مفهوم ؟؟الحقيقة؟؟في العلم والنسبية والفلسفة واللغة

مشرف عام

الحقيقة" في العلم والنسبية والفلسفة واللغة

الحقيقة والعلم المادي

الحقيقة شيء يبدو أكثر هلامية وغموض كلما تعمقنا في البحث والخوض فيها ..
فعلمنا أن الحقيقة التي نراها ونسمعها ونلمسها ليست إلا
((نسخة كهربائية وعصبية من الحقيقة الفعلية يجعلنا نتوه أكثر في فهم وإدراك عين الحقيقة .)).
//فكل ما يصلنا وما نستقبله من هذا الواقع ليس إلا صور كهربائية وسيالات عصبية تنتقل إلى أدمغتنا ليعطيها دماغنا شكلاً وإحساساً معينا..قد لا يكون هو الشكل الحقيقي للأشياء والحقائق التي ندركها ..//فعندما نرى الكرسي مثلاً فنحن لا نرى عين شكله الحقيقي بل نرى تلك النسخة الكهربائية التي تصل إلى أدمغتنا ليعطيها دماغنا الشكل واللون والإحساس المعين..لذالك العلم الدماغي والمادي يؤمن بأن الواقع مختلف عن ما بأدمغتنا وخلف حواسنا وان الواقع هو ذلك الكم الذي يكمن بداخلنا ونقوم بترجمته وتفسيره وتحليله بداخلنا

الحقيقة والنسبية

الحقيقة شيء نسبي في حياتنا يختلف شكلها ومضمونها وإدراكها وفهمها من مكان إلى مكان ومن شخص إلى شخص ومن ثقافة إلى ثقافة ..فما يبدو لي حقيقة لا يبدو لشخص آخر كذلك ..فما هو في دوله جميل قد يبدو في دولة أخرى في غاية البشاعة ..وما يبدو لمسلم منطق قد يبدو لغير المسلم قمة التناقض ..والعكس ...الحقيقة نسبية في معظم الأشياء التي تخلق شكلها الحقيقي نسبية المكان والزمان والفكر والثقافة وغيرها من العوامل التي تـُصقل في عقولنا وأذهاننا... فمثلاً قد يرى البعض أن لـُعاب الكلب نجس لما يحمله الشخص من نسبيه في بيئته وأفكاره وثقافته التي جعلته يرى هذا اللعاب بهذه الحقيقة بينما قد يرى الغربي اللُعاب شيء عادي جداً ويعتبر لُعاب الكلب قبلة مدغدغة فقط يستمتع بها حين يلاعبه كلبه والسبب هو نسبية الثقافة والبيئة التي جعلتة يرى هذا أللُعاب بهذه الحقيقة ..

الحقيقة والفلسفة

حاولت الفلسفة والفلاسفة بكل تاريخها ومجهودها أن تجعل او توجد للأشياء منطق واحد وحقيقة واحدة لكنها مع هذا كانت تختلف في عمق اتفاقاتها ..ولكن اكبر ثمرة قدمتها لنا الفلسفة هي القواعد المنطقية التي من خلالها يمكننا الاقتراب من الحقائق يوماً عن يوم ..فكانت الفلسفة هي الأرض الخصبة التي تنموا عليها الحقائق..فلطالما خاضت الفلسفة مجالات وتساؤلات لا محدودة تنشد فيها الحقيقة كيف ما كانت

الحقيقة وعلوم النفس

الخوض في هذه العلوم يعلمنا أن الحقيقة دائماً ما تكون هي نتاج روح فكرنا الذي نحمله وروح تلك العقلية التي نحملها ونحمل تراكماتها الثقافية والتقليدية والسلوكية والتي من خلالها تبدو لنا الأشياء ومضامينها ..(((وبأن الحقيقة هي حالات نفسية تخلقها عوامل كثيرة تتراكم على شخصياتنا وعلى أذهاننا فتتحول إلى سلوك ورؤية..)))

الحقيقة واللغة ..

في البدء كانت الحقائق والأشياء والأسماء مجهولة الأبجدية حتى ابتكرنا ما أعطانا الهوية والتاريخ والمعنى " اللغة "
اللغة الأبجدية بمختلف لغاتها كانت هي الاختراع الأعظم للبشرية الذي منه صنعنا هويتنا كبشر وكتاريخ وكمحاكاة لهذا الواقع الأصم حتى جاءت حروفنا وألفاظنا ومعانينا فحركت سكونه وتحركنا معها فكانت اللغة هي قيمتنا وجسرنا نحو الوصول إلى ذواتنا والى الأشياء من حولنا ورؤيتنا لها ..

لكن مع هذا الاختراع العظيم إلا أن اللغة لم تستطع التعبير عن عين الحقيقة في معظم الأوقات فلغتنا اضعف من عين الحقيقة
فنحن نطلق مثلاً على الخمر خمر لأنه يعمل على عملية تشبه التخمير أو الخمار "الغطاء " على الشيء أي أننا نـُشبه هذا السائل بهذه المفردة التي لا تعني عين واصل حقيقة هذا السائل بل تعني التشبيه المجازي له ..وأيضاً نطلق على العقل عقل كمفردة مشتقه من تعقيل الناقة او عقل الناقة او عقال وهو الحبل الذي تربط او تعقل به الناقة أي أن تسميتنا لذلك العقل فينا هي تسمية مجازية متفرعة وليست تسمية تعني عين ما نحمله في رؤوسنا وأنفسنا ويكون له القدرة على التفكير والتدبير ..ومن هنا نجد أن لغتنا ومعظم اللغات في العالم عاجزة عن التعبير عن عين الحقيقة دون الخوض بالتفرعات والتشبيهات والمجازيات ..وهذا كله يجعل من الحقيقة تتوه بين كل هذه المجازيات والتشبيهات وتجعل من تواصلنا وتعبيرنا عن الحقيقة يختلف باختلاف لغاتنا وإدراكنا نحو لغاتنا ولغات الآخرين من حولنا ..

كل البشر بنوعياتهم واختلاف ثقافاتهم يدعون إمتلاك الحقائق ( المطلقه ) بينما في الواقع الحقيقه هي{((((( بعدم وجود حقيقه مطلقه))))) } .
فكرة الأديان قائمة على إدعاء إمتلاك حقيقة مطلقه بالتالي يجانبون فكرة الحقيقة النسبية المتمثله بـ رأيي خطأ يحتمل الصواب ورأي غيري صواب يحتمل الخطأ

اخيراً الوعي بكل هذا يجعلنا أكثر تقبلاً للحقائق وأكثر امتصاصاً لصدماتها وتقبلها ..

ومع هذا كله سنضل نبحث عن حقائق لنرتوي غموض هذا العالم الذي هو
(((((( خلف حواسنا ...)))))لأننا نريد إدراك ما الذي من حولنا وما الذي ينتظرنا وما الذي أوجدنا ..وما الذي يمكن أن نصل إليه او نتفق عليه في عالم يحترف الغموض ويثبت لنا ذلك في كل مره ندقق فيه .
" إن الإنسان لا يرى الأشياء كما تبدو بل كما يرها ..أو كما يستيقن بها "
عقلي هو فلسفتي
تحياتي..................((إنســـــــــان آخر))

عضو مخضرم

اخي الغالي يامن تسلم على اختيارك هذا الموضوع ومدام ان الحقيقه هذا مفهومها الصحيح اقول ليش اصبحت عند بعض الناس سراب
وخاصة عندما يحاور الآخرون بحثا عن الحقيقة عن طريق تقريب وجهات النظر في سبيل الوصول الى المعرفة الواضحة الجلية
شكرا للموضوع شيق وفتق جروحاتي
ياعلي مدد

مشرف عام

[quote="مهند أحمد اسماعيل"]اخي الغالي يامن تسلم على اختيارك هذا الموضوع ومدام ان الحقيقه هذا مفهومها الصحيح اقول ليش اصبحت عند بعض الناس سراب
وخاصة عندما يحاور الآخرون بحثا عن الحقيقة عن طريق تقريب وجهات النظر في سبيل الوصول الى المعرفة الواضحة الجلية
شكرا للموضوع شيق وفتق جروحاتي
ياعلي مدد[/quote

السلام عليكم
يا علي مدد

جروحكم هي جروحنا اخي مهند والمكم هو المنا

المهم ان تندمل الجراح باقرب وقت وان يأخذ كل ذي حق حقه

والمهم ان تكشف الحقيقه التي تحدث عنها اخي يامن والذي اشكره من اعماق قلبي

مدير

الأخ المحترم يامن علوش
الأخوة المحترمين
الحقيقة أمر نسبي وهذا كلام صحيح لا غبار عليه
كما أن الفلسفة ما هي إلا أم العلوم وبها ومنها اخذت العوم واشتقت
الكلام يعجز عن التعبير عن الحقيقة فلذلك إخوتي المحترمين سأقول ما أراه حول هذا الموضوع
قال تعلى في كتابه العزيز
{وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً }الإسراء79
المقام المحمد في نظري المتواضع هو الوصول إلى الحقيقة لكنها ليست المطلقة لأن الحقيقة المطلقة مثل المحيط ولايتسطيع الفرد منا أن يحيط بهذا المحيط مهما علا شأنه وعلمه
ولانستطيع أن نجد الحقيقة إلا من خلال الصلاة التي تعبر عن الصلة بين الخالق والمخلوق فبها تسموا النفوس والأرواح إلى باريها ومصورها وملهما وهنا ليس لها أي تعلق في المادة بل ما هي إلا صلة مياشرة
أما الكتاب والبحث فية فكلماته مادية كاملة توصلنا لمعرفة ما هو مادي وحقيقته أكثر فالمادة تعرف بالمادة والروح تعرف بالروح
أما حول البحث عن الوصول لمعرفتها مع الباقي وذلك للسبب الذي قاله الأخ يامن أن كل منا يرى أنه يملك الحقيقة وليسش فقط أنه وصل لها والحق والحقيقة أن الحقيقة هي ملك لله وحده وليس ملكا لأحد
دمتم بخير

مشرف عام

الأخ هادي كتب!!!!!!!! أنا أتعجب مما أجهــــــــــلــــه
ولانستطيع أن نجد الحقيقة إلا من خلال الصلاة التي تعبر عن الصلة بين الخالق والمخلوق فبها تسموا النفوس والأرواح إلى باريها ومصورها وملهما وهنا ليس لها أي تعلق في المادة بل ما هي إلا صلة مياشرة

مشكور أخ هادي دائماً في كل مرور لك على مواضيعي أم مواضيع الأحبة ألتمس لك كلام جميل معبّر ينفذ بسهولة ليستقرّ داخلي........
((أنتم أشبه بمارد عظيم في كتاباتكم أستفيق على جهلي ثم أدرك بأن
الطريق مازال أمامي((فالغد لناظره قريب))
ولكن اسمح لي بأن أختلف معاك بأن الصلاة فقط هي التي توصل بنا للحقيقة
هذا الكلام يندرج تحت إفتراض الحقيقة الدينية فالناس لم يختلفوا ابداً في شيء مثلما اختلفوا بتلك الحقائق الدينية والعقائدية فالحقيقة الدينية هي حقيقة غيبية اعتقاديه مجازية في معظم حالاتها لذلك تدخل في الحقيقة الدينية كل العوامل التي تجعلها مختلفة بين البشر العوامل النسبية والعوامل اللغوية والعوامل النفسية والفلسفية ..
(((والدليل على ذلك أننا لم نستطع أن نتفق حتى على إسلام واحد بل جزأناه بين شيعة وسنة وصوفية ومعتزلة وغيرها من المذاهب ..ايضاً المسيحية (((وأيضا كل الديانات تقريباً اختلفت في عمق توحدها واتفاقها لأن الدين هو حقيقة مرنه تتلوا بين كل ما ذكرناه من عوامل وبقوه كبير..))

ثم إنّه لا قيمة للحواس من دون العقل ..والعقل هو المترجم الأول لما ترسله الحواس .. لكن إن كانت الحواس ضعيفة على المستوى السيكولوجي والفسيولوجي والمنطقي فسيؤثر ذلك أيضا على احتمالية اكبر في خطأ العقل في الترجمة .. العقل حين يترجم ما ترسله الحواس ليس مجرداً من تفاصيل عديدة خارجية وداخلية تكون أيضاً مساهمة في خطأ ترجمته ..

والسؤال أين دور الحواس والعقل الذين هم مصادر الوصول للحقيقة والتى هي كما أتفقت معي بأنها ناقصة نسبية في عملية الصلاة والتى معظمنا يمارسها بطريقة ميكانيكية آلية.......نتيجة العادة؟؟
بمعنى هل يجوز القفز عن وسائل وأدوات المعرفة للوصول إلى حقيقية إفتراضية ذهنية من نسيج خيالنا الخصب؟؟؟

مع إحترامي وتقديري.............لك أستاذي هادي

مدير

الأخ المحترم يامن علوش

والأستاذ الذي يشق طريقة بكل حكمة واقتدار

ما أنا إلا من العباد الذين يسعون دائما بلا كلل أو ملل للوصول إلى الحقيقة المجملة وهي الله تعالى وكل الحقائق دون ذلك تكون ,وما تكلمت عنه الحقيقة الدينية فقط

فالمطلق الذي هو الله تعالى لايمكن الوصول إليه إلا عن طريق الصلاة ولهذا كانت على المؤمنين كتابا موقوتا , والصلاة هي اتحاد الشرارة بالشعلة الكونية ( الله ) أو الصلة بينهما حتى يحصل الإتحاد ,ومتى حصل هذا الإتحاد يفنى الجزء بالكل فلذلك لايمكن الوصول إلى الحقيقة المطلقة إلا بالفناء " طبعا الحقيقة الدينية "

أما لماذا لم يصبح الإسلام واحدا فأقول بعون الله : لو عدت إلى القرآن الكريم لوجدت أن المسيح عليه السلام أوصى تلامذته بالإسلام ( المسيحيين ) ويعقوب قد أوصى بنيه بالإسلام

( اليهود ) وقد أنزل الله تعالى الإسلام على شرائع متعددة كل منها شريعة قائمة بحد ذاتها

أخي الكريم تمعن قليلا في الديانة اليهودية تجدها ديانة مادية وتبحث في الماديات أكثر منها روحانيات . الديانة المسيحية تجدها روحية أكثر منها مادية وتبحث في الروحانيات وعلم اللاهوت . الإسلام الذي نزل على النبي محمد

( ص ) جمع المادة والروح معا ونادى بالتوازن بينهما .

فلذلك قال النبي الكريم ( من عرف نفسه فقد عرف ربه )

قال الإمام علي " إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا "

وقال تعالى عن الشرائع *

{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }المائدة48

أما من حيث الحقائق المادية الباقية فلا تعرف إلا عن طريق الحواس وإن غابت حاسة عن معرفة هذه الحقيقة كانت الحقيقة ناقصة والحقيقة المادية تحتاج إلى ثوابت للتعامل معها

وتعرف أيضا عن طريق التجربة حتى يستطيع الفرد منا أن يعقلها أو يتعقلها وذلك لأن العقل مبني على التجربة الحسية المادية وليس غيرها والتفكر قبل وبعد التجربة حتى يتمكن من تطوير ما وصل له من علوم ومعارف

ولا خلاف بيننا حول ذلك فالمادة لاتعرف إلا من خلال المادة والروح لاتعرف إلا من خلال الروح

المادة الطريق إلى معرفتها الحواس والتجربة

الروح الطريق لمعرفتها الصلاة وإقامة الصلة الحقيقة بين الباري عز وجل وبيننا

دمت بخير

مشرف عام

أخ هادي هل با ستطاعتك أن تعيرني منظارك...............الذي تطلّ به على العالم..........
لأنه على ما أظن ياباني الصنع.............
فعلاً لديك رؤية خاصة فريدة من نوعها..............
كل الشكر والمحبة لك

مدير

أخي الكريم يامن علوش
ما منظاري إلا ماتملكون من حكمة ومقدرة على التواصل مع الآخرين
ومحاولة بسيطة جدا في التفكير العقلي مع بعض من شذرات الإيمان التي أسعى دائما لامتلاكها
دمت بخير