! بلا دراسة أو تخطيط .

عبد اللطيف : مثل المرقة .

فهمي : أين القوانين ... الأنظمة ؟

جوزيف ( كمن حلت عقدة لسانه ) : بلا قانون ، بلا بطيخ مبسمر ! هذا هو الواقع ... أكاد أنفجر يا رجل ! ماذا أفعل ؟ ليس بيدي حيلة .... هناك من هو صاحب قرار ، وصاحب القرار مدعوم ، يعني ( يلوح بيديه ) والمدعوم يعوم حتى لو كان في صاخب ، بحر متلاطم الأمواج ، يا ولدي ! ( يغني ) واثق الخطوة يمشي ملكاً .

لولا ذلك لذهب أدراج الرياح . أخ ! ثم أخ من التصنيف والواو ! برأيكما كم رجل هنا أهل لأن يكون في منصب مدير عام ؟ خليلي ! من يستند إلى ( يشير بيده ) يغدو سيداً ، ومن ....

عبد اللطيف : ما الحكاية بالضبط ؟ أراك تتقلب : مرة من أصحاب اليمين ، ومرة من أصحاب اليسار !

جوزيف ( كمن يفرج عن نفسه ) : من الألم .... سبعة أعوام أمضيتها في الشركة رأيت خلالها أشياء وأشياء ! وحكاية الغرفة قطرة في بحر ( بحسرة ) أين تلك الأيام التي عشتها في الخارج !

فهمي : يبدو أنك بدأت تحن إليها !

جوزيف : ليست المسألة مرتبطة بـ ( تحن ) أو لا ( تحن ) ... إنها محاولة مقابلة شيئين متباعدين .

عبد اللطيف : كأني أرى أن الشركة تنحدر نحو الإفلاس !

جوزيف : لنا أمل وحيد بالبقاء مرتبط بهذا المشروع .

فهمي : ألا يشكل طرد العمال قلقاً في الشركة ؟

جوزيف : بالمعنى الدقيق هو ليس طرداً، كل ما في الأمر أن الشركة رفضت تجديد عقود عدد من العمال .

فهمي : النتيجة واحدة .... عدم تجديد العقود يعني الطرد .

عبد اللطيف : هذا كله نتيجة سوء الإدارة ، وعدم التخطيط السليم مصيره الارتجال .

جوزيف : الموضوع حيوي .

عبد اللطيف : حيوي عند الذين يدركون معنى الإدارة الحقيقية ... قال حيوي ! إي رح يا شيخ ! ودعنا من الحديث عن شيء مفقود . قل لي : ما هي معلوماتك عن غرفة التحكم ؟

جوزيف ( ضاحكاً ) غرفة التحكم ! قل : غرف تحكم ( يشير إلى رأسه ) ترى كم عدد غرف التحكم التي يجب التحقق من صلاحيتها ، ومنع انزلاقها نحو اليمين ؟ ( يقهقه )

عبد اللطيف : بمناسبة الحديث عن الانزلاق نحو اليمين ، ولأنك تشاركنا التحقيق بصفة خبير ، وتقرير الخبرة يتطلب الأمانة .... لو سمحت ردد ورائي اليمين ( يقف عبد اللطيف أولاً ، ثم جوزيف وفهمي قرب الطاولة )

عبد اللطيف : أقسم بالله العظيم أن أقوم بعملي .

جوزيف : أقسم بالله العظيم أن أقوم بعملي .

عبد اللطيف : بأمانة وصدق ، وأن أؤدي مهمتي بكتمان تام .

جوزيف : بأمانة وصدق ، وأن أؤدي مهمتي بكتمان تام .
( يعود كل واحد منهم إلى مكانه السابق )


فهمي : لقد تأخر السائق .

عبد اللطيف : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .
( يُسمع صوت سيارة تتوقف فجأة )


جميل ( يدخل مسرعاً ) : أنا آسف ، لقد تأخرت عليكم .

جوزيف : يا رجل ! أين كنت حتى الآن ؟

جميل : ذهبت إلى ( الكازية ).... الزحمة خانقة ، لم يأتِ دوري إلا قبل قليل ... منظر ، إي شو منظر ! يا لطيف ، يا لطيف ! حريم وجهال ، شيوخ ودوريات ، وشتائم مثل زخ المطر !

جوزيف : السيارة جاهزة ؟

جميل : جاهزة .
( يخرج جوزيف وفهمي وجميل ، ثم عبد اللطيف الذي يُغلق الباب ) .




ســــتار
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الثاني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
READZ :: القسم المنوع :: المنتدى الفني الثقافي-
انتقل الى: