على دروب الرحيل .... فاطمة غيبور

مشرف عام

http://fedaa.alwehda.gov.sy/_View_news2.asp?FileName=41661229620091007160158

على دروب الرحيل

أدب الشباب
الخميس : 2009/10/8
فاطمة غيبور

رثاء كوكبة من الأصدقاء قضوا في حادث أليم تراكضت طيورُ الصباح على دروب الأقحوان... وفي لحظةٍ حاسمة توقف الزمان بالمكان.. وكان الرحيل ... تشابكت كلُّ الأيادي... والمناديل تلوِّح بالوداع من بعيد... واستلَّ القدرُ سيفاً للموت في أضواء العيد.. فتمتم السيفُ ولم

يعرفْ كيف يكونُ الكلام... إنها باقةٌ تنشرُ الشذى على أرصفة سلمية فتزدهي المحبة في أبهى حللها... في زمنٍ ابتلي بالجفاف... لم يتعبوا من التجوال ولكن تعب الزمانُ من كثرة الحب الذي جمعَ بينهم ففتحَ نافذةً للفراق.. ماكنا نشتهيها ولاننتظرها..‏

[size=16]اخلعْ ثيابكَ أيها الرحيل فالوقت ثلجيُّ الخطوات..! وأوراق الخريف جُلّنار .. أمللتَ أيها الوقتُ من جنون الانتماء...! من توهج المحبة بين الأصدقاء..؟! كفكفوا الدمعَ على شواطئ الألم..! وانظروا.. كم لؤلؤةٍ في بحرنا تركوا..! كفكفوا الدمع فالموتُ يرقبنا.. وسفنُ الرحيل تأخذُ معها لآلئنا الجميلة..! قبطان القصيدة الآن في بحر الوجع.. بالأمس كانوا فراشاتٍ تغدو هنا وهناك لتزيّن كلَّ صباحٍ ومساء... برحيلهم تضرَّج الوقتُ بالحزن والألم العتيق.. من منّا لم تتدحرج دمعةٌ حرّى من عينيه وهو يسمعُ خبرَ الرحيل... تتمزقُ الكلمات فوق دفاتري وأنا أكتبُ عن رحيل (راتب شيحة) الذي تناثر حزنُ سلمية وكل مَنْ عرفهُ أو التقى به في كلِّ زاويةٍ ومدرسةٍ وكلُّ شارعٍ مرَّ به.. لن ننساك يانبعَ طيبٍ سيستمرُّ مهما غزانا زمنُ الجفاف.. يامالئاً عيون العصافير بأحلام الياسمين.‏

[size=16]يتكسَّرُ الحلُمُ الجميلُ عندما أرى كرسيَّك فارغاً إلا من ذكرياتٍ دافئةٍ طيبةٍ لن يمحوها طولُ البُعاد.. أنا صوتُ الحزن الصاخبِ يومَ فاضَ البكاءُ حسرةً على زين الشباب (حسين جبر) الذي مدَّ جسراً من طموحاته البيضاء كي يزداد الحرفُ سطوعاً.. لاحجمَ لحزننا سيدي فاستطال الدمعُ حتى صرتُ أمشّط أهدابَ الدمعة التي أصبحت بطولِ الصحراء.. إنهُ جرحٌ عميقٌ .. سينزفُ على مرِّ الزمن.. وتمتدُ جراحاتنا إليك يا (كريم حسينو) لم تكن تعلم أنَّ الموتَ ضيفٌ قادمٌ شقَّ أثواب الحياة.. لاحجم لحزنكَ ياقلبي! وحروفُ القصيدة تزنرها آلاف الحسرات... وسرب من العصافير الحزينة يغزو سماءك سلمية فتهتزُ الابتسامةُ في وجهك المتنامي... عشقاً وحباً..‏

[size=16]استجمعت كل قواي عندما تسللتُ من مركبةِ الموت مثقلةَ الخطوات إلى منزل الناجي الوحيد (حسين ديوب)، استحضرتُ ابتسامةً من قاع الألم... ودعوتُ له بالشفاء وباركتُ سلامتهُ كي يكملَ طريق كوكبة الأصدقاء، وكي يزرع بذوراً جديدةً على دروب الأقحوان..‏

[size=16]سلمية اسكبي دمعك سخياً مثلما كنتِ مع الذين رحلوا واعتقلتهم الذاكرة أبداً.. فلن تكوني سلميةُ سوى طبقِ الخزامى والأقحوان.. تحاصرين الجفاف بالمحبة وترسمينَ الوفاء على دروبكِ المقفرة، وقد تلا على ثراكِ يوماً كاهنُ أساطير الألوهة فألهبَ ذكرُكِ خافقي.‏

[size=16]سأشعل سراجك وأدعو للراحلين الشرفاء ولأهل الخير والعطاء.. لمن أشعلوا شمعةً أو حاولوا ذلك..‏

[size=16]لاسدَّ يوقفُ سيلَ أمواجي ولن أتركَ فرصةً لمن يحاصرونَ ضفائر الكبرياء..‏

[size=16]ألف رحمةٍ ندعوها للراحلين الذين تركوا الأحبة خلفهم..!‏

[size=16]ولن تترك طعنة القدر سوى نزفِ الأغنيات

[/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size]

مشرف عام

بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي مدد
شكرا يا اخت هويدة على حسن انتقائك للشاعرة والاديبة فاطمة غيبور التي ادمعت اعيننا
التي لم تنشف على فراق احلى شباب سلمية
فالف رحمة تنزل عليهم وبالعمر المديد للاخ حسين ديوب

عضو مخضرم

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد
إنالله وإنا إليه راجعون
الشاعرة القديرة فاطمة غيبور تخاطب الأطفال بقلبها والكبار بلغتهم من
خلال حضورها المميز وأدواتها التعبيرية التي تكاد ان تتفرد بها ،
كيف لا وهي قد جمعت بين قسوة مناخ البادية وسحر لياليها
وحكاياتها امتلكت ثقافتها الخاصة
شكرا أخت هويدة
من كوم حجارة أنا طالع من جوا مغارة أنا طالع‏

لو تضربني بألف رصاصة بصرخ وبقلك أنا راجع‏

رح اطلعك من لبنان من شبعا وأرض الجولان‏

من غزة ويافا وبيسان من الناقوس وأرض الجامع‏