READZ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الحوار المتحضر الاسماعيلي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» شرح قصائد كتاب الثالث الثانوي الجديد
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الخامس ( الأخير ) Icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 24, 2017 6:49 pm من طرف أبو سومر

» بكالوريا لغة عربية
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الخامس ( الأخير ) Icon_minitimeالخميس أكتوبر 19, 2017 5:11 am من طرف أبو سومر

» المشتقات في قصائد الصف التاسع للفصل الثاني
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الخامس ( الأخير ) Icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 18, 2017 7:21 am من طرف أبو سومر

» المشتقات في قصائد الصف التاسع للفصلين الأول والثاني
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الخامس ( الأخير ) Icon_minitimeالإثنين أكتوبر 16, 2017 4:23 am من طرف أبو سومر

» المفعول فيه تاسع
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الخامس ( الأخير ) Icon_minitimeالسبت سبتمبر 30, 2017 9:38 pm من طرف أبو سومر

» أسئلة الاجتماعيات تاسع 2017لكل المحافظات
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الخامس ( الأخير ) Icon_minitimeالسبت مايو 13, 2017 11:46 pm من طرف أبو سومر

» بكالوريا لغة انجليزية
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الخامس ( الأخير ) Icon_minitimeالأربعاء مايو 10, 2017 9:49 pm من طرف أبو سومر

» بكالوريا علمي أحياء
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الخامس ( الأخير ) Icon_minitimeالأربعاء مايو 10, 2017 7:23 pm من طرف أبو سومر

» تاسع لغة عربية توقعات
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الخامس ( الأخير ) Icon_minitimeالثلاثاء مايو 09, 2017 7:37 am من طرف أبو سومر

» تاسع فيزياء وكيمياء نماذج امتحانية
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الخامس ( الأخير ) Icon_minitimeالثلاثاء مايو 09, 2017 1:12 am من طرف أبو سومر

» تاسع تربية وطنية نماذج امتحانية
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الخامس ( الأخير ) Icon_minitimeالإثنين مايو 08, 2017 9:12 pm من طرف أبو سومر

» تاسع رياضيات هام
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الخامس ( الأخير ) Icon_minitimeالإثنين مايو 08, 2017 8:18 pm من طرف أبو سومر

» السادس لغة عربية
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الخامس ( الأخير ) Icon_minitimeالإثنين مايو 08, 2017 4:12 am من طرف أبو سومر

» بكالوريا علمي كيمياء
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الخامس ( الأخير ) Icon_minitimeالأحد مايو 07, 2017 10:54 pm من طرف أبو سومر

» عاشر لغة انجليزية
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الخامس ( الأخير ) Icon_minitimeالأحد مايو 07, 2017 5:58 pm من طرف أبو سومر

المواقع الرسمية الاسماعيلية
مواقع غير رسمية
مواقع ننصح بها

 

 حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الخامس ( الأخير )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فتحي فطوم
عضو جديد
عضو جديد




حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الخامس ( الأخير ) Empty
مُساهمةموضوع: حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الخامس ( الأخير )   حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الخامس ( الأخير ) Icon_minitimeالأحد أكتوبر 25, 2009 5:33 pm













الفصل الخامس




( المكان : مقصف في بلدة صغيرة ، الجدران عارية ، يزيدها قتامة تساقط الدهان في أماكن متعددة ، وبأشكال مختلفة .

تغطي الأرض قطع من { الموكيت } القديم ، حيث تبدل لونه مع مرور الزمن حتى بات أصفر باهتاً .

نهر يمر بحذاء المقصف . من النوافذ الكبيرة تبدو الأشجار تتمايل مع هبات الريح . بين المقصف وحافة النهر فسحة من الأرض رصفت بالحجارة ، وأقيمت عليها أعمدة إسمنتية لتشكل مظلات واقية . هذه الفسحة تستخدم أيام الصيف والربيع ، أما في الشتاء والأيام الباردة من فصل الخريف فترفع منها الطاولات والكراسي .



الوقت : بعد مضي ساعة على زمن الفصل الرابع ) .



المشهد الأول



( عبد اللطيف ، فهمي ، جوزيف ، هَمَّام ، سعيد ، زيا ، إبراهيم ، نادل المقصف ، عدد من الرجال . يدخل عبد اللطيف أولاُ ، ثم الآخرون .... معظم الطاولات خالية )



هَمَّام : أين تفضلون الجلوس ؟

عبد اللطيف ( يقلب النظر في المكان ) : غدا البرد أشد وطأة .

جوزيف : في الداخل تشعر ببرد لا يطاق ، أما في الخارج فتصفعك أشعة الشمس الحارقة ... طقس محير !

فهمي : هي الحيرة التي تظهر بين النقيضين ، وعليك أن تختار .

هَمَّام ( يشير بيده ) : هناك قرب النافذة ... في الزاوية ... ما رأيكم ؟
( يتجهون إلى الطاولة المنفردة حيث أشار هَمَّام )


عبد اللطيف : لا بأس ... تجاوزنا سن الشباب ، لم تعد الأجسام قادرة على التحمل .

جوزيف ( وهو يهم بالقعود ) : أفضل دواء هو الرياضة ... مرن جسمك على التكليف مع تقلبات الطقس .

سعيد : نحن مجبرون على ممارسة الرياضة بشكل يومي .

زيا : من موقع عمل إلى آخر ، ثم رياضة الأرقام : أضرب ، أطرح ، أستخرج موازين مراجعة ... أوامر صرف ...

فهمي : وكل في فلك يسبحون .

عبد اللطيف : كنت من هواة الرياضة ، والآن رياضتي الوحيدة : التفكير ، حركة العينين واليدين أثناء كتابة التقارير .

سعيد ( ضاحكاً ) : لا أرغب بممارسة مثل هذه الرياضة ، خاصة ( يُشير بيده إلى الكتابة ) . من المحتمل أن أصاب بحالة انزلاق !

زيا : هو انزلاق بعقل !

هَمَّام : ألا تحاول نسيان موضوع الغرفة ؟

سعيد ( ساخراً ) : الغرفة ! آه من الغرفة ، وعذاب الغرفة !

إبراهيم : تدريب الجسم على تحمل المشقة أمر ممكن ، أما تدريب الروح ، وترويضها ، فتلك مشكلة تحتاج إلى نوع خاص من البشر .

هَمَّام : ولكْ إبراهيم ! من أين لك تلك الحكمة ؟

إبراهيم ( يشير إلى رأسه ) : من هنا .
( يقترب النادل وقد انفرجت شفتاه عن ابتسامة تتكرر صورتها مع الزبن كافة )


النادل : أهلاً وسهلاً ، شرفتم ...

هَمَّام : ماذا عندكم ؟

النادل : ما تشتهون .

هَمَّام ( إلى عبد اللطيف ) : هل تحب تناول طعام معين ؟

عبد اللطيف : اطلب ما يحلو لك .

جوزيف ( إلى النادل ) :أرى المكان شبه خالٍ !

النادل ( هامساً ) : السبب هو الأستاذ .

جوزيف : الأستاذ ! أي أستاذ ؟

النادل : السيد المحافظ ... كل يوم يتصل هاتفياً مع المعلم ، صاحب المقصف ، ويسأله عن أسماء الموظفين الذين ...

زيا : يرتادون المقصف !

النادل : نعم .

إبراهيم : هل يحسب أن كل من يأتي إلى هنا هو من أصحاب الشفط والبلع ؟

عبد اللطيف : معنى هذا أنه يحرم دخول كل الموظفين !

النادل ( هامساً ) : حط بالخرج أستاذ ! معلمنا لا يُعطي إلا أسماء بعض المدراء .

هَمَّام ( إلى النادل ) : هات ( يُشير إلى الدفتر الصغير الذي يحمله بيده ، يتناوله منه ، يدون أنواع الطعام ) خذ الدفتر ، وهات الأكل بسرعة .

عبد اللطيف : منطق غريب !

فهمي : يا رجل ! أصبح الشيطان من أصحاب البيت .

زيا : أشياء كثيرة باتت غريبة !

هَمَّام : ودوامة السين والجيم أليست غريبة ؟

فهمي : لا ..الحياة كلها سين وجيم ، وفي القبر يأتيك ناكر ونكير ومعهما سجل السين والجيم .... وفي الآخرة ...

عبد اللطيف : الاستجواب أمر لا مفر منه ، كل موضوع لدينا لا يكتمل أبداً إلا بعد السين والجيم .
( يحضر النادل الأطباق والملاعق والأقداح )


النادل : ماذا تشربون ؟

جوزيف : العرق ، العرق ، ابنة الكرمة ، حليب السباع .

إبراهيم : كنت أحسبه مفقوداً !

سعيد ( يغني ) : مفقود .... مفقود يا ولدي !

جوزيف ( إلى النادل ) : أسرع يا هذا ! لعن الله ساقيها ... لكنها لذيذة بنت الكلب . ما أجمل

أن يفقد الإنسان وعيه ، ويغيب عن هذا العالم ! ( إلى عبد اللطيف ) أي مشروب تفضل ؟

إبراهيم : أنا أخمن .... مشروب الغرفة .

هَمَّام : اللعنة عليك وعلى المذكورة .

عبد اللطيف : عفواً .... أنا لا أتعاطى المشروب .

هَمَّام ( إلى النادل بصوت هامس ) : إذاً لا تجلب المشروب .
( يدخل ستة أشخاص ، أحدهم يرتدي اللباس العربي )


إبراهيم ( ضاحكاً ) : أهلاً ... أهلاً ، بدأت الوفود تهل !

عبد اللطيف : من هؤلاء ؟

إبراهيم : صاحب اللباس العربي مزارع معروف بالمنطقة ، أما الآخرون فهم موظفون

في المصرف الزراعي .

زيا : قبل منح القروض الزراعية تكثر الولائم والحفلات .

جوزيف : يا ترى ! هل يُخبر مدير المقصف الأستاذ المبجل بأسماء هؤلاء الشباب ؟

فهمي : هل أصبح المقصف مكاناً للمراقبة وللمحاسبة ؟

إبراهيم : يحسب أن كل من يأتي إلى هنا من الموظفين إما مرتش أو مختلس .

فهمي : الأسماك الكبيرة لا ترتاد مثل هذا المكان ، هذا صحيح ، لكن قي لي : هل يستطيع الموظف الصغير دفع قيمة أية فاتورة من جيبه ؟ الراتب هزيل يكاد لا يكفي سوى أيام معدودات .

جوزيف : ما علينا ... أين الطعام ؟

هَمَّام ( يصفق ) : الطعام ... الطعام .
( يحضر النادل الطعام ، يسود صمت لا يشوبه سوى أصوات الملاعق والسكاكين ) .


ظـــلام


المشهد الثاني


( هَمَّام ، سعيد ، إبراهيم ، حوَّاس ، رضا الأبله { يرتدي سترة عسكرية بالية ، مرصوفة بأوسمة من أغطية الزجاجات ، وبنطال فضفاض } ، عدد من الزبن )


سعيد ( إلى هَمَّام ) : ما رأيك بالمفتش ؟

هَمَّام : من الصعب أن تحكم على إنسان من أول لقاء .

زيا : رأيته حذراً ، متردداً ...

إبراهيم : لكل وجهة نظر . قد أختلف معك ، المهم أنه حرمنا من تناول المنكر .

هَمَّام : احترمنا رغبة الضيف ... على كل حال نحن فيها ، ما المانع أن تستمر القعدة إلى منتصف الليل ؟

إبراهيم : موافقون بالإجماع .

سعيد : مثل انتخابات دول العالم الثـ ....

هَمَّام : أنت غير موافق !

سعيد : موافق ... بس من باب تجربة الخمر الأرضي لمقابلته مع السماوي .

زيا : أمل إبليس يا حبة عيني !

إبراهيم : هو موافق لعل شرفات الخمر تذهب بعقله ! وينسى حالة انزلاق الغرفة .

هَمَّام : ليطمئن نفساً ، ويقر عيناً ... سينسى كل غرف العالم .
( يدخل حوَّاس من الباب متأبطاً جريدة ، يتابع سيره نحوهم )


إبراهيم : ها قد جاء أخيراً ! (إلى إبراهيم) هل صادفت في طريقك غرفة صغيرة ضائعة ؟

حوَّاس : كانت تبكي ، وتصرخ : " ماما ، ماما ( يلتفت يمنة ويسرة ) لكن أين الشباب ؟

هَمَّام : ليسوا من أصحاب الكيف ( ستدرك ) بل ـ على وجه الدقة ـ المفتش عبد اللطيف وحده ليس منهم . تناولوا طعامهم بسرعة ، وخرجوا قبل ساعتين تقريباً .

حوَّاس : لهذا السبب أرى أمامي أقداحاً لا كؤوساً ... أريد أن أبل حلقي قبل أن أزف إليكم الخبر التالي ( يصمت)

هَمَّام : كل الأخبار سواسية ... لا شيء جديد .

حوَّاس : خبر ليس أحمق الخطا ( يضحك ، وينشر الجريدة ) إقالة وزير الزراعة من منصبه ، وإحالته إلى القضاء ... ما رأيكم دام فضلكم ؟
( ارتفعت الأصوات مستفسرة ، تسابقت الأيدي إلى تلقف الجريدة )


حوَّاس ( يغني ) : الوزير ، الوزير .... الوز ، الوز ... طار الوز ، انكسر الزير !

هَمَّام : عظيييييييـــم !

حوَّاس : قلت لكم إن صاحبكم لم يكن يملك من متاع الدنيا إلا القليل ، ثم ـ بقدرة قادر ـ صار من أصحاب العقارات والمزارع ، و .... و .... والآن جاءت الدولة ، ووضعت يدها على كل شيء فجأة .

سعيد : مالها ، وهي حرة فيه ... جاءت الضربة في الوقت المناسب . الوزير حوت ! كان فاغراً فمه ( يقلده ) سنقضي على مواطن الخلل بحزم ، ونحاسب المقصرين دون شفقة أو رحمة .

إبراهيم ( إلى النادل بصوت جهوري ) : الآن الآن أحضر المشروب .
( يحضر النادل زجاجات العرق ... تملأ الأقداح )


حَوَّاس ( يرفع كأسه ) : كأس الغرفة يا شباب !

إبراهيم : كأس الزير ... والوز... يييـــر ، كأس العجوز ، كأس التفتيش .... ما فيش .
( ترتفع الأيدي بالكؤوس )


زيا : بعد قليل ننسى الدنيا ، والدنيا تنسانا ، وهذه الغرفة ( يشير إلى رأسه ) ....

إبراهيم : تسقط الغرفة ... تسقط تسقط ... كل شيء مصيره السقوط في النهاية ... الانزلاق في حفرة ....

زيا : ها أنت قد أصبحت حكيماً قبل دخول بوابة السكر !

حَوَّاس : يا شباب ! فوائد العرق كثيرة : يملأ الدماغ ، يسطل ، يتغير لونه بسرعة عندما يلامس الماء ، حساس ، رقيق كقلب عاشق في حضرة المعشوق .

سعيد : مشروبات العالم كلها تنحني صاغرة أمام جلالته ( يرفع الكأس ) كأس الغرفة ، كأس الوزير المخلوع ، كأس الأحباب الحلوين .

حَوَّاس : أنت سكران ! كيف تشرب نخب ذلك الرجل المدحدح ، صاحب المسدس ؟

سعيد : أنت من يقول هذا ! ماذا أسمع ؟ هل نسيت تلك الخطبة العصماء ؟ ( يقلده ) إن تاريخكم الناصع لهو خير دليل ، وأفضل برهان على ما أقول ، ولنا في سيرتكم الذاتية الزاخرة خير زاد ...

هَمَّام : دعونا من الحديث عنه الآن ... راح إلى بيت خالته .... بس لولا تلك الغرفة ...

إبراهيم : كان الأكل بمغرفة .

حَوَّاس : والله ! حلوة هالنغمة حلوة !
( ترتفع الضحكات ، تبدو علامات السكر على الوجوه والحركات )


إبراهيم : دعونا من الغرفة ... الله يلعن أساسها .

زيا : أبعدوها .

هَمَّام : من يريد أن يتكلم عنها فليبتعد عن مجلسنا هذا .
( يدخل رضا الأبله حاملاً تحت إبطه ربطة من الجرائد والمجلات ، يمسح بالمكان نظرة عائمة ، يتجه ناحية الطاولة التي تقع قرب طاولة هَمَّام ورفاقه . لم يثر دخوله أي اهتمام ).


سعيد ( يتأرجح في وقفته ) : أيها السادة الأفاضل ! يشرشحني ... أقصد يشرفني أن أبدأ كلمتي هذه .. بصب ... اللعنة على الغرفة ... كما يصب الإسمنت ... المجبول في القالب . ( يطلق ضحكة صاخبة . يهز الموجودون رؤوسهم ، يحثونه على المتابعة ) .

حَوَّاس : تشبيه مستق من البيئة ، تستحق عليه ... رشفة من هذه ( يشير إلى الكأس ) .

سعيد : إن مأساتنا أيها السادة ! (يصمت )

إبراهيم : هات ، هات ، يسلم لسانك .

سعيد : أيها السادة ! مأساتنا ... تكمن في وجود غرف ( يُشير ببطء إلى رأسه ) خالية من الأثاث .
(تنطلق قهقهات متنوعة الإيقاع )


زيا : بالمناسبة ... هل تعرف ... سبب تخلفنا ؟
( يهز سعيد رأسه يمنة ويسرة ) .


زيا : اسمعوا هذه الحكاية ... يُحكى أن رئيس ... دولة ... سأل الجماهير في ... حفل خطابي ... عن أسباب ... تخلف المجتمع ... صرخ بعضهم : إسرائيل ... قال آخرون : الرجعية ....تردي مستوى .... التعليم ... راح كل واحد ... يدلي بدلوه ... كل الأجوبة ... لم ترضِ صاحب ... السيادة ... عندئذٍ ... نادى أحد مرافقيه ... أن يأتيه بالعنز ... نعم العنز ... جاءت العنز ... قال بصوت صارخ : هذه العنز ... سبب تخلفنا ... تأكل الأشجار ... تقضي على الثروة ... الحراجية ... تُدمر ... البيئة .
( ترتفع الأصوات متداخلة )


هَمَّام : ماذا تقصد من وراء هذه الحكاية ؟

زيا : رئيس تلك الدولة يقول إن سبب ... التخلف هو ... العنز ... إذاً العنز هي ... السبب ، لا شيء آخر .

سعيد : آه ، ثم آه ، ثم آخ وآخ ! لنقتل العنز ، ونواكب مسيرة العصر !

حَوَّاس : كنا سادة ... سادة ....

إبراهيم : أفنينا جنس الماعز .

حَوَّاس : زمام العالم بيدنا .

سعيد : لكننا رفضنا البقاء في القمة .

هَمَّام : لم نرفض ... أخدتنا غفوة .

إبراهيم : انحدرنا ، انحدرنا .

هَمَّام : انزلقنا إلى القاع ... القااااااع .

( يقف رضا ، يتقدم من همَّام ، ينفض جسده كالديك ؛ فترقص سترته العسكرية البالية ، المرصوفة بأوسمة من أغطية الزجاجات ، تلوب قدماه في بنطاله الفضفاض الذي لا يُعرف له وجه ) .

رضا : من يقبل العيش بالقاع لا يخاف السقوط .
( تتجه إليه الأنظار بتكاسل ) .


هَمَّام : أنت هنا ! ما الذي أتى بك في هذه الساعة ؟ ... لا بأس ، لقد نطقت بالحكمة .

حَوَّاس : خذوا الحكمة ... من أفواه ... بل من أفواه ... السكاااارى .

زيا : لا فرق ... كلهم في الهوا ( يصدر صوتاً بلسانه ) .

هَمَّام : نحن لسنا بسكارى ( يرفع الكأس ، يرشف رشفة ) .

رضا : مخطئ من يقول عنكم : سكارى .

إبراهيم : برأيك ماذا نكون ؟

رضا : أنتم هاربون .

سعيد : أسمعتم ما يقول قائد الجيوش المنتصرة ؟

زيا : قائد جيو ... ش ... ش ! ( يحدق في الأوسمة ) منتصرة ! ( إلى رضا ) من أين لك كل هذه الأوسمة ؟

رضا : تريد أن تعرف ؟

سعيد : نعم ... نريد أن نعرف .

رضا : أنا الذي قرر منح الأوسمة والأنواط ، فكلما انتصرت في معركة على رغبة من الرغبات أعلق على صدري وساماً ... نلت الوسام الأول في معركة الكذب ، والثاني في معركة الأنانية والثالث في معركة النميمة ، والرابع

.... الخامس ، والسادس .... في معارك مختلفة . هذه الأوسمة نلتها بشرف .

إبراهيم : ألم تخض غمار معركة السقوط أو الانزلاق ؟

رضا : أقل ما يُقال جواباً على هذا السؤال : إنه سخيف . انظر إلى هذه الأوسمة تعرف الجواب . إني أقف على أرض صلبة .

إبراهيم : قال أرض صلبة قال ! هل هذا معقول ؟ ( يُشير إلى رأسه ) آه من الأرض الصلبة ! لو كانت الغرفة على أرض صلبة ما انزلقت ، أو مالت .

حَوَّاس ( يغني ) : ميلي عليَّ ميلي ... يم الزنار النيلي

إبراهيم : الله الله ! نيالك يا شيخ !

سعيد : هل أتاك حديث الغرفة ، وانتقاله على الألسن كالطرفة ؟

هَمَّام : سيطوي النسيان حكايتها كما طوي غيرها من الحكايات .

رضا : هناك أشياء كثيرة لا تُنسى . فعل الزمن لا يستطيع أن يطويها ... تبقى عالقة بالذاكرة .

زيا : أية ذاكرة تلك التي تتحدث عنها ؟ ثم لماذا تقف أمامنا كالمرصد ؟ هل تريد أن تذكرنا بوجودك ؟ اصمت ، اصمت .

رضا : تسألني عن أية ذاكرة أتحدث ! أنتم أبناء الذاكرة تتوارثون الماضي أباً عن جد ، كل واحد منكم هو ابن أبيه ، فهل تجمعكم فكرة واحدة ؟ ( ساخراً ) أنتم على طاولة واحدة ، وعقولكم شتى .

تطلب إليَّ التزام الصمت ! من يملك لساناً يجب ألا يصمت إذا رأى منكراً . أليس كذلك ؟ والعقل يجب ألا يكف عن التفكير .

إبراهيم : ما هذا ؟ ، ما هذا ؟ والله العظيم ! أبله من يقول عنك : أبله !

حوَّاس : صدقت ورأس أمك وطفة بنت مناع بن مزاح .

سعيد ( إلى رضا ) : يكاد كلامك يُرَّقِص الدم في عروقي !

حوَّاس ( يرفع يده بالكأس ) : ما أجمل أن يرقص الإنسان في مثل هذه الساعة !
( تبدأ الأيدي تقرع الطاولة بإيقاع منتظم )


سأقدم لكم ... أعظم رقصة ( يدفع الكأس إلى فمه ) تعجز ... عنها أفضل راقصة ... شرق أوسطية ( يهز بطنه )

هَمَّام : ارقص ، ارقص ، ما لنا غير الرقص ... هز ن هز ... الوسط ...

رضا : يا أولاد القــ ... ! دائماً وأبداً يهتز الوسط ... إذا غضب الشمال ... الشرق والغرب هل يرسلون رسائل عشق وغرام أم ( يشير بيده يعني : صواريخ ) ؟ فأية منطقة في الكرة الأرضية تهتز ؟ نحن نعيش في الوسط ، وسنظل نرقص في كل حين ، كما كنا نرقص في السابق .

هَمَّام : كف عن الكلام ... دعنا نعيش ـ الآن ـ بعيداً عن مواعظك .

سعيد : ما أطيب العيش في عزلة !

زيا : والعزلة أرحم .

إبراهيم : والعزلة لا تعرف ربحاً أو خسارة .

سعيد : اللهم ! أمطر علينا شآبيب الرحمة / كما أمطرت على الذين ... من قبلنا .

إبراهيم : مطر ... مطر ... إني أرى سواداً مقبلاً !

هَمَّام : هل هو راجل أم فارس ؟

إبراهيم : إنه قادم .

رضا ( غاضباً ) : انهضوا ، انهضوا .
( يقذف الجرائد والمجلات ، يخرج . يسود الصمت ) .


ســــتار
الحسكة : أيار ـ تشرين الأول 1987












بطاقة تعريف



فتـحي فـطوم :

ولد في دير الزور عام 1947

إجازة في الشريعة ـ عضو اتحاد الكتاب العرب / جمعية القصة والرواية ـ سوريا

صدر له :

ــــــــــــــــــــــ

1 ـ رحلة الأيام السبعة : قصص قصيرة ـ دار الجندي ، دمشق عام 1991

2 ـ الجســر : قصص قصيرة ـ دار الجندي ، دمشق عام 1994

3 ـ البيت الأبيض : قصص ـ دار الجندي ، دمشق عام 1996

4 ـ من أوراق موظف { الجزء السادس من : أحوال } : يوميات ، وأطياف من الذكريات والرؤى ـ دار الجندي ، دمشق عام 1996

5 ـ عضة موظف : قصص قصيرة ـ دار الجندي ، دمشق عام 2003

6 ـ سبعة ، الرقم المقدس : رحلة بحث ـ دار الينابيع ، دمشق عام 2003

7 ـ عنف : قصص قصيرة ـ دار الجندي ، دمشق عام 2004

8 ـ في التراث واللغة : بحوث ومقالات ـ دار الجندي ، دمشق عام ‏2004‏‏



مخطوطات نالت الموافقة على الطباعة :

ـــــــــــــــــــــ

1 ـ بيت التعب { الجزء الأول من : أحوال } : يوميات .. موافقة اتحاد الكتاب العرب رقم 234 تاريخ 25 / 3 / 2002

2 ـ بيت الكلام { الجزء الثاني من : أحوال } : يوميات ... موافقة اتحاد الكتاب العرب رقم 234 تاريخ 25 / 3 / 2002

3 ـ بيت القلق ( ج3 من أحوال ) : يوميات ... موافقة اتحاد الكتاب العرب رقم 95916 تاريخ 10 / 9 / 2007

4 ـ بيت العتمة والضوء { الجزء السابع من : أحوال } : يوميات ... موافقة اتحاد الكتاب العرب رقم 281 تاريخ 3 / 5 / 2005

5 ـ رسالة غير عادية : قصص ، موافقة اتحاد الكتاب العرب رقم 615 تاريخ 24 / 7 / 2007

7 ـ هذيان : رواية موافقة اتحاد الكتاب العرب على الطباعة رقم 577 تاريخ 21 / 6 / 2008 ـ ( نشر فصلان منها ( الأول والثاني ) في موقع ألف www.aleftoday.com



مخطوطات أخرى منجزة :

ــــــــــــــــــــــــــــ

* جانب الماء : رواية



مسودات :

ــــــــــــــــــــــــ

* أحوال : الجزء الرابع ، الجزء الخامس .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حالة انزلاق ـ مسرحية / الفصل الخامس ( الأخير )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
READZ :: القسم المنوع :: المنتدى الفني الثقافي-
انتقل الى: