السلام عليكم
يا علي مدد
في ربيع عام 1850 م اجتاح سلمية غزو مؤلف من عدد من الفرسان قبيلة الفدعان بقيادة ابن شيخ القبيلة ( صميت بن قنيفذ) الملقب براعي العوجا ( والعوجا هي فرس عربية أصيلة ) وصادف هذا الغزو مواشي السلميين قرب جبل عين الزرقاء غربي سلمية و كان رعاة المواشي قلة مؤلفين من سبة رجال و طفلين فقط و استطاع الغزو المكون من فرسان مهرة أشداء أن يقودوا مواشي السلميين كلها بسهولة باتجاه الشمال مارين في سهل الخصيمية و منطقة الصيادة فسهل تل عدا عندما عاد بعض الرعاة الى سلمية يستفذوا حمية سكانها لاسترجاع مواشيهم فلبى دعوة الرعاة من السلميين ستة عشر فارسا منهم الاميران محمد و سليمان و مصطفى دندة و علي حسين شربا و علي الجندي و مصطفى عبيدو و تحيرهم من فرسان سلمية و اتجهوا خلف الفرسان و أدركوهم في سهل جصين حيث دارت معركة كبيرة دامت ثلاث ساعات هرب على اثرها الغزاة و قد فقدوا عقيدهم و عاد فرسان سلمية و معهم أسير مقيد بكوفيته حاسر الرأس حافي القدمين و بين الاغاني و الاهازيج و أصوات النخوة من الجموع التي تهزج للمنتصرين و في مقدمتهم الامير اسماعيل . فاستدعى الامير اسماعيل أسيره على الفور الى غرفته و حل وثاقه و أجلسه بقربه و أعاد له لباسا محترما و قال له : من أنت ياضيف الرحمن ؟ فغض الرجل الاسير بصره فقال له الامير لا تخف انت ضيفنا و عليك الامان فأجابه الاسير انا صميت بن قنيفذ وبعد صمت لم يطل قال الامير لابن قنيفذ : (( أهكذا تكون حرمة الجوار و على جيرانكم تتطاولون سامحكم الله و غفر لكم )) .
و كان في ضيافة الامير بعض من عساكر المتصرفية في مهمة أمنية فطلب قائدهم تسليم ابن قنيفذ للسلطة بحجة أن الدولة تريد أن تقضي على عادات الغزو فكان رد الامير اسماعيل : (( ليس هذا عدوا لنا و ليس هو غازياً بل هو ضيف عزيز بيننا و بينه سوء تفاهم و نحن العرب لا نسلم أضيافنا )) , وعاد الامير الاسير الى دياره معجبا بشهامة السلميين و كرمهم بعد وداع حار من الامير اسماعيل , و أرسل في اليوم التالي فرسه ( العوجا ) و معها قطيع من الابل و ثلاثة قطعان من الاغنام و سبعة عشر حصاناً كهدية صداقة للسلميين .