بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز الهميسع
بالنسبة لحرف الجر ( الباء ) لايزاد إلا في المواضع التالية :
1- في فاعل (كفى ): كفى بالله وليّا ...
2- 2_في المفعول به , سماعا ,مثل قوله تعالى ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة )
ومعنى سماعا , أنها لاتزاد إلا في مفعول الأفعال التي سمعت زيادتها في
مفعولاتها ,فلا يقاس عليها غيرها من الأفعال, وأما ماورد ,فلك أن تزيد الباء
في مفعولاتها أينما ورد هذا الفعل
وتزاد في مفعول ( كفى المتعدية لمفعول واحد ) كما في الحديث : كفى بالمرء إثما
أن يحدّث بكل ما سمع.
وتزاد في مفعول كل من : عرف وعلم ( بمعنى عرف ) ودرى وجهل وسمع وأحسّ
3-في المبتدأ , إذا كان لفظ :
أ- حسْب : بحسبك دريهمات
ب- ناهيك : ناهيك بخالد شجاعا
ت- بعد ( إذا الفجائية ) : خرجت فإذا بالأستاذ
ث- بعد ( كيف ) : كيف بك ؟
4- في الحال المنفي عاملها , وزيادتها فيه سماعية , كقول الشاعر :
فما رجعت بخائبةٍ ركابٌ حكيم بن المسيّب منتهاها
5- في خبر ( ليس وما : بمعنى ليس ) كثيرا , وهي قياسية
وأمّا بالنسبة لموضوع السؤال وهو ( وتَنبُتُ بالدهن ) فهو من باب الزيادة في المفعول به
والتقدير ( وتنبت الدهنَ) على أساس أنّ الفعل متعدّ للمفعول به , والفعل ( نبتَ ) فعل
ثلاثي لازم ( لايتعدى إلى المفعول به ) وإذا أعطيناه معنى الفعل ( أنبت ) , مثل : أنبتت
الأرض : بمعنى ( أخرجت النبات ) فيجب أن يكون هنالك فاعل بعد الفعل , والمعنى يقوم على التقدير
ولا يجوز اعتبار عبارة ( تنبت بالدهن ) من الباب السابق إذا اعتبرنا أن الدهن فاعل للفعل المذكور
لأن المعنى يخرج عن المطلوب , ولم تسمع الزيادة في مثل هذا الموضع كما ورد في شرح حالة زيادة الباء في المفعول به , ولا يجوز الخروج عن قواعد اللغة العربية ( اقتسارا ) فيما ليس فيه قياس .
والله الموفق .
أخذ هذا البحث من كتاب ( جامع دروس اللغة العربية ) للشيخ مصطفى الغلاييني, طباعة المطبعة العصرية للطباعة والنشر , الطبعة التاسعة , الجزء الثالث , الصفحة (197) وما بعدها .
.