بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد
شكرا للأستاذ يامن علوش للتنويه على مايلي
كتـــــــــاب ((سلمية أمّ القاهرة في الميزان ))للباحث فايز الضمانوهذه مقتطفات منه"سلاميس" و"أم القاهرة"... سلمية تقع "سلمية" في الجهة الأميل للغرب عن طرف بادية الشام ويحدد خط العرض 35 شمالي خط الاستواء وخط الطول 37 شرقي غرينتش موقعها بالنسبة للشرق الأوسط.
وتبعد عن "حماة" 35 كم وعن "حمص" 42 كم وترتفع تقريباً 500 كم عن سطح البحر وتقوم في الطرف الغربي لسهل كبير يمتد من جبال "البلعاس" شرقاً إلى جبال "عين الزرقاء" ونهر "العاصي" غرباً، ومن جبال "العلا" شمالاً إلى جبال "الشومرية" جنوباً ولا تبعد "سلمية" عن نهر "العاصي" في موقع "القنطرة" أكثر من 15كم.
إعمار سلمية:
يعود البناء الأول إلى العصور اليونانية والذي كان فيها مقام الإمام "إسماعيل" معبداً لزيوس الذي تحول في العهد الروماني لمعبد "جوبيتر" ثم كنيسة بعد انتشار المسيحية ومسجداً في العهد الإسلامي الذي سنركز عليه أكثر.
تسمية سلمية:
إن أصل تسمية "سلمية" قديم ولا تتوافر معلومات دقيقة حول نشأتها الأولى باستثناء تسمية "السلوقيين" لها باسم "سلاميس" إذ تشتق تسمية "سلمية" من كلمة "سلاميس" المعركة التي انتصر فيها اليونان على الفرنسيين سنة 488ق.م أو من اسم مدينة "سلاميس" اليونانية على بحر إيجة ويشير "قتيبة الشهابي" في مؤلفه المذكور أن التسمية قد تكون نسبة لمئة نفس نجت من أهل
المؤتفكة الذين نزلوا منطقة "سلمية" وعمّروها وسكنوها فسميت سلم مئة وتم تحريفها "لسلمية".
وأهل المؤتفكة قبيلة رحلت لبلاد الشام في أعقاب الفتح الإسلامي من الجنوب الغربي وبنو فيها بيوتاً كعرب رحل منجذبين لينابيع حوضة "سلمية" في زمن الخليفة "عمر بن عبد العزيز" ويشير المؤرخ "قتيبة الشهابي" أن تسمية أخرى "لسلمية" لم تستمر ظهرت في العهد العثماني هي "مجيد أباد" نسبة للسلطان "عبد المجيد" الذي منح الإذن بإعادة إعمارها سنة 1265هـ/1849 م بعد أن خربها "تيمور لنك" سنة 803هـ/1401، كما أطلق البعض عليها اسم "أم القاهرة" نسبة "للفاطميين" الذين انطلقوا منها وعمروا مدينة "القاهرة" والبعض الآخر يقول أن أصل التسمية مشتق من (سيل ماء) نظراً للسيول التي تنحدر من جبال "البلعاس" كدليل على غنى "سلمية" بالمياه (أم القاهرة في الميزان"فايز الضمان").
تجديد بناء "سلمية" في العهد الإسلامي ("سلمية" في خمسين قرناً "محمود أمين"):
أجمع مؤرخو العرب على أن تجديد بناء "سلمية" في العهد الإسلامي كان بين عامي (752م-762م /35 – 145هـ) أي في عهد
الخليفتين العباسيين "المنصور والمهدي" والسؤال الآن من جدد البناء؟ "عبد الله بن صالح العباسي" أم "أهل المؤتفكة"؟
وفقاً "لياقوت الحموي" و"البلاذري" المؤتفكة هم بناة "سلمية" وليس"عبد الله بن صالح العباسي" والظاهر أن أهل المؤتفكة هم معمري "سلمية" ولكن من أشهر المدينة بعدئذ هو "عبد الله بن صالح" إذ أكدت الروايات التاريخية أن "سلمية" كانت خراباً وسكانها هم فقراء المؤتفكة فرأى "عبد الله بن صالح العباسي" بعينه البصيرة أهمية موقع "سلمية" بتوسطها بلاد الشام ومجاورتها للبادية والطرق التجارية العابرة فيها فسكنها وأقام فيها السوق لمدة ثلاثة أشهر وكانت السوق وسط المدينة ما تعرف اليوم "بقلعة سلمية" المهدمة ويجلس الجباة على الباب يجمعون المكوس لمن يرغب للاشتراك بالسوق ومن هنا جاء إشهار مدينة "سلمية" في حواضر بلاد الشام كمدينة تجارية.
من أهم أثار "سلمية" مقام "الإمام إسماعيل" و"الحمام الأثري" والجزء المتبقي من سور "قلعة سلمية" التي تعود للعهد اليوناني وامتداده الروماني.
أساس اقتصاد "سلمية" هو الزراعة وتربية الحيوان اعتماداً على مياه الأمطار إذ تخلو "سلمية" من أنهار دائمة الجريان وتملك فقط أودية سيلية وينابيع جفت في الخمسينات بفعل استنزاف المياه الجوفية ويبلغ عدد أقنيتها 300 قناة تعود للعهد الروماني وأهم الزراعات هي القمح والشعير والكمون والقطن والبصل وأشجار اللوز والمشمش والزيتون حديثاً.
والحديث عن "سلمية" يطول لكن نكتفي بما ذكرناه أملاً أن نتوقف مطولاً في محطات هامة في تراث "سلمية" وعادات أهلها المكتسبة من موقعها وتاريخها.