التدبر
{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً }النساء82
فما المقصود بتدبير القرآن وكيفية هذا التدبر ؟
دبر , يتًدًبر : هو الإحاطة من أمام إلى خلف / أي إلى دُبر /
وتدبير ألمر : هو السيطرة عليه بالتنسيق والترتيب والتنظيم .
والتدبير هو الإحاطة الشاملة للذي هو مباشر ( أي أمام وغير مباشر أي دُبر ) ومن هنا يكون تدبر القرآن هو الإحاطة / قدر المستطاع والإمكانية بمعاني ودلالات القرآن الكريم وأبعداها الروحية والمادية – والإحاطة هنا هي معرفة الظاهر / المباشر / والباطن الذي هو في حقيقته / دُبر / أي مخفي / وبشكل آخر هو معرفة حقيقة القرآن ظاهرا وباطنا ونضرب مثلا لهذا الأمر سورة الكوثر
إنا أعطيناك
فما هي دلالة قوله هو الأبتر والأبتر إطلاقا هو مقطوع الذرية فالكوثر ملك معطى للرسول وإنه عندما يَحين رحيله عن هذا العالم يورث هذا الكوثر لمن يجب فقال له إن مبغضك ومشينك هو مقطوع الذرية وأنت لك ذرية ترثك فيما أعطيناك / الكوثر / هذا المعنى واضح وبسيط ولكن خلفيته هامة في الإسلام لأن الوراثة الدينية هي الفاصل القوي بين اتباع الهوى وغيره وبين اتباع ما أمر الله بولايته والعمل تحت قيادته المنصوبة من الله سبحانه وهم ذرية الرسول من فاطمة الزهراء عليها وآلها السلام والمعروفون من جهة الجميع بآل البيت والقرآن يذكرهم بأنهم آل عمران
( أبو طالب ) وقد ورثهم الكتاب توريثا واضحا وجليا وبنص قرآني لايحتمل اللبث والغموض .
والسلام عليكم ورحمة اللهوبركاته